أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - امريكا تتبنى عملة احياء ذاكرة البشرية...















المزيد.....

امريكا تتبنى عملة احياء ذاكرة البشرية...


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8566 - 2025 / 12 / 24 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(امريكا تتبنى عملية احياء ذاكرة البشرية؛ لقرصنة البحار في القرون الوسطى)
ان امريكا تكاد تكون هي الدولة الوحيدة في العالم وفي التاريخ الحديث للبشرية التي تستخدم القرصنة البحرية لتحقيق اهداف امبراطورية، جيوسياسية؛ لإمبراطورتها الامبريالية في كل زاوية وركن من العالم. كما انها ايضا هي الدولة او الامبراطورية الامبريالية الوحيدة في الكون التي تستخدم ولاتزال حتى هذه اللحظة؛ العقوبات الاقتصادية والتجارية والمالية القاسية على اي دول في العالم لاتسير في فلكها، او ان هذه الدولة او تلك الدولة سواء كانت دولة من العالم الثالث او حتى دولة كبرى او متوسطة القوة في العالم؛ ولها سيادة كاملة ولها قرار سياسي واقتصادي حر ومستقل عن الإرادة الامريكية سواء في العقدين الاخيرين او في الذي سبقهما؛ ايران، فنزولا على سبيل المثال لا الحصر؛ اذا، هناك دول كثيرة في الكون تعرضت للعقوبات الامريكية او لقرصنة البحار الامريكية. الآن تتعرض فنزولا ليس للعقوبات الامريكية فحسب فهذه العقوبات الاقتصادية الامريكية عليها كان قد مضى عليها اكثر من عقدين؛ من عهد هوغو شافيز الى الآن في عهد نيكولاس مادورو. امريكا ترامب او اي كان على رأس الإدارة الامريكية تريد تغير النظام في فنزولا لأسباب جيوسياسية بحجة واهية ولا اساس لها من الصحة او بحجج واهية؛ لتستخدمها كأساس لكل عملياتها سواء في العقوبات الاقتصادية او في الحصار البحري او بعبارة ادق واكثر واقعية لتوصيف هذا الحصار البحري بانه قرصنة بحرية لدولة ذات سيادة وعضو في الامم المتحدة. ان هذه الحجج من سوق الاتهامات بتجارة المخدرات الى نشر الديمقراطية وحقوق الانسان الى حق الأنسان بالرأي الحر وحقوق الانسان بالكلمة الحرة والرأي المستقل الحر كلها في تناقض صارخ مع السياسية الامريكية في جميع بقاع الكرة الارضية؛ فهي اي امريكا تدعم انظمة تحكم شعوبها بعقلية القرون الوسطى، إنما بنمط حديث مزيف لا تستر عورة هذه الانظمة المدعومة امريكيا؛ اثواب الحداثة التي تلبسها، عندما تسلط عليها شمس الحقيقة. ان امريكا؛ في هذه القرصنة تضرب عرض الحائط كل القانون الدولي، ولا تعير اية اهمية لكل الاصوات الدولية التي نددت بأفعالها هذه حتى من قبل الدول العظمى والكبرى. روسيا التي نددت بأفعال امريكا هذه على لسان بوتين ووزير خارجية روسيا في اتصالين منفصلين مع رئيس فنزولا ووزير خارجيتها، كما ايضا وفي تزامن شجبت الصين هذه القرصنة البحرية الامريكية، ودول اخرى من امريكا اللاتينية ومن دول الشرق الاوسط، ايران وغيرها. امريكا ترامب تواصل تشديد الحصار البحري على نفط فنزولا حتى يتم لها ما تريد من تغير النظام الاشتراكي في فنزولا؛ للسيطرة على ثروات فنزولا من نفط وغاز وغيرهما من المعادن الأخرى؛ ولحرمان كل من الصين وروسيا من منطقة نفوذ لهما في البحر الكاريبي؛ أذ، للدولتين استثمارات كبيرة في فنزولا. ترامب في احد تصريحاته التي قال فيها ان فنزولا قد سرقت اصول شركات النفط الامريكية وعليها اعادة هذه الاصول التي سرقتها في تصريح اقل ما يقال عنه بانه تصريح يثير الكثير من الضحك المؤلم والحزين على مصير عالم تتحكم فيه عقلية بهذا المستوى من الجشع والرغبة العارمة بالاستحواذ على ثروات الشعوب، او بهذا الاهمال، أو بهذا التجاوز الصارخ للقانون الدولي ولكل القواعد والمعايير الدولية بما فيها القواعد والمعايير التي هي امريكا من وضعتها قبل اكثر من عقدين على سيئاتها ومساسها العميق بسيادة الدول وقراراتها المستقلة. ان تصريح ترامب هذا يقصد فيه عملية تأميم شركات النفط في عام 1976. ان تصريح ترامب هذا يعيد كاتب هذه السطور المتواضعة الى عملية تأميم شركات النفط التي قام بها العراق في عام 1972، وهل ان غزو امريكا واحتلالها للعراق يقع في هذه الخانة؟ اجيب بكل قناعة؛ طبعا؛ ان احتلال العراق من قبل امريكا يقع في جزء منه في هذه الخانة اضافة الى اسباب اخرى لا مجال للخوض فيها في هذه السطور المتواضعة. حتى كتابة هذه السطور استولت البحرية الامريكية على ثلاث سفن تنقل نفط فنزولا، وهي سوف كما يقول ترامب وقادة الجيش الامريكي سواء قادة البحرية او غيرهم؛ تستمر في هذا الحصار او ان الصحيح في هذه القرصنة البحرية الى ان يتنحى مادورو عن حكم فنزولا. من الجانب الثاني فان مادورو اكد بان فنزولا؛ لسوف تقاوم اذا ما هاجمتها امريكا كما ان الجيش في فنزولا اكد اي قادته اكدوا بانهم لسوف يتصدون لأي هجوم امريكي اذا ما حدث. كما ان كل من الصين وروسيا وعلى لسان رئيسيهما، أكدا بوقوف الدولتين الى جانب شعب فنزولا. اذ، ان الصين روسيا لهما استثمارات كبيرة في فنزولا، كما ان اي تغير في فنزولا لسوف يقود الى سلسلة من التغييرات في البحر الكاريبي لصالح امريكا؛ عليه فان الدولتين لن تقف على الحياد في اي صراع او حين تقوم امريكا في غزو فنزولا ولو ان هذا، ربما كبيرة جدا؛ لن يحدث؛ بل سوف يقفان الى جانب شعب فنزولا، ليس الدخول في حرب مع امريكا فهذا امر مستبعد كليا وبصورة مطلقة، إنما بوسائل أخرى اكثر شمولا وسعة وقوة من وسائلهما التي استخدموها في دعم كوريا الشمالية في كل مراحل صراع الأخيرة مع امريكا، وفي دعم ايران في الوقت الحاضر. ترامب في اخر تصريح له قال فيه؛ اذا كان مادرو ذكي فعليه التنحي بسرعة، ورد عليه مادورو؛ ان الافضل للرئيس الامريكي ان يلتفت الى امريكا بدل فنزولا وهي اشارة الى الداخل الامريكي المضطرب الذي تتناطح فيه مراكز القوى في الحزبين الديمقراطي والجمهوري. من نافلة القول، السؤال هنا؛ هل تنجح امريكا في تغير النظام في فنزولا؟ وهل يصمد ويقاوم شعب فنزولا المخطط الامريكي بالاستيلاء على ثرواته وبالتالي على قرارته وعلى سيادته؟ في صلة تحمل ضمنا الإجابة للسؤالين؛ قائد جيش فنزولا قال مؤخرا؛ لن نستلم كما العبيد. وهي تأكيد بأن الجيش والشعب لسوف يقاوم ويتصدى لأي هجوم امريكي بري( مع انه ومن وجهة النظر الشخصية ربما كبيرة جدا؛ لن يحدث). إنما الاخطر هنا هو القرصنة البحرية الامريكية؛ بتأثيراتها على الاقتصاد في فنزولا وبالتالي على حياة الشعب. اعتقد ان الشعب لسوف يتحمل ويصمد؛ لسببين اولا، ان قضية السيادة والاستقلال تستحق من الشعب التحمل والصمود. ثانيا، ان شعب فنزولا قد مر بتجارب مريرة مع الاستعمار الامريكي بطريقة مباشرة او بطريقة غير مباشرة. تراكم هذه التجارب خلال عقود خلت؛ هي من جعلت الشعب يمتلك وعيا عميقا بمخطط امريكا الاستعماري القديم الجديد بسياق حداثة القرن العشرين. ان هذه العوامل كلها هي من سوف تدفع شعب فنزولا وجيش فنزولا الى الصمود والتحمل والمطاولة حتى ينتصر..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية الامن القومي الامريكية:
- الحرب الروسية الاوكرانية..
- خطورة المشروع الامريكي الاسرائيلي على الاوطان العربية
- على ضوء التحولات الداخلية والعربية...
- موت ديك تشيني..
- كي يكون للعرب..
- تعين مارك سافايا...
- قراءة في رواية متاهة الارواح
- مخرجات مؤتمر شرم الشيخ: التوقيع على وثيقة ترامب
- المقاومة الفلسطينية:
- خطة ترامب: تحديث لصفقة القرن
- تفعيل ألية الزناد ربما تأتي بنتائج عكسية
- محاولة اقصى الأخر المختلف.. محاولة بائسة وفاشلة
- اتفاقية الدفاع المشترك السعودية الباكستانية: الاهم لم يعلن
- المحارق الصهيونية في غزة..
- مؤتمر القمة العربية الاسلامية:
- النووي الايراني:
- اغتيال قادة المقاومة..
- العراق:
- مايجري في غزة..


المزيد.....




- إيقاف -بابا نويل وزوجته- بسبب السرعة الزائدة
- من بينها -لابوبو-.. هؤلاء أبرز -الرابحين والخاسرين- في سوق ا ...
- ألوان حياديّة وقصّات كلاسيكيّة.. أزياء ميلانيا ترامب في فترة ...
- وفاة المحتجز طارق أشرف محفوظ بقسم الهرم والتشريح يثبت إصابات ...
- حديث عن -التطبيع- يثير جدلًا واسعًا في العراق.. والسوداني: - ...
- تركيا تحبط مخططات -داعش- ليلة رأس السنة وتعتقل 115 مشتبهًا ب ...
- البابا يدعو إلى يوم سلام عالمي بمناسبة عيد الميلاد
- قضية إبستين: وزارة العدل الأمريكية تفحص أكثر من مليون وثيقة ...
- أعياد الميلاد: الاحتفالات تعود إلى بيت لحم بعد عامين من الحر ...
- باريس تعتبر قانون تجريم الاستعمار منافيا لإرادة الحوار


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - امريكا تتبنى عملة احياء ذاكرة البشرية...