أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عدنان سلمان النصيري - الأحلامْ وطبيعةالتفسير بين إبن سيرينْ، و نظريات علم النَفْس، بعد ألقرن العشرينْ!















المزيد.....

الأحلامْ وطبيعةالتفسير بين إبن سيرينْ، و نظريات علم النَفْس، بعد ألقرن العشرينْ!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7801 - 2023 / 11 / 20 - 00:14
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أحلامُنا تكاد أن تكون بطبيعتها واحدة، عبرَّ كل حقباتِ التاريخ الإنسانِ، مادامت هناك مشكلة، وإرهاصات، تبحث عن حلول في التمنيات والرجاءات، في الارتقاء بطريق منازعة الحياةْ.
فمنذ الأزَل والإنسان يتسائل بعد الأستيقاظ من كل حلمٍ لذيذ ومليء بالخيالات الدافئة، أو المَشاهد ألسارَّةِ بأن يبقى يعيش تلك اللحظات، ولا يريد مغادرتها بالرغم من ادراكهِ بعد أن يصحو تماما من حلمه بأنه ليس حقيقةْ. أو العكسْ تماماً، عندما نَفِزُّ من كوابيس أحلامنا ونحن مُرتعِبين خائفين من المَشاهد المزعجةْ، ولحد المأساوية احيانا، فتبقى شاخصة في مخيلتنا للحظات قلقة، قد تمتد لساعات أطول بعد الاستيقاظ ، فتجعلنا مُرتهنين لتشاؤماتنا، قبل أن نعود لممارسة هواجسنا بشكل طبيعي. وبعد ان نستدرك بحمْدِ الله، على أنه كان مُجَرَّد حلمٍ مزعج أثناء النوم. وقد يبقى صداه بالاهتمام القلِق مستمراً لدى البعض داخل النفوس، وبمقدار طبيعة اختلاف التحمُّل والثقافة والاعتقاد بالتأويل، أو ألوقوع تحت طائلة الهواجس النفسية المرضية القلقة، كما في الإصابة بأعراض الوسواس القِهري الذي يحتاج إلى مراجعة الطبيب النَفْسي لتوَّخي العلاج.
وبمجرد ان نعود إلى مزاولة حياتنا الطبيعية بالتفكير والاستنتاج، فدائماً ما يراودنا السؤال الأهم، قبل أن نكلف انفسنا مع الغير، بخوض غمار الإجابة حول الحقيقة المخفية : لماذا نحن نحلم؟.. وهل الأحلام لها علاقة بالواقع الطبيعي لحياتنا ؟.
ولكن قبل الإجابة لابد من التطرق إلى الاعتقاد السائد الذي جاءت به المدرسة التفسيرية التقليدية منذ قديم الزمان، والتي كان من أهم روادها العالِم ابن سيرين في ألقرن ألأوَّل الهِجرِي. ومن أتباعها علماء كُثُرْ، لعل من بينِهمْ، العالم الرازي، وإبن سينا وغيرهِم. وبالرغم من وجود إجتهادات واختلافات بينهم، إلاّ انها لم تخرج جميعها عن الإطار العقائدي، بعمليةَ التوصيفِ والتبرير، في تحقيق العلاقة التفسيرية لاحلامنا وفقاً للمنظور الديني، في ممارسة علم النَفْسْ الفلسفي أو النظري أو التأملي الاسلامي، الذي يُعرِّفْ بطبيعة التفسير العام لأحلامِنا، وبأنه: نشاطٌ عقلي يتحقق بموجب العلاقة مع النصوص اليقينية العقائدية، التي مصدرها مشروطٌ بالوحيّ. أيِّ (بتحكم السماء المطلق في قدر الإنسان بالمنام واليقظة). مادامت منهجية العقيدة قائمة على مبدأ الإستخلاف للانسان في الأرض، وفق ارادة السماء. والتحكم به في كل شيئ ( بالحركة والتغيير والتأثير المتبادل)، وبالصراع مع المتناقضات عبر ممارسة عملية التقرب الى اللّهْ.
ويبقى الإنسان كائن طبيعي خاضع لمسألتين جدليتينْ:
(المسألة الأولى تكليفيةْ): كما في طريقة السَعيِّ لتَوَخّي الغاية المثلى في الارتقاء بالعلاقة مع خالقه، وبكل العناوين الشاملة في حياته، وبضمنها التي تعكسها الأحلام.
والمسألة الجدلية الثانية هي (تكوينية) ، والتي بموجبها يبقى الإنسان محكوما بالنقيض بين الصفات الإلٓهية المطلقة، والصفات الإنسانية المحدودة ضمن الزمان والمكان. والذي دائما ما يسعى المؤمن من محاولة فَكِّ الحلقات بمنازعة الذات المحدودة للوصول إلى إرضاء الذاتْ الإلٓهيّة المطلقة.
وبالمجمل فأن طبيعة تفسير الأحلام التي جاءت به المدرسة التفسيرية وفقاً لمنظور الدين الإسلامي، في ممارسة افتراضات نظرية فلسفية تأملية، منذ قديم الزمان، عندما إعتمدت على تفاسير ثلاثة وهِيَ:
