أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - السعودية وفرنسا بين ضرورات الأمن القومي وإعادة التموضع الدولي!! قراءة في خلفيات مؤتمر الاعتراف بفلسطين..














المزيد.....

السعودية وفرنسا بين ضرورات الأمن القومي وإعادة التموضع الدولي!! قراءة في خلفيات مؤتمر الاعتراف بفلسطين..


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 18:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدت قاعة الأمم المتحدة في نيويورك انعقاد مؤتمر دولي رفيع المستوى، حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، بدعوة مشتركة من السعودية وفرنسا، وبمشاركة واسعة من قادة دول وحكومات. وقد جاء هذا الحِراك في سياق متغير يتمثل في إعلان عدد من الدول نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، في مقابل رفض أمريكي متكرر، يرى في هذه الاعترافات مجرد خطوة "استعراضية"، وتصعيد إسرائيلي متواصل يرفض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية، ويعتبر الاعتراف الدولي تهديداً لوجود إسرائيل ذاته.
التحول النوعي في هذا المؤتمر تمثل بانضمام فرنسا وبريطانيا إلى قائمة الدول الداعمة للاعتراف، الأمر الذي يجعل فلسطين تتمتع بتأييد أربعة من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن (إذ كانت الصين وروسيا قد سبقتا منذ عام 1988 إلى الاعتراف). كما لفت تصريح الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) الأنظار حين أكد أن المجتمع الدولي "لا يجب أن يخشى ردود الفعل الإسرائيلية"، مشيراً إلى أن تل أبيب تواصل سياسة تقوم على "تدمير غزة وضم الضفة الغربية".
لماذا السعودية؟
يمكن تفسير الحضور السعودي في هذا الملف انطلاقاً من عدة محددات استراتيجية:
1. اعتبارات الأمن القومي: إدراك المملكة لخطورة مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي قد يهدد بإعادة رسم خرائط المنطقة على حساب أراضٍ ومصالح عربية.
2. تصاعد المكانة الإقليمية: من خلال تراجع أدوار مصر والعراق تاريخيا كمنافسيّن تقليديين في الزعامة الإقليمية – وفسح المجال للسعودية لتتبوأ موقع القيادة العربية والإسلامية، خصوصاً بعد قمم إقليمية ودولية أبرزت ثقلها السياسي والاقتصادي.
3. تراجع النفوذ الإيراني: بفعل العقوبات والانتكاسات في الساحات الإقليمية (سوريا، لبنان، اليمن)، ما أعطى السعودية فرصة لتعزيز حركتها الدبلوماسية دون مواجهة مباشرة مع طهران.
4. إعادة صياغة الدور السياسي: رغبة المملكة في تجاوز صورة "التقاعس" التي ارتبطت بها في سياق مأساة غزة ومسار التطبيع الخليجي مع إسرائيل، عبر تبني موقف أكثر حزماً ينسجم مع صورتها كقوة صاعدة.
ولماذا فرنسا وبريطانيا؟!
على الضفة الأخرى، يمكن فهم الموقف الفرنسي و البريطاني في ضوء تحولات النظام الدولي:
1) تراجع الأحادية الأمريكية: الإدراك الأوروبي بأن ترك زمام الشرق الأوسط بيد واشنطن وحدها لم يعد خياراً مضمون النتائج، وأن غياب الحضور الفرنسي ـ البريطاني يفتح المجال أمام قوى أخرى أو أمام تمدد إسرائيلي منفلت من القيود.
2) ضرورات النفوذ والمصالح: ارتباط الشرق الأوسط بعمق تاريخي وثقافي واقتصادي مع أوروبا يجعل خسارته بمثابة انتحار استراتيجي للقوتين الأوروبيتين. ومن هنا جاء خيار استعادة موطئ قدم من خلال دعم حل الدولتين.
البعد التاريخي والأخلاقي: في الحالة البريطانية تحديداً، ثمة وعي متأخر بعبء المسؤولية التاريخية منذ الانتداب وإعلان بلفور، وكأن لندن تسعى (ولو رمزياً) إلى تصحيح خطأ تأسيسي، تَمثلَ في رعاية نشأة إسرائيل دون حساب تداعياتها طويلة المدى!
بين الحسابات القومية وإعادة التموضع الدولي
إن ما يميز هذا المشهد هو تلاقي مصالح متباينة: فالسعودية تنطلق من حسابات الأمن القومي وإعادة صياغة دورها العربي والإسلامي، بينما ترى فرنسا وبريطانيا أن الاعتراف بفلسطين مدخل لاستعادة نفوذ قد فقدتاه لصالح الولايات المتحدة. غير أن القاسم المشترك بين هذه الأطراف يتمثل في إدراكهم أن استمرار الوضع الراهن، هو في سياسة الاحتلال والضم الإسرائيلية من جهة، والرفض الأمريكي المتكرر من جهة أخرى، الذي لم يعد قابلاً للاستدامة، وأن تجاهل القضية الفلسطينية يهدد بتفجير أزمات إقليمية أوسع.
هكذا يبدو أن لحظة الاعتراف بفلسطين لم تعد مجرد شعار سياسي، بل أداة لإعادة ترتيب موازين القوى: بالنسبة للسعودية، وتحصين الداخل ومكانة القيادة؛ وبالنسبة لفرنسا وبريطانيا، إعادة التموضع في نظام دولي يتجه نحو التعددية. وبين هذا وذاك، تبقى القضية الفلسطينية ساحة اختبار لجدية هذه التحولات، و لقدرة العالم على تجاوز إرث تاريخي ممتد من الوعود والخيبات.
الكاتب/ عدنان النصيري/ السويد



