أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - حوار مع الكاتب والأديب أحمد حيدر















المزيد.....

حوار مع الكاتب والأديب أحمد حيدر


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 22:20
المحور: الادب والفن
    


ضيفنا سفير للكلمة الوجدانية والنقية بدء من سماء قامشلو الجريحة وحمل الوطن في جوانحه له بصمة في التاريخ الثقافي والثوري صاحب كلمة وموقف لا يهادن أبداً مهما كانت الصعوبات عذب ك كلماته التي تسافر بنا الى كل مكان يخبرنا عن آمالنا وأوجاعنا بكل شفافية ووجدانية صادقة تمر على آهاتنا بلسم للجراح.
إنه الكاتب والأديب أحمد حيدر ونبدء معه بسؤالنا الاعتيادي
س1- حبذا لو عرف الأديب أحمد حيدر بنفسه، وقدمها لمحبيه وقرائه بالتفصيل ؟

ولدت في مدينة ( قامشلو قامشلية قامشلوكي )
مدينة لا تشبهها المدن سوى في البهاء و الحيرة
قرية كبيرة متعددة الفصول والجهات
تضيء لياليها أغاني الحصاد
وتسند سمواتها زغاريد الفلاحات في الشاحنات قبل غروب الشمس
يحدث أن لاتنام من فرط الوجع
تحرس الأمل .
اختلف الرواة على سيرة القاميش الذابل في أطرافها الدامية ودموع " جغجغ " التي لم تجف في المكيدة .
واتفق العشاق على دفء حضنها في العاصفة
لم ينج من حبها عابر سبيل أو غريق
لم ينج من حنينها طائر مهاجر
عشنا طفولة بلا طفولة انا وأقراني من أطفال الحارة الغربية ( أبناء البراري ) فمعظم أشواك أحراش حارة حلكو انغرست في أقدامنا الحافية ومعظم بيوت الطين تهدمت بلا رحمة في أعماقنا وقطعت أشجار التين من زفراتنا
سكر القبقاب والدروبس وملابس العيد الجديدة وصوت تكبيرات العيد من جامع قاسمو كانت تخفف من وطأة الهذيان - ولو مؤقتا - كأحياء .على قيد الأمل
فيما بعد
تكرر الوجع عندما عجزنا عن ايجاد إجابات مقنعة للتساؤلات التي كانت تنهمر على الروح من كل صوب وحدب عن : الوطن ، الهوية ، الانتماء ، صراع الطبقات ، العدالة الاجتماعية ، الحرية وأصابنا دوار شديد في غمرة نشوتنا بالمد الثوري الذي اجتاح قرانا وبيادرنا وحاراتنا وأحلامنا وحدائقنا ولم نصحو الا مثخنين بجراحاتنا
مرضى بالأحلام المؤودة !!
تسللت إلى دوحة الشعر في غفلة من الخيبات المتلاحقة وكانت مشاعر الخوف ، القلق ، الحرمان ، التيه ( الركاز الذي تم غربلة الشعر منه ) للدفاع عن الذات ومواجهة هذا السواد الذي يخيم على هذا العالم .الجميل
قراءاتي الكثيرة للشعر الحديث واطلاعي على التجارب الشعرية في سوريا و الوطن العربي لاسيما رواد قصيدة النثر : نزيه أبو عفش ، عادل محمود ، بندر عبدالحميد ، منذر المصري رياض صالح الحسين ..ساهمت في صقل موهبتي الشعرية
أتحاشى قدر الامكان العناصر غير المهمة في نصوصي و ( انتقي الكلمات من حياتنا اليومية ) لكتابة نص قريب من وجع القارئ دون .الاغراق في الغموض
ولا أخفي عنك بأن تجربة الشاعر سليم بركات اربكتني وخربطت !!هندسة أوهامي
بدأت بنشر الحرائق الملتهبة في داخلي - خواطر ، وجدانيات ، انكسارات ، خربشات ، نصوص ، شعر - في الملاحق الثقافية للدوريات المحلية والعربية ولملمت بعضا منها في مجموعتي الشعرية ( .يجب أن أحبك ) التي صدرت 1999
وهنا لابد أن أشير إلى أن ( ملتقى الثلاثاء )
في أواخر الثمانينات الذي كان يديره الصديق الشاعر إبراهيم اليوسف .بداية معراجي الى سماء الحلم والقلم