١) قد تُمثِل رؤى لِمصدر الشَرِّ مِنَ قبل الشيطانْ. لِيُحْزنَ إبْنَ آدَمَ، وقد أوصت بإتباع النصائح المُحَببة في الإعتماد، حين يرى أحدنا شيئًا يكرههُ، ليقوم بالنفثِ عن يساره ثلاث مراتْ، ولِيتعوَّذ بالله من شَرِّ ما رأى، فإنها سوّف لن تضره".
٢) ومنها حديث النَفْس - وهو ما يَطلقُ عليه العلماء، بمواضيع الذكريات والأحداث الواقعية. : وبمَا يَهمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِه.
٣) رؤيا مباركة من رب السماء . وهي التي تخص الأنبياء وأهل الصلاح في درجات الإيمان. وبهذا قد جعل النبي من الرؤيا الصالحة جزءًا من ميراث النبوة.
وبالمقارنة مع المدرسة الحديثة في التحليل العلمي للأحلام، فانها تعتمد على أشهر النظريات التحليلية العلمية، في علم النفس الخاص بتفسير طبيعة الاحلام.
وقبل أن نخوض غِمار التَعرُّف على احدث الدراسات البحثية لعلماء الطب النفسي في هذا المضمار ، والتي تبلورت اهميتها كنظريات معتمدة في الدراسة والتحليل لواقع الاحلام الذي يمر بها الإنسان. لابد من تناول اهم وأحدث التعريف لمعنى الحلم: حيث عَرَّفَ عالم النفس التجريبِ "كالفين هول" بأن الحلم : مسلسل من الصور المنظورة خلال النوم، فيه مشهد أو أكثر، وأحداث وتفاعلات متعلقة بالحالِم، وكأنه يشبه الفيلم السينمائي، إنما يختلف في أن صاحب الحلم يكون هو الممثل والمشاهد في آن واحد! ويُعَرِّفَهُ علماء آخرون، على أنه عملية بيولوجية تتطلب وجود الوعيَّ، حتى وإن كان الحلمُ واقعًا خلال النوم، حين نظن أن الإنسان لا يَعي ولا يدرك. ويعزز هذا التعريف قولَ عالِمَيّ النَفْس "جان بياجيهْ" و"فولكسْ": ومفادهْ، أن تطور الحلم مُرتبطْ بتطور مَلَكات المعرفة في الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخةْ. فقد أثبت "فولكسْ" بالتجارب السريرية على بعض الأطفال؛ أن الأحلام تطول وتشتد حيويتها وتَعَقُدها كلما زاد الإدراك العقلي للطفل.
وكذلك.. كما جاء به (سيغموند فروّيد) الذي يُعَدُّ مؤسس التحليل النفسِ، وأول من تحدث عن تفسير الأحلام وربطها بعلم النَفْس، وهو يتطرق من خلال التعريف عن الصور أو الأفكار أو المشاعر بكل انواعها المختلفةْ، التي نعيشها في المنامْ، المعبّر عنها : بتمثيلٍ الرغبات والأفكار والدوافع اللاواعية. مُعَلِلاً ذلك بمعرفته ، حين وجد أن الناس مدفوعون بالغرائز العدائية والجنسية، التي تُكْبَت باللاوعيّ تحت رقابة الإدراك الواعي. فإذا كنا لا نستطيع تحقيق بعض رغباتنا والتعبير عن بعض أفكارنا بطريقة واعية، فإن هذه المكبوتات تتجلَّى في أحلامنا.
وقد قسَّم (فرويِّد) محتوى الأحلام إلى نوعين: محتوىً صريحٍ. ومحتوىً كامن. وعبَّر عن المحتوى (الصريح) : بانه يشمل كل مانراه ونعيشه في أحلامِنا من صورٍ ومشاهدٍ وافكارٍ فعلية. أما معناها (الكامن) فهو المحتوى الغامض الذي يفسره المحلل النفسي المختصْ وحده. ويقود تحليل (فرويّد) إلى استنتاج يوضح أنه لا يوجد تفسير واحد للأحلام ينطبق على الجميع، فكل شخص يرى في أحلامه ما يتعلق به، من تجارب ورغبات ومخاوفْ لا تشبه بالضرورة رغبات الآخرين ومخاوفهم.
أما منهج عالم النفس الأمريكي "كالفين هال"، فلديه نظرية أخرى يشوبها بعض الاختلاف في تفسير الأحلام.
حيث لا يرى هذا ألعالِم أن أحلامنا هي انعكاس لرغباتنا الكامنة - على عكس العالِم فرويّد- بل قدم نظرية أخرى تقول إن الأحلام هي مُجَرَّد أفكار تظهر أثناء النوم، وتمثل انعكاسات من الحياة الشخصية. على عكس ما يرى (فرويّد) أن الأحلامْ هي إنعكاس للرغبات. ويعتقد (كالفين هالْ) بأن الأحلام انعكاس للطريقة التي يفهم بها الإنسان هذه الرغبات، مع مراعاة الدوافع والنواهي والمُحَرمات، التي يُؤمِن بها الشخص الحالِم. وإن الأحلام تعكس على نحو كبير مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجه المرء، والصراعات والمعارك التي يخوضها يومياً.
وهناك نظرية خاصة تهتم بالتفسير العصبي البيولوجي للأحلامْ..

