أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد شاهين - مسؤولية المثقف الفيلي














المزيد.....

مسؤولية المثقف الفيلي


عباس عبد شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نتحدث عن مسؤولية المثقف الكوردي الفيلي فنحن لا نخوض في ذلك عن ترف فكري أو تنظير نخبوي معزول عن الواقع بل نقف أمام واجب والتزام تاريخي وأخلاقي ووطني فرضته معاناة طويلة لقضية تعرضت للتهميش والإنكار والاضطهاد المنهجي لعقود على يد نظام بعثي بائد حكم العراق بالحديد والنار حيث لم يتردد في اضطهاد وقتل وإبادة كل من اختلف معه قومياً أو مذهبياً، ان دور المثقف الفيلي في هذا التوقيت بالذات ليس مراقباً محايداً يقف على الهامش فهو ابن القضية وصاحب المسؤولية ومطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يعرف هموم أهله ويفهم واقعهم ويمتلك رؤية واضحة وسعة أفق تمكنه من تحليل المشكلات وإيصالها إلى المسؤولين والرأي العام بلغة عقلانية موثقة وقابلة للفهم عالمياً أما من يرى الظلم الواقع على مجتمعه ثم يعلق ببرود: «هذا لا يعنيني» فمهما حمل من شهادات وألقاب لا يمكن اعتباره مثقفاً فالثقافة موقف قبل أن تكون معرفة ولا خير في مثقف لا يحمل في داخله خيراً لأهله الذين دفعوا ثمناً لانتمائهم القومي والمذهبي ومواقفهم الوطنية.
الكورد الفيليون هم جزء أصيل من الشعب الكوردي ويقطنون منذ قرون في شرق العراق خصوصاً في بغداد وخانقين ومندلي وبدرة وجصان والكوت ويمتد وجودهم التاريخي إلى مناطق من غرب إيران ولغتهم الكوردية بلهجتها الفيلية وانتماؤهم المذهبي في الغالب إلى الإسلام الشيعي وهو ما جعلهم عبر التاريخ ضحية مزدوجة اضطهاد قومي واضطهاد مذهبي في آن واحد وهذه الخصوصية لم تكن يوماً نقطة ضعف بل تحولت في ظل الأنظمة القمعية إلى ذريعة للإقصاء والاستهداف وقد بلغت المأساة ذروتها في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي حين جرد عشرات الآلاف من الكورد الفيليين من جنسيتهم العراقية وهجروا قسراً إلى إيران بحجة «التبعية» رغم أنهم عراقيون أصلاء ساهموا في بناء الدولة منذ تأسيسها فقد صودرت ممتلكاتهم وفصلوا من وظائفهم وزُج بآلاف الشباب في السجون والمعتقلات ولا يزال مصير أكثر من عشرين ألف شاب فيلي مغيباً ومجهولاً حتى اليوم وهذه الجرائم لم تكن حوادث عابرة بل سياسة ممنهجة صدر عنها لاحقاً قراراً من المحكمة الجنائية العراقية العليا في 29 تشرين الثاني 2010 الذي اعتبر ما تعرض له الكورد الفيليون من تهجير قسري وقتل وتغييب في عام 1980 جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان وفقاً للمعايير القانونية والإنسانية المعتمدة دولياً.
ومن هنا تتجلى مسؤولية المثقف الفيلي المعاصر بوضوح الانحياز للحقيقة والقدرة على التعبير عن قضيته بموضوعية وشجاعة وعليه أن يكون قريباً من مجتمعه ويسمع آلامه ويفهم مخاوفه وينقل صوته إلى الفضاء العام محلياً ودولياً فالموضوعية هنا ليست حياداً بارداً بل التزاماً أخلاقياً بعرض القضية كما هي قضية حقوق وإنصاف وعدالة تاريخية لا أداة للمزايدات أو الاستثمار السياسي الضيق فالعالم لا يتعاطف مع الصراخ بل مع الوقائع الموثقة والسرد العقلاني المدعوم بالتاريخ والشهادات ولم يعد المفهوم التقليدي للعلم محصوراً في الكتب كافياً فالمعرفة الحقيقية اليوم تستمد من (الواقع - الناس - الشارع- القصص اليومية) التي تختصر معاناة جماعية فعندما يمنحك الناس تجاربهم فهم لا يقدمون آراء فردية فقط بل يعبرون عن وعي جمعي يجب على المثقف التقاطه وتحليله وتحويله إلى خطاب مؤثر فالمثقف الفيلي اليوم مطالب بالنزول إلى الميدان بدراسة المجتمع ميدانياً وبتفكيك الخرافات وبتوثيق الذاكرة وبالعمل على تحويل الألم إلى معرفة ووعي في زمن الإعلام المفتوح فالمثقف الذي لا يشتبك مع واقعه هو مجرد متفرج والتاريخ لا يرحم المتفرجين.



#عباس_عبد_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمة الجينوسايد (الإبادة الجماعية) بحق الكورد الفيليين
- دور الكورد الفيليين في تحقيق يوم النصر العراقي
- أصوات كوردية فيلية ضاعت في الانتخابات
- أمل الكورد الفيليين في البرلمان والحكومة المقبلة
- مسؤولية مرشح الكوتا الفيلية في البرلمان العراقي
- صوتك الانتخابي شمعة مضيئة لأرواح الشهداء الفيليون
- صوتك أمانة فأنتخب من يمثل قضيتك الفيلية
- جيل Z الفيلي تحديات الحفاظ على الهوية في ظل العولمة الرقمية ...
- مشاركة جيل جديد من الكورد الفيليين بانتخابات البرلمان العراق ...
- المرأة الفيلية والمشاركة الفاعلة في الانتخابات
- عگد الأكراد قلب فيلي نابض بالتآخي والذكريات
- المغيبون الفيليون ذاكرة العراق المؤلمة
- أهلي أكراد فيلية.. قصيدة تحاكي وجع شعب وتوثق مأساة
- الفيليون.. صرخة مكتومة بين التراب والسماء
- مرصد الإعلام الفيلي عين مستقلة ترصد وتوثق قضايا الكُرد الفيل ...
- الكُرد الفيليون الضحية الأكبر ل 85 قراراً جائراً
- بغداد تخلد شهداء الكورد الفيليين
- انجاز دهوك الخليجي وآمال إحياء نادي الكورد الفيلية
- تحديث سجل الناخبين: ضمان لمشاركة فاعلة للكُرد الفيليين في ال ...
- رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين


المزيد.....




- حادث غريب.. حفرة ضخمة تبتلع زورقين قرب قناة مائية في بريطاني ...
- الإفراج عن 30 ألف وثيقة جديدة من ملفات إبستين.. هذا ما توصلن ...
- الرويشد ويسرا والفخراني وماريا كاري.. تكريمات مؤثرة لمبدعين ...
- وزارة العدل الأمريكية تنشر آلاف الوثائق المرتبطة بقضية جيفري ...
- من -فور سيزنز- في موسكو إلى يخوت دبي.. كيف يعيش آل الأسد في ...
- السودان في كأس إفريقيا.. هوية وروح واحدة في زمن الانقسام
- إطلاق الناشطة تونبرغ في لندن بعد توقيفها في مظاهرة مؤيدة للف ...
- تواجه حكما بالإعدام... 400 شخصية نسائية عالمية تطالب طهران ب ...
- فرنسا : الجمعية الوطنية تصادق على -قانون خاص- يتيح مواصلة تم ...
- زيلينسكي يكشف عن مسودة جديدة للتسوية وروسيا تتقدم شرق أوكران ...


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد شاهين - مسؤولية المثقف الفيلي