أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - ح10.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ممارسة الحرية المطلقة تتنافي مع صرخة الضمير!!














المزيد.....

ح10.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ممارسة الحرية المطلقة تتنافي مع صرخة الضمير!!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7531 - 2023 / 2 / 23 - 13:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ممارسة الحرية المطلقة تتنافي مع صرخة الضمير!!
وكما اسلفنا في مقدمة الحلقة السابقة بعدم أحقية اي انسان يدعي بأنه حرا بشكل مطلق، ومهما كان زعمه بأنه يمتلك زمام حريته وهوالذي يستطيع أن يفعل ويتصرف كما يشاء، فلم يكن ذلك سوى محض افتراء ومغالطة كبرى بحق الواقع الانساني. فكل إنسان بطبيعته سجين في مجتمعه وفي نوازع نفسه الذاتية، ويكون مؤتمرا لأدواتها المتعددة والمختلفة في عملية الانقياد لهذا التسلط ، وقد تكون خارجية أو داخلية، كلها تحاول أن تكبل الإنسان وترتهنه بنفس اسلوب السجن، وتخضعه لعقوبة الجلد في طريقة مخالفته كسلطة حاكمة، بعيدا عن ممارسة حريته بشكل مطلق.
وما نزعة الضمير في الإنسان الا وتعتبر السلطة الفعالة المكبلة لحريته المطلقة في ممارسة شخصيته من داخل نفسه. و يُعرَّف الضمير عن نفسه فلسفيًّا، بأنّه مركّب من خبرات يكتسبها الإنسان وجدانيًّا تساعده على فهم المسئوليّة الأخلاقيّة للسلوكيّات التي ينتهجها وسط مجتمعه وخارجه وفي دواخل روحه، وذلك بتمييزه بين الحق والباطل بمقاييس ثقافية عامة، فالضمير عند الفلاسفة القدماء لا يورّث، وإنما يكتسبه الإنسان من خلال التربية والظروف المعيشيّة، ويرتبط الضمير كذلك بأداء الواجب، حيث إن التقصير في أداء الواجبات السلوكيّة يصحبه ما يعرف بتأنيب الضمير، وهكذا فإنه يعد قوة دافعة للتهذيب الذاتيّ للأفراد، وبالتالي فإنه يؤسس لسيادة الأخلاق الحميدة في المجتمع.
والضمير في الإنسان يُشكّل السلطة الذاتية التي تفوق بأهميتها كل السلطات الأخرى التشريعية والقضائية والتنفيذية، لأنها إذا ما غابت قد لا تنفع أية سلطة أخرى بالتعامل معها، وإذا ما وجدت فإنها ستختصر الكثير من المسافات، وستتجاوز الكثير من الخطوات. وهي سر من أسرار النجاح والفشل لأي مشروع معنوي أو أخلاقي، تُبنى الآمال عليه من قِبل الآخرين، في طريقة تجرده من تهديد وتأثير الهواجس والمخاطر المحيطة.
وفي العلم الحديث يُفسِّر علماء النفس والاجتماع بأن الضمير هو إحدى الوظائف الدماغيّة التي طوّرها الإنسان خلال التاريخ، لتسهيل مهمة السلوكيات الموجهة لمساعدة الآخرين، في سد احتياجاتهم والقيام بوظائفهم، دون توقع مكافآت خاصة في المجتمع، وهو بتلك الصيغة مجرّد توصيف لمجموعة من المبادئ والمشاعر، وسياق متكامل من القيم التي تحكم الإنسان، فيكون سلوكه جيدًا تجاه الآخرين، ويعمل عمل الميزان بالنسبة للحس والوعي، لتمييز الصواب من الخطأ مع توجيه النفس إلى ناحية الصواب.
وقد عرف الإنسان الضمير منذ فجر التاريخ، وكان المحرّك الأساسي للعديد من الأفعال الإنسانية التي أدّت إلى تطوّر البشرية وتقدّمها نحو الأفضل، ومن الثابت أن الضمير يسهم في رقيّ الإنسان وتقدّمه من خلال توجيه البشرية نحو الحق والابتعاد عن الباطل، وقد يختلف عمل الضمير من شخص إلى آخر، بسبب طبيعة الإنسان التي تتأثّر بالبيئة المحيطة والنشأة، إلا أن وجوده لدى الإنسان لا خلاف فيه، كما يخضع الضمير لحالات من المدّ والجزر بما يصيب الإنسان نفسيًّا، ويمكن للإنسان أن يزيد من تغليب ضميره على الأفعال التي يقوم بها من خلال التفكر في أهميّة القيم الإنسانية الحميدة والوصايا التي أتى بها المعتقد.
البقية في الحلقة القادمة >>>>>



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ح9.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. (انك لم تكن حراً ما ...
- ح8.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. النزوة فايروس العقل ...
- ح7.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح6.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح5.. شذرات نقدية لمهزلةالعقل البشري!!.. (إنك لم تكن حراً ماد ...
- ح4.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! الإنسان الحر ليس حراً ...
- ح٣.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! اعتماد تاريخ صنا ...
- ح٢ شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! .. لا حرية ولا حيا ...
- ح١.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!
- بانوراما تسييس العقائد بين التكتيك والستراتيجيه لبلوغ الغاية ...
- هل سفينة نوح والطوفان تزييف آخر للتاريخ؟!!
- حفرتُ أحبك فوق هالة ألقمر !!
- حزام العفةِ بين الإشاعة والواقع الأخلاقي!!
- ج٣.. المبحث الثالث.. مسلّمات عقلية في الاستنتاج يوم اس ...
- (ج٢) كذبو علينا.. آدم ليس بأبي البشر!!
- كذبوا علينا..آدم ليس بأبي البشر!!
- لأننا لِسنا أحرار..سبع مسائل إنسانية تبحث عن إجابة !!
- جراديغ بغداد عبر حقبتين، بين التسلية البريئة وممارسة الرذيلة ...
- اسباب وعلل تصحر النقد الجاد، وافول نجم النقّاد!!
- هل كل من أكل سمك الجِرّي.. من الامام علي متبري؟؟!!


المزيد.....




- رحيم صفوي: سيتبلور شرق أوسط كبير محوره الثورة الإسلامية وجبه ...
- صحف إسرائيلية: الوكالات الأمنية فقدت السيطرة على المتطرفين ا ...
- آخر 4 بقوا بالمدينة.. جورج قسطنطين يسعى لإعادة الحياة للمجتم ...
- مفتي القاعدة السابق: أميركا حاولت اختطاف بن لادن والتنظيم سع ...
- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - ح10.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ممارسة الحرية المطلقة تتنافي مع صرخة الضمير!!