أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - حفرتُ أحبك فوق هالة ألقمر !!















المزيد.....

حفرتُ أحبك فوق هالة ألقمر !!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7483 - 2023 / 1 / 5 - 08:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حفرتُ احبك فوق هالة القمر..!!
منذ الأزل حمل الانسان جدلية تبرير مأساته وإرضاء خيالات أحلامه، فكلما إنفلت لديه جماح العاطفه بالمحبة تراخت لديه حبال القلب بمروج العاطفة وتهدهدت فيه مراجيح احلام الود والعشق والتقديس .
وسيزداد انجذابا وحماسا في الانخراط بظل التحشيد نحو اتجاه معين يتمثل بانموذج شخصي جديد معتمد في طريقة التفاؤل باستلهام الحياة الواقعية وبكل مايحيطها من هواجس وارهاصات وافكار ورغبات..
يعكس الشغل الشاغل للعقل والتفكير وهما منقادان في الوعي بشكل باطني للوقوع تحت سياسة هذا الولاء لحد العشق المجنون أحياناً، والتحفز بالتبرع لان يكون يكون مشروعا للحشد والتحشيد تحت دوافع وعناويين مختلفة قد لا تجد في النهاية لها الا تبريرا واحدا قد ينسجم مع سياسة الاصطفاف والتذوق بالتنميط للنفس البشرية ومن الوهلة الأولى قبل التحزب. وسرعان ما تصل النظرة في العلاقة إلى درجة التبجيل والرمزية والتقديس، خصوصا بعد الشعور بتحقيق المزيد من الانجازات في طريق الاحلام وترجمة الاهداف.
وبنفس الوقت من نتائج المعادلة الطبيعية لموازين الكون التي تعتمد على المقارنة بين الاضداد في كل شي للوصول إلى المحصلات أو النتائج النهائية لقياس الظواهر وحسب مسمياتها.
ولذلك فان اول ماسنلمس في هذا المضمار الولائي اوالعاطفي حالة النفور النسبي للاختلاف الحاصل في الزمان والمكان المحددين، ويبدأ التخندق الجمعي بالضد من الأشخاص المختلفين بالاتجاه، واعتبارهم مناوئين قبل أن يكونوا اعداءا يتربصون كل منهم بالآخر.
وغالبا ما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وتنتهي الامال والاحلام فجأة وبدون مقدمات . مما قد تعصف المأساة بصعقة الصدمة الكبرى بافتقاد الرمز المعوَّل عليه كـ(زعيم اوحبيب) في اتمام منجزات بقية رحلة طريق الامل والبقاء.
* وتبقى أسرار نِعَم الخالق في شأن خلقه، عندما يمنح دواءا ومصلا مقاوما من أصل طبيعة الداء أو المحنة. ومن خلال منح القدرة على الصمود والمطاولة بعدم الاستسلام للاقدار الصعبة من الوهلة الأولى بالانكسار، بل يسعى لاستيعاب احباطاته وتحويلها الى حالة انتصار مؤجل، قد يحصده في يوم آخر أو حتى بجيل اخر تحت عناويين شتى ومنها التحدي والامل.
*وعلى مر التاريخ ، فقد ترتبت اولويات الاستقطابات وتحقيق الولاءات على نسبة إستثارة طبيعة الاحاسيس العاطفيه والاستمالة للعِرقِ والطائفة أو للدين، أو بإثارة النزعات والنعرات المجسده للمصالح الضيقه بالافراد والمجتمعات واستغلالها بالشعارات الفضفاضة، كوسيله للهيمنه على العقل الانساني المغيب، وباستفزاز حاجاته المفقوده التي صارت بمعظمها تشكل وعودا واهدافا لتحقيق ألاحلام، ومن هنا يجعل بالمتحمس ان يركب جموح موجة الولاء المتصاعد في الحب الأعمى، ويجعل من نفسه روبوتا مسيَّرا حيث يصبح أو يمسي.
*ويبدأ الشروع بالانتماء كمتطوع في عملية المشاركة والتحشيد لِما يرسم اليه الزعيم أو القائد ميدانيا ومستقبليا، بعد إيمانه المطلق بان الذي يقوده، هو ضرورة مطلقة يمتلك مالا يمتلك غيره من قدرات خارقه مستلهمة من وراء الطبيعه، وذلك لاضفاء مزيدا من التبرير على ارضاء الذات وبقبول مبدأ الشرعيه للولاء، وقد تصل العلاقة إلى مستوى تقديس العصمة التي لاتقبل التشكيك، الا من قبل المحسوبين على الخونة والاعداء أوالخارجين عن الملة والدين.
