أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - تسلّل السوريين إلى بغداد عبر أربيل: مقاربة سياسية–أمنية لظاهرة مقلقة














المزيد.....

تسلّل السوريين إلى بغداد عبر أربيل: مقاربة سياسية–أمنية لظاهرة مقلقة


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 08:37
المحور: الصحافة والاعلام
    


تشهد الساحة العراقية في الآونة الأخيرة تصاعدًا لافتًا في ظاهرة تسلّل مواطنين سوريين إلى الأراضي العراقية، ولا سيما إلى العاصمة بغداد، عبر طرق غير شرعية تنطلق غالبًا من إقليم كردستان، وتحديدًا من أربيل، باستخدام شبكات تهريب منظمة وأساليب بالغة الخطورة... ؛ و هذه الظاهرة لم تعد مجرد قضية هجرة غير نظامية، بل باتت تحمل أبعادًا سياسية وأمنية حساسة تفرض على الدولة العراقية قراءتها بعمق وحزم.
وتكمن خطورة هذا الملف في الطريقة التي يتم بها التسلل، إذ تلجأ شبكات التهريب إلى إخفاء الأشخاص داخل هياكل الشاحنات أو بين شاصي المركبات الثقيلة، في تجاوز صارخ للقانون واستهانة فاضحة بحياة البشر... ؛ وفي هذا السياق، تأتي الحادثة الأخيرة التي ألقت فيها القوات الأمنية العراقية القبض على عدد من المواطنين السوريين مختبئين داخل شاصي شاحنة قادمة من أربيل ومتجهة إلى بغداد، لتكشف حجم التهديد الكامن وخطورة ما يجري في الخفاء.
إن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه هنا: لماذا يسعى هؤلاء إلى دخول بغداد تحديدًا؟ وهل الأمر يقتصر على دوافع اقتصادية ومعيشية، أم أن هناك أهدافًا أخرى أكثر تعقيدًا وخطورة؟ فالعاصمة بغداد ليست مدينة حدودية أو نقطة عبور عابرة، بل هي مركز القرار السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، ما يجعل أي تسلل غير شرعي إليها مسألة تستوجب أعلى درجات الحذر والتدقيق.
*سياسيًا، لا يمكن فصل هذه التحركات عن حالة السيولة الإقليمية والتداخل الأمني بين الساحات، ولا سيما في ظل التحولات الجارية في سوريا وما يرافقها من صعود قوى وسلطات أمر واقع، الأمر الذي يثير مخاوف مشروعة من محاولات تصدير الأزمات أو اختراق العمق العراقي بواجهات مدنية أو عمالية... ؛ ومن هنا يبرز القلق من أي حكومة أو سلطة سورية لا تملك السيطرة الكاملة على حدودها ومواطنيها، أو تغضّ الطرف عن شبكات التهريب، وهو ما يبرر المخاوف المتداولة مما قد ينتج عن سياسات حكومة الجولاني وأمثالها، إن صحّ توصيفها، من تداعيات أمنية تتجاوز الحدود السورية.
*أمنيًا، تمثل هذه الحالات ثغرة خطيرة في منظومة ضبط الحدود وحركة التنقل بين الإقليم والمحافظات الأخرى، وتطرح تساؤلات جدية حول مستوى التنسيق والرقابة، وحول قدرة بعض الشبكات على استغلال التعقيدات الإدارية والجغرافية لتمرير أشخاص مجهولي الهوية والنوايا... ؛ فالتجارب السابقة في العراق أثبتت أن التهاون في هذا النوع من الملفات قد يؤدي إلى نتائج كارثية، خاصة إذا ما استُخدمت الهجرة غير الشرعية كغطاء لأعمال إجرامية أو إرهابية.
*ختامًا، إن ظاهرة تسرب السوريين إلى العراق عبر التهريب لا ينبغي التعامل معها بوصفها ملفًا إنسانيًا فقط، ولا أمنيًا صرفًا، بل كقضية مركبة تتداخل فيها السياسة بالأمن، والداخل بالإقليم، وتحتاج إلى رؤية شاملة، وإجراءات حازمة، وتنسيق عالي المستوى، حفاظًا على أمن العراق وسيادته، ومنعًا لتحول أراضيه إلى ساحة مفتوحة لتداعيات أزمات الآخرين.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة في المنصور: انعكاس لجروح إقليمية عميقة وتحولات في طبيع ...
- العنصرية والاستغلال بحقّ السوريين في تركيا: قراءة سياسية-اجت ...
- مرثية الروح والظل
- الطفولة العراقية بين قسوة التاريخ و ميراث العنف وبنية الاستغ ...
- مرايا البعد والاغتراب وأطياف الاصدقاء القدامى
- دوامة التغيير… حين تبتلعك ذواتك المتعددة
- سيولة الشعور وهشاشة اللحظة: قراءة نفسية في زمن العاطفة المتح ...
- حين يشوي العمّ ( أبو محمد) لحمَ الذاكرة على جمر الزمن
- الكائن الذي فضحته إضاءته
- كيمياء الوجود بين صرامة القوانين ووهم الاستثناء
- الواقع المزيف: بحثًا عن الحقيقة في زمن الالتباس وطمر الوعي
- حين تدور الأسطوانة… ويستيقظ زمنٌ لم يمت
- وليمة الجوع الذي لا يُشبِع … وسراب الشِّبع الذي لا يرحم
- العابر بين ظلاله
- نارٌ تُضيء ظِلال الروح
- النقل والرواية بوصفها ساحة للصراع: نقد تمثّلات الخصم والاخر ...
- اشكاليات مفهوم الأمة العراقية / 10 / ازدواجية المعايير وإشكا ...
- الهجرة بوصفها فعلًا اجتماعيًّا معقّدًا: بين الاستبداد السياس ...
- نحو تأسيس وعي وطني جديد: مقاربة فلسفية-سياسية في مفهوم الأمة ...
- جشع محطات الوقود الأهليّة… حين يتحوّل «القليل» إلى منظومة فس ...


المزيد.....




- شاهد.. أحمد الأحمد -بطل بوندي- يُكافأ بأكثر من 1.5 مليون دول ...
- إدانة رجل ألماني خدر زوجته واغتصبها وهي فاقدة الوعي لعدة سنو ...
- بيت ديفيدسون وشريكته إلسي هيويت يرحبان بطفلتهما الأولى
- مفاوضون لبنانيون وإسرائيليون يناقشون نزع سلاح حزب الله
- التعليم : مقدمات لأجل فهم المعضلة
- إدارة ترامب تستعد لنشر جزء من ملفات إبستين مع انتهاء المهلة ...
- محاكمة شركة -لافارج- الفرنسية بتهمة تمويل الإرهاب تدخل مراحل ...
- الشتاء خطر صامت.. نصائح أساسية لحماية قدم مرضى السكري
- حماس تندد بمخطط لمدينة استيطانية جديدة شرقي القدس
- محادثات بأميركا حول أوكرانيا وبوتين يتوعّد الغرب مجددا ويذكّ ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - تسلّل السوريين إلى بغداد عبر أربيل: مقاربة سياسية–أمنية لظاهرة مقلقة