أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد شاهين - جريمة الجينوسايد (الإبادة الجماعية) بحق الكورد الفيليين














المزيد.....

جريمة الجينوسايد (الإبادة الجماعية) بحق الكورد الفيليين


عباس عبد شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 8559 - 2025 / 12 / 17 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمر أكثر من خمسة عشر عاماً على صدور قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا في 29 تشرين الثاني 2010 الذي اعتبر ما تعرض له الكورد الفيليون من تهجير قسري وقتل وتغييب في عام 1980 جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان وفقاً للمعايير القانونية والإنسانية المعتمدة دولياً وهذا القرار التاريخي لم يكن حدثاً شكلياً بل جاء بعد تقييم شامل للأحداث والوثائق والشهادات وقد أقر لاحقاً من قبل مجلس الوزراء في خطوة هدفت إلى إزالة آثار الظلم الذي لحق بالكورد الفيليين نتيجة سياسات النظام البائد وعلى ضوء هذا الاعتراف الرسمي صدر قانون رقم (426) لسنة 2010 عن مجلس الوزراء لإزالة الآثار السلبية عن الكورد الفيليين وبدعم سياسي وتشريعي من مجلس النواب بما أعاد الاعتبار المعنوي لهم بعد عقود من المعاناة والحرمان إلا أنه ورغم أهميته لم يترجم إلى إنصاف عملي شامل يوازي حجم المأساة التي عاشها الكورد الفيليون وذاقوا خلالها أقسى أشكال الاضطهاد بسبب انتمائهم القومي والمذهبي.
وتعود جذور هذه الجريمة إلى ما بعد انقلاب 8 شباط الأسود عام 1963 حين استولى حزب البعث المجرم على السلطة وبدأ بتكريس سياسات إقصائية ممنهجة منذ ذلك الحين جرى التعامل مع الكورد الفيليين بوصفهم غرباء في وطن تمتد جذورهم فيه إلى أعماق وادي الرافدين فوصفوا بالتبعية الإيرانية وجردوا من جنسيتهم العراقية وصودرت ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة في واحدة من أبشع صور التمييز العنصري والاضطهاد المنظم في تاريخ العراق الحديث ولم يكن تهجير الكورد الفيليين حدثاً عابراً أو نتيجة ظرف طارئ بل كان عملية مخططة نفذت على مراحل متعاقبة بدأت إرهاصاتها منذ عام 1969 وتوسعت في عام 1970 لتبلغ ذروتها الدموية عام 1980 التي تحولت حياة عشرات الآلاف من العائلات إلى مأساة مفتوحة على المجهول حيث اقتلعت من بيوتها وجذورها في ظل حملة قمع شاملة تزامنت مع اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية حيث بلغت هذه الحملة ذروتها عندما جرى تهجير الكورد الفيليين قسراً إلى الحدود الإيرانية في ظروف إنسانية قاسية ومهينة وغالباً عبر طرق مزروعة بالألغام وتم ذلك بعد تجريدهم من جميع وثائقهم الثبوتية وأموالهم وممتلكاتهم في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية ورافقت هذه الجريمة عملية تغييب قسري لأكثر من 20 ألف شاب فيلي حيث ما زالت عائلاتهم حتى اليوم تجهل مصيرهم ومواقع رفاتهم رغم مرور عقود وتوفر تقنيات حديثة ورغم مطالبات متكررة من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
إن الحكومة العراقية المقبلة ملزمة قانونياً وأخلاقياً بتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية العراقية العليا خصوصاً ما يتعلق بحقوق العوائل المهجرة والشهداء والسجناء والمفقودين فالغالبية العظمى من الكورد الفيليين لم يحصلوا بعد على حقوقهم الكاملة ولا سيما في ملف البحث عن رفات الشهداء الذي يعد شرطاً أساسياً لتحقيق العدالة وإنهاء معاناة العائلات كما أن القوانين التي صدرت لاحقاً لم تفعل بالشكل المطلوب بسبب تقصير واضح وعدم التزام بعض الدوائر والمؤسسات المعنية وهنا تبرز ضرورة أن تضطلع أمانة مجلس الوزراء بدور فاعل في متابعة تنفيذ القرارات ومخاطبة الوزارات والهيئات ذات العلاقة ومحاسبة كل من يعرقل تطبيق الأحكام القانونية ويقع في الوقت ذاته على عاتق ممثلي الكورد الفيليين في البرلمان العراقي واجب متابعة هذا الملف وتشريع قوانين حقيقية ترفع الحيف وتنهي عنهم معاناتهم وإن استمرار التقصير رغم الاعتراف الصريح بجريمة الإبادة الجماعية بحق الكورد الفيليين يجعل ملفاتهم المتعددة من استعادة الجنسية وكشف مصير المفقودين والتعويضات واسترجاع الأملاك وصولاً إلى التمثيل السياسي العادل أولوية وطنية لم تنجز بعد فالعدالة المؤجلة مهما طال الزمن تبقى ناقصة ولا يمكن لدولة تسعى لبناء مستقبل ديمقراطي أن تغلق صفحة الماضي دون إنصاف ضحاياه إنصافاً كاملاً وواضحاً.