*وبالرغم من وقوع الإنسان المبتلى بين قطبي الرحى، سيبقى ينازع الواقع الصعب وفق طبيعة قانون التنافر والتجاذب، وكلما ازداد انجذابا واستقطابا بالموالاة سيزداد نفورا وبعدا عن الطرف الآخر المختلف. ولا يستطيع المحافظه على حيادية المنطقه الوسطى، الا القلة من المحصنين بالمدارك والمفاهيم الصحيحه والتجارب الواقعية، التي اكسبتهم جذورا قويه وعميقه في الثبات والارتكاز العقلاني، وعدم الانجراف للعواطف والاستفزازات ، أو التأثر بنتائج المصالح الشخصية، على حساب المبادئ والقيم العليا الراسخة .
*وقد تتباين طبيعة الامثله المقرونه بالشواهد والحقائق ، في تكوين جماعات فكريه وعقائديه يبدأ التأسيس لتنظيمها، كلما زاد التضييق عليها أومحاولة عزلها، وازدياد الخطر عليها ،انطلاقا من ارادة التحدي واثبات الذات الانسانيه بعناويين مختزله وراسخه .
*وبعد استعراض العديد من الارهاصات والنتائج النفسية والعاطفية التي يمر فيها الإنسان في معتركات الحياة على ارض الواقع.. لابد من التذكير بمسألة في غاية الأهمية بالتصور.. بمداعبة الخيال وانت تنظر بتعمق إلى هالة القمر بخلفيته ذات البقع الملونة بالاسود والبيض فستشاهد حتما بما ترغب وتتمنى من الحصول على صورة يفرضها عليك نسبة خيالك الخصب بالتأمل، وخصوصا عند التأثر بالايحاء من قبل الحشد الجمعي الذي نعيش وسطهم.
ومن هنا نأتي بالانتقال إلى تناول بعض حكايات التاريخ المروي والشواهد المعاصرة في مجال البحث لمثل هذا النوع من المواضيع،
وكما ورد مثلا عن شخصية ابو مسلم الخرساني واعتقاد فرقة الراونديه بألوهيته ، وقبل ان يستطيع الخليفة العباسي (ابو جعفر المنصور) من اعادة غْسَل دماغ قسما من اتباعها واستمالتهم اليه، بعد أن أغدق عليهم بالمال. ولكن بقى الاعتقاد والفكر راسخا لايتزحزح في جماعات اخرى مثل (الخرميه) أو(المسلميه) الذين ثاروا لمقتل قائدهم (ابي مسلم الخرساني)، وصاروا من فرط محبتهم له يتبادلون الايحاء بمشاهدته في هالة القمر. واستمروا على نهج هذا الولاء منذ سنة 137 هـ ، وبعد ان اعتقدو بغيبته المؤقته، وأنه الإمام الذي سيعود لينشر الخير والعدل في الدنيا.
وكذلك الحال في فرقة البابيه والبهائيه ، قبل ان تتسع وتعظم لتصبح تنظيم عقائدي ، مفتوح على المذاهب والملل والاديان ،عندما كانت تقدس زعمائها المؤسسين وخصوصا بعد اعدام زعيمها الملقب بـ(الباب) سنة 1850 م. وهو (علي محمد الشيرازي) ومن ثم القيام باعدام زعيمها الاخر المدعو: (الميرزا حسين علي المازندراني) الملقب ( بهاء الله).
وهكذا ينطبق المثل في الرؤيا على أنصار وعاشقي شخصيات جهادية وثورية وطنية مهمة قد جرى اعدامها من قبل القوى الاستعمارية الغاشمة، من أمثال القادة: (عمر المختار) و(عبد القادر الجزائري) وغيرهم عبر التاريخ ، بعد ان كانوا يمتلكون انصارا ومريدين يحفظون إليهم منتهي الطاعة والتبجيل.
*ولنعود مرة أخرى باستعراض مثل هذه الظاهرة في شمول الحركات والاحزاب العلمانيه الحديثه ، وخصوصا كلما شارفت على مرحلة الانهيار والهزيمه والاحباط ، بالانقلاب الايديولوجي وربط مشروعها العاطفي فجأة بارادة السماء أوالايحاء بظهور رموزها على وجه القمر ، كما حدث في مشاهدة صورة الزعيم الاوحد عبد الكريم قاسم وحسب خيال الرؤية لشريحة كبيرة من محبيه ومناصريه من الطبقة الكادحة الذين وجدوا فيه حاضرهم ومستقبلهم،،ولم يغيب عن هذا الاجلال، ولحد يومنا هذا ، وهم من كانو يعرفون ب(القاسميين) قبل وبعد اعدامه في انقلاب شباط 1963.
