غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي
(Ghifara Maao)
الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 17:12
المحور:
الادب والفن
جميل داري…ليس شاعرًا فحسب، ولا ناقدًا فقط، ولا لغويًا أو كاتب مقالات وحسب.
إنه مثقفٌ إنسانٌ قبل كل شيء؛ ابن عامودا الذي حمل ترابها في قلبه، وحمل لغتها في صوته، وحمل وجعها في قصائده.
ولد عام 1953 في عامودا، المدينة التي تُنبت الشعر كما تُنبت القمح. درس اللغة العربية في جامعة حلب، ثم صار معلّمًا لها، قبل أن يغادر إلى الإمارات عام 1996، لكنه لم يغادر القصيدة يومًا.
جميل داري… الإنسان قبل الشاعر
من يعرفه يدرك أنّه رجلٌ كادح، مجتهد، خلوق، محبّ، كريم، لا يتعالى على أحد، ولا يتكئ على لقب.
الألقاب هي التي تتواضع أمامه، لا هو أمامها.
جميل داري في كتبه… شواهد على روحه
1. "السفر إلى عينيك"
ديوانه الأول في الثمانينيات، حيث تتجلّى رهافة الشاب الذي يكتشف العالم عبر الحب واللغة.
يكتب فيه:
"أمضي إليكِ… كأنّ الدربَ من لغتي"
2. "إن القرى لم تنتظر شهداءها"
ديوان يفيض بالوجع الريفي، وبصوت الأرض التي تعرف الفقد أكثر مما تعرف الفرح.
يقول عنه النقاد إنه من أكثر أعماله التصاقًا بذاكرة المكان.
3. "ظلال الكلام"
ديوان التسعينيات، حيث تتكثّف لغته ويشتدّ صوته النقدي الداخلي، ويصبح الشعر عنده مرآةً للروح أكثر من كونه زخرفًا لغويًا.
4. "حرائق" و"اشتعالات"
أعماله التي كتبها وهو يرى بلاده تتشظّى، فيكتب ليطفئ النار بالكلمات، أو ليشهد عليها.
يقول في أحد حواراته:
"الشعر رسول الروح إلى العالم"
5 _ ديوان "لا جناح لي"
ديوان يكتب فيه جميل داري من موقع الإنسان المكسور الذي لا يستسلم، ومن موقع الشاعر الذي يعرف أن اللغة وحدها تمنح الجناح حين يسقط كل شيء آخر.
6 _ ديوان "منذ دهرٍ وثانيتين"
هذا الديوان أكثر نضجًا وامتلاءً، وفيه يكتب جميل داري من مسافة زمنية طويلة، كأن الشاعر ينظر إلى حياته من علٍ، ويعيد ترتيب الذاكرة والوجع والدهشة.
لماذا لا يُختزل جميل داري؟
لأنّه ليس شاعرًا فقط، بل ضميرٌ لغويّ وإنسانيّ.
ولأنّ كتبه ليست دواوين شعر فحسب، بل سيرة روحية لرجل عاش الكلمة، وعلّمها، وكتبها، ووقف معها في وجه الغربة والوجع. جميل داري… اسمٌ لا يُختزل، لأنه ببساطة أكبر من التعريف.
#غيفارا_معو (هاشتاغ)
Ghifara_Maao#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