أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رياض سعد - الطفولة العراقية بين قسوة التاريخ و ميراث العنف وبنية الاستغلال و تشوه الوعي : قراءة تاريخية– أنثروبولوجية – سوسيولوجية – نفسية















المزيد.....

الطفولة العراقية بين قسوة التاريخ و ميراث العنف وبنية الاستغلال و تشوه الوعي : قراءة تاريخية– أنثروبولوجية – سوسيولوجية – نفسية


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 09:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم تكن الطفولة في العراق، منذ فجر الحضارات الأولى في بلاد الرافدين، حالة بريئة محصّنة بالرحمة والرعاية كما يُفترض بها أن تكون، بل كانت في كثير من مراحلها نتاجًا مباشرًا لمنظومات فكرية واجتماعية واقتصادية قاسية، تشكّل وعيها الجمعي تحت ضغط الجهل والخوف والعنف والسلطة الأبوية الصارمة... ؛ فالطفل لم يُنظر إليه بوصفه كائنًا مستقلًا له احتياجات نفسية وعاطفية وحقوق إنسانية، بل عُدّ مشروعًا غير مكتمل، أو مادة خام يجب “تقويمها” بالقوة، ولو على حساب كرامتها وجسدها وروحها.
نعم , الطفولة في العراق، عبر امتدادها التاريخي الطويل، لم تكن مرحلة محمية بالوعي والرحمة كما يفترض المنطق الإنساني، بل كانت في كثير من أطوارها مرآة صافية لاضطراب المجتمع نفسه، وعنفه الكامن، واختلال منظومته القيمية... ؛ فالطفل الرافديني العراقي لم يُعامَل بوصفه ذاتًا إنسانية في طور التكوّن، بل بوصفه كائنًا ناقصًا، يجب إخضاعه مبكرًا، وكسر إرادته، وتطويعه بالعقاب الجسدي والنفسي، حتى يستقيم على ما يُراد له لا على ما يحتاجه...!!
* أولًا: الجذور التاريخية للعنف التربوي / القراءة التاريخية
تُظهر النصوص المسمارية، والوصايا الأخلاقية القديمة، أن مفهوم التربية في العراق القديم كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالضبط والسيطرة والطاعة... ؛ فالأسرة، بوصفها نواة المجتمع، أعادت إنتاج القيم السائدة نفسها، حيث كانت السلطة للأب، والعقاب وسيلة أساسية للحفاظ على النظام... ؛ وفي هذا السياق، تأتي وصايا الحكيم الآشوري أحيقار، الذي عاش في القرن السابع قبل الميلاد، لتكون وثيقةً نفسيةً واجتماعيةً بالغة الدلالة... ؛ فهي لا تعكس فقط فلسفةً تربويةً فردية، بل تكشف عن عقلية جمعية رسّخت ثنائية العقاب والطاعة... ؛ اذ يقول أحيقار في إحدى وصاياه لابن أخيه نادان:
"يَا ابْنِي، لَا تُبَخِّلْ عَلَى ابْنِكَ بِتَأْدِيبِ الْعَصَا، فَضَرْبُ الْوَلَدِ لِلْجَسَدِ كَسَمَادِ الزِّبْلِ لِلْحَدِيقَةِ، وَكَاللِّجَامِ لِلْحِمَارِ، وَكَالقَيْدِ فِي رِجْلِ الْجَمَلِ. يَا ابْنِي، أَخْضِعِ ابْنَكَ وَهُوَ غُلاَمٌ صَغِيرٌ، قَبْلَ أَنْ يَتَمَرَّدَ عَلَيْكَ فَيُخْجِلَكَ بِسُوءِ أَفْعَالِهِ."
هذه الوصية، بصورها المجازية القاسية، تختزل رؤيةً ترى في الطفل كائناً جامحاً قريباً من عالم الحيوان، يحتاج إلى أدوات الترويض المادي (العصا، اللجام، القيد) كي يُنتج فضيلةً أو يُثمر معرفة... ؛ لقد آمن الأسلاف، استناداً إلى مثل هذه الرؤى، بأنَّ الضرب، والمبرح منه خاصةً، هو المحرّك الرئيس لتربية الطفل على الفضيلة، وأنَّ مجانبة الرذيلة لا تكون إلا عبر العنف والقسر... ؛ وهي رؤية لم تكن استثناءً في زمانها، بل تعبيرًا عن نسق ثقافي كامل يرى في العصا أداة تهذيب، وفي الألم وسيلة لبناء الفضيلة , وفي القهر والضرب والعقوبة رحمة ...!!