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتفال بالمولد النبوي بين الذكرى والبدعة التسييس! ح1
- لماذا الإنسان أول من يغرق.. بخلاف بقية الحيوانات؟!
- هل سيلحق ترامب تحقيق أحلامه في صفقة القرن مع روسيا قبل حدوث ...
- مقارنة بين برمجة الروبوت وذكاء العقل المُسْتَلَبْ!
- ماغَرَّك بنفسك أيها الإنسان المنسوخ… لم تكن سوى فايروس!
- أحلام العصافير العراقية.. والسياسة!
- الأحلامْ وطبيعةالتفسير بين إبن سيرينْ، و نظريات علم النَفْس، ...
- كابوس الزوجة الثانية.. بين نزوة الزوج و إهمال الزوجة!
- طوفان الأقصى.. و مخاطرة الهجوم البري الاسرائيلي على غزة !!
- الإنسان والشيطان ووهم الخيال في فلسفة العقائد الابراهيمية!!
- طبيعةالتغيرات الاجتماعية ووضع المرأة.. بمناسبة يوم المرأة ال ...
- رسموا شخصية آدم من وهم الخيال!!
- الدعوة للاصلاح ذريعة للتسقيط قبل السقوط!!
- تطفل العقائد والاديان على بعضها قبل خروج العبقري الاصلح!!
- سياسة التراشق بين العقائد والأديان سعيٌ دائم للظفر بالعقل ال ...
- صراع العقائد والاديان القديمة بين التناسخ والتسقيط!!
- ح11.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. أشكال انحيازات الت ...
- ح10.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ممارسة الحرية المط ...
- ح9.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. (انك لم تكن حراً ما ...
- ح8.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. النزوة فايروس العقل ...


المزيد.....




- تعطل جهاز التلقين بخطاب ترامب.. والرئيس الأمريكي: من يشغّل ا ...
- شاهد لحظة لقاء الناشط المصري علاء عبد الفتاح بعائلته بعد الإ ...
- شاهد.. ترامب عن الاعتراف بـ-دولة فلسطينية-: مكافأة لحماس
- غارة إسرائيلية قتلت طفلتهما الوحيدة.. فيديو مؤلم لعائلة تودع ...
- وفاة مفتي السعودية.. ماذا نعرف عن عبد العزيز بن عبد الله آل ...
- تقرير حقوقي: تحقيق الحكومة السورية الانتقالية في أحداث مارس ...
- ستارمر يشترط وقف دعم أسر -الإرهابيين- قبل اعتراف بريطانيا ال ...
- الناشط علاء عبد الفتاح يعود لعائلته بعد الإفراج عنه
- السجين المصري علاء عبد الفتاح يعود لعائلته حرا طليقا.. -أخبا ...
- بالصور: معاناة الفلسطينيين وسط تكثيف الاستيطان في الضفة الغر ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - السعودية وفرنسا بين ضرورات الأمن القومي وإعادة التموضع الدولي!! قراءة في خلفيات مؤتمر الاعتراف بفلسطين..