رياض سعد
الحوار المتمدن-العدد: 8567 - 2025 / 12 / 25 - 09:15
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
*مقدمة : السَّحل بوصفه انكسارًا أخلاقيًا: قراءة في خطاب الكراهية والتحريض
ليست ظاهرة السحل في العراق مجرّد مفردة عابرة في خطاب غاضب أو انفعال لحظي في لحظة أزمة، بل هي تعبير مكثّف عن تراكمات تاريخية ونفسية وسياسية، وعن خلل عميق في بنية الوعي الجمعي، حين يُستبدل منطق الدولة والقانون بمنطق الغوغاء والانتقام الرمزي... ؛ إن الدعوة إلى السحل، مهما كان المستهدف بها، تمثل انحدارًا خطيرًا من المجال السياسي إلى المجال الوحشي، ومن النقد البناء إلى الإبادة المعنوية والجسدية.
نعم , لا يزال العراق يعاني من تداعيات عقود من الحكم الاستبدادي وتأثيرات الاحتلالات الخارجية ونفوذ الفئة الهجينة السلبي ، حيث خلفت الحقب المظلمة لاسيما حقبة الحكومات الطائفية والعسكرية والشمولية والقمعية المتعاقبة تركة ثقيلة من الانقسام المجتمعي والترسيخ الطائفي... ؛ ففي خضم هذا المشهد المعقد، برزت "ظاهرة جريمة السحل" كأحد التجليات الأكثر قتامة للعنف السياسي المجتمعي، حيث يتحول الفضاء العام إلى مسرح للانتقام الجماعي والإذلال الجسدي.
لا تمثل الدعوة إلى السحل فعلًا سياسيًا، ولا موقفًا احتجاجيًا مشروعًا، بل هي في جوهرها إعلان عن سقوط المعنى، وانهيار المسافة الفاصلة بين الإنسان والغريزة الوحشية ... ؛ فالسحل ليس عقوبة، بل طقس إذلال؛ وليس محاسبة، بل تحويل الجسد إلى رسالة، والدم إلى لغة.
وعندما يظهر هذا الخطاب في المجال العام، فإننا نكون أمام أزمة وعي، لا مجرد انفعال عابر.
*السياق التاريخي – ذاكرة القمع وانتقائية الغضب
على مدى أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا، عاش العراق تحت أنماط حكم هجينة، قامت على الإقصاء، والعنف المنظم، وتفريغ الدولة من بعدها الإنساني... ؛ وخلال تلك العقود، ارتُكبت جرائم موثّقة من إبادة جماعية، ومقابر جماعية، وتعذيب ممنهج، وحروب عبثية، وتهجير قسري، كان ضحيتها العراقيون بمختلف انتماءاتهم، ولا سيما أبناء الأغلبية الاجتماعية.
اذ تعود جذور العنف الجسدي العلني في العراق المعاصر إلى عقود من ممارسات الحكومات الهجينة البائدة لاسيما النظام العارفي الاول ثم النظام البعثي الاجرامي ، الذي استخدم العنف الممنهج كأداة للقمع والإرهاب السياسي... ؛ لكن التحول الجوهري حدث مع تحول العنف من ممارسة دولة إلى فعل جماعي شعبي طائفي - اذ تكثر دعوات جريمة السحل لدى بعض الاقليات المعروفة بممارسة العنف - ، حيث تختلط دوافع الانتقام بالحقد الطائفي والاستغلال السياسي... ؛ لقد أصبح السحل تعبيراً عن فشل المؤسسات في تحقيق العدالة الانتقالية، وتحولاً من نظام القمع الرسمي إلى "عدالة المجرمين الطائفيين ".
ورغم ذلك، لم يشهد العراق دعوات شعبية – من قبل ابناء الاغلبية العراقية أو الحكومات المنتخبة - منظمة إلى سحل رموز تلك الأنظمة الاجرامية في الشوارع، بل على العكس، اتجهت الحكومات الديمقراطية المتعاقبة بعد 2003 إلى سياسات احتواء وعفو، وصلت حدّ منح رواتب ومخصصات لمنتسبي الأجهزة القمعية السابقة، بمن فيهم عناصر الحرس الجمهوري وفدائيو النظام، ومجرمي الاجهزة الامنية القمعية , والذين بلغ عددهم مئات الآلاف.