وهذا الاعتقاد لم ينشأ من فراغ، بل كان انعكاساً لمجتمع تعاقبت عليه الحروب والغزوات وقسوة الطبيعة، فبات يرى في القسوة ضرورةً للبقاء، وفي الطاعة العمياء قيمةً عليا... ؛ نعم , تكشف هذه الوصية بوضوح عن عقل تربوي يرى في الضرب وسيلة ضرورية لصناعة “الإنسان الصالح”... ؛ إذ شبّه أحيقار ضرب الطفل بالسماد للحديقة، وباللجام للحيوان، في إسقاطٍ رمزي خطير يساوي بين الطفل والكائن الذي لا يُضبط إلا بالقيد... ؛ هذا التشبيه لم يكن مجرّد بلاغة، بل تعبيرًا عن وعي جمعي يرى الطاعة غاية التربية، لا تنمية العقل أو الوجدان... ؛ كما اسلفنا .
فمنذ فجر الحضارة في بلاد الرافدين، وحتى العصور الحديثة المتأخرة، ظلّ عالم الطفولة يرزح تحت ثقل مُركَّب من الموروثات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية، التي شكَّلت علاقةً ملتبسةً بين المجتمع والطفل... ؛ و لم تكن المعاناة حِكرًا على هذه الأرض؛ فشعوبٌ عديدةٌ عانت من تداعيات الجهل وأساليب التربية البدائية... ؛ غير أنَّ السياق العراقي يتميّز بطبقاتٍ متراكمةٍ من الممارسات التي اختلط فيها الفهم الضيّق للتربية باستخدام العنف المنهجي، ممّا حوّل مرحلة الطفولة في أحيان كثيرة إلى رحلة عبر حقول من الألم الجسدي والنفسي.
لقد أساء الرجال والنساء، على حدٍّ سواء، في كثير من الأحيان، إلى عملية التربية، فاتّبعوا أساليب عشوائيةً ظالمةً، تُجاوِز حدَّ التقصير لتَقترب، في بعض تمظهراتها، من العبث والإجرام... ؛ ولا ينفي ذلك وجود ومضات حنان وفطرة سليمة، لكنّ النبرة الغالبة في الخطاب التربوي التاريخي، كما دوّنته النصوص والوصايا والفلكور الشعبي ، كانت نبرةً قائمةً على الخوف والتّرويض وعدم احترام خصوصيات الطفولة .
نعم , استمر هذا النهج، بمستويات متفاوتة، قروناً طويلة، ليرسخ واقعاً مُزرياً للطفولة العراقية... ؛ ففي البيت، كان العنف الأسري هو اللغة الأولى للتأديب... ؛ وفي الكتاتيب (الملا) أو الحلقات الدينية، تحوّل التعليم إلى ميدانٍ للتعذيب، حيث كانت الفَلَقَة الخيزران أداتيِ التلقين الرئيسيتين، تضربان على الأقدام والأيادي حتى تورما، وغالباً ما كان الآباء يوصون الملالي بضرورة الشدة، فكأنّ الطفل قد أرسل إلى ساحة حرب لا إلى بيتٍ للعلم وتعلم القراءة والكتابة ... ؛ ولم يكن الشارع أو السوق ملاذاً آمناً، فكثيراً ما تعرّض الأطفال للضرب من المارة أو الباعة بحجة الإزعاج أو قلة الأدب، بل وحتى في ساحات اللعب كانت العُنفوانية الطفولية تُحلّ باللكم والصراع والركلات ... ؛ وقد استمرت هذه الرؤية، مع اختلاف الأزمنة، في الثقافة الشعبية، حيث بقي الموروث التربوي أكثر رسوخًا من أي تحديث قانوني أو معرفي. فالعنف لم يُنظر إليه كجريمة، بل كـ«حق أبوي» و«واجب أخلاقي»، ما منح القسوة شرعية اجتماعية طويلة الأمد.