حيث ظهرت بحوث من نوع مُختلِفْ، منذ بداية القرن الـ20، لمحاولة تفسير الأحلام من منطلقٍ عصبِ بيولوجي. فقد طرح طبيبان نفسيان في جامعة هارفارد -هما: آلانْ هوبسون و روبرت مكارلي - نظرية مختلفة عام 1977، تفيد بأن الأحلام هي محاولة من الدماغ لفهم (النشاط العَصَبي) الذي يحدث أثناء النوم، إذ لا يتوقف نشاط الدماغ في مثل هذه الفترةْ، وإن تفسير نشاط الدماغ أثناء النوم، هو الذي يُوَّلِد الأحلام في نهاية المطاف.
ووفقا لـِ ( آلانْ هوبسون) وباحثين آخرين، فإن الدوائر الموجودة في جذع الدماغ، تنشط أثناء مرحلة حركة العين السريعة، أو ما تُدعى بـ(حركة الريم).
وبِمُجرَّد أن تنشط هذه الدوائر، تنشط معها كذلك المناطق المعنيَّة بالعواطف والأحاسيس والذكريات، ومن ثم يقوم الدماغ بتوليف هذا النشاط الداخلِ وتفسيره، ومحاولة خلق معنى من هذه الإشارات، مما يؤدي إلى الحلم. ويؤكد هوبسون، عدم تعارض نظريته مع وجود معنى للحلم، ويرى أن الحلم قد يكون أكثر حالات الوعي إبداعا، حيث ينتج عن إعادة التركيب العشوائي والعفوي للعناصر المعرفية، وخلق أفكار جديدة.
الكاتبْ والباحثْ ..عدنان النصيري



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كابوس الزوجة الثانية.. بين نزوة الزوج و إهمال الزوجة!
- طوفان الأقصى.. و مخاطرة الهجوم البري الاسرائيلي على غزة !!
- الإنسان والشيطان ووهم الخيال في فلسفة العقائد الابراهيمية!!
- طبيعةالتغيرات الاجتماعية ووضع المرأة.. بمناسبة يوم المرأة ال ...
- رسموا شخصية آدم من وهم الخيال!!
- الدعوة للاصلاح ذريعة للتسقيط قبل السقوط!!
- تطفل العقائد والاديان على بعضها قبل خروج العبقري الاصلح!!
- سياسة التراشق بين العقائد والأديان سعيٌ دائم للظفر بالعقل ال ...
- صراع العقائد والاديان القديمة بين التناسخ والتسقيط!!
- ح11.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. أشكال انحيازات الت ...
- ح10.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ممارسة الحرية المط ...
- ح9.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. (انك لم تكن حراً ما ...
- ح8.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. النزوة فايروس العقل ...
- ح7.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح6.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح5.. شذرات نقدية لمهزلةالعقل البشري!!.. (إنك لم تكن حراً ماد ...
- ح4.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! الإنسان الحر ليس حراً ...
- ح٣.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! اعتماد تاريخ صنا ...
- ح٢ شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! .. لا حرية ولا حيا ...
- ح١.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويرف ...
- فرنسا: ارتفاع الهجمات المعادية للسامية بنسبة 300 بالمئة في ا ...
- ولي عهد السعودية يتصل برئيس الإمارات.. وهذا ما كشفته الرياض ...
- فولودين: بوتين يعد ميزة لروسيا
- الجيش الاسرائيلي: قوات اللواء 401 سيطرت على الجهة الفلسطينية ...
- في حفل ضخم.. روسيا تستعد لتنصيب بوتين رئيساً للبلاد لولاية خ ...
- ماكرون وفون دير لاين يلتقيان بالرئيس الصيني شي جينبينغ في با ...
- تغطية مستمرة| بايدن يحذر من الهجوم على رفح ومجلس الحرب الإسر ...
- فلسطينيون يشقون طريقهم وسط الدمار ويسافرون من منطقة إلى اخرى ...
- جدار بوروسيا دورتموند يقف أمام حلم باريس سان جيرمان!


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عدنان سلمان النصيري - الأحلامْ وطبيعةالتفسير بين إبن سيرينْ، و نظريات علم النَفْس، بعد ألقرن العشرينْ!