|
|
عباس بيضون
مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 18:12
المحور:
الادب والفن
البيت: (الشيخ الأحمر) رواية عباس بيضون ما انشره في هذه المقالة، هو جزء من مخطوطتي عن روايات الشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون (*) تحيلني شخصية الشيخ عبد الحسين، في رواية عباس بيضون (الشيخ الأحمر) إلى شخصية المفكر الشيوعي الشهيد (حسين مروّة) فهو درس علوم الدين في النجف الأشرف، ودرّس في مدينة (العمارة) وأهدته ُ المدينة قلما ذهبيا، وتناولت ذلك في مقالة لي 7/ 5/ 2019 في الحوار المتدن وخصصت ُ للمفكر حسين مروّة مقالة في كتابي (زيادة معنى العالم) وعنوان مقالتي (مروءات حسين مروّة)، وقبل كل هذا فقد اطلعت من نهايات القرن الماضي على مجلداته القيّمة (النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية). ضمن حرية الروائي أن يتلاعب بالتاريخ ضمن حدود معينة، و عليه أن لا يسرف (*) الرواية تحتوي جهات، تغوي القارئ النوعي بالكتابة عن هذه الرواية منها: (1) علاقة الشيخ الأحمر بالدين والفلسفة (2) علاقته بنساء القرية (3) بنت الشيخ الأحمر : آمنة وقريبها الضابط العثماني عبد المجيد (4) آمنة وعلاقتها بأيمن شقيق خطيبها المتوفي (5) شخصية خديجة زوجة الشيخ (6) شخصية عاصفة شقيقة خديجة (*) تتمعن قراءتي في هذه الجهات، وتختار الجهة السابعة وهي (البيت) وموضوعة البيت تناولتها العديد من القصائد والروايات، لكن في (الشيخ الأحمر) يكون البيت (شخصية محورية) وهذه ليست المرة الأولى التي يتوقف فيها بيضون عند أهمية البيت، فقد توقف في رواية (خريف البراءة) الصادرة عن دار الساقي في 2016، في احدى الرسائل غسان يخاطب (جواد).. (لقد كنت شخصاً آخر خارج المنزل، كنت أنت أكثر خارج المنزل/ 41) هنا يفصح غسان عن القيمة المزدوجة لشخصية فؤاد، فهو ضمن نظام البيت، جزء من نسق عائلي، لكن خارج البيت يكون ضمن نسقه الخاص. ويذكر البيت مرة ثانية، بعد موت يسرى الغامض، يتساءل غسان ويسأل ابن عمته جواد (لا أعرف ما الذي دعا عمتي بشرى لتقترح دفن يسرى في بيتنا ليكون ضريحها جنب قبر أمي، لعل شيء يتعلق باسم البيت الذي شاع منذ دفن أمي فيه (بيت الشهيدة عايدة) لعلها أرادت تغييره... صار اسم البيت (بيت الشهيدتين) / 44).. بعد عشاء غسان في بيت عمته بشرى، دعته عمته إلى المبيت في بيتها، لكنه قال لها (سيذهب لينام في بيته) والسبب (رغبة غسان بالذهاب إلى بيته غلبته. ربما تعاطفت بشرى مع هذه الرغبة فلم تلح وتركته يذهب/ 176) وبيت غسان كان مضيئا فأطفأه الأب بقتل الأم البريئة في رواية (خريف البراءة) في رواية بيضون (الشافيات) حين يعود جلال إلى قريته الصنوبرية، لم يجد منزل جدته حيث نشأ كما كان. لقد اقتحمه أهل القرية وحطموا أثاثه. (*) في رواية (الشيخ الأحمر) يمر بيت الشيخ عبد الحسين بتحولات اجتماعية، مِن أشبه بملكية عامة ، إلى ملكية شخصية مشروطة، وحين نقول مفردة (البيت) علينا أن نكمل الكلام بذكر اسم (عاصفة) شقيقة زوجة الشيخ. فهو البيت والبيت هي. تبدأ الرواية والخالة عاصفة تسحب الأغطية من كل أفراد العائلة، وبشهادة الشيخ عبد الحسين أن عاصفة هي (عمود البيت، والبيت يقوم عليها، إنها هي التي تدير البيت/ 66) وحين تمرضت (خديجة) لم تبق إدارة البيت فقط بيد عاصمة، وبشهادة السارد الحيادي (لم يعرف أحد كيف تسللت (وجيهة) إلى المطبخ، والبنت كانت مطلقة/ 99) فقد صارت القاعدة من تقبله الحاجة نظام مقبول، ومن ترده مردود. نظام والشيخ عبد الحسين، بينهما زواج متعة، وسوف تطرد (وجهية) بتهمة باطلة بتدبير من الحاجة نظام التي غارت من جمال (وجهية).. وتتوارى شخصية (عاصفة) حتى من قبل السارد وبعد وفاة (خديجة) يستدرك السارد:(إذا كنا تناسينا،، عاصمة،، فليس لأنها ليست ذات تأثير، بل لأن الأحداث كانت تدور من حولها/ 108).. أن كل ما يهم ،، عاصمة،، هو سلامة البيت، بعد أن صارت خديجة في ذمة الله، قررت أن تجعل بيت الشيخ عبد الحسين، يمتلك كل مقومات البيت، لذا ستقوم عاصمة بتدوير سرد كائنية البيت، فهي تريده بيتاً محصنا،(لا ممّرا للذاهب والآتي، تريده بيتاً، لا مقصفا وسوقا/ 109) وهذا لا يكون إلا بعد أن تتخلص من وجيهة والحاجة نظام. وستجعل من خصوصية غرفة خديجة التي أغلقتها، بعد أن ركنت فيها أشياءها وثيابها، وزينتها، عاصمة تريد كينونة البيت تتجاور مع كينونة صاحبه وشخصتهُ فهو الشيخ الأحمر عبد الحسين. الزيارات ليست ممنوعة، بل مبرمجة.