أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - جريمة في المنصور: انعكاس لجروح إقليمية عميقة وتحولات في طبيعة العنف بين سوريا والعراق














المزيد.....

جريمة في المنصور: انعكاس لجروح إقليمية عميقة وتحولات في طبيعة العنف بين سوريا والعراق


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 08:42
المحور: الصحافة والاعلام
    


على مدار أكثر من عقدين، شكلت العلاقة بين سوريا والعراق نموذجاً معقداً للصراعات الإقليمية، حيث تتداخل فيها الخطوط السياسية والدينية بالاجتماعية والجنائية... ؛ و تُعيد حوادث الجريمة المنظمة والعابرة للحدود فتح نقاشٍ حساس في العراق، لا سيما عندما تتقاطع الأبعاد الجنائية مع السياقات الاجتماعية والسياسية والأمنية كما اسلفنا... ؛ وفي هذا الإطار يأتي خبر إلقاء القبض على مجموعة من العمّال السوريين في جانب الكرخ من بغداد / ، بتهمة سرقة عجلات من نوع “لاندكروز” سوداء من منطقة المنصور، ومحاولة تهريبها باتجاه محافظة الأنبار تمهيداً لإخراجها خارج البلاد... ؛ وهي حادثة، وإن بدت جنائية في ظاهرها، إلا أنها تطرح أسئلة أوسع تتعلق بالهشاشة الأمنية، واستغلال العمالة الوافدة، وشبكات الجريمة المنظمة، وحدود التداخل بين الجريمة والسياسة... .
نعم , فما بدا جريمة جنائية عادية يكشف عن طبقات متراكمة من العنف البنيوي، وصراعات الهوية، وتداخل الملفات الأمنية بين البلدين جراء سنوات من الحروب المتشابكة والنزاعات الطائفية الدموية.
لا يمكن تجاهل حقيقة أن بعض العصابات المنظمة تسعى إلى استغلال أو تجنيد أفراد من الجاليات الاجنبية والعربية والعمالة الوافدة ... ؛ مستفيدة من ضعف الرقابة، أو من الفوضى التي خلّفتها الصراعات في المنطقة... ؛ وفي هذا السياق تحديداً، تُثار بين الحين والآخر اتهامات بل تأكيدات حول وجود صلات بين شبكات إجرامية ناشطة في التهريب والسرقة والاجرام والارهاب ، وبين جماعات مسلحة أو حركات إسلامية متطرفة، أو أطراف سياسية أجنبية وخارجية ؛ ومن بينها الجهات المرتبطة بـ“حكومة الجولاني” في سوريا... ؛ و هذه الصلات، لا تعكس فقط بعداً جنائياً، بل تكشف عن اقتصاد ظلّ عابر للحدود، تتداخل فيه الجريمة المنظمة مع التمويل غير المشروع، واستغلال الفوضى الأمنية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.
ومن هنا، تصبح الجريمة ليست مجرد سرقة عجلات، بل حلقة ضمن سلسلة أعقد: تهريب، تبييض أموال، تمويل جماعات مسلحة، وإضعاف الاستقرار الداخلي... ؛ وهذا ما يفرض على الدولة العراقية مقاربة شاملة، لا تكتفي بالمعالجة الأمنية، بل تمتد إلى تنظيم سوق العمل، وتشديد إجراءات الإقامة، وتعزيز التعاون الاستخباري مع دول الجوار، إلى جانب خطاب إعلامي مسؤول يوازن بين كشف الحقائق ومنع التحريض والكراهية... .
الخلاصة: نحو فهم أعمق
حادثة سرقة سيارات المنصور بواسطة عمال سوريين هي أكثر من مجرد خبر بوليسي. إنها نافذة على واقع معقد حيث:
1. الجريمة البحتة قد تكون الغطاء الوحيد الظاهر، لكنها تحدث في بيئة مشبعة بـالشك الأمني التاريخي بين العراق وسوريا.
2. الارتباط بتنظيمات مثل "هيئة تحرير الشام" ليس حتمياً في كل جريمة، لكن الخلفية المشتركة للصراع تجعل هذا الارتباط هو الإطار التفسيري الأول الذي تتبناه الأجهزة الأمنية والرأي العام أحياناً.
3. الدولة العراقية الهشة، التي تعاني من انهيار اجتماعي وفساد وإفلات من العقاب، تُسيّس أحياناً القضايا الجنائية أو تستخدمها في صراعاتها الإقليمية، مما يعمق الأزمة بدلاً من حلها.
الخبر إذن هو حلقة في سلسلة طويلة، تبدأ بسيارة مسروقة في بغداد، وتمتد إلى معتقل في النجف، وتتصل بمعارك في ريف إدلب، وجذورها كلها غارقة في تربة واحدة من العنف الإقليمي المزمن الذي لم تُحصد منه سوى المزيد من المآسي والجرائم والظلم.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية والاستغلال بحقّ السوريين في تركيا: قراءة سياسية-اجت ...
- مرثية الروح والظل
- الطفولة العراقية بين قسوة التاريخ و ميراث العنف وبنية الاستغ ...
- مرايا البعد والاغتراب وأطياف الاصدقاء القدامى
- دوامة التغيير… حين تبتلعك ذواتك المتعددة
- سيولة الشعور وهشاشة اللحظة: قراءة نفسية في زمن العاطفة المتح ...
- حين يشوي العمّ ( أبو محمد) لحمَ الذاكرة على جمر الزمن
- الكائن الذي فضحته إضاءته
- كيمياء الوجود بين صرامة القوانين ووهم الاستثناء
- الواقع المزيف: بحثًا عن الحقيقة في زمن الالتباس وطمر الوعي
- حين تدور الأسطوانة… ويستيقظ زمنٌ لم يمت
- وليمة الجوع الذي لا يُشبِع … وسراب الشِّبع الذي لا يرحم
- العابر بين ظلاله
- نارٌ تُضيء ظِلال الروح
- النقل والرواية بوصفها ساحة للصراع: نقد تمثّلات الخصم والاخر ...
- اشكاليات مفهوم الأمة العراقية / 10 / ازدواجية المعايير وإشكا ...
- الهجرة بوصفها فعلًا اجتماعيًّا معقّدًا: بين الاستبداد السياس ...
- نحو تأسيس وعي وطني جديد: مقاربة فلسفية-سياسية في مفهوم الأمة ...
- جشع محطات الوقود الأهليّة… حين يتحوّل «القليل» إلى منظومة فس ...
- الضياع… حين تغترب النفس عن ذاتها وتصبح الحياة بلا بوصلة


المزيد.....




- -وسط حصار لفنزويلا-.. ضربة أمريكية على قارب مزعوم لتهريب الم ...
- واحدة من أكبر صفقات الأسلحة بتاريخهما.. إليكم تفاصيل ما أُبر ...
- عثرات بالبحث عن مطلق النار بجامعة براون تؤدي للقبض على الشخص ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- استطلاع: غالبية الألمان تؤيد استخدام أصول روسية لصالح أوكران ...
- تواصل المواجهات بين كمبوديا وتايلاند وبنوم بنه تتهم بانكوك ب ...
- جدعون ليفي: أنى لمجزرة بوندي أن تحجب كل مجازر غزة!
- صحف عالمية: الخط الأصفر يشبه حدودا قاتلة للفلسطينيين في غزة ...
- مجزرة -بطن الهوى-.. إخلاء مزيد من بيوت المقدسيين لصالح المست ...
- ماذا تأكل عند الإصابة بالإنفلونزا؟


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - جريمة في المنصور: انعكاس لجروح إقليمية عميقة وتحولات في طبيعة العنف بين سوريا والعراق