هذه المفارقة تطرح سؤالًا جوهريًا: لماذا يُعاد إنتاج خطاب جريمة السحل اليوم ضد فئة بعينها، بينما صُفِحَ عن قتلة الأمس وذباحة اليوم ؟!
*التشريح السياسي: السحل كأداة تخويف واستعراض قوة
في المستوى السياسي، تمثل ظاهرة جريمة السحل آلية لإخافة الخصوم وإقصائهم عبر تحويلهم إلى رموز مهانة... ؛ إنها استراتيجية تستخدمها بعض القوى الاجرامية لتعزيز هيمنتها عبر إثبات قدرتها على تجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية... ؛ و السحل هنا ليس مجرد فعل انتقامي، بل رسالة سياسية واضحة: "هذا مصير من يعترض طريقنا"... ؛ وفي هذا السياق، يتحول الجسد المعذب إلى نص سياسي يقرأه الجميع، ووسيلة لبث الرعب في نفوس المعارضين والمختلفين.
وتمثل الدعوة إلى جريمة السحل إعلانًا صريحًا عن العجز عن العمل داخل أطر الدولة وبالطرق القانونية المشروعة ... ؛ فحين يُلوَّح بالجثث بدل البرامج، وبالشارع بدل المؤسسات، نكون أمام مشروع هدم لا إصلاح.
كثير من الساسة - لاسيما من المحسوبين على الاغلبية العراقية - الذين يُستهدفون اليوم بخطاب جريمة السحل، هم – بواقع الحال – واقعون بين ضغوط داخلية وخارجية، بين إرث دولة منهارة، وتدخلات إقليمية ودولية قاهرة ، ونظام بيروقراطي مترهل... ؛ بعضهم ينجح في انتزاع حقوق الناس «من فم السبع»، وبعضهم يفشل، وتلك طبيعة السياسة وتقلباتها... .
غير أن تحويل الفشل السياسي – الحقيقي أو المتوهَّم – إلى دعوة للقتل العلني، لا يخدم العدالة، بل يعيد إنتاج منطق الاستبداد نفسه، ولكن بأدوات جديدة وشعارات مختلفة وبدوافع طائفية وعنصرية حاقدة .
*السحل في الفلسفة السياسية – من الدولة إلى القطيع
في الفلسفة السياسية، تقوم الدولة على احتكار العنف المنظَّم ضمن القانون... ؛ أمّا السحل، فهو نزع هذا الاحتكار، وإعادته إلى الجماعة الغاضبة بوصفها «قاضيًا وجلادًا» في آن واحد.
إن الدعوة إلى سحل الخصوم – أيًّا كانت صفاتهم أو مواقعهم – تعني الانتقال من منطق الدولة إلى منطق القطيع، حيث لا تُقاس الأفعال بمعايير العدالة، بل بدرجة الشحن العاطفي والتهييج الجمعي.
وهنا يصبح الخطر مضاعفًا: فمن يبدأ بالسحل بوصفه وسيلة «تطهير»، سينتهي إلى السحل بوصفه عادة، ثم ثقافة، ثم نظامًا بديلاً عن القانون.
*البعد الاجتماعي – تفكيك السلم الأهلي
اجتماعياً، يكشف السحل عن تحول خطير في البنية المجتمعية، حيث تتحول الجماعات إلى حشود غوغائية تفقد فردانيتها وأخلاقها تحت وطأة الخطاب التحريضي... ؛ إنه تعبير عن أزمة التماسك الاجتماعي وانحسار ثقافة التسامح والانسانية والمواطنة ... ؛ و في هذه الحالة، يصبح العنف الجماعي شكلاً من أشكال "التطهير الرمزي" للمجتمع من العناصر التي تعتبرها الحشود "ملوثة" أو "خارجة أو فاسدة أو متهمة بالإجرام "... ؛ السحل هنا طقس عنيف لإعادة ترسيم حدود الجماعة وتأكيد هويتها عبر نبذ ونفي "الآخر".