، وسعت أن تدوير شخصية الشيخ نفسه تريده خادماً للدين، وأن لا يكون في خدمة النساء، وهكذا صار البيت بيتاً هادئا نظيف السمعة، يبدو أن النسوة تسللن للبيت من ثغرة مرض خديجة زوجة الشيخ، وقد سكتت على مضض شقيقتها عاصمة، لكنها كانت تفكرّ بحالة البيت وتخطط لصيانته ، فلا مسافة بين عاصمة والبيت بل(هي البيت/ 111) بحرصها وحنوها على العائلة وخصوصا على شقيقتها المريضة(خديجة).. الشيخ عبد الحسين نموذجا من المثقفين الذين لا يسعون إلاّ نحو تعميق ثقافتهم، ولا موقف لهم خارج ذلك..(كان يثق فقط بكتبه ويعطيها وقته/114).لذا واجهته عاصمة في قولها (بأن بيتاً في هذه الحال ليس بيتاً، وأن عليه أن يحسب للعائلة، وأن يضعها في حسابه، فبيت كبيته هو أقرب إلى سوق، والساكنون فيه أشبه بالزبائن وأشبه بالزوار، وليس أهل المكان وأصحابه/ 110).انتشر موقف عاصمة في البلدة (عاصمة تقفل الباب في وجوه نساء الشيخ 113) الأجمل في شخصية،، عاصمة،، أنها لم تتزوج الأرمل الشيخ عبد الحسين لأنها تستحي من حضور شقيقتها فيها، وكذلك هي تحب أن تبقى الخالة عاصمة، وليس زوجة الأب. (*) تقنية الرواية ملتزمة بالسارد العليم وتشعرني كقارئ نوعي بالملل، ولم ينقذني من الملل، إلا وفاة عبد المجيد خطيب آمنة ومن أجل الحفاظ على العائلة والبيت فقد ترك وصية ً: أن على شقيقه أيمن أن يتزوج خطيبته ُ آمنة!! وهذه الوصية تبدأ من ص44 ولا تحسم إلا في نهاية الرواية ص135 وتخليصي الثاني من الملل من خلال موضوعة تحديث الدين في قول الشيوخ الشباب (إن الدين وحتى الشرع يحتاجان إلى تجديد/ 40) لكن الشيخ عبد الحسين قالها بصراحة أنه لا يطيق هذا التجديد ويريد للدين أن يبقى كما سنّه مؤسسوه الأول. هنا يصير التداخل الحجاجي بين الشيخين الصديقين، وينفض المجلس بلا نتيجة. عباس بيضون/ الشيخ الأحمر/ دار الشروق/ القاهرة/ ط1/ 2024
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخان
-
مؤرخ مغمور
-
الدكتور علاء العبادي
-
أفراس سراع
-
(رأيته ُ يغسل الماء)
-
الشاعر الروائي منذر عبد الحر.. في (طقوس الإثم)
-
الشاعر كاظم اللايذ.. (خيمة في حنجرة مدفع)
-
يا غيّاث
-
الواحد المتعدد
-
حقيبة الخيّاط موسى هزاع
-
الناقد والشاعر ريسان الخزعلي
-
بعيدا عن السيوطي
-
ميس خالد العثمان
-
يريفان
-
سؤلي...
-
أين هذا المكان..؟
-
تنازل
-
حصاة
-
( أبجدية محمد مسعود) للشاعر مشرق المظفر
-
الناقدان : حسن ناظم / علي حاكم صالح
المزيد.....
-
قصة قصيرة: ما بعد الحادية عشرة ليلا
-
لم يتراجع شغفه بالكوميديا والأداء.. الممثل ديك فان دايك أتمّ
...
-
سوريا تنعى وزير ثقافتها الأسبق رياض نعسان آغا
-
-إعلان باكو- يعزز الصناعات الإبداعية في العالم الإسلامي
-
-بين الطين والماء-.. معرض تركي بالقدس عن القرى الفلسطينية ال
...
-
هل حُلت أزمة صلاح وليفربول بعد فيديو الفنان أحمد السقا؟
-
من الديناصورات للتماسيح: حُماة العظام في النيجر يحافظون على
...
-
انطلاق الدورة الـ36 من أيام قرطاج السينمائية بفيلم فلسطيني
-
أيام قرطاج السينمائية تنطلق بعرض فيلم -فلسطين 36-
-
بعد تجربة تمثيلية فاشلة بإسرائيل.. رونالدو يتأهب للمشاركة في
...
المزيد.....
-
مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
زعموا أن
/ كمال التاغوتي
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
-
الذين باركوا القتل رواية
...
/ رانية مرجية
المزيد.....
|