س2 - هل يمكن ان تحدثنا عن قصةالقصيدة الأولى ؟

صدقني لا أتذكر بالضبط متى بدأت بكتابة القصيدة الأولى ؟
أنا الذي بدأت بكتابة القصيدة أم القصيدة هي التي كتبتني ؟
ربما في ليلة ماطرة على نقرات الدلف الذي كان يتساقط في الطشت من سقف بيتنا الطيني .
ربما في طلعة المطار وراء قصر كريكور وأنا
في الطريق إلى القبة مكان الاحتفال بأعياد نوروز و عيد العمال
ربما بعد ( أعظم قصة حب فاشلة ) في التاريخ
كل ما أعرفه وأتذكره
ان الشعر كان قدري وليس خياري
قدري الأبيض في هذا السواد المخيف
لا أخفي عنك
أنني حاولت أن أكتب قصيدة لاتشبه أحدا
سوى حرائق روحي
القصيدة التي أطمح إلى كتابتها
لم أكتبها بعد
!!وبتعبير أدق فشلت في كتابتها

س 3- هل لديك طقوس خاصة أثناء الكتابة؟

أنا حريص جدا على علاقتي مع الشعر
علاقة مفعمة بالحب والاحترام
ألجأ إليه عندما أحس بالأختناق
( وتضيق علي الأرض )
هو وحده الذي يستوعب مشاعري ، قلقي ، خوفي، ترددي ، انفعالاتي ، حماقاتي ، جنوني ، آهاتي ، حنيني
نتبادل الألم والأمل
( كرفيقين في رحلة طويلة )
إذا ماتأخر يوما في زيارتي
لا أخبط باب غرفته واعكر مزاجه
يؤلمني ان أكون ضيفا ثقيل الظل
وإذا ما طال غيابه
لا اقتحم بيته كالبرابرة
يحدث أن أعاتبه - عتاب المحبين-
حين يأتي
أستقبله بلهفة
أعانقه كطفل عثر على طابته التي ضيعها في الحديقة العامة
أحاول قدر الإمكان ان أتمالك نفسي وأكون طبيعيا بلا تصنع
لا أكتب على الورق الملون ولا أرمي القلم الذي أكتب فيه كالمشاهير
لا ألبس بدلة رسمية زرقاء وربطة عنق حمراء
ولا أدخن البايب
قد يأتي وأنا أتمشى في طريق الحزام ناحية حارة دوار قرموتي
أو في شارع القوتلي
قد يأتي وأنا أقف في طابور طويل أمام فرن مرادو
وقد يأتي ويجدني مكتئبا ، وخائفا
أرتجف من البرد
في انتظار ربيع لم يأت .

س4- قرأت لك في سنوات خلت : تعالوا لنختلف ولكن بحب هل تحقق من هذه الرسالة شيء إلى يومنا هذا ؟

هي بمثابة دعوة لتكريس ثقافة الاختلاف واحترام الرأي الآخر - وليس الخلاف - كثقافة حضارية وإنسانية وحالة متقدمة من الرقي والوعي والاحساس بالمسؤلية تجاه مايحدث لنا من خيبات وانتكاسات وهزائم
و ( أي فجيعة لم تحل بنا ) ؟
هي دعوة للانفتاح على الآخر وقبول الآخر المختلف والتخلي عن نزعة الاستعلاء و امتلاك الحقيقة .
أن هذه الثقافة الاستئصالية ( الموروثة ) هي نتاج تناحرات سلبية تراكمت خلال حقبة طويلة من سيطرة الفكر الواحد واللون الواحد والثقافة الواحدة التي لم تودي سوى إلى تفكك المجتمع وتزايد الحقد والكراهية والتعصب بين أبناء المجتمع الواحد .
فمن حق كل إنسان في هذا العالم أن يعبر عن رأيه وفكره وعقيدته لكن ليس من حقه أن يفرض على الآخر أن يكون نسخة مكررة منه وهذا مايتنافى مع أبسط قيم ومبادئ حقوق الإنسان .
هي دعوة للحوار العقلاني بين جميع قوى الانتاج المعرفي للوصول إلى قواسم مشتركة
للخروج من هذا النفق المظلم والحفاظ على ما تبقى مما خسرناه في هزائمنا .
مايحز في النفس هو غياب ثقافة قبول الرأي الآخر - للأسف الشديد - وسيطرة فكرة إقصاء الآخر المختلف ويظهر ذلك بوضوح من خلال شيوع الارهاب الفكري - إلى حد التطرف - في حياتنا الثقافية :والسياسية والاجتماعية
من ليس معنا فإنه ضدنا
من لا يؤيدنا ليس منا
من لا يوافقنا في الرأي فإنه عدونا
من ينتقدنا نعلن عليه الحرب
من من يرد علينا لابد أن نعاقبه
المؤلم والمؤسف
!!أن الأمور تزداد سوءاً والفجوة تزداد عمقا

س5 - كتبت (صفحات من تاريخ الكورد في سوريا ، لماذا لم تستمر رغم أنها كانت تبعث الأمل في نفوس الكثيرين نظرأ للمصداقية والشفافية التي كنت تكتب بها ؟

تعد (صفحات من تاريخ الكورد في سوريا ) إحدى أهم إشكاليات التاريخ المكتوب وهي ( المسكوت عنه )
التاريخ المكتوب هو ( وجهة نظر ) كما يقال
أي وجهة نظر النظام السياسي الحاكم وليس سردا موضوعيا عادلا للوقائع و الأحداث التي جرت .
لقد تعرض تاريخ البلاد للتزوير والتحريف على أيدي من كانت لهم السلطة و السطوة ومانقرأه اليوم هو ماكتبه الأقوياء والطغاة حيث تم تهميش وتغييب دور الآخرين التي لاتتفق مع رؤى وسياسة الايديولوجيات المسيطرة .
يحضرني هنا مقولة للأديب جورج أورويل " أعلم انه من المألوف أن نقول إن معظم التاريخ المسجل مجرد أكاذيب على أي حال ، أنا على استعداد للاعتقاد بأن التاريخ في معظمه غير دقيق ومنحاز ، ولكن مايميز عصرنا هو التخلي عن فكرة أنه يمكن كتابة التاريخ دون تحريف "
من المفارقات العجيبة أن يجهل أو ( يتجاهل ) شريكي في الوطن تاريخ محمد عابد الجابري أول رئيس منتخب للجمهورية السورية 1932- 1936
وأن شارع العابد المعروف في العاصمة دمشق هو باسمه وان اول طابع بريدي صدر بعد انتخابه يحمل صورته .
كتب عنه محمد كرد علي " هو أعظم رجل سياسي عرفته الديار الشامية "
( صفحات من تاريخ الكورد في سوريا )
هي صرخة
لإعادة تاريخ البلاد وتصحيحه
!!لإعادة الإعتبار للكرامة الوطنية
س6_ يقول أحمد حيدر
ماذا ينفع
إذا صار عندك فيلا
على ضفة نهر الراين
مليئة بأشجار لا تشبه دالية العنب
في حوش بيتك القديم
ونباتات ليس لها رائحة القنيبرة
والخبيزة والرشاد
ماذا ينفع ؟
هل هذا رفض لواقع الاغتراب الذي اختاره الكثير بإرادته ودعوة للعودة الى الوطن رغم المآسي أم ماذا ؟
بصراحة
لا تعني لي الغربة غير الموت البطيء
أو بتعبير أدق غرفة العناية المشددة
رتيبة وبطيئة أيامنا وبلا جدوى
شبح الموت يسترخي في نظراتنا
لا نملك شيئا غير أوهامنا
وليس بيدنا شيء
حياتنا مصطنعة :
تحية الصباح ، الابتسامات ، المصافحات ، العلاقات الاجتماعية ، الرسائل الغرامية العواطف ، قصات الشعر ، المجاملات ، أحاديث التليفون ، الآهات ، الكتابة ، البكاء ، الحنين ...
لا رائحة للوردة ولا مذاق للعناق
لا ظل للأشجار ولا لون للتراب
ولاحدود لأوجاعنا المزمنة
مانكتبه في صفحات التواصل الاجتماعي هي ( فشة خلق ) ليس أكثر
استعراض العضلات ضحك عل الذقون
( نضحك على أنفسنا )
حروبنا خاسرة قبل أن تبدأ
ورقصاتنا
!!رقصة الديك المذبوح

س7- أحمد حيدر تفتق وعيه السياسي في المدرسة الماركسية هل ندم كغيره من الكتاب على تلك المرحلة أم أن لتلك المرحلة شيء مميز لا يمكن تجاهله مهما عصفت بنا العواصف؟

تغير كل شيء يا صديقي
تغيرت الرؤى والخرائط تغيرت
تغيرت الشعارات و تعددت الوجوه
بصراحة أنا تفاعلت مع السياسة ليس ضمن شروط السياسة بل ضمن شروط الشعر
كانت السياسة - في مامضى- بلاميكافيلية - كما كنا نظن -
وذات مضامين أخلاقية ، والتزام بأوجاع المسحوقين ، وشعور بالمسؤولية التاريخية والوطنية بينما أصبحت اليوم مطية ( بالنسبة للكثيرين ) لتحقيق مآربهم من خلال التهافت على المناصب والمكاسب .
أذكر جيدا أحد قدامى المناضلين كيف كان كان يتنقل من قرية إلى أخرى مشيا على قدميه ليؤدي واجبه الحزبي مع مرور الأيام اشترى دراجة عادية ( بسكليت صالون ) بعد ان ادخر ثمنه من مصروف بيته ولقمة أطفاله كان يحفظ عن ظهر قلب أغلب قصائد ملاي جزيري وسيداي جكرخوين وأحمدي خاني وكان من أشد المعجبين بشخصية الثائر غيفارا
يردد مقولته المشهورة : ( الكلمات التي لا تتطابق مع الأفعال هي كلمات غير مهمة )
كلما سمعته يتحدث عن مآثر هذا الثائر ظننت بأن الحقيقة على مرمى .من حجر من باب بيتنا القديم
فجأة توارى عن الانظار واعتكف في منزله
أدرك الجميع سبب عزوفه عن العمل السياسي
أو( الإقامة الجبرية التي فرضها الرفاق على الرفيق ) فقد كان صريحا !!أكثر من اللزوم يضع إصبعه على الجرح ولا يسكت على الأخطاء
الجنود المجهولون
- ضحايا هذا الواقع الفاسد -
ذاقوا كل صنوف العذاب : من ملاحقات وسجون كما فصل العديد منهم .من وظائفهم
عاشوا فقراء وتركوا ورائهم إرثا نضاليا تستلهم منها الأجيال اروع الدروس والعبر في الوفاء والاخلاص ونكران الذات .
يحضرني هنا رواية ( المعلم الأول ) للكاتب القرغيزي جنكيز ايتماتوف التي تعبر بصدق عن معاناة أولئك - المغيبين- أبطال الهامش الذي يمثله بطل الرواية ( ديوشين ) عندما بنى مدرسة لاولاد القرية بتعبه وجهده وعرق جبينه و أثناء حفل افتتاح المدرسة الجديدة لم يجد مكانا يجلس فيه ( ولا أحد يستحق أن تسمى المدرسة باسمه سوى ديوشين )
:ما يؤرقني هو
كم من ( ديوجين ) كان يعمل بما يملي عليه ضميره فيشقى ليسعد غيره ، يقدم مصلحة الآخرين على مصلحته ، يضحي بصحته ووقته وأسرته في سبيل مصلحة الوطن والناس
كم من ( ديوشين ) في مجتمعنا قصرنا في حقه وساهمنا في احباط معنوياته ؟
كم من ( ديوشين ) تعرض للتهميش والاقصاء بسبب مواقفه المبدأية الثابتة وجرأته في فضح ممارسات المتنفذين المتسلقين من تجار لقمة الجياع ودم الشهداء والوطن ؟
تغير كل شيء ياصديقي
وقناعاتنا لم تتغير
و(يبقى الوطن «يسارًا» جهة القلب )
س8- كتبت : ماأجمل أن نواجه هذا الخراب بالحب والشعر؟ كيف يمكننا ذلك من منظورك الشخصي ؟

أن نحب بعضنا بعضا
أن نحترم بعضنا بعضا
لا خيار آخر أمامنا
كي نواجه هذا الخراب الذي طال كل شيء وهيمن ( الأنا ) على .مشاعرنا وسلوكياتنا في التعامل مع الآخر
لايمكن إصلاح ما أفسدناه سوى بالحب
ولايمكن ردم الشرخ بين ( الأنا ) والآخر سوى بالحب
ينقصنا الحب
ينقصنا الصدق
ينقصنا الألفة والمودة
الحب هو السبيل الوحيد للتماسك و النجاح سواء في البيت بين أفراد .الأسرة أو في العمل أو في العطاء و التميز
أن المحب يعشق الشعر والموسيقا والورد
ويكره العنف وصوت القذائف ورائحة البارود
المحب يريد النجاح لأخيه ما يريد لنفسه
المحب تخونه العبارات مع شدة ما يجد في قلبه من الحب في وصف حنينه
الطغاة لايحبون الشعر
ولا يستمعون إلى الموسيقا الهادئة
المحب يبني والكاره يخرب
المحب صادق والكاره كاذب
المحب يوحد والكاره يشتت
المحب وفي والكاره غدار
يقول جلال الدين الرومي
" ما لمس الحب شيئا إلا وجعله مقدسا "

س9- ( الوطن ) كل ينظر إليه من منظاره الخاص ماذا يعني الوطن ل أحمد حيدر؟

لايقتصر مفهوم الوطن على البقعة الجغرافية والخارطة المرسومة بحدود سياسية ولا يمكن أن يكون الوطن مكان الولادة ويكتب اسمه في سجلات النفوس ودائرة الهجرة والجوازات .
الوطن ليس فقط شوارع عريضة واوتسترادات
الوطن ليس أبنية سكنية عالية أو حدائق معلقة
الوطن ليس منتزهات وبحيرات الاستجمام
الوطن ليس عتابا وأهازيج وأناشيد حماسية
الوطن ليس راية وشعارات وطنية
بل الوطن هو الهوية والانتماء
نسكنه ويسكننا
نخاف عليه ويخاف علينا
ندافع عنه ويدافع عنا
نحميه ويحمينا
نحمله على ظهورنا في حلنا وترحالنا
هو بيتنا الكبير الذي يجمع أسرتنا وأهلنا وجيراننا وأصدقائنا وذكرياتنا وأفراحنا وأتراحنا
الوطن حبنا الحقيقي
الذي يضبط دقات القلب
ويلوذ به الروح في أوقات الشدة
حبنا للوطن لايعني أن نتخلى عن مبادئنا
ونضالنا في سبيل الحرية والعدالة الاجتماعية
ونبذ القمع والاستبداد
ليس كل من يتشدق بالشعارات الوطنية هو محب الوطن
وليس كل من يحارب الفساد هو عميل للغرب
حبنا للوطن لايعني أن نصبح عبيدا للأنظمة ا
من يطالب بحقه في العيش الكريم ليس متآمرا على الوطن
من يريد أن يتعلم بلغته الأم ليس انفصاليا
ومن يطالب بإعادة الجنسية لأبناء جلدته
لا يشكل خطرا على أمن وسلامة الوطن
الوطن ليس ملكا لأحد
والجميع شركاء في الدم والمصير!!

س10-سؤال للصديق الأستاذ حسن خالد .كيف استطاع "الكاتب" و "الأديب" أن يُجيّر الفضاء الأزرق لخدمة توجهه؟ أين وجد نفسه ومتى تاه عن مبتغاه؟

أنا أؤمن بما أكتب
الكتابة تمنحني فسحة لامتناهية من الحرية ( بصرف النظر عن الشكل ) واعيش من خلالها حياتي كما ينبغي أن أعيش بلا تابوهات : أحلم ، أصرخ ، أضحك، أبكي ، أستلقي على الحشيش ، أتسلق عريشة العنب ، أركض في الشوارع والدروب الترابية تحت المطر ، أرقص في الساحات العامة وأتنفس الصعداء .
الكتابة تعيد لي توازني في ظل اضطراب الموازين
أتخلص مما يعتمل في داخلي
تنقذني من ورطة تسمى ( الحياة )!!
( الكتابة لحظة صدق إنسانية حقيقية )
أحيانا يراودني سؤال : ماجدوى الكتابة في ظل هذه النكبات؟ فأتذكر قول الشاعر الفلسطيني سميح القاسم " ماذا يمكن أن تفعل قصيدة أما م طفل يموت
وفي أحايين كثيرة أشعر بأنني مضطر على الكتابة حتى تنزاح هذه الصخرة الجاثمة على صدري منذ لا أدري
الكتابة بالنسبة لي هي الماء في السنوات العجاف والهواء النقي في العجاج
أجدني دائما في هتافات المسحوقين
نظرات التائهين في الخديعة
زفرات المحرومين
أشعر بالتيه عندما أقف عاجزا عن كتابة دموع
الأطفال في مخيمات اللجوء
!!او رقصة أم الشهيد في جنازة ابنها
س11_ بصريح العبارة لا استطيع أن أقول انه ليس لدي المزيد لأسأله لأحمد حيدر الذي اتعطش الى سماعه دوما ولكن لكل بداية نهاية وإن لم نستطع من تسليط الضوء الا على جزء يسير من هذه الشخصية ونتمنى أن يكون لنا معه لقاءات أخرى في هذا الرياض ونتمنى أن يقول أحمد حيدر رأيه في مجلة هيلما وما هي العثرات التي يتمنى أن نتجاوزها في هذا الرياض وما همسه في أذن الأعضاء والمتابعين لنا وله ؟
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي تؤديه المنابر الثقافية الأدبية في الحراك الثقافي وفي فتح أبواب النقاشات والسجالات حول القضايا .الثقافية والإبداعية
مجلة هيلما
دوحة بهية
من المنابر الثقافية الأدبية المتميزة - في الشكل والمضمون - التي استطاعت خلال فترة قصيرة من انطلاقتها أن تحتل مكانة مرموقة في قلوب قرائها وفرضت احترامها في الوسط الثقافي و الأدبي
لقد قدمت الكثير من الملفات والموضوعات الهامة في الفكر والأدب كما تم تسليط الضوء على سيرة ومسيرة شخصيات وأسماء فاعلة وهامة غيبها الاعلام
بالإضافة إلى فتح المجال أمام الأقلام الواعدة
ونشر نتاجاتهم في : ( الشعر ، القصة ، المقالة ، المسرح ، النقد )
مجلة هيلما
المنبر الحر للكلمة الصادقة في الفكر والمعرفة
.والثقافة والابداع
حتما ، لم يكن يتحقق هذا النجاح لولا جهود محرر المجلة ( الحارس الثقافي )
شكرا هيلما
شكرا لكتاب هيلما ولقرائها
شكرا للصديق الشاعر غيفارا معو الذي أختار هذا الطريق الصعب والوعر وهو يحمل رسالة
.ويؤدي أمانة
.شكرا لكل من يسعى لخلق الجمال والحب



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الاديب كامل عبدالحسين الكعبي
- حوار مع الأديبة الكُردية شمس عنتر
- حوار مع الفنانة التشكيلية والأديبة السورية نضال سواس
- أجمل نص ..وصفحات الافتراضي ..
- الرواية ما بين التحديث والتزييف
- مأساة العلم في المحرقة السورية
- حوار الكاتبة والروائية السورية هند زيتوني
- حوار مع الشاعرة الليبية الهايكست نينة السرتاوي
- حوار مع الشاعر والمترجم أحمد حسين
- الصداقة ......قصة قصيرة
- نصيب أم اختيار ... ؟؟؟؟ ...قصة قصيرة ..
- حوار مع الشاعرة والكاتبة والفنانة الأمازيغية فتيحة بنزكري
- أبْحَث عَنْك
- مَازِلْت أبْحَث عَنْك
- حوار مع الشاعرة المتألقة عبير دريعي
- الذين نحتوا في الصخر
- حوار مع الكاتب والروائي الكردي إبراهيم يوسف
- قلة من يمثلون فكر خالد بكداش
- لعبة الثلاثة ورقات...
- قراءة في « القصيدة التي كتبت بلسان مقطوع أو ميثاق الضجر »


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - حوار مع الكاتب والأديب أحمد حيدر