وحين كان يُرسل الأطفالُ إلى سوق العمل لتعلم المهن، تحت وطأة الفقر، كان العنف ينتقل معهم... ؛ ففي ورش الحدادة والميكانيك، كان الصبيان يتعرضون للضرب بأدوات العمل نفسها (المفاتيح، الأنابيب , أدوات العمل ) تحت ذريعة تعليم أصول الصنعة ... ؛ ما أدى في حالات عديدة إلى إصابات بالغة وعاهات مستديمة... ؛ وقصص المعاناة تلك ليست من نسج الخيال؛ ففي تسعينيات القرن الماضي، في إحدى محافظات العراق ، ربط أبٌ ابنه بحبلٍ خشنٍ من قدميه إلى نافذة حديدية تحت شمس تموز الحارقة، لتأديبه على هفوة، مما تسبّب في إغماء الولد وإصابته بالغرغرينا، لتُبتر ساقه لاحقاً... ؛ وهذه الحالة، وإن كانت صادمة، فهي واحدة من آلاف الحوادث اليومية التي غابت عن الإعلام، وكانت نتاجاً طبيعياً لخلية عنفٍ متراكمة.
* ثانيًا: القراءة الأنثروبولوجية – العنف بوصفه ثقافة
إنَّ تحليل هذه الظاهرة من منظور أنثروبولوجي-اجتماعي يشير إلى أنها لم تكن مجرد "قَسْوَة" فردية، بل كانت جزءاً من بنية ثقافية أوسع تُقدّس السلطة الأبوية المُطلقة (الأب، المعلم، استاذ الصنعة , شيخ العشيرة ... الخ )، وتُهمّش حقوق الكائن الضعيف... ؛ يمكن فهم هذه القسوة بوصفها نتاج بيئات عانت شح الموارد، والحروب، والكوارث، وعدم الاستقرار... ؛ ففي المجتمعات التي تُثقلها المخاوف الوجودية، يُعاد تشكيل التربية لتخدم البقاء لا الرفاه، والطاعة لا الإبداع... ؛ وهكذا جرى توريث أنماط العنف من جيل إلى جيل، حتى أصبحت جزءًا من “الطبيعي” و” المألوف”، لا تُسائل أخلاقيًا ولا تُفكك معرفيًا... .
ففي المجتمعات التي تُحاصرها القسوة، يُعاد إنتاج القسوة داخل الأسرة. وهكذا تحوّل الطفل إلى الحلقة الأضعف التي تُفرَّغ فيها توترات الكبار، وإخفاقاتهم، وإحباطاتهم الاقتصادية والاجتماعية... ؛ وقد أُلبست هذه القسوة لبوس الحكمة والخبرة، حتى باتت الأم – كما الأب – شريكًا في إعادة إنتاج العنف، لا عن شر متأصل، بل عن جهل مركّب، يجعل الضرب مرادفًا للتربية، والإذلال مرادفًا للتقويم.
وعلى الرغم من وجود تباينات إقليمية، فإن المقارنة مع مجتمعات مجاورة – كبلاد فارس مثلًا – تكشف فروقًا واضحة في النظرة إلى الطفل... ؛ فقد أظهرت بعض المصادر التاريخية أن التربية الفارسية القديمة كانت أكثر ميلًا إلى الصبر والتدرّج والاهتمام بالتنشئة الأخلاقية عبر القدوة، لا عبر العقاب الجسدي المفرط، وهو ما يسلّط الضوء على أثر الثقافة لا الجغرافيا وحدها في تشكيل مفهوم الطفولة.
والمأساة الأعمق أننا، ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، وسط انفجار المعرفة والاتصال، ما زلنا نرى استمراراً لتلك الممارسات في أوساط غير قليلة، خاصة في البيئات الأكثر فقراً وجموداً فكرياً... ؛ ما زالت العصا تُعتبر " طريقة تربوية "، وما زال العنف يُتبرَّر بـ "التأديب"... ؛ صحيح أنَّ الوعي قد ارتفع والقوانين وضعت، لكن جذور تلك العقلية الغائرة في التاريخ لم تقتلع بعد بالكامل.
* ثالثًا: البنية السوسيولوجية لدورة العنف
سوسيولوجيًا، عاش الطفل العراقي داخل دائرة مغلقة من الإيذاء المنظّم... ؛ ففي البيت يُضرب بحجة التربية، وغالبًا ما تتخذ الضربات شكلًا وحشيًا: أسلاك كهرباء، خراطيم ماء، عصيّ خشبية، أو الحبس في غرف مظلمة، وربط الأطراف، والحرمان من الطعام. وقد شهد المجتمع حالات متكررة لأطفال فارقوا الحياة أو أُصيبوا بعاهات دائمة بسبب “التأديب”.
