في البيت مع الله ج23

نيل دونالد والش

الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 19:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

الله: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮن ﻣﺴﺘﻌﺪا، ﺳﺘﻨﺘﻘﻞ إﱃ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت. اﻵن ﻳﻐﻠﻖ اﻟﺒﺎب ﺧﻠﻔﻚ، وﻻ ﺗﺮى ﺳﻮى اﻟﻤﻤﺮ أﻣﺎﻣﻚ. ﻫﺬا اﻟﻤﻤﺮ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺴﺎﻓﺔ أﻗﺼﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ ﻟﻠﺘﻮ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ. اﺳﺘﻐﺮق اﻷﻣﺮ ﺳﻨﻮات ﻟﻌﺒﻮر اﻟﻤﻤﺮ اﻷول، ﻟﻜﻨﻚ اﻵن ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ ﻋﺒﺮ ﻫﺬا اﻟﻤﻤﺮ، ﻣﻨﻄﻠﻘﺎ ﻟﻸﻣﺎم ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ.
ﻫﻨﺎك ﺑﺼﻴﺺ ﻧﻮر ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﻄﻊ، وﻳﺒﺪو أن اﻟﻤﻘﻄﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻀﻴﻖ أﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ. اﻟﻨﻮر داﻓﺊ وﻣﺘﻮﻫﺞ، وﻳﺸﻌﺮك ﺑﺄﻣﺎن وﺟﺎذﺑﻴﺔ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻬﻤﺎ.
نيل: ﻫﻞ ﻫﻨﺎك ﺻﻮر ﻋﲆ ﺟﻮاﻧﺐ ﻫﺬا اﻟﻤﻘﻄﻊ؟
ﻻ. ﻫﺬا اﻟﻤﻤﺮ إﱃ اﻟﺤﺠﺮة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﻛﻴﺎﻧﻚ أﻇﻠﻢ، وﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻨﺬرة ﺑﺎﻟﺴﻮء، ﺑﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺎﻋﻤﺔ وداﻓﺌﺔ وﻣﺘﻮﻫﺠﺔ. ﻳﺄﺗﻲ اﻟﺘﻮﻫﺞ ﻣﻦ أﻗﺼﻰ اﻟﻤﻤﺮ. إﻧﻪ اﻟﻨﻮر، وﻫﻮ ﻧﻘﻄﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺗﻘﺪﻣﻚ ﻓﻴﻪ ﺑﺴﺮﻋﺔ...
ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻤﻤﺮ أﻛﺒﺮ وأﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل رؤﻳﺘﻚ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ اﻟﻀﻮء ...
"...ﻛﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮد".
ﻓﻲ اﻟﻤﻮت، ﻳﺘﻢ ﻓﻘﺪان ﺟﻤﻴﻊ ﻫﻮﻳﺎﺗﻚ اﻟﻔﺮدﻳﺔ،
إﻧﻬﺎء اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻋﻨﻚ، أﺧﻴﺮا.

اﻟﻔﺼﻞ 28
الله: "ﻟﺤﻈﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻗﺮﻳﺒﺔ. ﻗﻮة ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ وﻋﺠﺎﺋﺒﻬﺎ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ. اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﻬﺎ، ﻋﲆ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮﻋﻲ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺄﻣﻠﻬﺎ، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﻋﻦ اﺳﺘﻴﻌﺎﺑﻬﺎ.
ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﺗﺤﻮم اﻟﺮوح أﻣﺎم اﻟﻨﻮر. ﺗﺘﻠﺬذ ﺑﺘﻮﻫﺞ اﻟﺠﻮﻫﺮ. ﺗﺘﻼﺷﻰ ﻛﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻮف أو اﻟﻘﻠﻖ أو اﻻﺿﻄﺮاب ﻣﻦ أي ﻧﻮع ﺧﻼل رﺣﻠﺔ اﻟﻌﺒﻮر. اﻵن، ﻳﺸﻊ اﻟﺠﻮﻫﺮ ﺣﺒﺎ ﺧﺎﻟﺼﺎ، وﺗﺨﺘﺒﺮ اﻟﺮوح أﻣﺎﻣﻪ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﻓﻘﻂ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﻌﻮر ﻏﺎﻣﺮ ﺑﺎﻟﻮﺟﻮد ... ﻣﻐﻄﻰ.
