مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8465 - 2025 / 9 / 14 - 23:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(مؤتمر القمة العربية الاسلامية: العدوان لا توقفه الا القوة، عسكرية او اقتصادية او سياسية)
ألتئم اليوم الأحد في العاصمة القطرية الدوحة الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية والإسلامية. على أن يرفع الاجتماع مشروع قرار بشأن هجوم إسرائيل على مقرات لقادة بحركة "حماس" في الدوحة، في الوقت الذي يُناقش فيه مقترح ترامب لإحلال السلام في قطاع غزة وبوساطة قطرية. محللون وخبراء لوكالة الانباء القطرية؛ اكدوا على ان القمة العربية الاسلامية، ضرورية؛ لجعل المواقف موحدة في مواجهة الغطرسة الاسرائيلية. حسب وكالة الانباء القطرية؛ أن انعقاد القمة يعكس إدراكا راسخا بأن "مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية تتطلب موقفا موحدا وفعالا، يعزز سيادة الدول العربية والإسلامية ويدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويؤكد أن الأمن الإقليمي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تضامن وإرادة جماعية متماسكة".
وأضافت الوكالة في بيانها هذا؛ ان هذه القمة؛ تشكل خطوة استراتيجية نحو بلورة موقف عربي وإسلامي حازم قادر على توجيه رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن أي اعتداء على دولة ذات سيادة، أو أي مساس بحقوق الشعب الفلسطيني، لن يمر دون مساءلة، وأن تعزيز التنسيق العربي والإسلامي هو الضامن الفعلي لأمن واستقرار المنطقة، وحماية مستقبل شعوبها من أي تهديدات محتملة. أما من الجانب الثاني، وفي تزامن صدر عن انعقاد مجلس الامن الدولي، حول الهجوم الاسرائيلي على العاصمة القطرية، الدوحة، في استهداف قادة حماس؛ بيان رمزي وليس قرار ملزم او رادع للاستهتار الاسرائيلي بالأعراف الدولية وسيادة الدول. في قراءة استباقية او افتراضية عن الذي سوف يصدر من قرارات يتوصل لها او يتم التوافق والاتفاق عليها من قبل رؤساء الدول العربية والاسلامية؛ لا تتعدى الشجب والاستنكار واهمية التضامن العربي والاسلامي في مواجهة الغطرسة والاستهتار الاسرائيلي، وضرورة واهمية حل الدولتين؛ كبوابة للسلام والاستقرار والامن في المنطقة. هذه القرارات او القرار؛ لا يمكن ان نصفه بالقرار او بالقرارات، إنما هو في هذه الحالة؛ عندما يصدر بصيغة شجب واستنكار ورفض، وتبني حل الدولتين للصراع العربي الاسرائيلي، من دون الاتفاق على اجراءات عملية وفعالة، وقابلة او ملزمة التطبيق من قبل رؤساء الدول في مؤتمرهم هذا، وبالذات رؤساء وملوك وامراء الدول العربية؛ يقع في خانة البيان الرمزي المحتشد بعبارات التضامن والرفض والتوحد في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي؛ كما كل بيانات القمم العربية او القمم الاسلامية او القمم المشتركة العربية والاسلامية في الثلاث عقود الأخيرة، كما هذه القمة التي سوف تعقد غدا، الاثنين، الخامس عشر من سبتمبر ايلول الجاري. على الرغم من ان المؤتمر له اهمية كبيرة لجهة التضامن العربي والاسلامي مع دولة قطر التي تعرضت سيادتها الى الاعتداء والانتهاك؛ لكن المؤتمر حين يكتفي بيان الادانة والتضامن والشجب، وما إليهما من انشائية البيان المفترض. هذا المفترض هو الذي سوف يحصل من وجهنة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة. إنما، ومن باب التمني وليس الواقع والحقيقة التي تجري على ارض العرب منذ ما يقارب الثلاث عقود او اكثر بنصف عقد من الآن؛ ان يتم التوافق او الاتفاق على الاجراءات العملية والفعالة؛ للحصول على نتائج منتجة للحلول التي تنتج الامن والاستقرار والسلام وحق الفلسطينيين في دولة لهم ذات سيادة. ان معالجة جنون اسرائيل نتنياهو بالإجراءات الواقعية والفعالة حتى يتخلص من فايروس جنونه هذا؛ ويعود هو وكل العنصريين والمجرمين الصهاينة؛ ليحل العقل في جماجمهم الخاوية والفارغة من الدماغ حتى يعقلوا ولو جزئيا. ليس صعبا على رؤساء الدول العربية والاسلامية الذين، سوف يجمعهم المؤتمر غدا؛ ان يتخذوا بالاتفاق الملزم