أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - الإنسان والشيطان ووهم الخيال في فلسفة العقائد الابراهيمية!!














المزيد.....

الإنسان والشيطان ووهم الخيال في فلسفة العقائد الابراهيمية!!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 7549 - 2023 / 3 / 13 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتوالى حقب التاريخ، بعدما أخذ كل مدعٍ فيها بالتجديد والاصلاح المتأخر، من وضع إلاصبع على الجرح النازف لمعاناة الإنسان، تحت عناويين ابتكار العقائد المتجددة، وبجملة من الرؤى الفلسفية الاسطورية في رسم خارطة خلق الكون، وألقفز المفاجئ إلى محطة متقدمة (افتراضية) في عملية استحداث الإنسان الاول بانزال آدم وزوجه على الارض بمظلة الطرد ، مرورا بجدلية احتدام تساؤل الملائكة ومن ثم احتجاج كبيرهم المدعو (عزازيل).. وقبل ان يطرد هو الاخر من جنة الخلد ، وليستحدثوا له اسما رديفا وكما كان معروفا به لدى الحضارات الأساطير القديمة بـ (الشيطان) (Satan)، ومن ثم ليتم التعريب عليه متأخرا بأسم (ابليس) تعبيرا عن ابلاسه من الجنة). وعودا إلى المشهد الخاص للمحطة الافتراضية باستحداث الإنسان، عندما صاروا يقوّمون ذلك الضلع الأعوج من "آدم" الذي وُلدت منه أول امرأة بأسم "حواء"، ومنهم من أخذ يعلل أهمية هذا الاعوجاج في ضلع "آدم" ، لِما له من أهمية وحكمة من خلقة الخالق، من أجل حماية القلب السليم من أية صدمة خارجية قد تُحدِث نزفًا أو توقفًا للقلب، وبقصد حكم التصديق. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل استحدثوا في المحطات المتأخرة، وكما جاء في آخر الأديان، بشعارات أكثر إنسانية بنشر ثقافة (الرفق بالقوارير) للحفاظ على رقة وحقوق الانثى من بنات حواء . لكن لم يدم الرفق طويلاً بهذه القوارير الرقيقة، وسرعان ما عادت واحدتهن مركونة مع قريناتها من جرار الخل والطرشي والدبس، التي تعيش في داخلها الصراصر بزوايا العتمة والاهمال.
ومن هنا لابد من الإشارة إلى أن الأديان والعقائد، ماهي الا فلسفات ماكرة بذكاء الفطنة والاستدراج بقصد الاستقطاب، فقد استفادت الواحدة من الأخرى، ليخرج من بين ثناياها كل مرة رجل عبقري أو قائد همام، يقود ركب القوم والمعتقد في الواقع المهزوم وباستثمار الفوز بالتوسع.
وبالرغم من الدعوى الدائمة للتجديد والتحديث، الا أن العقائد المتأخرة لم تبرأ من حمل وطئ الأفكار الميتافيزيقية لميثولوجيات الامم القديمة التي اعتمدت على الجن والجنيّات والالهة . بعد ان حاولوا إعادة تصنيعها وتوظيفها بشكل قد لا يختلف، وان استخدموا سياسة التحفظ على اكثر من عنوان، كما هو وارد بالإقلال من ذكر اسم الشيطان في العهد القديم، بذريعة دفع الاشتباه عن ممارسة الاقتباس من أساطير الاولين. وليطرأ التحول في العهد الاخر الاحدث، بعد أن صارت الشياطين تستودع في داخل الخنازير. ومن الجدير بالذكر فإن كلا العهدين بادبياتهما لم يتطرقا إلى مسألة لعن الشيطان، وكما جاءوا بقصة خلق آدم تحديدا. وخلافا لِما جاء به الإسلام من بعد، بل كان الاعتقاد يدور حول مسألة تمرد عزازيل أو(الشيطان) الذي كان يعتبر من الملائكة و يرأس مجموعة كبيرة منهم ، فقام هو ومجموعته بالتمرد واعلان الحرب على الله، لأنه أراد أن يكون في مرتبة الإله. فتم لعنه بسبب ذلك، وصار يوصف مع مجموعته المتمردة بـ(الارواح الشريرة) .
بينما في الرواية الإسلامية نجد الاختلاف جاء بتسمية مخلوقات أخرى مختلفة، موصوفة ب(الجن). وكذلك تم خلط فكرة الملاك الساقط (إبليس) بالثقافة العريبة، فنتج عن ذلك أن هذا الملاك قد تحول إلى (عالم الجن) مع كل أتباعه الآخرين من الملائكة. وساد الاعتقاد بان طبيعة عالم الجن بإمكانهم إعتناق الديانات المختلفة، وتصنيفهم بين كافر وغير كافر. وقرين خبيث، أو عبقري ممكن الاستعانة به في كافة المجالات. وكما كان الاعتقاد جاري عند العرب في الجاهلية بالهام فن الشعر وغيره.
ولتتوسع الظاهرة بالتشذيب والتهذيب في عملية التجديد المتقن، باستخدام مبدأ ترسيخ الاعتقاد، ومن خلال الانتقاء لزخرف بديع الوصف ، فيصبح الخوض اكثر بعالم الروحانيات والجن و الخرافة التي تبنتها مرويات الأحاديث ، ولنكون من جديد ضحايا الترهيب بالسعالي والجن والغيلان ، والتشفع بالملائكة المتلبسة ببعض أشكال الحيوان، وكما جاء في يوم فتح حصن (خيبر): عندما سأل النبي عن شخص سبقه يوم أمس، فأجابوه بعض الأعراب: أنهم رأوا بغلة بيضاء عليها وشاح من الحرير.. قال: والله هذا جبرائيل قد سبقنا ليبث الرعب في قلوب العدو. والأمثلة قد تطول من هنا وهناك..
رررررررر



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبيعةالتغيرات الاجتماعية ووضع المرأة.. بمناسبة يوم المرأة ال ...
- رسموا شخصية آدم من وهم الخيال!!
- الدعوة للاصلاح ذريعة للتسقيط قبل السقوط!!
- تطفل العقائد والاديان على بعضها قبل خروج العبقري الاصلح!!
- سياسة التراشق بين العقائد والأديان سعيٌ دائم للظفر بالعقل ال ...
- صراع العقائد والاديان القديمة بين التناسخ والتسقيط!!
- ح11.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. أشكال انحيازات الت ...
- ح10.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ممارسة الحرية المط ...
- ح9.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. (انك لم تكن حراً ما ...
- ح8.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. النزوة فايروس العقل ...
- ح7.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح6.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!.. ( لن تكون حراً مادم ...
- ح5.. شذرات نقدية لمهزلةالعقل البشري!!.. (إنك لم تكن حراً ماد ...
- ح4.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! الإنسان الحر ليس حراً ...
- ح٣.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! اعتماد تاريخ صنا ...
- ح٢ شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!! .. لا حرية ولا حيا ...
- ح١.. شذرات نقدية لمهزلة العقل البشري!!
- بانوراما تسييس العقائد بين التكتيك والستراتيجيه لبلوغ الغاية ...
- هل سفينة نوح والطوفان تزييف آخر للتاريخ؟!!
- حفرتُ أحبك فوق هالة ألقمر !!


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان سلمان النصيري - الإنسان والشيطان ووهم الخيال في فلسفة العقائد الابراهيمية!!