طارق فتحي
الحوار المتمدن-العدد: 8565 - 2025 / 12 / 23 - 00:54
المحور:
قضايا ثقافية
"الوعي الزائف من منظور علم النفس السياسي"، كان هذا هو عنوان الندوة التي عقدها منتدى الاثنين المعرفي، والتي استضاف فيها الدكتور فارس كمال نظمي، وهو شخصية غنية عن التعريف، فهو سليل عائلة امتهنت السياسة، جده عمر نظمي كان قد شغل منصب وزير العدل في عدد من حكومات العهد الملكي، اما ابيه فقد كان المدعي العام أيام حكم عبد الكريم قاسم، وفارس تحصل على عدة شهادات جامعية، وله العديد من المؤلفات، وهو الان تدريسي في جامعة صلاح الدين في أربيل.
غصت قاعة منتدى الاثنين بالحضور، فقد كان هناك تلهف لسماع محاضرة بموضوع خطر كهذا، وقد اجاد فارس كمال بإلقائه المحاضرة، فقد وضع تخطيطا شاملا لموضوعه، رغم ان الوقت الممنوح له كان قليلا جدا، فقال انه يحتاج الى أكثر من ساعتين لتغطية بحثه.
كانت هناك أسئلة كثيرة طرحها بعض الحضور، سؤال واحد من بين تلك الأسئلة كان جديرا بالملاحظة والانتباه، فالدكتور فارس اثار قضية صعود هتلر للحكم في انتخابات 1933، فجاء سؤال من أحد الحضور يقول "هل نستطيع عقد مقارنة بين انتخابات المانيا 1933 وانتخابات العراق 2025"؟ كان سؤالا ملغوما ومن الصعب التعرض له لحساسيته السياسية، فارس كمال كان لماحا جدا، فقد ادار الجواب بشكل ذكي.
صعود النازية بقيادة هتلر 1933 كان بسبب الوعي الزائف الذي ترسخ لدى الناس، مثلما يقول الدكتور فارس، ويمكن القول أيضا ان الوعي الزائف هو من ترسخ لدى الناس في كل انتخابات منذ 2003، وخصوصا انتخابات 2025، التي أطاحت بكل القوى المدنية والعلمانية واليسارية، وصعود القوى الإسلامية المتطرفة جدا، والمتمثلة بالإطار التنسيقي، والذي سياساته تقترب كثيرا من الفاشية.
ما يؤخذ على الدكتور فارس انه كان أحد فرسان ومنظري ما سمي ب "الكتلة التاريخية" في مظاهرات 2015، مع مجموعة من "المثقفين"، الذين ارتموا بحض الميليشيات، مما أصاب الحركة الاحتجاجية بالنكوص والتراجع، بل قادوها الى الفشل.
على كل حال نقول شكرا للدكتور فارس كمال نظمي الذي لم يدخل الملل في محاضرته على الحضور، فقد ساد القاعة صمت، وقد امتع الجميع بإلقائه، وتفاعلوا معه، فشكرا مرة أخرى له، والشكر موصول على القائمين على منتدى الاثنين المعرفي، الذين يتقدمون جدا في رفد الحركة المعرفية بقامات ثقافية رصينة، ونتمنى لهم المزيد من التقدم والابداع.
#طارق_فتحي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