ﺗﺨﻴﻞ ﻓﻄﻴﺮة ﻣﻐﻄﺎة ﺑﺸﺮاب داﻓﺊ، أو آﻳﺲ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﻐﻄﻰ ﺑﺸﻮﻛﻮﻻﺗﺔ داﻓﺌﺔ. ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺸﻌﻮر. ﻛﺄﻧﻪ ﻓﻴﺾ ﻣﻦ ﺣﺮارة ﺣﻠﻮة ﺗﻐﻤﺮ اﻟﺮوح اﻟﻮاﻓﺪة ﻟﻠﺘﻮ. إﻧﻪ دفء رﻗﻴﻖ ﻳﻐﻤﺮ اﻟﺮوح ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ.
ﻣﻊ ﻫﺬه اﻟﺤﺮارة، ﻳﻨﺸﺄ ﺷﻌﻮر ﻻ ﻳﻮﺻﻒ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺠﺴﺪي. إﻧﻪ اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺄنك ﺗﺮى، ﺑﻜﻞ وﺿﻮح. ﻻ ﺷﻲء ﻳﺨﻔﻰ اﻵن، وﻻ ﺷﻲء ﻳﻐﻔﻞ.
ﻛﻞ ﺷﻲء "ﺟﻴﺪ" وﻛﻞ ﺷﻲء "ﺳﻴﺊ" رﺑﻤﺎ ﻓﻜﺮت ﻓﻴﻪ اﻟﺮوح ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻳﻨﺘﺸﺮ اﻵن أﻣﺎﻣﻬﺎ، واﻟﻤﺜﻴﺮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ أن ﻛﻞ ذﻟﻚ "-اﻟﺴﻴﺊ" و "اﻟﺠﻴﺪ" -ﻳﺘﻢ اﻣﺘﺼﺎﺻﻪ ﺑﺒﻂء ﺑﻮاﺳﻄﺔ اﻟﻨﻮر... )ﻳﻘﺒﻞ ﻋﲆ أﻧﻪ ﺧﺎص ﺑﻪ، ﻫﻜﺬا ﻳﺸﻌﺮ...( ﻣﻦ ﺧﻼل ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﺿﺢ اﻟﻄﺎﻗﻲ اﻟﺬي ﻳﺬﻳﺐ ﺣﺘﻰ أﺻﻐﺮ ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ أو اﻟﻜﺒﺮﻳﺎء، ﺗﺎرﻛﺎ اﻟﺮوح ﻣﻊ ﻓﺮاغ ﺟﻤﻴﻞ، ﻻ ﻳﺤﻤﻞ أي ﺷﻲء ﻋﲆ اﻹﻃﻼق داﺧﻞ ﻧﻔﺴﻪ، وﻻ ﻳﺨﺘﺒﺮ أي ﺷﻲء ﻋﲆ اﻹﻃﻼق ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎء اﻻﻧﻔﺘﺎح.
