عدنان سلمان النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 8564 - 2025 / 12 / 22 - 11:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تعد قراءة مستقبل السياسة العراقية تحتاج إلى فنجان قهوة، ولا إلى عرّاف أو مفسّر أحلام. فقد أفرز عصر التحولات الرقمية أدوات أكثر برودة ودقة: "الخوارزمية السياسية" التي تعتمد تحليل الأنماط والمعطيات لاستخلاص نتائج تكاد تخلو من المفاجآت.
في هذا السياق، تحوّل مستقبل الرئاسات الثلاث في العراق إلى مادة مفتوحة للتكهنات الإعلامية، حيث برزت أسماء مغمورة لم يكن لها وزن سياسي فعلي، لكنها وجدت نفسها فجأة مرشّحة لرئاسة الوزراء، في سباق محموم على المنصب الأهم في صناعة القرار العراقي.
غير أن القراءة الخوارزمية تكشف أن معظم هذه الأسماء ليست سوى زوبعة في فنجان؛ أرقام هشة داخل ما يُعرف بـ"تحالف الإطار" ، قابلة للمساومة والتوظيف، ولا تمتلك قرارها النهائي. فالاختيار الحقيقي ينحصر بعنوان واحد، لا يقبل القسمة ولا التعدد، وتحدده إرادة الصانع السياسي الأكبر، لا ضجيج الداخل!
ورغم التحديات الثقيلة التي ستواجه أي حكومة مقبلة، من ديون تتجاوز 69 مليار دولار، واقتصاد ريعي يعتمد بنسبة 90% على النفط، وفساد متجذّر، تبقى هذه الملفات مؤجلة وقابلة للإدارة المرحلية. حتى ملف «الحشد الشعبي» يجري التعامل معه بمنطق الاحتواء المبرمج، عبر تنفيذ وعود تسليم السلاح وتبييض الصفحات لكسب الرضا الأمريكي.
لكن العقدة الحقيقية، غير القابلة للتأجيل، تتمثل في مطلب مهم: "التطبيع مع إسرائيل" ، بوصفه شرطًا سياسيًا حاسمًا لإعادة إنتاج السلطة. فالمطلوب من الحكومة القادمة، وتحديدًا إذا ترأسها السوداني، أن يقدّم العراق كدولة راعية للاستقرار الإقليمي، لا كطرف رمادي في الصراع!
وإذا كان رئيس الوزراء الحالي قد تحجّج سابقًا بكونه مرشح الإطار ولا يمتلك قاعدة برلمانية، فإن الواقع تغيّر اليوم. فكُتلته تمتلك نحو 46 مقعدًا، إضافة إلى داعمين من خارج الإطار، ما يعني أن نصف البرلمان وربما أكثر، قد يكون جاهزًا لدعم مشروع سياسي جديد، إن كان الثمن ولاية ثانية.
أما إن تعذّر ذلك، فستسقط كل الخوارزميات عند أول اختبار.. ويُعاد خلط الأوراق من جديد.
الكاتب/ عدنان النصيري
#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