أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غيفارا معو - الوطنية والوطن














المزيد.....

الوطنية والوطن


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 7964 - 2024 / 5 / 1 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس الوطن هو مجرد الحدود الجغرافية التي نحيا داخلها، ذلك أن الجغرافيا لا معنى لها من دون التاريخ لأن التاريخ هو ظل الإنسان على الأرض والمكان، وارتباطنا بالمكان من دون تاريخ يصبح ارتباطا هشا عارضا والتاريخ هنا ليس مجرد تاريخنا الشخصي، وإنما هو أيضا تاريخ أسلافنا والأحداث الجسام التي شكلت منعطفات وأخاديد عميقة في روح الوطن، ومن ثم في الوعي بالمواطنة
قد نشهد الكثير من التشعبات البينية لهذا المصطلح الذي يتمثل في الإحساس بالانتماء للأرض والمجتمع الذي نعيش فيه، والدفاع عن أمنه، وتكتسب بالتربية والتوعية في مقابل التوزيع العادل للثروات والحفاظ عليها وضمان الحريات والحقوق عبر تطبيق القانون وهي الشروط التي يستلزمها جان جاك روسو في قوله
الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه (مواطن) من الثراء ما يجعله قادرا على شراء (مواطن) آخر، ولا يبلغ فيه (مواطن) من الفقر ما يجعله مضطرا أن يبيع نفسه أو كرامته.
جون لوك
طور من الحرية والمساواة بين جميع البشر، يخضعون فيه لسلطة العقل وسنة الطبيعة. ومن ثم ينبثق من الطور الطبيعي المجتمع، أو الاجتماع السياسي والمدني، الذي يتنازل فيه الأفراد عن حقوقهم الطبيعية للجماعة، وتقوم الدولة على الاتفاق والعقد الاجتماعي بين الأفراد. وتأخذ أشكالا ملكية، أو ملكية دستورية، أو ديموقراطية، أو أوليغارشية (حكم المال السياسي) إلخ.
ومونتسكيو
أوضح مونتسكيو عددا من أفكاره حول نسبية صلاح كل الأنظمة، وأن المصلحة الذاتية ليست الأساس الكافي للأنظمة الإنسانية كما هي عند توماس هوبس (1588 – 1679 م)، وأن الحكم السليم لا يكون إلا بالقدرة على التربية الجيدة، كما وضح أثر الانفعالات النفسية على تصرفات الأفراد، وبين دور الحسد والشهوة في تمكين سلطة الحاكم المستبد، علاوة على تأكيده للرأي القاضي بالتقليل من فكرة العقد الاجتماعي الذي وضحت ملامحه عند جون لوك (1632 – 1704 م) ومن بعده جان جاك روسو (1712 – 1778 م)، إذ يرى أن الأفراد ومنذ ولادتهم ملتئمان ضمن حياة اجتماعية، لها قوانينها، وأنظمتها، وسماتها الخاصة، وهو في ذلك يؤكد على غريزة الألفة والاجتماع التي تحل محل قاعدة العقد الاجتماعي، وعليه فإنه لا معنى لتقسيم الناس مجتمعيا إلى مجتمع الحالة الطبيعية، ومجتمع الحالة المدنية بحسب ما أورده لوك وروسو (28)؛ كما تطرق في رسائله إلى المرأة ومدى حرص المجتمعات الأوروبية على تثقيفها وتعليمها.
بالتوالي لاستكمال أسس العقد لقيام وعاء الوطنية، وغالبا ما تقتصر القيمة الدنيا لقيام هذا الوعاء على المشاعر السياسية بتعبير هيجل الذي يعتبر تضحية المرء لصالح الدولة أعظم اختبارا للوطنية.
لا يمكن فهم معنى الوطنية والمواطنة من دون فهم معنى الوطن نفسه إذ لا يمكن أن تتحقق المواطنة إلا إذا كنا نشعر بأننا ننتمي إلى وطن ما.
كل إنسان يشعر بالوطن ويحمله بين جوانحه دون التشدق به فهو يحمل الصفات الوطنية الأصيلة وقد لا يتساوى مع الإنسان الذي يتشدق بالوطن وكلماته الطنانة وهو بعيد عن جوهر الوطن والوطنية لأنه بالأساس لا يعيشها فإما هو مغترب أو هارب قسرا أو كيفا وفي كلتا الحالتين فهو هارب يحمل بين جوانحه بعض المفاهيم عن الوطن ولكنه لا يستطيع تجسيدها بصورة حقيقية لأنه يكذب على نفسه والآخرين بوطن كان هو أول الذين تخلوا عنه كبقعة جغرافية إما حديثهم عن التمسك بالعادات والتقاليد ومحبة الوطن فهي كذبة يراد منها التداول حتى لا يبقى معلق بين هذا وذاك لأنه مهما فعل في مجتمعه الجديد لا يستطيع أن يكون جزءا منه لأنه حتى بحصوله على جنسية وطن آخر يبقى نكرة.
إن الوطنية لا تقوم إلا بوجود مجموعات بشرية مرتبطة بإقليم محدد، والوطنية حسب تعريف الثورة الهولندية (1787) هي: "إظهار الحب للبلد من خلال الرغبة بالإصلاح والثورة"، وحسب تعريف هارت: الوطنية هي: "حب الإنسان لبلاده، وولائه للأرض التي يعيش عليها"...
ويرجع عدم ثبات هذا المفهوم إلى تعدد الزوايا والأغراض التي ينظر إليه من خلالها فهناك زاوية قانونية تتعلق بنصوص قانونية، وأخرى ثقافية تتعلق بالعادات والتقاليد، وأخرى سلوكية مرتبطة بالثقافة والقيم. ويراها آخرين من خلال مدى الولاء للنظام السياسي، أو للمذهب، أو للطائفة. كذلك يأتي جزء من غموض هذا المفهوم وعدم ثباته من حقيقة ارتباطه بعدد آخر من المفاهيم، مثل الولاء والانتماء، والهوية اللغوية، أو الدينية، أو المذهبية...



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - القلم السام - جمال الدين حمي ... بقلم دجوار هرميسي
- الشعب الكردي بين مطرقة الجلاد وسنديان الأحزاب ومؤسسات المجتم ...
- الكرد والحماية الدولية_1
- إشكالية الحفاظِ على الهويةِ . . . تابع
- إشكالية الحفاظ على الهوية
- الوطن يتفاعل مع الموت
- حوار مع الأديب والشاعر ماهين شيخاني
- حوار مع الأديبة والناقدة التونسية فتحية دبش
- حوار مع الأديب السوري جورج عازار
- القضية الكردية والصراع السوفيتي والامريكي في منطقة الشرق الأ ...
- حوار مع الكاتبة همرين مراد ...حاورها حسن خالد
- القضية الكردية وجوهر النضال
- حوار مع الكاتب و الباحث الاجتماعي : حسن خالد
- قراءة في كتاب مذكرات ثوري متقاعد ....
- آذار فِي كُلِّ حِينٍ
- قراءة في كتاب كسرة خبز للكاتب حسن إبراهيمي
- حوار مع الشاعر محمود مراد
- قراءة في رواية رجال في الشمس للكاتب الفلسطيني الخالد غسان كن ...
- حوار مع الكاتب والأديب أحمد حيدر
- حوار مع الاديب كامل عبدالحسين الكعبي


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غيفارا معو - الوطنية والوطن