"اﻵن، ﻓﻲ ﻫﺬا اﻻﻧﻔﺘﺎح ﺣﻴﺚ ﻛﺎن اﻟﺨﺠﻞ واﻟﻜﺒﺮﻳﺎء ﻳﺘﻌﺎﻳﺸﺎن ذات ﻳﻮم، ﻳﻨﺸﺄ ﺷﻌﻮر ﺟﺪﻳﺪ
ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، تﺷﻌﺮ وﻛﺄن ﻇﺎﻫﺮ اﻟﺮوح ﻳﻐﻄﻰ، واﻵن تﺷﻌﺮ وﻛﺄن ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻳﻤﻸ. ﻣﺮة أﺧﺮى، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ إﻳﺠﺎد ﻛﻠﻤﺎت ﺗﻌﺮف ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر أو ﺗﺼﻔﻪ ﺑﺪﻗﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ -وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ ﺟﺰﺋﻴﺎ إﱃ ﺿﺨﺎﻣﺔ اﻟﺸﻌﻮر. ﻳﻤﻜﻦ وﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺷﻌﻮر واﺣﺪ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﺘﻜﺘﻞ ﻳﻀﻢ أﻟﻒ ﺷﻌﻮر ﻣﺘﻔﺮد، ﻳﻤﻸ اﻟﺮوح ﺑﺒﻂء اﻵن. ﺳﺘﺴﻤﻴﻪ ﺷﻌﻮر اﻻﺣﺘﻀﺎن اﻟﺪاﻓﺊ، واﻟﺮاﺣﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، واﻟﺤ ﱢﺐ اﻟﻤﻘﺪر ﺑﻌﻤﻖ، واﻟﺘﻘﺪﻳﺮ اﻟﻌﻤﻴﻖ، واﻟﻜﻨﺰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، واﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ، واﻟﻔﻬﻢ اﻟﻌﻤﻴﻖ، واﻟﻐﻔﺮان اﻟﻜﺎﻣﻞ، واﻟﺒﺮاءة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ، واﻻﻧﺘﻈﺎر اﻟﻄﻮﻳﻞ، واﻟﺘﺮﺣﻴﺐ اﻟﺴﻌﻴﺪ، واﻟﺘﻜﺮﻳﻢ اﻟﻜﺎﻣﻞ، واﻻﺣﺘﻔﺎل اﻟﺒﻬﻴﺞ، واﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ، واﻻﻛﺘﻤﺎل اﻟﻔﻮري، واﻟﺤ ﱢﺐ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺸﺮوط -ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻓﻲ آن واﺣﺪ.
ﺗﺘﺤﺮر اﻟﺮوح، دون أدﻧﻰ ﺗﺮدد أو ﻧﺪم، ﻣﻦ أي ﺷﻌﻮر ﺑﺎﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ، ﻓﺘﻨﺘﻘﻞ إﱃ اﻟﻨﻮر. ﻫﻨﺎك، ﺗﻐﻤﺮﻫﺎ روﻋﺔ ﻻ ﺗﻀﺎﻫﻰ، ﻓﺘﻔﻘﺪ ﻛﻞ رﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ أي ﺷﻲء آﺧﺮ، وﺗﻨﺼﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺪ آﺳﺮ ﻣﻦ روﻋﺔ ﻻ ﺣﺪود ﻟﻬﺎ، وﺟﻤﺎل ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ، وﻛﻤﺎل ﻻ ﻳﻀﺎﻫﻰ.
اﻵن اﻧﺪﻣﺠﺖ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﻨﻮر، وﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺬوﺑﺎن. ﻫﺬا "اﻟﺬوﺑﺎن" ﻳﻜﻤﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﻮﻳﺘﻚ. ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻌﺮف ذاﺗﻚ ﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﻜﺎل، أو ﻋﲆ أي ﻣﺴﺘﻮى، ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﻤﻨﻔﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺬي ﺳﻤﻴﺘﻪ "أﻧﺖ" ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻤﺎدﻳﺔ.
ﺗﺒﺪأ ﻫﺬه اﻟﺴﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﻤﺎت اﻟﺤﻴﺎة اﻵﺧﺮة ﺑﺎﻟﻈﻬﻮر ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ﻣﻦ اﻟﻤﻮت، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ اﺧﺘﺮﺗﻪ ﻓﻮر وﻓﺎﺗﻚ )ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﺟﺤﻴﻤﻚ( دون أﻟﻢ أو ﻣﻌﺎﻧﺎة. ﺳﻴﻌﻮد ﻫﺬا اﻷﻣﺮ إﻟﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺔ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﺟﻮﻫﺮ ﻛﻴﺎﻧﻚ.
"ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻫﻨﺎ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﺘﻀﻨﻚ اﻟﻨﻮر، ﻫﻮ أﻧﻚ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﻣﻊ روﺣﻚ.
ﺗﺪرك أﺧﻴﺮا أﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺟﺴﺪا وﻻ ﻋﻘﻼ، وﻻ ﺣﺘﻰ روﺣﺎ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻣﻌﺎ. ﻫﺬا ﻫﻮ ﺟﻮﻫﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻮت ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ.
"ﺗﺬﻛﺮ أﻧﻨﻲ ﻗﻠﺖ إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻮت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﻮﻳﺘﻚ.
"اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﱃ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻮت ﺗﺤﺮرك ﻣﻦ ﺟﺴﺪك، وأي أﻓﻜﺎر ﻗﺪ ﻻ ﺗﺰال ﻟﺪﻳﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪدك ﺑﺎﻟﺠﺴﺪ وﻣﻈﻬﺮه.
"اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻮت ﺗﺤﺮرك ﻣﻦ ﻋﻘﻠﻚ، وأي أﻓﻜﺎر ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪدك ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ وﻣﺤﺘﻮﻳﺎﺗﻪ.
"اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﻤﻮت ﺗﺤﺮرك ﻣﻦ روﺣﻚ، وأي أﻓﻜﺎر ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪدك ﺑﺮوﺣﻚ وﻓﺮدﻳﺘﻬﺎ.
ﻫﻨﺎ، ﻓﻲ اﻻﻧﻐﻤﺎس اﻟﺘﺎم ﻓﻲ اﻟﺬات، ﺗﺼﻞ إﱃ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺘﺤﺪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﺘﺠﺮﺑﺔ، وﺣﻴﺚ ﻣﺎ ﺗﻌﺮﻓﻪ وﺗﺨﺘﺒﺮه ﻫﻮ أﻧﻚ ﻟﺴﺖ ﺟﺴﺪك، وﻟﺴﺖ ﻋﻘﻠﻚ، وﻟﺴﺖ روﺣﻚ. أﻧﺖ ﺷﻲء أﻋﻈﻢ ﺑﻜﺜﻴﺮ.
أﻧﺖ ﻣﺠﻤﻮع اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺞ اﻟﺜﻼﺛﺔ.
"ﻓﻲ اﻟﻤﻮت، ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻫﻮﻳﺎﺗﻚ اﻟﻔﺮدﻳﺔ، ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻬﻲ اﻧﻔﺼﺎﻟﻚ ﻋﻦ "أﻧﺖ، أﺧﻴﺮا".
نيل: أﺗﻌﻠﻢ؟ ﻇﻨﻨﺖ أﻧﻚ ﺳﺘﻘﻮل إن ﻣﺎ أﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ الله، وﻗﺪ ﺟﺎء ﻟﻴﺤﻴﻴﻨﻲ.
الله: "ﻫﺬا ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻧﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ ﻫﻨﺎ".
نيل: وﻟﻜﻨﻚ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﺘﻮ...
الله: "ﻳﺒﺪو أﻧﻚ ﻻ ﺗﺰال ﺗﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﻈﻮر اﻻﻧﻔﺼﺎل ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻦ الله، وأﻧﺎ أﻗﻮل"-
ﻣﺮة أﺧﺮى--أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻲء.
"ﻓﻲ ﺣﻴﻦ أﻧﻚ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺼﺪق ﻫﺬا اﻵن، ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻟﺪﻳﻚ أي ﺷﻚ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻋﲆ اﻹﻃﻼق".
نيل: ﻳﺎ إﻟﻬﻲ، ﻫﺬا ﻳﺒﺪو راﺋﻌﺎ! ﻻ أﻃﻴﻖ اﻻﻧﺘﻈﺎر!
الله: "ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ذﻟﻚ".
في اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺤﺐ وﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﻘﻴﺎدﺗﻚ
إﱃ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻳﺪ روﺣﻚ أن ﺗﺬﻫﺐ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ،
ﻟﻦ ﺗﻮاﺟﻪ أي ﺻﻌﻮﺑﺔ.

اﻟﻔﺼﻞ 29
ﻧﻴﻞ: ﻫﺬا ﺷﻲء آﺧﺮ ﻣﻦ اﻷﺷﻴﺎء اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﻛﺮرﺗﻬﺎ ﻫﻨﺎ، واﺿﺢ أﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻲ أن أﻓﻬﻢ أن ﻟﺤﻈﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﺬات، ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺠﺮﺑﺔ وﺣﺪﺗﻲ ﻣﻊ اﻟﻜﻞ، ﻟﻴﺴﺖ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺠﺐ أن أﻧﺘﻈﺮه ﺣﺘﻰ ﻣﻮﺗﻲ.
الله: "ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ. ﻗﺪ ﺗﺨﺘﺒﺮ ﻫﺬا اﻻﻧﺪﻣﺎج وﻫﺬا اﻹدراك ﺧﻼل ﺣﻴﺎﺗﻚ اﻟﻤﺎدﻳﺔ. ﻋﺴﻰ أن ﻳﺨﺘﺒﺮه اﻟﻨﺎس".
نيل: ﻟﻘﺪ ذﻛﺮت اﻟﺘﺄﻣﻞ، واﻟﺼﻼة اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ، وﺑﻌﺾ اﻟﺘﻤﺎرﻳﻦ )ﻛﺎﻟﻴﻮﻏﺎ، واﻟﺘﺎي ﺗﺸﻲ، وﻏﻴﺮﻫﺎ(، واﻟﺮﻗﺺ، واﻟﻄﻘﻮس ﻛﻄﺮق تﻤﻜﱢﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻧﺴﺠﺎم واﻟﺴﻼم، وﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﺎﻏﻢ اﻹﻟﻬﻲ، أو اﻟﻮﺣﺪة. ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻚ أ ﱡي "ﺣﻴﻞ" أﺧﺮى ﻳﻤﻜﻨﻚ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﺎ؟
الله: إن اﻻﻧﺘﻘﺎل إﱃ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﺪﻫﺸﺔ واﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة، ورﻏﺒﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻓﻲ ﻋﻴﺶ ﻫﺬا اﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﺸﻮة، رﻏﺒﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ وﺻﺎدﻗﺔ، ﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺒﻪ اﻷﻣﺮ ﻟﻔﺘﺢ اﻟﻨﻔﺲ أﻣﺎم اﺣﺘﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﺤﻈﺎت ﻣﻦ اﻟﺴﻤﻮ. ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻳﺨﺘﺒﺮون ﻫﺬا اﻟﺬوﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮ ﱟي ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﻧﺸﺎط ﻋﺎد ﱟي ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. ﻏﺴﻞ اﻟﺼﺤﻮن.
ﺗﻨﻈﻴﻒ اﻟﺴﺠﺎد ﺑﺎﻟﻤﻜﻨﺴﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ. ﻏﺴﻞ اﻟﺴﻴﺎرة. ﺗﻠﺒﻴﺲ اﻟﻄﻔﻞ. إﻧﺠﺎز ﻣﻬﻤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ. اﻟﻘﻴﺎدة ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ. اﻟﻮﻗﻮف ﺗﺤﺖ اﻟﺪش.
ﻓﺠﺄة، دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار أو ﺳﺒﺐ، ﻳﻨﺘﺎﺑﻨﺎ ﺷﻌﻮر ﺑـ "ﻋﺪم اﻻﻧﻔﺼﺎل"، ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة ﻣﻊ ﻛﻞ ﺷﻲء. ﻋﺎدة ﻣﺎ ﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﻟﺠﺰء ﻣﻦ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺛﻢ ﺗﻌﻮد اﻷﻣﻮر إﱃ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻻ ﺗﻨﺴﻰ أﺑﺪا.
