أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - قراءة في رواية رجال في الشمس للكاتب الفلسطيني الخالد غسان كنفاني














المزيد.....

قراءة في رواية رجال في الشمس للكاتب الفلسطيني الخالد غسان كنفاني


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 7526 - 2023 / 2 / 18 - 14:24
المحور: الادب والفن
    


من منا لا يعرف غسان كنفاني ،وكتاباته كانت ترافقنا منذ مراحلنا العمرية الاولى حتى بات غسان جزء منا ،ومن تفكيرنا في الحرية ،والخلاص ،وعندما ننظر بتمعن الى كتب غسان نجد إنه استطاع في جميع أعماله اختيار العنوان بدقة متناهية تجعل القراء يتهافت الى القراءة له ،ومعرفة مايدور خلف هذا العنوان.
يصور غسان كنفاني من خلال أعماله معاناة الشعب الفلسطيني ،وما لحقه من ظلم ،ومرارة وضياع وفقدان للهوية، بعد أن تكالبت عليه القوى الاستعمارية وسلبت منه حق الحياة الحرة الكريمة.
فنجده من خلال اعماله
عالم ليس لنا
موت سرير رقم 12- بيروت، 1961. قصص قصيرة.
أرض البرتقال الحزين – بيروت، 1963. قصص قصيرة.
رجال في الشمس – بيروت،1963. ...
أم سعد – بيروت، 1969. ...
عائد إلى حيفا – بيروت، 1970. ...
الشيء الآخر – صدرت بعد استشهاده، في بيروت، 1980. ...
العاشق، الأعمى والأطرش، برقوق نيسان (5 روايات غير كاملة نشرت في مجلد أعماله الكاملة).
دائما كما نرى تحمل عناوين مؤلفاته بين طياتها معان عديدة تجعلنا نتهافت الى قراءته بشغف للوصول الى النتيجة التي هي معاناة شعب عانى كل انواع القهر، والظلم على ارضه .
لنتوقف عند روايته رجال في الشمس التي يتحدث فيها غسان كنفاني عن ثلاثة رجال فلسطينيين من مختلف الأعمار اختاروا الهجرة إلى الكويت بطريقة غير شرعية عبر الصحراء لعدم امتلاكهم جوازات للسفر ،وأوراق ثبوتية هربا من الفقر وحياة الذل والظلم في المخيم بعد الغزو الإسرائيلي، فلكل منهم أسبابه التي دفعته إلى التفكير بالهجرة، ويساعدهم في ذلك سائق الشاحنة أبو الخيزران، الذي كان معروفا لدى رجال الحدود وشاحنته لا تفتش، لذلك كات مهمة نقله للرجال شبه سهلة، ويتفق أبو الخيزران مع أسعد على المبلغ المطلوب لتبدأ الرحلة بعد ذلك تبدأ الرحلة مجهولة المعالم نحو الصحراء الموحشة تحت لهيب الشمس الحارقة، وهاجس الخوف من نقاط التفتيش يتزايد، وقبل أن يصلوا إلى نقطة التفتيش عند الحدود العراقية بخمسين مترا يتوجب على الثلاثة الاختباء داخل خزان الشاحنة لعدة دقائق، وما إن تنتهي إجراءات التفتيش حتى يتابعوا سيرهم، ويتناوبون على الجلوس أمام مقعد السائق.
قبل الوصول إلى الحدود يعيد الرجال الكرة ويختبؤون في الحزان، وعند حاجز الحدود الكويتية ينزل أبو الخيزران بعجلة، لكن رجل الحدود يستوقفه ليلقي عليه نكتة، واستمر الحديث بينهما مدة 15 دقيقة، كانت كفيلة لاختناق الرجال الثلاثة داخل الخزان، فما كان من أبي الخيزران إلا أن يلقي بجثثهم في مكب للنفايات ويستولي على أموالهم.
ما أشبه البارحة باليوم يا غسان فاليوم ايضا بازارت المهربين والمتاجرين بالبشر تخطت كل الحدود ،والارقام الموت القياسية فكم شباب بعمر الورد اختنقوا في شاحنات التهريب الى الدول الاوربية ،وكم من عوائل أكلت اسماك البحار لحومها ،وهي في طريقها الى الخلاص المعهود في الجنة الاوربية او الهروب من جهنم الوطن الذي أصبح كابوسا يلاحق الجميع في روحه وماله وعمله وووو
حين نتصفح رواية رجال في الشمس تتفتح جراحنا النازفة من واراء الهجرة وهذه المرة لم تحتل اسرائيل ارضنا كما فعلت في فلسطين بل كل الدول احتلت ارضنا ونهبت خيراتنا تحت ستار الحرب على الارهاب واسقاط النظام فدخلت روسيا بجيشها ،واستخباراتها ودخلت امريكا بجيشها واستخباراتها ودخلت كل دول العالم بالتجارة بمأساتنا ناهيك عن ابناء الوطن الواحد الذين اصبحوا تحت قيادة الغرباء ميليشيات ،وكتائب تزرع الرعب ،والموت في كل مكان عن ماذا نتحدث يا غسان عن آلاف مؤلفة من أبو خيزران ناهيك عن معارض ومؤيد للنظام الديكتاتوري إم احتلال ارض الغير بالقوة والتغيير الديمغرافي ،وهذه المرة ليست اسرائيل واليهود كما اسلفت بل ابناء الوطن الواحد الذين يتقاسمون هذا الوطن على اساس الطائفة والدين وميليشيات مرتزقة تحارب ابناء وطنها ،وتهتك اعراضهم تحت شعار الله أكبر ،وقادتهم يعيشون كأنهم ساسة حقيقيون يجملون الوجه القبيح على طاولات التفاوض يتفاوضون على اقتسام جسد السوري ،وتقطيعيه وتوزيعه بينهم لا يهمهم في ذلك صرخات الاطفال والشيوخ والنساء .
جعلوا الشعب كله لا هم له سوى الهجرة عن هذا الجهنم الذي يدعى الوطن حرم فيه من الخبز والماء ،والعيش بكرامة لقد أغلقت ابواب الكويت ،والدول العربية في وجه الجميع فكان البحر ،وركوب الموت من الخلاص هاجسهم الوحيد من أجل الخلاص .
فيأتي ابو خيزران آخر ،ويرمي بجثثهم على قارعة الطريق بعد أن ينهب كل ما يملكون من مال ،واشياء ثمينة .
مأساة شعوبنا في الشرق تتكرر ،ولكن بصور أكثر حداثة ،وأساليب قتل أكثر حداثة كل شيء في شرقنا أصبح مستحدثاً حتى كلماتنا ،وآهاتنا مستحدثة



