عدنان سلمان النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 12:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لو قلَّبتم قاموسَ الواقعِ الصَّريح…لوجدتم أوَّلَ تعريفٍ للفعلِ السياسيِّ الانتهازي، وما يتفرَّعُ عنه من سلوكٍ مُخزٍ، يُندى له جبينُ مَن بَقِيَ في صدرِه مقدارُ ذَرَّةٍ من خُلُقٍ أو قيمة.
ففي مطلعِ هذا التعريف…تأتي السياسةُ ـــ كما عرفها أهلُها ـــ عاريةً… رخيصةً… بلا رَبٍّ، ولا دينٍ، ولا قيَّم.
ويخرجُ السياسيُّ من رَحِمِها مُحمَّلًا بفسادِ دمِها… يجرُّ خلفَه حبلًا سُرِّيًّا يتغذّى من نتانةِ مشيمتِها، إلى أن تلفظَه يومًا برَفسةٍ، أو تُسقِطَه في واحدةٍ من طُرُقِ الانتحارِ المؤجَّل… تلك التي يختارُها بيدِه قبل أن يُختارَ له مصيرُه.
فمنهم مَن يرسو في مزبلةِ التاريخ…ومنهم مَن يُرمى بالأحذية…أو بطماطةٍ خايسةٍ مطروحةٍ على قارعةِ الاحتقار!
وفي أفضلِ الأحوال، يُترَك في قبرٍ مُندَرِس، تعبثُ به الضواري، وتستوطنُ ما تبقّى من عظامِه الديدانُ وسائرُ القوارض.
وهناك… على شاهدةِ قبرِه البالية،سينقشُ له الزمنُ عبارةَ الازدراء بصوتٍ خافتٍ كالتأسي:
«يا قارِئَ كِتابي… ابكِ على شَبابي.
بالأمسِ كنتُ أُنافِق… واليومَ تحتَ الترابِ.
فصَديقِي حولتهُ عدوًّا…
وعدوِّي جعلتُه أعزَّ أحبابي.»
الكاتب/ عدنان النصيري
#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