نيل: ﻣﺎذا ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻔﻌﻞ إذا ﺣﺪث ﻫﺬا؟
الله: ﺣﺴﻨﺎ، ﻣﻬﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ، ﻻ ﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ. ﻓﻜﺜﻴﺮون ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﻳﻐﻔﻠﻮن ﻋﻦ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ أو ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻮﻧﻬﺎ. إذا ﻣﺮرت، أو ﻣﺮرت، ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻛﻬﺬه، ﻳﻤﻜﻨﻚ اﺳﺘﻌﺎدﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذاﻛﺮﺗﻚ واﺳﺘﻌﺎدة اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎك.
"ﻳﻤﻜﻨﻚ اﺳﺘﺨﺪامها ﻛﻨﻘﻄﺔ ﺑﺪاﻳﺔ، أو ﻧﻘﻄﺔ اﻧﻄﻼق، ﻟﺘﺠﺎرب أﻃﻮل".
ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺗﺠﺮﺑﺔ اﻟﻮﺣﺪة ﻫﺬه ﺑﺈرادﺗﻪ، وﻳﺒﻘﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻔﺘﺮات ﻃﻮﻳﻠﺔ. واﻟﺒﻌﺾ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺒﻘﻴﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ. إﻧﻬﺎ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﺮﻛﻴﺰ، أو ﺗﺮﻛﻴﺰ ﻛﺎﻣﻞ ﻋﲆ اﻟﻮﺟﻮد.
نيل: اﻟﺘﻤﺮﻛﺰ ﺣﻮل اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻜﺎﻣﻞ ؟
الله: ﺣﺴﻨﺎ، ﺳﻨﻮاﺟﻪ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻣﺠﺪدا. ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪا وﺻﻒ ﺗﺠﺎرب ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻣﺤﺪودﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺎت. ﻟﺬﻟﻚ، أﺷﺠﻌﻜﻢ ﻋﲆ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺻﻮر ﻛﻠﻤﺎ أﻣﻜﻨﻜﻢ ذﻟﻚ. ﻓﺮﻏﻢ أن اﻟﺼﻮر ﻓﻲ أذﻫﺎﻧﻜﻢ ﻣﺠﺮد اﺳﺘﻌﺎرات، إﻻ أﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﻌﺮﻛﻢ ﺑـ "اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ" أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮﻛﻢ ﺑﻪ اﻟﻜﻠﻤﺎت.
"ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻗﻮل "اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﲆ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻜﺎﻣﻞ" ﻓﺈﻧﻨﻲ أﻋﻨﻲ ﺗﻠﻚ اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮن ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺎﺿﺮا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪث اﻵن ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ؛ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﺟﺰء واﺣﺪ ﻣﻦ ﺟﺴﺪك أو ﻋﻘﻠﻚ أو روﺣﻚ "ﻓﻲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ"، وﻫﺬا ﻧﺎدر ﺟﺪا ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس -وﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺤﺪث، وﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﺷﺨﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﺳﺘﻌﺪاد ﺣﻘﻴﻘﻲ أن ﻳﺘﺴﺒﺒﻮا ﻓﻲ ﺣﺪوﺛﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎم.
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻜﻢ، ﺑﻌﺰﻳﻤﺔ، أن ﺗﺒﻌﺪوا ﺗﻔﻜﻴﺮﻛﻢ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﻲء آﺧﺮ وﺗﺮﻛﺰوا ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻵن. ﻳﻄﻠﻖ ﺑﻌﻀﻜﻢ ﻋﲆ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﺳﻢ "اﻟﺘﻤﺮﻛﺰ" أو "اﻟﺤﻀﻮر اﻟﻜﺎﻣﻞ."
نيل: ﻛﺘﺐ رام داس ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺑﻌﻨﻮان "ﻛﻦ ﻫﻨﺎ اﻵن." وﻫﻨﺎك أﻳﻀﺎ أﺣﺪث ﻣﺴﺎﻫﻤﺎت إﻳﻜﻬﺎرت ﺗﻮل ﺑﻌﻨﻮان "ﻗﻮة اﻵن."