اجرائيا خطوات فعالة وليس بيان رمزي وانشائي كما اسلفنا القول فيه، في اعلى هذه السطور. هذه الاجراءات او الخطوات هي في امكانياتهم وقدراتهم ان عقدوا على العزم والحسم والتصميم على اتخاذ خطوات تاريخية في مواجهة التغول الجنوني الاسرائيلي ومشاركة فعالة من جانب امريكا ترامب. من هذه الاجراءات؛ اولا، تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك ليس صعبا ابدا ان صلحت النية والهدف والغاية. ثانيا، إعادة الحياة فعليا الى المقاطعة العربية لإسرائيل سياسيا واقتصاديا وتجاريا بما فيها تعليق او تجميد او الاصح والاجدر تاريخيا هو إلغاء التطبيع المجاني مع دولة الاحتلال الاسرائيلي. ثالثا، الاتفاق على بدء التفاوض الجدي والفعال بنوايا صادقة بين دول الخليج العربي وبقية الدول العربية وجوارها المطل على الخليج العربي؛ على ان يكون امن الخليج العربي والبحر الاحمر وبحر العرب من مسؤولية الدول المطلة عليه، بعيدا عن الهيمنة الامريكية بأساطيلها عليه. هذه الاساطيل هي من تقدم الدعم والاسناد الى الكيان الاسرائيلي المجرم من مواقعها هذه؛ على صعيد المعلومات الاستخباراتية، او مهاجمة الدولة التي تدخل في حرب حتى ولو كانت محدودة مع دولة الاحتلال الاسرائيلي كما حدث في حرب الايام ال 12بين الكيان الاسرائيلي وايران. رابعا، ان العالم الآن ليس هو كما كان قبل عقدين؛ ان عالم اليوم؛ هو عالم متعدد الاقطاب ومراكز التوازن والتأثير الدوليين، ولو لم يعلن رسميا، لكنه من ناحية الواقع؛ هو واقع فعلي متحرك على كل بقاع المعمورة. في هذا الواقع الدولي؛ اصبحت جميع الابواب الآن مفتوحة امام الدول العربية سواء في مشرق الوطن العربي او في مغربة او في جوارهما الاسلامي؛ لتأسيس شراكات منتجة مع الثنائي الروسي الصيني او مع احداهما سواء في توفير الامن والسلام والاستقرار او في الاقتصاد والتجارة والمال وتقوية الجيش بالسلاح المتطور بلا قيود وشروط او في توطين صناعته، او في توطين بقية الصناعات في الحقل المدني، ومنها حقول الطاقة النفط والغاز.
ان هذه الاجراءات؛ ومنها اجراء تنويع الشراكات، بل هو اهمها، كما كتب في رابعا؛ لو اتخذها المؤتمر العربي الاسلامي الذي سوف يعقد غدا، الاثنين، الخامس عشر من سبتمبر ايلول الجاري؛ كقرار ملزم بحدود يسمح بها الواقع السياسي والاقتصادي لكل دولة، وحسب ظروف كل بلد لجهة التوقيت والمستوى، لكنه مطلوب اجراءه كليا او جزئيا، حكما في نهاية المطاف؛ لدق ناقوس الخطر في دهاليز البيت الابيض، ولجعل ساكن البيت الابيض يفكر الف مرة قبل ان يفتح الضوء الاخضر لإسرائيل نتنياهو؛ لتقوم بما يحلوا لها من جرائم. ان اطمئنان البيت الابيض؛ بأن لاشىء هنا؛ سوف يتغير حتى ولو تم عقد عدة مؤتمرات عربية واسلامية؛ لدعم لدولة قطر في مواجهة العدوان الاسرائيلي عليها وعلى سيادتها، او لدعم اية دولة اخرى في التصدي لعدوان اسرائيل ان حصل عليها كما قد حصل على ايران مؤخرا قبل اشهر قليلة جدا؛ جعل امريكا ترامب، لا تأبه ولا تهتم لكل التصريحات عربية او اسلامية كانت. فهي لذلك مستمرة في دعم ومشاركة دولة الاحتلال الاسرائيلي، لكل جرائمها؛ قولا وفعلا. وزير خارجية امريكا زار اليوم الاحد الرابع عشر من سبتمبر ايلول تل ابيب، في توقيت محسوب سياسيا ومعنويا مع يوم انعقاد مؤتمر وزراء خارجية الدول العربية والاسلامية؛ لتأكيد الشراكة الاسرائيلية الامريكية على الرغم من الخلاف حول الهجوم الاسرائيلي على دولة قطر. (وهو خلاف ظاهري وغير حقيقي ابدا، بل ان العكس هو الاصح تماما) في هذه الزيارة قال وزير خارجية امريكا في تل ابيب؛ انه اي الوزير الامريكي لا يعارض ضم اسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، واضاف ايضا؛ حسب معلوماتي؛ ان ترامب لا يعارض ضم اسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية. في الختام اقول كما قيل ويقال في كل زمان ومكان؛ ان ما اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة. وان العدوان لا توقفه الا القوة.. سواء كانت عسكرية او اقتصادية او غيرهما..
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