وفي المؤسسات التعليمية التقليدية، كالكَتاتيب والحلقات الدينية، استُخدمت الفلقة وعصيّ الخيزران بوصفها أدوات تعليم، حتى تورّمت أقدام الأطفال، أو نزفت أجسادهم، بينما كان الآباء يوصون المعلّمين بمزيد من القسوة كما أسلفنا ، وكأن المدرسة امتداد لغرفة التعذيب المنزلية... ؛ بل حتى في المدارس الحكومية التي انبثقت مع تأسيس الحكومة العراقية المعاصرة ؛ اذ لم تفارق العصا يد المعلم قط .
أما في الفضاء العام، فلم يكن الطفل في مأمن... ؛ فالضرب في الأسواق، والتوبيخ العلني، والإهانة اللفظية، كانت تُمارَس عليه من الغرباء والجيران باسم “قلة الأدب” أو “إزعاج الكبار” ... ؛ نعم , لم يكن العنف ضد الطفل محصورًا داخل جدران البيت... ؛ فالطفل العراقي كان يدخل في دورة اجتماعية مغلقة من القهر ما عمّق شعوره بانعدام الأمان وانعدام القيمة... ؛ اذ كانت الفلقة، وعصا الخيزران، والشتيمة، والإذلال، كانت أدوات “مشروعة” في نظر المجتمع ... ؛ ومن منظور سيكولوجي، خلقت هذه الممارسات حلقةً مفرغةً من العنف المُكتسب، حيث يتحول المعنَّف سابقاً إلى مُعنِّف لاحقاً، في عملية تكرار أبدي للألم... .
* رابعًا: الأثر النفسي العميق
أما نفسيًا، فإن هذه البيئة العنيفة خلّفت آثارًا عميقة في الشخصية العراقية... ؛ فالطفل الذي ينشأ على الخوف لا يتعلم الفضيلة، بل يتقن التمويه، ويكبت مشاعره، ويعيد إنتاج العنف حين تتاح له السلطة... ؛ وقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة أن الضرب لا يبني أخلاقًا، بل يزرع القلق، واضطرابات الشخصية، وانخفاض تقدير الذات، ويحوّل العنف إلى لغة تواصل طبيعية... .
وتكفي الإشارة إلى آلاف الحوادث المروعة التي وثّقها الواقع، كحالات التعذيب المنزلي التي تصل إلى حد العاهات المستديمة أو الموت، لتأكيد أن ما يُسمّى “تربية” كان – ولا يزال في بعض البيئات – شكلًا من أشكال الإيذاء المنهجي.
أنتج هذا الواقع المأساوي أجيالًا مثقلة بالخوف، والعدوانية المكبوتة، واضطرابات القلق، والشعور بالدونية... ؛ فالطفل المعنَّف لا يتعلّم المعرفة والسلوك الراقي ، بل يتعلّم النجاة والخلاص ... ؛ يكذب ليحمي نفسه، ويطيع خوفًا لا اقتناعًا، وحين يكبر، يعيد إنتاج العنف ذاته، لأنه لم يتعلّم لغة أخرى للتواصل... ؛ وقد أثبت علم النفس الحديث أن المجتمعات التي تُربّي أطفالها بالعصا، تحصد مستقبلًا هشًّا، مليئًا بالعنف والجريمة والانكسار الداخلي.
* خامسًا: جرائم العمل القسري واستغلال الطفولة
وتبلغ مأساة الطفولة ذروتها في سوق العمل... ؛ فالفقر، واليتم، والنزوح، دفعت آلاف - بل مئات الالاف وطوال العقود المنصرمة - الأطفال إلى الورش والمصانع والأسواق... ؛ وهناك تعرّضوا لأبشع أشكال الاستغلال: أطفال يعملون في ورش تصليح السيارات، يُضربون بأدوات حديدية، ويتعرّضون للحروق وبتر الأصابع اثناء العمل احيانا ... ؛ وأطفال في معامل الطابوق، يعملون تحت الشمس اللاهبة، يحملون أثقالًا تفوق قدرتهم الجسدية... ؛ وأطفال يُستغلون في التسوّل المنظّم، تُدار حياتهم من قبل شبكات إجرامية أو عوائل منحلة ، تُجبرهم على العمل لساعات طويلة، وتقتطع عائداتهم بالقوة... ؛ وفتيات قاصرات يُزجّ بهن في أعمال الخدمة القسرية , او السمسرة الجنسية ، أو يُزوّجن مبكرًا تحت ضغط الحاجة الاقتصادية... .
