أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غيفارا معو - إلى متى يستمر هذا السجال














المزيد.....

إلى متى يستمر هذا السجال


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 20:48
المحور: القضية الكردية
    


الكورد(الواو من اصل الكلمة كورديا وحركة في اللغة العربية ) بطبيعتهم شعب مُسالم يعشق الحرية والسلام ولكنه أشرس الشعوب في الحرب إذا دق ناقوس الحرب يخرجون اليها أفولا لايهمهم الموت رجالا ونساء شيبا وشبابا عاش الكورد حياة غير مستقرة بعد مشروع سايكس وبيكو التي منحت خارطة دولية الى شعوب المنطقة ولكنها أخفت وأذرت شعوبا في تلك الخارطة تماشيا مع نفوذ كل دولة استعمارية من الاستعمار القديم واستمرت تلك الخارطة بعد ان استلم الدول التي استلمتها سلطات استبدادية ديكتاتورية كالبعث في سوريا والعراق والشهنشاهي والطورانية في ايران وتركيا وبدأت تلك السلطات تمارس الديكتاتورية والفاشية بحق الكورد دون استثناء اعدمتهم ميدانيا وعلقت لهم المشانق ولم يبقى سجنا في تلك الدول لم يكن فيها الكورد وبقضايا سياسية وجنائية زائفة كزيف تلك الدول واجهزتها الامنية القمعية التي كانت تشبه اجهزة هتلر النازية في المانيا وموسوليني في ايطاليا وو غيرهم من الفاشيين بل كانت جرائمهم في الكثير من الاحيان تفوق تلك الفاشيات
ورغم كل هذا القمع الممنهج والتنكيل العلني لم ينكسر صمود الكورد بل تحول إلى مقاومة مترسخة في وجدان الأجيال. فصوت الأم الكوردية التي ودّعت أبناءها إلى الجبال لا يختلف عن نداء المقاتل الذي نذر نفسه دفاعًا عن الأرض والكرامة. لقد أصبحت الهوية الكوردية – برغم محاولات الطمس عنوانًا للبقاء للحرية وللإصرار على الحياة.
إن مأساة الكورد ليست مجرد نتاج اتفاقية سايكس-بيكو التي جزّأت الجغرافيا بل هي أيضا ضحية تواطؤ دولي طويل الأمد حيث تغاضى المجتمع الدولي عن الانتهاكات المستمرة بحق هذا الشعب إما تجاهلًا أو من باب المصالح.
ورغم الجراح لم يتخلَّ الكورد عن الحلم ففي كل قرية دُمّرت في كل لغة حُظرت، وفي كل راية أُسقطت وُلدت قصة بقاء جديدة.
لقد قدّم الكورد ثقافة غنية، شعرًا وموسيقى وتاريخًا مقاومًا، لا لشيء سوى من أجل حق بسيط:
أن يُرى الإنسان الكوردي، أن يُحترم، أن يعيش حرًا كما يليق به.
فإلى متى يبقى هذا الجرح مفتوحًا؟
إلى متى يُطلب من الكورد أن يصمتوا باسم "الوحدة الوطنية" المزعومة وهم الذين لم يُعاملوا كمواطنين أصلًا؟
هل ما زال للعدالة معنى إن غُيّبت عن أمة كاملة؟
ما زال الطريق طويلًا لكن صوت الكورد بات أعلى.
فالتاريخ لا يُمحى، والحرية لا تُشترى، والكرامة لا تُفرّط.
في العقود الأخيرة لم تكن الحركات الكوردية مجرد تمرّد سياسي أو عسكري بل كانت تعبيرًا حيًّا عن تطلعات شعبٍ رفض أن يُختَزل إلى أقلية مهمّشة بدأت هذه الحركات تتخذ أشكالًا أكثر تطورًا تجمع بين الوعي السياسي التنظيم الشعبي والنضال الحقوقي والديمقراطي.
في روج آفا (غرب كوردستان في سوريا)، ظهر نموذج جديد لحكم ذاتي قائم على تمكين المجتمع، وخاصة المرأة، في تجربة استثنائية جذبت اهتمام العالم. هذه التجربة، رغم ما واجهته من حصار وصراعات، برهنت أن الكورد ليسوا فقط مقاومين، بل حاملي مشروعات إنسانية بديلة تنشد السلام والعدالة الاجتماعية.
وفي العراق بعد عقود من القمع البعثي ظهرت كوردستان ككيان شبه مستقل، بنظام برلماني وتجربة ديمقراطية فتية ما أعاد للكورد جزءًا من صوتهم المسلوب وأثار تساؤلات حول إمكانية تعميم هذا النموذج في مناطق أخرى من كوردستان التاريخية.
أما في تركيا وإيران، فرغم التحديات الأمنية والقمع المستمر، تستمر الحركات الكوردية هناك في رفع راية الهوية والحق عبر مقاومة ثقافية وسياسية تعكس مدى رسوخ الشعور القومي والانتماء الجماعي.
وفي الختام تبقى قضية الكورد شاهدة على مأساة شعبٍ لم يُمنح حق تقرير مصيره رغم تضحياته الهائلة ونضاله المستمر من أجل الحرية والكرامة.
لم يكن الكورد يوماً دعاة انفصال عن الحياة المشتركة بل كانوا دائماً في طليعة من يطالبون بالعدالة والمساواة والعيش الكريم ضمن مجتمعات تعترف بوجودهم وتحترم لغتهم وثقافتهم.
غير أن تجاهل الحقوق لا يُنتج سوى مزيدٍ من الانكسارات والتمردات ومهما حاولت الأنظمة طمس الهوية فإن ما يحمله الكورد من تاريخ وعزيمة يجعل من قضيتهم صرخة لا تسقط بالتقادم، بل تتجدد مع كل جيل.
إن نضال الكورد في جوهره هو نضال كل شعوب الأرض التي تطمح إلى أن تُرى وتُحترم وتُعامل كندٍّ لا كظلٍّ هامشي. فالكورد ليسوا ضحية الجغرافيا فقط بل ضحية صمتٍ دولي ونفاقٍ سياسي طال أمده.
لكن الإيمان بالحق والحرية لا يموت وسيبقى الكورد كما كانوا دائمًا عنوانًا للثبات في وجه الظلم ونبراسًا للشعوب التوّاقة إلى العدل.
ولعل الغد، وإن تأخر لا بد أن يحمل لأمةٍ عريقة مثل الكورد فجرًا منصفًا تستحقه عن جدارة.