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتب والأديب أحمد حيدر
- حوار مع الاديب كامل عبدالحسين الكعبي
- حوار مع الأديبة الكُردية شمس عنتر
- حوار مع الفنانة التشكيلية والأديبة السورية نضال سواس
- أجمل نص ..وصفحات الافتراضي ..
- الرواية ما بين التحديث والتزييف
- مأساة العلم في المحرقة السورية
- حوار الكاتبة والروائية السورية هند زيتوني
- حوار مع الشاعرة الليبية الهايكست نينة السرتاوي
- حوار مع الشاعر والمترجم أحمد حسين
- الصداقة ......قصة قصيرة
- نصيب أم اختيار ... ؟؟؟؟ ...قصة قصيرة ..
- حوار مع الشاعرة والكاتبة والفنانة الأمازيغية فتيحة بنزكري
- أبْحَث عَنْك
- مَازِلْت أبْحَث عَنْك
- حوار مع الشاعرة المتألقة عبير دريعي
- الذين نحتوا في الصخر
- حوار مع الكاتب والروائي الكردي إبراهيم يوسف
- قلة من يمثلون فكر خالد بكداش
- لعبة الثلاثة ورقات...


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - قراءة في رواية رجال في الشمس للكاتب الفلسطيني الخالد غسان كنفاني