* ختاماً، فإن قراءة تاريخ الطفولة في العراق ليست استعراضاً للمآسي فحسب، بل هي دعوة إلى تفكيك هذا الإرث الثقيل... ؛ إنها مطالبة بإعادة تأويل وصية أحيقار وغيره، ليس كدليل عمل، بل كنص تاريخي يُفهم في سياقه، ثم يُتجاوز نحو رؤية إنسانية تُفرِّق بين التأديب والتعذيب، وبين التربية والترويض، وتعيد للطفولة براءتها وحقها في النمو بعيداً عن رُعب العصا ووحشة القيد.
نعم , إن مأساة الطفولة في العراق ليست حادثة عابرة، بل بنية تاريخية وثقافية واجتماعية متراكمة... ؛ وما لم يُفكَّك هذا الميراث نقديًا، وتُجرَّد القسوة من شرعيتها الأخلاقية والدينية والاجتماعية، ستظل الطفولة العراقية وقودًا لدورات لا تنتهي من العنف... ؛ فالطفل ليس حيوانًا يُروَّض، ولا أداة إنتاج، ولا ملكية خاصة ... .
الطفل هو مستقبل مجتمع بأكمله، ومجتمع يكسر طفولته، إنما يحكم على نفسه بالانكسار الدائم.
إن إنقاذ الطفولة ليس ترفًا فكريًا، بل شرطًا أساسيًا لبناء مجتمع سليم، لأن الطفل الذي يُربّى بالكرامة، هو وحده القادر على أن يصنع وطنًا بلا عصا.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرايا البعد والاغتراب وأطياف الاصدقاء القدامى
- دوامة التغيير… حين تبتلعك ذواتك المتعددة
- سيولة الشعور وهشاشة اللحظة: قراءة نفسية في زمن العاطفة المتح ...
- حين يشوي العمّ ( أبو محمد) لحمَ الذاكرة على جمر الزمن
- الكائن الذي فضحته إضاءته
- كيمياء الوجود بين صرامة القوانين ووهم الاستثناء
- الواقع المزيف: بحثًا عن الحقيقة في زمن الالتباس وطمر الوعي
- حين تدور الأسطوانة… ويستيقظ زمنٌ لم يمت
- وليمة الجوع الذي لا يُشبِع … وسراب الشِّبع الذي لا يرحم
- العابر بين ظلاله
- نارٌ تُضيء ظِلال الروح
- النقل والرواية بوصفها ساحة للصراع: نقد تمثّلات الخصم والاخر ...
- اشكاليات مفهوم الأمة العراقية / 10 / ازدواجية المعايير وإشكا ...
- الهجرة بوصفها فعلًا اجتماعيًّا معقّدًا: بين الاستبداد السياس ...
- نحو تأسيس وعي وطني جديد: مقاربة فلسفية-سياسية في مفهوم الأمة ...
- جشع محطات الوقود الأهليّة… حين يتحوّل «القليل» إلى منظومة فس ...
- الضياع… حين تغترب النفس عن ذاتها وتصبح الحياة بلا بوصلة
- العوامل الصانعة للوعي الجمعي والثقافة العامة : بين القيادة و ...
- حين يتحول المجرم إلى وجيه .. والمجتمع إلى شريك في الجريمة..! ...
- ما بعد الفناء النووي: الإنسان حين يحترق بعقله


المزيد.....




- رائحة غريبة.. تقود رجلًا الى إكتشاف ثعبان تحت غطاء محرك سيار ...
- العراق: إقالة مسؤولين عن إدراج حزب الله وجماعة الحوثي بقائمة ...
- اليانصيب الأمريكي يصنع المليونيرات: تعرف على أكبر 10 جوائز ع ...
- بيروت تستضيف موكب عيد الميلاد الملون رغم التوتر مع إسرائيل
- نازحو غزة يواجهون أمطارا غزيرة وطقسا باردا في خيام هشة
- الأردن في مواجهة المغرب للفوز بـ-عرش- كأس العرب 2025
- من هو الملياردير الأفريقي -السخي- الذي وزع مكافآت بأكثر من 2 ...
- الأردن في مواجهة المغرب للفوز بـ-عرش- كأس العرب 2025
- تبون يعفو عن المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث بعد سجنه بسبب ...
- الكرملين: روسيا تسعى لإنهاء الحرب وترفض الحلول المؤقتة


المزيد.....

- العقل العربي بين النهضة والردة قراءة ابستمولوجية في مأزق الو ... / حسام الدين فياض
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي ... / غازي الصوراني
- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رياض سعد - الطفولة العراقية بين قسوة التاريخ و ميراث العنف وبنية الاستغلال و تشوه الوعي : قراءة تاريخية– أنثروبولوجية – سوسيولوجية – نفسية