أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد شاهين - رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين














المزيد.....

رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين


عباس عبد شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 8284 - 2025 / 3 / 17 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما زال مصير الآلاف من شباب الكُرد الفيليين مجهولاً بعد أن طالتهم يد الغدر من قبل النظام البعثي المباد في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، حيث تشير التقديرات إلى اختفاء أكثر من 20 ألف شاب فيلي حسب ما ورد في العديد من المصادر، لم يُعثر ليومنا هذا على رفاتهم.
ان هذا الأمر ترك جرحاً نازفاً في ذاكرة ذويهم، وعلى الرغم من مرور أكثر من عقدين على سقوط النظام الدموي المباد فإن خطوات الحكومة لا تزال غير مقنعة فيما يتعلق بهذا الملف المهم، إذ لم تُبدِ الجدية اللازمة في البحث عن رفات الضحايا الذين أُعدموا دون وجه للحق ولا بمسوغ قانوني، وأُخفيت جثثهم في مقابر مجهولة.
ان المعلومات المتوفرة تشير الى ان قسماً منهم أجريت عليهم التجارب الكيمياوية والجرثومية في المختبرات، وقسم آخر منهم تم اجبارهم كدروع بشرية تتقدم امام القطعات العراقية خلال الحرب التي كانت دائرة بين كل من العراق وايران والتي أستمرت منذ عام 1980 ولغاية 1988.
هذا وضمن السياق نفسه ان الحكومات المتعاقبة منذ عام 2003 الى يومنا الحالي لم تمارس ضغطاً كافياً على ازلام النظام البائد من المحتجزين في السجون للإدلاء بالمعلومات عن مواقع المقابر الجماعية التي تضم رفات الشهداء الفيلية.
ففي ظل غياب الدعم الحكومي فإن كافة الجهود المبذولة لكشف مواقع تلك المقابر بقيت دون أية جدوى، كما ان مؤسسة الشهداء وهي الجهة المعنية بهذا الملف تفتقر إلى الأجهزة المتطورة اللازمة لفحص عينات (DNA) التي تعد أداة حاسمة في التعرف على هوية الضحايا، ومع أن هناك تقنيات حديثة تُمكنها تحليل اعداد كبيرة من العينات خلال وقت قياسي، إلا أن العراق للأسف الشديد لم يتسن له الى يومنا هذا توفير هذه الإمكانيات لمؤسساته التخصصية.
ان إزاء هذا الإهمال أطلق أبناء الكُرد الفيليين مبادرات وتحركات مكثفة للضغط باتجاه كشف مصير الشهداء، فقد شكلوا فرق عمل قانونية قامت برفع مذكرات إلى محكمة العدل الدولية والمنظمات الدولية وغيرها بهدف تدويل قضية الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الكُرد الفيليين، والمطالبة بإجراءات حازمة تُلزم الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف.
ان التحركات تشمل المطالبة بتوفير الإمكانيات التقنية للجهات المعنية وتشكيل فرق ميدانية مختصة للبحث عن رفات الضحايا في المناطق التي يُعتقد أنها تضم مقابر جماعية، إضافة إلى محاسبة المتورطين في هذه الجرائم سواء من الذين شاركوا فيها، أو من أولئك الذين تستروا عليها وساهموا في طمس معالمها.
ورغم الجهود المستمرة تبقى كثير من العوائل الفيلية والأقارب ينتظرون العثور على رفات أحبائهم ليتمكنوا من إقامة مراسيم دفنهم في أماكن تليق بكرامتهم وتعيد لهم الاعتبار، كما جرى القيام به مع شهداء آخرين تم العثور على رفاتهم في المقابر الجماعية، لكن المفارقة الموجعة أن العديد من الاباء والأمهات الذين ظلوا ينتظرون لحظة العثور على فلذات أكبادهم قد رحلوا عن الدنيا دون أن يتحقق حلمهم تاركين وراءهم إرثاً من الألم والحسرة.



#عباس_عبد_شاهين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف التعامل مع جيل بعد التهجير من الكُرد الفيليين ؟
- الخلافات السياسية وتأثيراتها على الكُرد الفيليين


المزيد.....




- قفزة قياسية بتحويلات المصريين بالخارج -لكنها وحدها لا تكفي- ...
- مقتل مراهق بالضفة الغربية برصاص إسرائيلي من مسافة قريبة.. هذ ...
- أم مصرية تعرض أطفالها الأربعة للبيع .. ما القصة؟
- قبل موعد الحسم.. غارة إسرائيلية تشعل التوتر في الجنوب اللبنا ...
- غزة: عمليات الجيش الإسرائيلي مستمرة وسط أوضاع انسانية صعبة و ...
- العراق: انقسامات حادة بين فصائل الحشد الشعبي بشأن حصر السلاح ...
- ما سبب الخلافات بين فصائل الحشد الشعبي حول تسليم السلاح من ع ...
- الدانمارك تقرر استدعاء السفير الأمريكي في كوبنهاغن بعد تعيين ...
- خلال زيارته إلى الإمارات.. ماكرون يعلن موافقته على بناء حامل ...
- بطريرك القدس يترأس قداس عيد الميلاد في غزة


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد شاهين - رحلة البحث عن رفات شهداء شباب الكُرد الفيليين