*وكذلك كما حصل بعد الوفاة المفاجئه للرئيس جمال عبد الناصر، وإطلاق عنان الخيال تحت جماح عواطف شعبيته الواسعة من عشاقه
الذين يدعون أنفسهم بـ( الناصريين) بعد أن اعتبروه رائدا للمشروع القومي الوحدوي للعرب في سنة ١٩٥٨، وكذلك المؤسس الاول لاديولوجية النظام الاشتراكي العربي ،وصاروا يتناقلون اخبار مشاهدته في هالة القمر لفترة مستمرة من دون الاخرين، وخصوصا في الأيام الأولى بعد وفاته.
وليتكرر المشهد مع صدام حسين بعد إعدامه سنة2004، ومشاهدته بواسطة رعيل طويل من مبجليه في عملية الأرتزاق أو الارتباط بالمصير السياسي وبعد ان كانوا يرون فيه قائدا ضرورة للانتصار ومقارعة القوى الطامعة إقليمي ودوليا.
* وهكذا الحال ايضا مع (ابن لادن) عندما صار يشاهد في هالة القمر وحصرا من قبل مناصريه وعاشقيه، ، بعد إعلان مقتله وتأبينه ،وخصوصا في المناطق التي يكثر بها مناصروه، وكما في بعض المناطق في السعوديه وافغانستان واليمن.. وغيرها.
*وهكذا يصبح الحال عندما يصادر كل شيئ ولم يتبقى للانسان البائس اي شيئ ، وسط النكبات و الانكسارات النفسيه ،ولا يمتلك من حيلة يداري فيها واقعه المفجوع، الا الانتفاض داخل احلامه ومخيلته لانقاذ نفسه المقهوره قبل الاستسلام الاخير . كما لو كان مشرفا على الغرق في النزع الاخير ويريد التشبث بقشة قد تنجيه . فكيف اذا ما كانت قشته هذه المره ،موجوده باعماق عقله ووجدانه ، وهو يحاول استصراخ كل القوى الخفيه من حوله ، ومنها ارادة السماء ، لرفع الحيف والظلم المتسبب في ماساته . وهذا لا يكتمل تحقيقه الا باستحضار رموزه الغائبين ، وتنصيبهم بذروة السماء وتحديدا في هالة القمر، وليجعلوها بهم مقبرة ورثاء في تقديس العشق الأبدي.
الكاتب عدنان النصيري/ السويد



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزام العفةِ بين الإشاعة والواقع الأخلاقي!!
- ج٣.. المبحث الثالث.. مسلّمات عقلية في الاستنتاج يوم اس ...
- (ج٢) كذبو علينا.. آدم ليس بأبي البشر!!
- كذبوا علينا..آدم ليس بأبي البشر!!
- لأننا لِسنا أحرار..سبع مسائل إنسانية تبحث عن إجابة !!
- جراديغ بغداد عبر حقبتين، بين التسلية البريئة وممارسة الرذيلة ...
- اسباب وعلل تصحر النقد الجاد، وافول نجم النقّاد!!
- هل كل من أكل سمك الجِرّي.. من الامام علي متبري؟؟!!
- حزام العفة بين الإشاعة والواقع الأخلاقي!!
- مجرد هلوسة خواطر في زمن الاحباط والانحطاط!!
- المرأة محتاجه الي دفعه قويه من الرجل وحسب تقارير منظمة العمل ...
- شمهوده تحذركم بليلة الانتخابات..إياكم والسياسي ولو كان نبيا! ...
- الفكر الشيوعي وجدلية التغيير المدني في مظهر حياة المرأة داخل ...
- همسات الى قلب ِ إمرأة
- المحطة الثالثة من سِفْرِ حواء.. قولي لطواغيت الذكور!!
- المحطةالثانية من سِفْرِ حواء.. من يُكفركِ باعتقادكِ يا حواء ...
- تعديل خطأ مكرر في نص قصيدة نثرية بعنوان (متشيطنه) ليوم £ ...
- يامتشيطنة !!
- المحطة الاولى من سِفْر حواء.. يسألونكِ كُنْهَ اسمكِ ياحواء!!
- اول محطة من سفر حواء!!


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - حفرتُ أحبك فوق هالة ألقمر !!