غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي
(Ghifara Maao)
الحوار المتمدن-العدد: 8485 - 2025 / 10 / 4 - 15:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في مشهد سياسي متشابك، برزت المبادرة الأميركية التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب كمنعطف حاسم في مسار الحرب على غزة. وبينما كانت حماس تتشبث بمواقفها، دخلت تركيا على الخط بدور غير مسبوق، مدفوعة بضغوط أميركية مباشرة، لتلعب دور الوسيط القوي الذي لا يكتفي بالنصح، بل يفرض واقعاً جديداً على الأرض.
ترامب الإنذار الأخير
في سبتمبر 2025، وجّه ترامب ما وصفه بـ"التحذير الأخير" لحركة حماس، داعياً إياها إلى القبول بمبادرة شاملة تتضمن وقف إطلاق النار، إطلاق الرهائن، وتفكيك البنية العسكرية للحركة. المبادرة، التي جاءت في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل، اعتُبرت محاولة أميركية لإعادة ضبط المشهد الإقليمي، وإنهاء الحرب التي طالت لأكثر من عامين.
دور تركيا من الوساطة إلى الضغط
وفق مصادر دبلوماسية، لم تكتف أنقرة بلعب دور الوسيط التقليدي. بل استجابت لطلب مباشر من ترامب بالتدخل الفعلي والعملي لإقناع حماس بقبول المبادرة. استخدمت تركيا نفوذها السياسي والعلاقات التاريخية مع الحركة، وفرضت عليها شروطاً واضحة: القبول بالمبادرة الأميركية، والتخفي عن المشهد العسكري والسياسي مؤقتاً، تمهيداً لإعادة هيكلة داخلية
أمام هذا الضغط المزدوج، أبدت حماس استعداداً مشروطاً لقبول المبادرة. مصادر مقربة من الحركة تحدثت عن "تعامل مسؤول" مع المقترح، مع رغبة في إنهاء الحرب دون التفريط في الثوابت. ومع ذلك، يرى مراقبون أن قبول حماس جاء تكتيكياً، بهدف كسب الوقت وإعادة التموضع، لا سيما في ظل تراجع الدعم الإيراني وتزايد العزلة الإقليمية.
التحرك التركي المدعوم أميركياً أثار تساؤلات حول استقلالية القرار الفلسطيني، ودور القوى الإقليمية في فرض حلول جاهزة. كما كشف عن تغير في موازين القوى، حيث لم تعد المبادرات تُصاغ في غرف مغلقة، بل تُفرض عبر تحالفات ضاغطة، تتجاوز الاعتبارات الإنسانية والسياسية.
بينما تسعى واشنطن إلى إنهاء الحرب عبر مبادرة شاملة، وتضغط أنقرة لتطبيقها، تبقى حماس في مفترق طرق: إما القبول الكامل بشروط الخارج، أو إعادة بناء استراتيجية مقاومة جديدة في ظل واقع إقليمي متغير. وفي كل الأحوال، فإن ما جرى يعكس تحولاً عميقاً في طبيعة الصراع، حيث لم تعد البنادق وحدها تصنع القرار، بل التحالفات والضغوط العابرة للحدود.
#غيفارا_معو (هاشتاغ)
Ghifara_Maao#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