نعم , يشكل خطاب السحل تهديدًا مباشرًا للنسيج العراقي... ؛ فهو يشرعن العنف الشعبي، ويحوّل الخلاف السياسي إلى ثأر اجتماعي، ويزرع الخوف بدل الثقة.
وحين يُقال علنًا: «سنلاحقكم حتى ندخل بيوتكم ونسحلكم في الشوارع»، فإن الرسالة لا تستهدف أفرادًا بعينهم، بل تبث الرعب في مجتمع كامل، وتؤسس لثقافة الاقتحام والتمثيل بالجثث، وهي ثقافة عرفها العراقيون جيدًا في أحلك مراحل تاريخهم المعاصر .
*التحليل النفسي : آليات التنفيس والسحل كتعويض عن العجز
تنتمي الدعوة إلى جريمة السحل إلى ما يمكن تسميته بـ عقلية التفريغ العدواني؛ حيث يُختزل الغضب العام في صورة جسد يجب تحطيمه... ؛ إنها لحظة يتعطّل فيها التفكير العقلاني، ويحل محله وهم التطهير بالعنف.
هذه العقلية لا تبحث عن محاسبة، ولا عن قانون، بل عن مشهد، عن استعراض دموي يمنح صاحبه شعورًا زائفًا بالقوة والانتصار.
والأخطر أن هذا الخطاب لا يميّز بين مذنب وبريء، ولا بين فاسد ومصلح، بل يتعامل مع الجماعة المستهدفة بوصفها «كتلة إثم» يجب سحقها... ؛ كما هو الحال الان في وسائل الاعلام المنكوسة والمأجورة والتي تستهدف ساسة ورموز وشخصيات الاغلبية العراقية الاصيلة فقط .
نعم، يمثل السحل آلية معقدة للتنفيس عن الإحباط المتراكم والحقد الموروث... ؛ في مجتمع عانى من ويلات الحروب والعنف، اذ يتحول الغضب المجمد إلى انفجار عنيف ضد رموز يُنظر إليها كمسؤولة عن المعاناة... ؛ كما يكشف عن ظاهرة نفسية خطيرة وهي "تماهي الضحية مع الجلاد"، حيث يمارس من عانوا من العنف ذات الآليات التي عانوها يوماً – وان كانت هذه الظاهرة ملازمة للمجرمين المؤدلجين ؛ اذ من النادر قيام المواطنين العراقيين بهذه الجريمة النكراء - ؛ عملية السحل نفسها - مع مشاهد الجر والإهانة الجسدية - تهدف إلى إكمال عملية إذلال الضحية، وتحويلها من إنسان إلى شيء، ومن شخص إلى رمز للشر المطلق الذي يجب تدنيسه... .
نعم , من منظور علم النفس الاجتماعي ، تمثل الدعوة إلى السحل شكلًا من أشكال التعويض العدواني... ؛ فحين يعجز الفرد أو الجماعة عن تحقيق التغيير عبر الوسائل العقلانية والمؤسساتية، يتحول الغضب إلى رغبة في الإذلال العلني للآخر.
السحل هنا لا يستهدف إزالة الظلم، بل إزالة الشعور بالعجز.
إنه فعل يمنح صاحبه وهم السيطرة، لكنه في الحقيقة يكشف هشاشة داخلية، وانعدام ثقة بالذات وبالمستقبل، وبقدرة المجتمع على الإصلاح دون تدمير.