#عباس_عبد_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الكورد الفيليين في تحقيق يوم النصر العراقي
- أصوات كوردية فيلية ضاعت في الانتخابات
- أمل الكورد الفيليين في البرلمان والحكومة المقبلة
- مسؤولية مرشح الكوتا الفيلية في البرلمان العراقي
- صوتك الانتخابي شمعة مضيئة لأرواح الشهداء الفيليون
- صوتك أمانة فأنتخب من يمثل قضيتك الفيلية
- جيل Z الفيلي تحديات الحفاظ على الهوية في ظل العولمة الرقمية ...
- مشاركة جيل جديد من الكورد الفيليين بانتخابات البرلمان العراق ...
- المرأة الفيلية والمشاركة الفاعلة في الانتخابات
- عگد الأكراد قلب فيلي نابض بالتآخي والذكريات
- المغيبون الفيليون ذاكرة العراق المؤلمة
- أهلي أكراد فيلية.. قصيدة تحاكي وجع شعب وتوثق مأساة
- الفيليون.. صرخة مكتومة بين التراب والسماء
- مرصد الإعلام الفيلي عين مستقلة ترصد وتوثق قضايا الكُرد الفيل ...
- الكُرد الفيليون الضحية الأكبر ل 85 قراراً جائراً
- بغداد تخلد شهداء الكورد الفيليين
- انجاز دهوك الخليجي وآمال إحياء نادي الكورد الفيلية
- تحديث سجل الناخبين: ضمان لمشاركة فاعلة للكُرد الفيليين في ال ...
- رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين
- كيف التعامل مع جيل بعد التهجير من الكُرد الفيليين ؟


المزيد.....




- منفذو هجوم شاطئ بوندي المزعومون زاروا منطقة معروفة بالتطرف ف ...
- هل ينفد الكون من النجوم الجديدة؟
- ترامب يوسع حظر السفر إلى الولايات المتحدة ليشمل 7 دول إضافية ...
- تونس في ذكرى الثورة : مسيرات لأنصار الرئيس وسط احتقان سياسي ...
- سجن بعد تصريحات حول الأمازيغية ثم عفا عنه تبون... من هو المؤ ...
- مجلس الصحافة الألماني يوبخ -بيلد- بسبب تغطيتها استشهاد أنس ا ...
- مادورو محذرا الأميركيين: لا نريد فيتنام جديدة
- عون: نسعى لإبعاد شبح الحرب والتفاوض لا يعني استسلاما
- -أبواب أميركا تُغلق-.. مرسوم ترامب يفجر جدلا واسعا على المنص ...
- موقع إيطالي: 3 نقاط ضعف تهدد الدفاع الجوي الروسي


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد شاهين - جريمة الجينوسايد (الإبادة الجماعية) بحق الكورد الفيليين