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الانتصار على النازية: رمز النضال والإصرار على الحرية-
- القضية الكردية بعد 2011: تحولات استراتيجية في ظل الصراعات ال ...
- قراءة في رسائل مفقودة للشاعر آزاد عنز. القهوة...
- حوار مع الفنان الفلكلوري الكردي شفيق أبو رعد.....حاوره دجوار ...
- الوطنية والوطن
- - القلم السام - جمال الدين حمي ... بقلم دجوار هرميسي
- الشعب الكردي بين مطرقة الجلاد وسنديان الأحزاب ومؤسسات المجتم ...
- الكرد والحماية الدولية_1
- إشكالية الحفاظِ على الهويةِ . . . تابع
- إشكالية الحفاظ على الهوية
- الوطن يتفاعل مع الموت
- حوار مع الأديب والشاعر ماهين شيخاني
- حوار مع الأديبة والناقدة التونسية فتحية دبش
- حوار مع الأديب السوري جورج عازار
- القضية الكردية والصراع السوفيتي والامريكي في منطقة الشرق الأ ...
- حوار مع الكاتبة همرين مراد ...حاورها حسن خالد
- القضية الكردية وجوهر النضال
- حوار مع الكاتب و الباحث الاجتماعي : حسن خالد
- قراءة في كتاب مذكرات ثوري متقاعد ....
- آذار فِي كُلِّ حِينٍ


المزيد.....




- الآلاف يتظاهرون في إسرائيل مطالبين بإنهاء حرب غزة
- السودان.. الأمم المتحدة تطالب بمعالجة سريعة للوضع الإنساني
- رئيس أعلى محكمة إدارية في ألمانيا يشكك في صمود سياسة صد اللا ...
- عشرات آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإعادة الأسرى من غ ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون في -ساحة الرهائن- بإسرائيل يطالبون بإن ...
- رئيس أعلى محكمة إدارية في ألمانيا يشكك بصمود سياسة صد اللاجئ ...
- أمريكا.. مخاوف المهاجرين تتزايد بعد قرار المحكمة العليا بشأن ...
- حماس: المجاعة وسوء التغذية يفتكان بأطفال غزة
- حماس: المجاعة وسوء التغذية يفتكان بأطفال غزة جراء الحصار الإ ...
- المجر: عشرات الآلاف يتظاهرون في بودابست ضد سياسة الحكومة الم ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - غيفارا معو - إلى متى يستمر هذا السجال