* البعد الطائفي – السحل كخطاب هوياتي و إبادة رمزية
لا يمكن فهم ظاهرة جريمة السحل بعيداً عن البعد الطائفي الذي يشكل أحد أبرز مكوناتها... ؛ ففي كثير من الحالات، يُستخدم السحل كأداة في الصراع الهوياتي، حيث يتحول الجسد المعذب إلى ساحة لتصفية الحسابات الطائفية كما حدث مع الشهيد حسن شحاتة في مصر وكما حصل مع ضحايا الطائفة العلوية في سوريا ؛ فضلا عن ضحايا الاغلبية العراقية على يد مجرمي الطغمة الطائفية والبعثية في العراق ... ؛ الخطاب التحريضي الذي يسبق هذه الأفعال غالباً ما يصبغ الضحايا بصبغة طائفية، محولاً إياهم من أفراد إلى ممثلين لجماعة دينية أو مذهبية بأكملها – صفوية , رجعية , خونة , خمينية , شرجية , رافضة , مشركين , غوغائية ... الخ - هذا التحويل يسهل عملية تجريدهم من إنسانيتهم، ويوفر "المبرر" الأخلاقي للعنف ضدهم.
نعم ، لا يمكن عزل هذه الدعوات عن سياقها الطائفي ... ؛ فحين يتكرر الخطاب نفسه ضد الحوزة الدينية مرة، وضد السياسيين المنتمين إلى الأغلبية العراقية مرة أخرى، فإن المستهدف في النهاية هو هوية كاملة , طائفة كاملة ، بكل أجنحتها ومسمياتها...!!
إنها دعوة مبطنة – وأحيانًا صريحة – إلى الإقصاء، والتجويع، والتنكيل، وربما الإبادة، ولكن تحت غطاء «النقد أو الاصلاح » أو «المدنية أو التغيير » أو «الحرية أو الوطنية ».
السحل ليس قتلًا فحسب، بل هو محو للرمزية الإنسانية والوطنية ... ؛ فالضحية لا تُقتل فقط، بل تُعرَّى من معناها، من اسمها، من قصتها، لتتحول إلى جسد يُسحَب ويُستعرض.
بهذا المعنى، فإن الدعوة إلى جريمة السحل هي دعوة إلى نزع الإنسانية عن الآخر، تمهيدًا لتبرير كل أشكال العنف اللاحقة.
*التاريخ النفسي الجمعي – ذاكرة القمع المعكوس
المفارقة المؤلمة أن المجتمعات الخارجة من تجارب قمع طويلة تكون أكثر عرضة لإعادة إنتاج العنف ... ؛ فالذاكرة غير المعالجة تتحول إلى طاقة انتقام، لا إلى وعي نقدي.
وحين لا يُفكَّك إرث العنف تفكيكًا معرفيًا وأخلاقيًا، يعود متنكّرًا في هيئة «غضب شعبي» أو «خطاب ثوري»، بينما يحمل في جوهره منطق الجلاد القديم نفسه... ؛ وهذا ما نلاحظه لدى بعض المجاميع المسلحة من المحسوبين على الاغلبية العراقية , والعجيب انها تهدد جماعات الاغلبية العراقية الاخرى بجريمة السحل والقتل والابادة والاحراق , لذا عمل الاعداء على استخدام ورقة الضد النوعي ضد الاغلبية العراقية الاصيلة .
*من النقد إلى الإبادة الرمزية
من حق المجتمعات أن تنتقد، وتحتج، وتحاسب، بل وتثور... ؛ لكن الفارق الجوهري بين الثورة والهمجية هو حدّ العنف.
فحين يتحول الخطاب من مساءلة الأداء إلى التلويح بالجثث، ومن نقد الفعل إلى تهديد الوجود، نكون قد تجاوزنا السياسة إلى الإبادة الرمزية، حيث لا يُراد إصلاح النظام، بل تحطيم جماعة بكاملها معنويًا.
وهذا أخطر أشكال العنف؛ لأنه يُلبس نفسه ثوب الأخلاق والوطنية والاصلاح .
* اللغة كجريمة محتملة
في الفلسفة الأخلاقية، لا تُعدّ اللغة محايدة... ؛ فالكلمات التي تُكرَّس وتُكرَّر تصنع واقعًا.
والدعوة المتكررة إلى السحل – حتى إن لم تُنفَّذ – تُمهِّد نفسيًا لقبولها، ثم لتبريرها، ثم لوقوعها... ؛ وهنا تتحول اللغة نفسها إلى أداة عنف، وربما إلى شريك في الجريمة.
والمجتمع الذي يقبل بهذا الخطاب، حتى على مستوى اللغة، يخطو أولى خطواته نحو تطبيع الوحشية والهمجية والدموية .
*السحل في الخطاب السياسي: بين التهديد والممارسة
لقد تحولت لغة السحل من فعل إلى تهديد في الخطاب السياسي العراقي... ؛ تصريحات مثل "سنترك الناس تدخل بيوتكم وتسحلوكم في الشوارع" لم تعد مجرد تعبير عن غضب، بل أصبحت أداة ضغط سياسية لإسكات المعارضين... ؛ و هذا التحول الخطير يعكس انزياحاً في الثقافة السياسية من الحوار إلى الترهيب، ومن التنافس السياسي إلى التهديد بالعنف الجسدي... ؛ إنه مؤشر على عمق أزمة الثقة في المؤسسات، حيث يلجأ السياسيون إلى لغة الحشود والعنف بدلاً لغة القانون والمؤسسات.
*الخاتمة: الانحياز للكرامة الانسانية والمواطنة العراقية ضد السحل .. نحو كسر حلقة العنف
إن رفض جريمة السحل لا يعني الدفاع عن الفساد او عن الخونة ، ولا تبرئة الفاشلين والمجرمين ، بل هو دفاع عن فكرة الدولة، وعن الإنسان، وعن حق المجتمع في المحاسبة القانونية العادلة دون أن يتحول إلى غابة وحشية وبيئة همجية .
نعم , إن رفض خطاب السحل لا يعني الدفاع عن أشخاص أو مواقع أو سلطات، بل هو دفاع عن الكرامة الإنسانية والمواطنة العراقية بوصفها خطًا أحمر لا يجوز تجاوزه.
وهو أيضًا انحياز للعقل ضد الغريزة الحيوانية والسلوك الهمجي ، وللمعنى ضد المشهد، وللمستقبل ضد لحظة انتقام عمياء.
فالمجتمع الذي يسمح لنفسه أن يهدد بالسحل، يهدد نفسه أولًا، لأن السحل – حين يُشرعن – لا يتوقف عند خصم، بل يبحث دائمًا عن ضحية جديدة.
ومن موقع المتلقي لهذا الخطاب التحريضي، فإن الانحياز الأخلاقي والوطني يكون واضحًا: الانحياز إلى من يُهدَّدون بالسحل، لا حبًا بالأشخاص، بل كراهيةً للسحل ذاته، ورفضًا للعقلية التي تراه حلًا.
فالدول لا تُبنى بالجثث في الشوارع، بل بالقانون، ولا تُصلَح بالتحريض، بل بالوعي، ولا تُحمى من الاستبداد بإعادة إنتاجه بأسماء جديدة.
نعم , ظاهرة السحل في العراق ليست حدثاً عابراً، بل هي عارض لمرض أعمق في الجسد السياسي والاجتماعي العراقي... ؛ معالجتها تتطلب أكثر من إدانة أخلاقية، بل تحتاج إلى:
1. بناء مؤسسات عدالة قادرة على تحقيق العدالة الانتقالية الحقيقية
2. تفكيك الخطاب التحريضي الذي يجعل من العنف وسيلة مشروعة
3. إعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع عبر مشروع وطني شامل
4. تعزيز ثقافة الحوار والتسامح في الفضاء العام والتعليم
5- تجريم خطاب التحريض على جريمة السحل بمواد قانونية صريحة
إن الخطر الأكبر ليس في أفعال السحل ذاتها فقط، بل في تحولها إلى "ثقافة" و"ممارسة مقبولة" في الوعي الجمعي... ؛ العراق الذي عرف أولى الشرائع القانونية في تاريخ البشرية، يستحق اليوم أن يبنى على أسس العدالة والمؤسسية والانسانية ، لا على ثقافة الانتقام والعنف... ؛ فالسحل لا يقتل الضحية فقط، بل يقتل إنسانية الجلاد، ويسمم مستقبل المجتمع بأكمله.
#رياض_سعد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