عدنان سلمان النصيري
الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 20:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الساحة السياسية في العراق حبلى بتطوراتٍ تنذر بولاداتٍ عسيرة لتوائمٍ معتلةٍ بأمراضٍ وراثيةٍ خطيرة، كُتِب على أكثرها الموت قبل أن ترى النور، لأنها تفتقر إلى مشروعية البقاء في قلوب الناس الحالمين بوطنٍ حرٍّ آمنٍ وسعيد.
ومع الأسف، ما زال المواطن – رغم كثرة التجارب والعِبَر – أسيرًا لخيال الأمل في التغيير والإصلاح، يصدّق الوعود ممن يأتون من خارج التجربة السياسية، وهم يزاحمون المتصدّرين الذين جُرِّبوا من قبل وأثبتوا فشلهم.
وتبقى الحقيقة مذهولة أمام مشهد التدافع و التناطح والصخب السياسي قبيل يوم الصمت الانتخابي، حين تتكشف النوايا لمن اختار أن يركب قطار أطماعه على سكّة السياسة، متذرّعًا بالطموحات الإصلاحية. لكنّ ادعاءاتهم هذه لا تخفي حقيقة فساد مبادئهم القيمية والأخلاقية، بعدما تلوّثت بانتهاج أساليب الانتهازية والتسلق والفساد باسم "السياسة".
و أوراق الأجندات المؤجلة المهددة لأمن وسلامة واستقلالية العراق، مازالت تنتظر دورها بالشروع لفتحها، وهي تتحين الفرص السانحة، التي طالما كانت تؤجل من الدورات السابقة..
وبهذه الهشاشة وهذا التصور المعتمد للواقع الفوضوى، المتوعد لمزيد من الشرذمة والتفتيت تحت سقوف الاستقطاب والتكتل، سينذر الامر الى تعجيل تنفيذ كل الطبخات المُعَّد لها، بدءً من اليوم الأول لظهور نتائج الانتخابات التشريعية.. فالذئاب أخذت بالعد التنازلي لدخول الانذار والترقب من خارج السور قبل الانقضاض والتذوق من لحم الفريسة المكتنز، وهي تسقط في مقتلها بدوافع هزالها وتقاعسها ، ومن حولها الثعالب والضباع تنتظر بصبر وتضور، قبل أن تشبع نهم جوعها من العظام ومن بواقي مخلفات الجِيَّف.
وكلّ ذلك يجري تحت مظلة انتماءاتٍ وتحالفاتٍ مدعومة من مراكز قوى إقليمية ودولية، صارت تحكم المنطقة والعالم وفق خرائط طريق مافيوية مرتبطة بأنظمة الكارتلات والترَست العالمي، لتُعيد إنتاج ذات المشهد بوجوهٍ جديدة وأقنعةٍ مكرّرة.
الكاتب / عدنان النصيري
#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