أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - رسموا شخصية آدم من وهم الخيال!!














المزيد.....

رسموا شخصية آدم من وهم الخيال!!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 13:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالرغم من كل ما جاءت به الأساطير المتاخرة، فقد غاب عنها الكثير من الأمور المهمة بالكشف عن شخصية (آدم) المزعومة بعد محاولة اقتطاعها افتراضيا وبشكل مختزل من التاريخ العميق للانسانية.
ولم يتناولوا عبرها إلا الجانب المتقدم والمضيء للتصوير والتقديس، وحسبما صرنا نقرأه اليوم بطريقة تأثير المتوارثات الداخلية والخارجية في عملية النزاع والارتزاق وممارسة كل اشكال التسلط الفكري. وحصر التعبير على طبيعة السلوكيات ومحاولة ارجاع الارهاصات الانسانية برمز ذكوري واحد كني باسم (آدم)، وكأنه اريد له ان يكون الضحية الذكورية أثناء إلقيام باشباع نزوته المرهونة في الجنس الاخر.
وبعد ان اعتبر أول مؤسس مفترض لذريته الحالية على الأرض، ضاربين بطبيعة نشوء سلالات البشر الاول عبر مئات الألوف من السنين عرض الحائط.. وليقحموا حقاقق أخرى بطريقة الانغمار في الخيال العاطفي والمصلحي، المدفوع بتيار الوهم والتوهم نحو التشبث بكل ما لا تطوله اليد وتبتغيه الروح من رغبات، والوقوع في مطبات هذا الخيال. انطلاقا من الترفع على كل المخلوقات الأخرى المهمشة والغير الناطقة على الأرض.
وليصنعوا من نتائج هذه الارهاصات الانسانية.. عنوانا أو روبوتا وهميا صاروا يؤسسون عليه بداية مجد للانسان العاقل الجديد، خلافا لكل الوقائع واللقى الأثرية والالواح الطينية والمتحجرات المكتشفة، التي تؤكد بنشوء اكثر من سلالة للبشر عبر التاريخ، الذي يسبق حقبة آدم المزعومة، والتي لم تتطرق إلى طبيعة خلق آدم باي شكل من الأشكال ، وعلى عكس الذين حاولوا التأسيس لهذا التاريخ، الذي اخذ يقتبس الكثير من الرموز والشخصيات من الأساطير السابقة، وليحولوها إلى مشهديات خاصة، صارت موروثات للعقائد والاديان الحالية.
وبعد ان وجدوا بهذا الرمز (آدم) خلاصة مستخلصة لِما يفكر به الإنسان المبتدع، انطلاقا من الحاجات والرغبات والاحلام التي تعتريه ارضاءا لعقله الباطن وتبريرا انهزاميا من الواقع. غير مبالين بانتهاج كل الوسائل المتحذلقة للالتفاف والمناورة على الحقيقة، من اجل بناء صروحًا من هذا الوهم في مروج الخيال، مستعينين بكل الأدوات الأخرى كالطلاسم والقوى الغيبية ليدرءوا بها هذا العنوان الخالد للانسان المفترض، وبكل ما يزعجه أو يتفاءل به لتأمين طريق رحلة حياته الطويلة، ومن احتمالية كل تهديد منظور، أو خفي قد زرعه في نفسه من خلال إرهاصاته الدائمة ومعاناته من شظف العيش، والخوف من خفايا الطبيعة والأقدار، وليكون أول المنظرين المفترضين بإيجاد فرص الارتزاق وتنظيم التحكم والتسلط بمقادير نخبوية عقائدية مرصودة من شلة بعينها تحاول لوّي عنق الحقيقة بتتويه الفكر الانساني .
وعلى هذا الأساس من التصور الفلسفي السقيم ، فقد سوّغوا لصناعة شخصية(آدم)، وان يجعلوا لذريته المزعومة حرية التجول في مروج الوهم والخيال، والابتداع عبر الأجيال، وصناعة رموز وطبقات دينية مشروعة بالتقديس والولاء من داخل العقيدة، كأسياد وكهنة ورجال افتاء، إضافة إلى ادوات ترهيب مساعدة في صب اللعنة والانتقام لكل من يخفى المعارضة والتمرد وعدم الموالاة.
ناهيكم عن تكريس استخدام سلاح خطير ذو حدين يتمثل بعنوان (الشيطان) ، الذي جعلوه شخصية مركزية عظيمة بعد الخالق الاعظم.. يفوق كل الصلاحيات للملائكة، وليجعلوه وسيلة وغاية اغرائية لتبرير التردد والنكوص في النفوس الضعيفة التي لا تقوى على الصمود والتضحية في استمرار الموالاة.. و كذلك في إعادة غرس الإعتقاد بمجرد التخلص من هذا المتسلط، سيجعلهم يعيشون بامن وسلام ابدي، بالرغم من وجود إقرار مبدئي لفلسفات قديمة، بان الخير والشر قوتان متجاذبتان ومتنافرتان في الطبيعة خارجة عن الإرادة الانسانية التي تفتقد للادراك السليم والحكمة. الا أن الانقلاب على هذه المفاهيم بدأ يتبلور من جديد داخل النفوس والارتهان للقوى الغيبية والاعتقاد بالجن والشياطين بشكل كبير، مادام الضعف وقلة الصبر والارتهان للنزوة باشكالها المختلفة بات ديدن للبشرية.
والحد الاخر يكمن بديمومة الشيطان بايقونتة المؤثرة، وهو الذي يشكل حبلا ممدودا يستعان به من الخطائين والتوابين، لتعليق كل الأخطاء والاعمال المشينة سواءا المرصودة أوالخفية، لتعديل مسار الطريق من جديد في الموالاة للمعتقد بدون تفكير بمعارضته مرة أخرى.



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعوة للاصلاح ذريعة للتسقيط قبل السقوط!!
- تطفل العقائد والاديان على بعضها قبل خروج العبقري الاصلح!!
- سياسة التراشق بين العقائد والأديان سعيٌ دائم للظفر بالعقل ال ...
- صراع العقائد والاديان القديمة بين التناسخ والتسقيط!!
- ح11.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. أشكال انحيازات الت ...
- ح10.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ممارسة الحرية المط ...
- ح9.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. (انك لم تكن حراً ما ...
- ح8.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. النزوة فايروس العقل ...
- ح7.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح6.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح5.. شذرات نقدية لمهزلةالعقل البشري!!.. (إنك لم تكن حراً ماد ...
- ح4.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! الإنسان الحر ليس حراً ...
- ح٣.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! اعتماد تاريخ صنا ...
- ح٢ شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! .. لا حرية ولا حيا ...
- ح١.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!
- بانوراما تسييس العقائد بين التكتيك والستراتيجيه لبلوغ الغاية ...
- هل سفينة نوح والطوفان تزييف آخر للتاريخ؟!!
- حفرتُ أحبك فوق هالة ألقمر !!
- حزام العفةِ بين الإشاعة والواقع الأخلاقي!!
- ج٣.. المبحث الثالث.. مسلّمات عقلية في الاستنتاج يوم اس ...


المزيد.....




- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - رسموا شخصية آدم من وهم الخيال!!