مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 11:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(ما يجري في عزة سيكون محطة فارقة في التاريخ العربي الحديث)
أن الهجمة الجنونية الصهيونية على فلسطين وعلى غزة شعبا وارضا وحضارة وتاريخا، وعلى لبنان، وعلى سوريا، وعلى بقية اوطان العرب في قارة العرب؛ في تزامن محسوب امريكيا واسرائيليا وغيرهما؛ في مهمة تاريخية خطيرة جدا؛ تروم الى تغير ليس جغرافية المنطقة العربية، بل، ايضا؛ كل هياكلها السياسية الحاكمة فيها، باستثناء دول الخليج العربي، الاهم والاخطر، فانتازيا اسرائيل في تصفية القضية الفلسطينية. ان الاشهر المقبلة من وجهة نظر كاتب هذه السطور المتواضعة؛ ستكون خطيرة على المنطقة العربية وعلى فلسطين الارض والأنسان، وعلى جوار المنطقة العربية، وتحديدا ايران. ان هذا المخطط يستوجب من كل القوى والاحزاب والتجمعات المدنية وغير ذلك من قوى بشرية ترفع راية الدفاع عن حقوق الشعوب والدول في الحياة الحرة والكريمة في قارة العرب وايضا في جوارها، ايران؛ بالكلمة الحرة وبالموقف، وبالتظاهر، وبكل ما باستطاعة الانسان الحر القيام به لمواجهة او للتصدي لهذه المشاريع الامريكية الاسرائيلية؛ لأن المستهدف فيها؛ العرب اوطانا وشعوبا وتاريخا، وحضارة وحاضرا ومستقبلا. اسرائيل نتنياهو تنفذ حاليا جريمة هي من اكبر جرائمها في غزة؛ فهي تهاجم الآن ابراج في غزة، وكان اخرها برج المشتهى في غزة؛ كمقدمة لاحتلال مدينة غزة في ظل الصمت العربي والاقليمي والدولي؛ الذي تريد به ان تحول غزة الى اطلال كاملة تماما، أي لا تبقي أي مكان مهما كان صغيرا صالحا للعيش فيه؛ في مخطط يراد منه؛ تهجير فلسطيني غزة. في اخر بيان لحركة حماس ناشدت فيه كل دول العالم سواء الدول العربية او الدول الاسلامية او غيرهما من دول العالم؛ بإجراءات لوقف هذا المخطط الصهيوني الجهنمي، وليس محاولات الشجب والاستنكار التي لا توقف هذه المذبحة. تصريحات هنا وتصريحات هناك كلها لاتتعدى حدود التصريحات التي؛ لايمكن لها ان تجبر هذا الكيان المجرم على التوقف. 700يوما من الصمود الاسطوري الغزي في وجه اكبر وابشع ألة حربية تصنعها مصانع السلاح في امريكا. لولا امريكا وغطاء امريكا السياسي والدبلوماسي، لهذه الجرائم ما كان لها ان تستمر كل هذه الاشهر من قتل وتدمير؛ لذا، امريكا من الناحية الفعلية هي من ترتكب كل هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وهي جرائم لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا لها حتى في العصور الغابرة. العرب تقريبا جل العرب واقصد هنا؛ الانظمة العربية لم تحرك حتى الساعة ساكنا في اجبار هذا الكيان وداعميها واقصد امريكا تحديدا وحصرا فهي المجرمة وليس غيرها من توفير الحماية لهذا الكيان العنصري والمجرم واللقيط؛ على التوقف عن سفك الدم الفلسطيني في غزة وفي غير غزة من ارض فلسطين. يظن النظام العربي انه في صمته المشين هذا، إنما يبتعد عن اغضاب الحامي الامريكي لها ولأنظمتها؛ انه خطأ استراتيجي ليس له وجود على صعيد المستقبل القريب المنظور. في الاعلام العربي يجري الترويج للرواية الاسرائيلية في قنوات عربية معروفة للمواطن العربي المتابع لهذه القنوات؛ عبر استضافات اسرائيليين يبررون لإسرائيل جرائمها، ويلقون باللوم على حركة المقاومة الفلسطينية، انهم بهذا يساعدون دولة الاحتلال الاسرائيلي في تبيض هذه الجرائم الجنونية كأني بها لا يرتكبها الا من اصابه جنون السيطرة من خلال قتل البشر سواء كان طفلا او كبير السن او امرأة، وهدم المنازل كل المنازل على رؤوس ساكنيها؛ حتى تتحول غزة تماما الى ارض عراء لا حجر فيها على حجر. في اخر تصريح لوزير الدفاع الاسرائيلي، بعد ان بثت حركة حماس فديو