الله: إﺣﺪى ﻃﺮق ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺮآة. إﻧﻬﺎ أداة ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ.
اﻟﺤﻴﻠﺔ ﻫﻲ أﻻ ﺗﺸﻴﺢ ﺑﻨﻈﺮك إذا أﺻﺒﺢ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻣﺰﻋﺠﺎ. إذا اﺳﺘﻄﻌﺖ أن ﺗﺤﺪق ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮة ﻋﺪات، ﻓﺴﺘﺒﺪأ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﺗﻌﺎﻃﻒ وﺣ ﱟﺐ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ ﺗﺠﺎه ﻧﻔﺴﻚ ﻟﺪرﺟﺔ أﻧﻚ ﺳﺘﻜﺎد ﻻ ﺗﻌﺮف ﻛﻴﻒ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر. ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺗﻘﺒﻞ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻌﺘﺎدا ﻋﲆ ﺣﺐ ﻧﻔﺴﻚ -وﻟﻸﺳﻒ، ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺎس ﻟﻴﺴﻮا ﻛﺬﻟﻚ. ﻓﻘﻂ ﻛﻦ ﻣﻊ ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر واﺣﺘﻀﻨﻪ.
اﺳﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤﻖ أﻛﺒﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ. إذا اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻣﺮآة ﻳﺪوﻳﺔ، ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﺠﻠﻮس أﺛﻨﺎء اﻟﻘﻴﺎم ﺑﺬﻟﻚ. اﻵن، ﻓﺠﺄة، وﺑﻌﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻷﻃﻮل ﻓﺘﺮة ﻣﻤﻜﻨﺔ، أﻏﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﺑﺴﺮﻋﺔ وﻫﺪوء، وﻛﻦ ﻣﻊ اﻟﺸﻌﻮر اﻟﺬي ﺳﻴﺘﺒﻊ ذﻟﻚ. ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻣﺎ ﺳﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ اﻟﺠﻮﻫﺮ. ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬا ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻘﻂ، أو ﻟﺒﻘﻴﺔ اﻟﻴﻮم.
إذا ﻛﺎن ﻟﺪﻳﻚ ﺷﺮﻳﻚ ﺣﻴﺎة أو ﺻﺪﻳﻖ ﺗﺸﻌﺮ ﻣﻌﻪ ﺑﻘﺮب ﺷﺪﻳﺪ، ﻳﻤﻜﻨﻚ أﻳﻀﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ اﻵﺧﺮ. ﻣﺮة أﺧﺮى، ﻻ ﺗﺸﻴﺢ ﺑﻨﻈﺮك ﻋﻨﻪ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺑﺪأ ﻫﺬا اﻟﻨﻈﺮ اﻟﻌﻤﻴﻖ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﺰﻋﺠﺎ. ﺳﻴﺰول ﻗﺮﻳﺒﺎ، وﻳﺘﺤﻮل إﱃ رﻗﺔ وﺗﻮﻫﺞ داﺧﻠﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻚ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﻣﻊ ذات اﻵﺧﺮ.
ﻣﺎ ﺗﺮاه ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﻌﻤﻖ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻧﻔﺴﻚ أو ﻋﻴﻨﻲ ﻏﻴﺮك ﻫﻮ اﻟﺮوح. اﻟﻌﻴﻮن ﻧﻮاﻓﺬ اﻟﺮوح.
ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺬﻛﺮ ذﻟﻚ ﺳﺎﺑﻘﺎ. ﻗﻠﺖ إﻧﻚ إن ﻧﻈﺮت ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﻏﻴﺮك، أو ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻚ، وﺗﻮﻗﻌﺖ رؤﻳﺔ الله ﻫﻨﺎك، ﻓﺴﺘﺮى. وإن ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ، ﻓﻠﻦ ﺗﺮاه. ﻋﲆ أي ﺣﺎل، ﺳﺘﺼﺒﺢ ﺣﺎﺿﺮا ﺗﻤﺎﻣﺎ. واﻟﺤﻀﻮر اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺤﺎﺿﺮة ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺟﺪا ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺗﺸﺘﺘﺎت اﻟﻌﻘﻞ واﺿﻄﺮاﺑﺎﺗﻪ، واﻟﻮﺻﻮل إﱃ ﺗﺠﺮﺑﺔ أﺳﻤﻰ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ.
ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ أي ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲ دون أن ﺗﻜﻮن ﺣﺎﺿﺮا ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻫﺬا ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻠﺒﻚ، ﻗﻄﺘﻚ، ﺣﺘﻰ ﺣﻴﻮاﻧﺎ ﺑﺮﻳﺎ. ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻚ واﻧﻈﺮ ﺑﻌﻴﻨﻴﻚ إﱃ ﺣﻴﻮان ﺑﺮي -أﺳﺪ أو ﻧﻤﺮ أو دب -واﻧﻈﺮ إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺣﺎﺿﺮا ﺗﻤﺎﻣﺎ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﺣﺎﺿﺮا ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻊ ﻛﺎﺋﻦ ﺣﻲ آﺧﺮ، ﻗﺪ ﺗﺒﺪأ ﺑﺤﺒﻪ. ﻳﻘﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﺣﺐ ﺣﻴﻮاﻧﺎﺗﻬﻢ اﻷﻟﻴﻔﺔ، واﻟﺸﻌﻮر ﺣﻘﻴﻘﻲ ﺟﺪا.
ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪا اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺷﺨﺺ آﺧﺮ ﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ دون اﻟﻮﻗﻮع ﻓﻲ اﻟﺤﺐ. ﻟﻬﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﻳﺒﺘﻌﺪ اﻟﻨﺎس ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺴﺮﻋﺔ.
ﻻ ﻳﺠﺮؤان ﻋﲆ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ اﻟﺒﻌﺾ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ. اﻟﺤﺐ اﻟﺬي ﺳﻴﻌﻘﺐ ذﻟﻚ ﺳﻴﻐﻤﺮﻫﻤﺎ. ﻟﻜﻦ ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﺎن ﻣﺎذا ﻳﻔﻌﻼن ﺑﻬﺬا اﻟﺤﺐ، ﻳﻐﻤﺮﻫﻤﺎ.
ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺴﻠﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﺤﺐ وﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ أن ﻳﻘﻮدك إﱃ ﺣﻴﺚ ﺗﺮﻳﺪ روﺣﻚ، ﻟﻦ ﺗﻮاﺟﻪ أي ﺻﻌﻮﺑﺔ. ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺳﻴﻨﺘﻬﻲ ﻛﻞ ﺻﺮاع، وﺳﺘﺪرك اﻟﻮﺣﺪة.
ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻻﻧﺪﻣﺎج. ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻻﻧﻐﻤﺎس اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺠﻮﻫﺮ. إﻧﻬﺎ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺷﻔﺎء راﺋﻌﺔ ﻟﺒﺪء ﻳﻮم أو إﻧﻬﺎﺋﻪ.
نيل: أو ﻹﻧﻬﺎء ﺣﻴﺎة، ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو.
أﻋﻨﻲ، أﻧﺖ ﺗﻘﻮل، أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ، إن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻗﺪ ﻳﺨﺘﺒﺮون ﻫﺬا اﻻﻧﺪﻣﺎج، ﻫﺬا اﻟﺬوﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻮﺣﺪة، ﺧﻼل ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﺎس ﻳﺨﺘﺒﺮوﻧﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻮﺗﻬﻢ؟ ﻫﻞ أﻧﺎ ﻣﺤﻖ ﻓﻲ ﻫﺬا؟
ﻛﻼﻣﻚ ﺻﺤﻴﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎ. ﻻ أﺣﺪ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪ، وﻻ أﺣﺪ ﻣﻬﻤﻞ.

#نيل_دونالد_والش (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل