أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - حوار مع الاديب كامل عبدالحسين الكعبي















المزيد.....

حوار مع الاديب كامل عبدالحسين الكعبي


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 7475 - 2022 / 12 / 27 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


من عراق الرافدين أرض الحضارة والثقافة والعلوم والفن الأصالة ومن بغداد التي قال فيها نزار قباني
بغداد جئتك كالسفينة متعبا
أخفي جراحاتي وراء ثيابي
بغداد عشت الحسن في ألوانه
لكن حسنك لم يكن بحسابي
ماذا سأكتب عنك يا فيروزتي
هواك لا يكفيه الف كتاب
هكذا قال نزار وكذلك شوقي والجواهري وسيكون حوارنا مع ابن بغداد واحدى قاماتها الأدبية وسنبدأ معه بسؤالنا الاعتيادي
س1_ حبذا لو عرّف الأديب : كامل عبد الحسين الكعبي بنفسه، وقدمها لمحبيه وقرائه وبالتفصيل؟

الإسم : كامل عبد الحُسين الكَعْبِي
التولد : بغداد 1963
الإقامة : العراق / بغداد
التحصيل العلمي : بكلوريوس لغة عربية كلية الآداب الجامعة المستنصرية / 1988
العمل : موظف حكومي في مؤسسة تربوية
الحالة الاجتماعية : متزوج ولي أبناء وأحفاد .
صدرَ لي :
١ سهام في مرامي الأفق
مجموعة شعرية سرد تعبيري 2019
2- طواف المداءات
مجموعة شعرية سرد تعبيري 2022
3- على رخام الشمس
مجموعة شعرية سرد تعبيري 2022
4- مجموعة قصصية / مخطوط
5- مجموعة خواطر / مخطوط
6- مجموعة ومضات / مخطوط

س2_ ما تأثير البيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية على نتاج كامل عبد الحسين الكعبي وما هي أكثرها تأثيراً على ابداعك؟

للبيئة الاجتماعية والسياسية والثقافية التأثير البالغ في نتاجي الأدبي فقد بدأتْ ميولي الأدبية في سن مبكرة في المرحلة الإبتدائية ، فقد كنتُ متفوقاً في الدراسة وشغوفاً بالقراءة والمطالعة ومن خلال درس الإنشاء تم اكتشاف موهبتي وأحاطني المعلمون آنذاك بعناية فائقة استطعتُ صقل موهبتي بالكتابة في الكثير من الأجناس الأدبية ساعدني على ذلك كثرة الاطلاع على التجارب الأدبية المختلفة عربيّاً وعالمياً ، وكانت قراءاتي شاملة ومتنوعة ، ومنْ أقرأ له أتوجهُ بكلِّي إليه فإن لم أحظَ ببغيتي فلا أعدم سلافة عطره التي تظل تلازمني كلما مرّ بخاطري ذلكَ العبق .. وإن أنسى فلا أنسى روائع المتنبي أبو العلاء المعري ابن الفارض الجواهري السياب إيليا أبو ماضي أنسي الحاج أدونيس محمد الماغوط أراكون العقاد المنفلوطي جورج جرداق سليمان كتاني جعفر الخليلي عبد الرحمن منيف ماركيز تولستوي ديستوفسكي فكتور هيجو برتراند راسل ... وغيرهم الكثير . ومن الصعب تحديد أيّ منها الأكثر تأثيراً في منجزي الأدبي إذ أنها جميعاً كانت البوتقة التي صهرتني وأعادتْ صياغتي وتشكيلي بهذا الشكل .

س3_ يكتب كامل عبد الحسين الكعبي القصة القصيرة بأسلوب السرد الشعري فيجعلنا نغوص في نصوصه ولا نستطيع الخروج هل لك أن تحدثنا قليلاً عن هذا الأسلوب المتميز في الكتابة الشعرية ؟

لي كتابات متعددة في المقالة ، النقد الأدبي ، البحث ، الشعر العمودي ، الشعر الحر ، النثر ، الخاطرة ، القصة ، القصة القصيرة جداً ، الومضة ، السرد ... الخ
وهذا النوع من الكتابة أو قل جنس أدبي ، ليس قصة قصيرة وإنما هو سرد تعبيري ؛ وهو أدب ما بعد الحداثة يكتب بالكتلة الواحدة بالنفس الواحد وبجمل متواصلة بلا فواصل ولا تشطير ولا فراغات ولا سكتات وهو السرد الممانع للسرد لا لأجل الحكاية والقصة ، غايته نقل الشعور باختيار المفردة ذات الجرس لها القدرة على نقل أفكار الشاعر إلى المتلقي باستخدام كل أدواته من لغة وخيال وموسيقى وانزياحات شعرية .. وهيّ بذلك قد منحت الشاعر فضاءً شاسعاً وفسحة كبيرة لاستثمار طاقاتها وزخماً شعوريّاً قويّاً وإيقاعاً موسيقيّاً تطربُ له النفس والأذن ويحقق عنصر الإدهاش ذا الأهمية الفائقة في هذا الجنس الأدبي الجميل الذي كانت بداياته في عام 2015 على يد الدكتور غني الموسوي والأستاذ كريم عبد الله وثلة من الأدباء العراقيين والعرب البارزين وكنتُ من الطليعة الأولى التي أسّستْ وساهمتْ وأثرتْ التجربة ، ولنا موقع خاص على الفيسبوك .

س4_ السرديات الشعرية ، ماذا تعني في نظرك ، وما مفهومك الخاص لها ؟

السرديات الشعرية هيّ قصائد نثرية تجسد التجليات الإبداعية في القصيدة النثرية السردية التعبيرية بأشكال وتقنيات متعددة من لغة هامسة ، تجريدية ، بوليفونية ، صوفية ، لغة المرايا والنص الفسيفسائي ، الصورة الشعرية ، الخيال وتوهج المشهد الشعري ... وبرأيي المتواضع إن ما نصبوا إليه من خلال تلمس الصورة الشعرية التي يكون الواقع مصدراً لها ، هو نظرة الشاعر إلىٰ هذا الواقع وكيفية الإحساس به وتمثله ورسم أبعاد جديدة له لتحويله إلى فن العمل الأدبي أي لخدمة القصيدة النثرية ومعطياتها ، كما أن القصيدة السردية التعبيرية تهدف إلىٰ الوصف المجرّد وتحول الواقع إلىٰ فعل شعري هو موضوع لقصيدة وهوَ إحساسات الشاعر الممزقة وأحزانه المكبوتة ، لأنّ قصيدة النثر فيها طاقة استيعابية للأفكار والأخيلة وما تحملهُ من دلالات فكرية ومعنوية تجسدها في صور حسية غنية بالأبعاد وتتجلى براعة في صياغة التعبير فجمال العناصر الأدبية أو قبحها لا يعني شيئاً بالنسبة للشعر النثري إذ المهم أن تكون الصورة في مجملها معبرة ناقلة للمشاعر الصادقة نقلاً مثيراً .

س5_ الفلسفة ام العلوم تبرز شامخة في نصوص الكعبي إلى أي مدى تعشق الفلسفة وأنت تعالج هموم الشعب والوطن في سطور ؟

نعم الفلسفة أم العلوم ، والشاعر إن لم تكن له رؤية عميقة وأفكار فلسفية وحكمة متجذرة في أعماقه لا يمكن له تمثل الواقع وطرح تصوراته ومعالجاته بصور شعرية لها القدرة على الأخذ بتلابيب المتلقي والتأثير به أيّما تاثير ..
يقول الفيلسوف جان جاك ليبيل :
(( علينا إيصال الجمهور إلىٰ مشارق الشعر ذلكَ أنّ الصورة مثل الشعر ، ينبغي أن تُرىٰ وتُسمع في الوقت ذاته )) وعليه فإنّ الشعر فن وهو من أهم الوسائل للإنسان وذلكَ للاتصال بالواقع والسيطرة عليه وتسخيره لما فيه خير الإنسان وهو بهذا يُعد طاقة في الخلق وقدرة علىٰ التوليد وأداة في إثراء الوجدان وتوسيع مداركه بمعنى إنه إمكانية ليس في فهم الواقع وتمثل معطياته فحسب وإنما في تغييره وبنائه من جديد ، ولابدّ للشاعر أن يوائم بينَ مستوى التعبير ومستوى التفكير بحرفية تشير إلىٰ عمق وعيه المعرفي ورصانة تشكيله الثقافي ، وصبّ ذلكَ كله في مهارات كتابية تدلّ علىٰ قدرة هندسية للبنية النصيّة بعفويّة نادرة ، مستمّداً من احتياطي ملكته الأدبية بلحاظ تمرسه في بناء العوالم الافتراضية في التشخيص والمعالجة برؤية عصرية تتبنى انشغالات النص بروائزه الجمالية ، وعلى الشعر ان يبحث عن حالة الجدل والصراع بين الشاعر وهذا الكون .

س6_ الفلسفة ام العلوم تبرز شامخة في نصوص الكعبي إلى أي مدى تعشق الفلسفة وأنت تعالج هموم الشعب والوطن في سطور ؟

نعم الفلسفة أم العلوم ، والشاعر إن لم تكن له رؤية عميقة وأفكار فلسفية وحكمة متجذرة في أعماقه لا يمكن له تمثل الواقع وطرح تصوراته ومعالجاته بصور شعرية لها القدرة على الأخذ بتلابيب المتلقي والتأثير به أيّما تاثير ..
يقول الفيلسوف جان جاك ليبيل :
(( علينا إيصال الجمهور إلىٰ مشارق الشعر ذلكَ أنّ الصورة مثل الشعر ، ينبغي أن تُرىٰ وتُسمع في الوقت ذاته )) وعليه فإنّ الشعر فن وهو من أهم الوسائل للإنسان وذلكَ للاتصال بالواقع والسيطرة عليه وتسخيره لما فيه خير الإنسان وهو بهذا يُعد طاقة في الخلق وقدرة علىٰ التوليد وأداة في إثراء الوجدان وتوسيع مداركه بمعنى إنه إمكانية ليس في فهم الواقع وتمثل معطياته فحسب وإنما في تغييره وبنائه من جديد ، ولابدّ للشاعر أن يوائم بينَ مستوى التعبير ومستوى التفكير بحرفية تشير إلىٰ عمق وعيه المعرفي ورصانة تشكيله الثقافي ، وصبّ ذلكَ كله في مهارات كتابية تدلّ علىٰ قدرة هندسية للبنية النصيّة بعفويّة نادرة ، مستمّداً من احتياطي ملكته الأدبية بلحاظ تمرسه في بناء العوالم الافتراضية في التشخيص والمعالجة برؤية عصرية تتبنى انشغالات النص بروائزه الجمالية ، وعلى الشعر ان يبحث عن حالة الجدل والصراع بين الشاعر وهذا الكون .

س7_ ديوان قصائد سرديّة تعبيريّة (( سهام في مرامي الأفق )) حدثنا قليلا عن بهجة المولود الإبداعي الأول لك ؟

نعم كان ذلك الكتاب عام 2019 وهو باكورة أعمالي الأدبية المطبوعة وقد تضمن بعض نصوصي السردية التعبيرية التي كتبتها في السنين السابقة وقد تأخر كثيراً بسبب تكاليف الطبع وكان استجابة لرغبات الأصدقاء من الأدباء والشعراء وكذلك قرّائي ومتابعي وكانت فرحتهم بصدوره واقتنائه تزيدني بهجة وتشحذ همتي لتقديم الأفضل والأفضل ..

س8_ مشاركاتك بالمواقع الأدبية المختلفة .. هل تعتقد أنها أضافت إلى تجربتك شيئا ؟

بدءاً لابدّ للشاعر من القراءة والاطلاع على تجارب الآخرين وتتبع نتاجاتهم ونصوصهم الأدبية قديماً وحديثاً .. كما لا غنى له عن تقديم نتاجه ونصوصه الأدبية للآخرين لمعرفة صداها وقيمتها الأدبية والمعرفية لإغناء واختمار ونضج التجربة للوصول إلى حالة تكاملية واقعية بعيداً عن الانزواء والانطواء وملازمة الأبراج العاجية .. وهذا ما توفره المشاركة والنشر في المواقع الأدبية المختلفة .. على أن يستلهم الشاعر خلال طوافه في هذه المواقع عنفوان الكتابة من سنا الكلمة وسحر التعبير ومعانقة التراكيب المسكونة في أعماق القراءة الطامحة للتكوين والطيران مع النصوص المهاجرة ، وتآلف مع النماذج الكتابية العالية ليكامل معه الأسلوب والخيال والصورة والمعنى في تنقلات نغمية في موسقة عذبة علىٰ مدارج السالكين ، والمخيال المورق الذي يتثنى في قلوب العاشقين بما يتماهىٰ مع حسه الباصر ورؤيته الثاقبة في الكتابة والتمثيل والتلقي .

س9_ تجربة كامل عبد الحسين الكعبي الشعرية والمشهد النقدي ، أية علاقة ؟

لابدّ للشاعر أولا من أن يكون ناقداً لنصوصه ، يمتلك رؤيا نقدية وحس أدبي وذائقة شعرية كي يضمن سلامة نصه من حيث اللغة معنىً ومبنىً وتشذيبه من كل ما لا تستذيقه الذائقة الأدبية السليمة مع الحفاظ وتجسيد أركان وشروط وتقنيات النص الأدبي الذي يكتب فيه لاسيما في النصوص النثروشعرية وعلى رأسها السردية التعبيرية ، لأن الكتابة السردية الحديثة تخضع بمجمل تقنياتها وأساليبها لتحولات فنية وانعطافات معرفية لا نهائية ، وتتسارع عجلتها بموجب تطلعاتها نحوَ الحرية والاجتهاد وربما التأويل ، مما يجعلها بكراً علىٰ الدوام تأتي بما هو جديد ومغاير ، وربما تتناسل بفعل الاحتكاك والتأثر بالآخر بمثاقفة جادة تنفتح علىٰ تجارب الكتابة في الآداب العالمية الأخرى ، مما يجعل الكتابة عالماً من السحر له القدرة علىٰ تخليق الأنواع الأدبية وتصنيفها وابتكار تقنيات أسلوبية تثير الدهشة بمعادل الترقية لمستويات الرؤية الإجرائية في الموقف النقدي .

س10_ هل يمكن أن تحدثنا عن طقوسك وعادات الكتابة لديك ..؟

للكتابة عندي طقوس خاصة جدا ، فأنا لا أكتبُ إلاّ بإحساس بعدَ الذوبان التام في موضوعة وأجواء النص وخلو الذهن عن كلِّ ما عداه ، وقدْ جسّدتُ هذهِ الحالة في هذا النص :

حَرائِقُ التَجَلِّي
مستعرةٌ في أعماقنا القصائدُ ضرامُها قدحةُ الزنادِ في الهشيمِ نارٌ تعتملُ في ثنايا الوجدِ تتفجّرُ براكينُها تنصهرُ فيها الروحُ تكادُ تتلاشى من فرطِ الذَوَبانِ ولا يقرّ لها قرارٌ حتىٰ يأتيها المددُ من كوةِ الغيبِ معجونة بالدمعِ مبللّة بالوجعِ لها في تلافيفِ العقلِ وفي وتينِ القلبِ ألفُ ألفُ حريقٍ تصفعها ريحُ الشجنِ من نافذةِ الرؤى حتىٰ تطير بجناحينِ من شعرٍ وشعورٍ تراودُ المحابرَ بقبلةٍ استباقيةٍ تنتزعُها من خدِّ الورقِ بكلِّ حميميةٍ وتفانٍ مع إسلاس القيادِ لصوتٍ ثائرٍ يشخبُ دماً من جرحٍ غائرٍ تطعمُ بهِ نارَ الحنينِ تؤجّج به لهيبَ الوجدانِ فلأنْ تكتبَ شعراً عليكَ أن تمتطي صهوةَ الروحِ والروحُ أجنحةٌ بصفيفِها ودفيفِها لا تكفّ عن المسيرِ تتجافى مع وسادة الغيومِ ، أن تلفظَ أنفاسَك إشراقاً وروحكَ احتضاراً تتبخر عالياً كالسرابِ تجثُو كالصريعِ ثمَّ تخلع أكفانَكَ وتتجلّى ناصعاً في مبهماتِ السطور .

وما أجمل ما كتبه صديقي الناقد الدكتور أحمد حسين خشان بحق نصوصي إذ يقول :
(( شقّ في جدارِ السكونْ
كسرٌ في محاجر العيونْ
وفاء لروح القسمْ
وهيّ أيضاً :
نزيفٌ من الكلماتْ
جرحٌ وتعديلٌ للمروياتْ
بحثٌ في خرافات الرممْ
وكاتبها الكعبي :
مَنْ يضيقُ به الفضاءْ
ينحسرُ عنه الهواءْ
ويتّسعُ له طيفُ السقمْ
والكتابة عند الكعبي :
وترٌ بينَ النطع والسيفْ
قدر بينَ الرؤيا والطيفْ
وألف كيف ؟ والجواب نعمْ
وحينَ يكابدُ الكعبي
في شريعة اللصوصْ
وتحريف النصوصْ
طقوسٌ لعبادة الصنمْ
أنْ تكتب أيها الكعبي العاشق .. فعَلَيْكَ أنْ تسعى فوقَ الماءْ
أنْ تسقي الأرضَ والسماءْ ..
دماً في مواسم العدمْ
وبالرغم من الموت والحديدْ
والقيد والظرف الشديدْ
وأشياء أخ
وأشياء أخرى توحي بالندمْ
تبقىٰ الكتابة تنشدُ للصباحْ
وقدراً بوجه الموت والنواحْ
ويبقى بالدم يسيلُ القلمْ
ما أصعب الكتابة في زمن الذهول ، حين تمتاح من بئر روحك العميقة وتحتطب ليلا لتسرج نهارك المنطفئ ، ترأب صدعك بالكلمات وتداوي جراحك بالعزاءات وتؤجل موتك مرات ؛ لكي تحيا بالكتابة وتكتب من جديد )) .

س11_ عراق المثخن بالجراح ماذا أضاف الى كتابات كامل عبد الحسين الكعبي ؟

أقول والغصة ملء نفسي وروحي علىٰ هذا البلد الجريح وما جرى عليه منذ سالف الأوان وإلى الآن .. وكتاباتي لا تفارق هذا الوجع ، وكما يقولون ( من رحم الألم يولد الإبداع ) لذا سأصمت وأدع نصي الآتي يتحدث :
خلفَ أهدابِ الشمس ..
..............................
وجعٌ مقيمٌ علىٰ حدودِ الذاتِ يرتجي تحريراً من ربقةِ أسلاكهِ الشائكةِ مَنْ ذا يبلسم زمنَ العسرِ المتكسّر المرايا دونَ أنْ ينكأَ دماملَ الأنينِ فينزّ صوراً تلتطمُ بصورٍ يرفعُ صلوات الأماني الخافتة تسبحُ في حضرتهِ كُلّ النجومِ تخشعُ لهُ كُلّ البروقِ ويحقنُ ويلات أرواحنا بنبرةٍ حانيةٍ مدداً دونَ حشرجةٍ عدداً دونَ خلخلةٍ طحناً دونَ جعجعةٍ يرسمُ لوحات المدى لمسافةٍ متناهيةِ البعدِ بينَ طيّاتِ أوراقي وثنايا ضلوعي أمواجهُ متلاطمة يعصرُ حصوات القهرِ فينبجسُ ضوءٌ يكوّرهُ بينَ أذرعِ السماِء يسبّحُ في هزيعها صدى النورِ ليرتدّ برشقةِ سحرٍ يسحبُ خيطَ الكبتِ من تربةِ الجنونِ ويحلقُ به عالياً يفقأ به عينَ المَدى ينسلّ في عُمقِ مَلاذِهِ وينحتهُ وشومَ زهوٍ علىٰ رخامِ الشمس .

س12_ قراء الشعر تأصلت ذائقتهم منذ القدم مع هذا الجنس الأدبي العريق، فهل تعتقد بأن قراء ومتابعي الفنون السردية قد تأصلت لديهم هذه الذائقة، وأصبحوا قادرين على التمييز بين الأجناس السردية الأدبية كالقصة والرواية والحكاية في وقتنا الراهن؟

علىٰ الرغم من أن الذائقة العربية قد وقفت على القصيدة العمودية ، التي قيلت منذ خمسة عشر قرنا ، ولاتزال تمارس فعالياتها على أيدي شعراء كبار حيث نهضوا بها لمستوى هذا العصر من التطور التكنلوجي إلاَّ أن اللغة طاقةٌ متجدِّدةٌ ، مثل ماء النهر والتجّدد والتطور سِمةُ الحياة ، وسِمةُ الآداب والعلوم والفنون ،
فبعد التجارب الهائلة في كتابة الشعر الحرّ وحضوره الكبير في الوسط الأدبي ، ثم قصيدة النثر وما أحدثته من انتقالة نوعية إضفاءة إلى تعاظم دور الرواية والقصة والقصة القصيرة جدا وجميع الفنون السردية .. جاء دور القصيدة السردية التعبيرية ربما يتقبّلها البعض ويرفضها البعض .. ولكنها استطاعت أن تكون حاضرة وبقوة في المشهدين الأدبي والثقافي لاسيما في الوسط النخبوي بما تمتلكه من فرادة وتميز ، وتبوأت موقع الريادة في الذائقة الأدبية الحديثة .

س13_ هناك من يعيب على الكثير من النتاجات الأدبية: الشعرية والسردية بسبب طغيان الجوانب السياسية على جوانبها الفنية. فهل هناك خوف على الإبداع الأدبي، وخاصة على جوانبه الفنية من وجود مثل هذه الأمور؟

لا أعتقد هذا .. وإن الأدب والشعر بشكل عام في تعافي مستمر بسبب هذا الحراك الأدبي والثقافي وما وفرته شبكات التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية من حضور واسع وتفاعل وتنافس وحراك أعطى أكله وألقى بظلاله على المشهدين الأدبي والثقافي ومخرجاتها متواسقة مع مدخلاتها والشاهد على هذا تصاعد وتيرة القصيدة العربية وتطورها وازدهار مدارسها وتعدد مناهجها وأجناسها وأنواعها الأدبية ولا زالَ فرسها جموحاً سبّاقاً في كل المضامير وطائرها محلقاً في سماوات التجدد والإبداع .

س14_ المعرفة بشكلها العام تفتح فضاءات أمام المثقف ماذا تفتح أمام الشاعر ؟

المعرفة والثقافة هي مادة الأديب ووعاؤه الذي يغترف منه ويصدر عنه ، وهي من ضمن أدواته وكفاياته وأسلحته التي يلج بها باب الإبداع وتتناسب تناسباً طرديّاً مع قيمة أو رداءة منجزه الأدبي ، وفي هذا الصدد يقول الناقد المرحوم محمد الجزائري في كتابه ( الغابة والفصول ) صفحة 13 : ( إن الشاعر المثقف في العربية شاعران ؛ شاعر يملك ثقافة لا شك فيها ولكن شعره مثقف ولا تزيد ثقافته علىٰ ثقافة الشاعر الأول ولكنه مع ذلكَ يملك جهازاً ذهنياً ومخيلة ناضجة إذ أنه يتصور الحاضر قبلَ أنْ يقع أو يعمل علىٰ حضوره )

س15_ آخر همس للدكتور كامل لقراء ومتابعي مجلة هيلما الأدبية والثقافية ومدى رضاكم عن أساليب النشر فيها وما هي نقاط التي تحبون وجودها على صفحاتنا وهي تفتقر لها ؟
مجلة هيلما الأدبية والثقافية من المجلات المهمة في المشهدين الأدبي والثقافي بما تميزت به من تنوع في النشر وحسن انتقاء للنصوص وروعة في التصميم والإخراج الفني .. ولزيادة رصانة المجلة وتميزها نقترح تخصيص مساحة كافية للدراسات والقراءات النقدية للنصوص المنشورة أو لنصوص أخرى متميزة .. كما نطمح لتفعيل وتنشيط موقع المجلة بما يتناسب ومكانتها السامقة ..
وفي الختام نتوجه بالشكر والامتنان للأستاذ الفاضل جيفارا فارس معو ولجميع القائمين على هذه المجلة الغرّاء لإتاحة هذهِ الفرصة للتعبير عن آرائنا وتعريف القرّاء بنا وبمنجزنا الأدبي .. متمنين لمجلتنا الغرّاء وللمبدعين القائمين عليها كل التقدم والنجاح .



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الأديبة الكُردية شمس عنتر
- حوار مع الفنانة التشكيلية والأديبة السورية نضال سواس
- أجمل نص ..وصفحات الافتراضي ..
- الرواية ما بين التحديث والتزييف
- مأساة العلم في المحرقة السورية
- حوار الكاتبة والروائية السورية هند زيتوني
- حوار مع الشاعرة الليبية الهايكست نينة السرتاوي
- حوار مع الشاعر والمترجم أحمد حسين
- الصداقة ......قصة قصيرة
- نصيب أم اختيار ... ؟؟؟؟ ...قصة قصيرة ..
- حوار مع الشاعرة والكاتبة والفنانة الأمازيغية فتيحة بنزكري
- أبْحَث عَنْك
- مَازِلْت أبْحَث عَنْك
- حوار مع الشاعرة المتألقة عبير دريعي
- الذين نحتوا في الصخر
- حوار مع الكاتب والروائي الكردي إبراهيم يوسف
- قلة من يمثلون فكر خالد بكداش
- لعبة الثلاثة ورقات...
- قراءة في « القصيدة التي كتبت بلسان مقطوع أو ميثاق الضجر »
- قراءة في ديوان الشاعر نصر محمد -للعشق أحلام مجنحة -


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - حوار مع الاديب كامل عبدالحسين الكعبي