لأثنين من الاسرى الاسرائيليين، وفي رده على هذا الفديو، قال؛ ان حماس ينتظرها الجحيم. بن غفير هذا العنصري والمجرم قال هو الأخر؛ يجب تدمير غزة بالكامل كما يجب تهجير كل سكانها. وأنا اكتب هذه السطور، رفعت رأسي ونظرت الى شاشة التلفاز امامي، الذي كنت قد وضعته على جدار الغرفة قبالة مكتبي في وقت سابق؛ كان قد ظهر على شاشة احدى القنوات الفضائية العربية، احد دهاقنة اعلام الشيطان والشر الصهيوني؛ الذي ساق جملة اكاذيب برر فيها جرائم كيانه المسخ. اطفئت التلفاز. عدت الى متابعة كتابة هذه السطور المتواضعة.. ان الاعلام اذا حرف الحقيقة عن مسارها الصحيح فهو مجرم ليس في التحريف فقط، بل ان هذا التحريف لحقائق ارض الواقع الصارخة ما هو الا، ليس جريمة فحسب، بل هو في الاول والأخير يساعد هذا الكيان المسخ في كل ما يقوم به الآن وما سوف يقوم به لاحقا في تهجير الفلسطينيين عن ارضهم ووطنهم التاريخي، كما انه يؤثر بدرجة ما على معنويات الناس ولا اقصد هنا معنويات المقاتل الفلسطيني، فهذا المقاتل كما نرى الآن بالصورة والصوت؛ له شكل اخر مختلف كليا عن كل من قاتل من اجل ارضه وحريته وحرية شعبه وارضه. ان الاعلام العربي من خلال تلك القنوات المعروفة لدى كل مشاهد عربي لها؛ انها بأعلامها هذا تجري عملية تشويش على الحقائق؛ فهي في هذا تصنع بدراية ولا اقول من غير دراية؛ رأي عام عربي، يقف موقفا ما مفترض ان يقوم به؛ من القضية الفلسطينية، والتي هي قضيته اساسا، بل انها لايمكن ان يجري تصفيتها الا حين تكون اوطان العرب، اوطان تابعة كليا للغول الامريكي، بما ينعكس سلبا على حياة الناس في الدول العربية. ان ما يجري الآن وما سوف يجري لاحقا في الايام والاسابيع والاشهر المقبلة؛ ما هو الا جريمة مكتملة الاركان كما يقول عنها البيان الأخير لحركة حماس؛ تستهدف تهجير الفلسطينيين من ارضهم في نهاية المطاف، حسب ما تخطط اسرائيل وتريد وليس كما هو الواقع المتحرك على الأرض. مع ان هذا لن يحصل؛ فالشعب الفلسطيني في غزة صامد على ارضه ومتماسك وصلب. هناك عمليات تخدير وتسكين تقوم بها امريكا من قبيل المفاوضات حول الوقف الجزئي مع تبادل الاسرى، بينما اسرائيل نتنياهو تواصل بلا توقف او هوادة جرائمها في عملية مريبة في منح هذا الكيان، الزمن الكاف في القتل والتهجير والطهير. كما ان عملية الاعتراف الغربي او بعض الدول في الغرب وفي غير الغرب؛ بإعلان الاعتراف بدولة فلسطين، على الاهمية القصوى لهذا الاعتراف لكنه في الحقيقة لا يغير من الواقع على الارض أي شيء مهما كان صغيرا. اتفاقات اوسلو كانت بضمانة امريكية وقد رعتها الرباعية الدولية، امريكا، الامم المتحدة، روسيا، الاتحاد الاوروبي، على الرغم من كل هذا فقد طواها النسيان ولم يعد احدا يتكلم عنها ابدا، بل ان الحديث يجري الآن ومنذ سنوات، حول المحافظة على ما تبقي او ما لم يتم بناء المستوطنات عليه من ارض الضفة الغربية حتى اللحظة. ربما، تكون من نتائج اعتراف البعض من الدول بما فيها الدول الغربية؛ بالدولة الفلسطينية؛ ان تقوم اسرائيل نتنياهو بضم قسم كبير جدا من اراضي الضفة الغربية وبموافقة سواء علنية او ضمنية من امريكا ترامب. قبل كل شيء ان عملية الاعتراف بدولة فلسطين مهمة، بل انها مهمة جدا. لكن هناك الاهم، الا وهو؛ ألم يكن الاجدر بالدول الغربية تحديدا، ممارسة الضغط المنتج على اسرائيل نتنياهو في اجباره على ايقاف هذه المذابح، من خلال وقف توريد السلاح والذخائر لإسرائيل، تلك الاسلحة والذخائر التي تستمر حتى هذه اللحظة، هذه الدول بتوريدها على مدار الساعة للكيان الاسرائيلي المحتل. في الختام اقول ان الحقائق كما الشمس لا يمكن لأي غربال ان تحجبها عن الرؤية.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