مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 8563 - 2025 / 12 / 21 - 00:15
المحور:
الادب والفن
مهيار
عند المساء، ما أن تضيء العائلةُ مصابيح البيت، يخطف الطفلُ، في الهول، يعود حاملاً صندوقه المذهب الصغير،
يفتح الصندوق، يقترب من مصابيح الهول، يقتطف من كل مصباحٍ قطرة َ ضوءٍ، يدخل الغرف، غرفة ً غرفة يرفع صندوقه، براحتهِ اليسرى وباليمنى يقطفُ قطرات ٍ من المصابيح، لا ينسى مصباح السلّم وعتبة البيت والحديقة، والمصابيح الصغيرة، في المراوح، ومصابيح ما يكتنز من قطارات ٍ وطائراتٍ وبنادق، والمصابيح اليدوية. الأبُ يبتسمُ يدهنُ رأسَ الصغير بدعاءٍ وامضٍ، الأم تُحِضنهُ، وشقيقه ُيجعلهُ على منكبيه ويهرول في الهول والغرف والحديقة، وحين يصعب على الصغير حمل الصندوق لكثرة الضوء فيه، تعينه شقيقته.
صار الطفل فتىً، والصندوق صار أثقل وزنا، في منتصفِ ليلةٍ بيضاء كالقمر، رأى الفتى نفسهُ في محلِ صائغٍ ماهر، وضعَ الصندوق أمام الصائغ، ثم خرج من الصائغ والصندوق صار خاتما في الأصبع الوسطى من الكف اليمنى للفتى. حين استيقظ الفتى صباحا كان الخاتمُ
في الأصبعِ الوسطى وما يزال
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