أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - الفنان الكردي عبد الغفور حسين حين يصبح الفن جراحةً على الحلم














المزيد.....

الفنان الكردي عبد الغفور حسين حين يصبح الفن جراحةً على الحلم


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 8555 - 2025 / 12 / 13 - 01:23
المحور: الادب والفن
    


في مرسمه الألماني، يجلس الفنان التشكيلي والنحات الكردي عبد الغفور حسين (Xefur Hussein) كمن يُجري جراحة دقيقة على ذاكرة العالم. لا يكتفي بالرسم، بل يفتح جروحًا مغلقة، ويعيد تشكيل الألم بلغةٍ بصريةٍ لا تعرف المجاملة. هو فنان سوريالي، لكنه لا يهرب من الواقع، بل يواجهه بأدوات الخيال، ويحوّله إلى لوحاتٍ تنطق بما لا يُقال.
✦ من حي الهلالية إلى ألمانيا: رحلة فنان فطري
وُلد عبد الغفور حسين عام 1968 في قرية "غريب بازار" بمحافظة الحسكة السورية، ولم يتلقَّ تعليمًا فنيًا أكاديميًا، بل صقل موهبته بالفطرة والتجربة. عمل في مجال الأثاث والديكور، وشارك في أكثر من 75 معرضًا في مختلف المحافظات السورية، حائزًا على عشرات الجوائز وشهادات التقدير.
في عام 2006 انتقل إلى تركيا، حيث قدّم عشرة معارض وعمل كمدرّس للرسم في استوديو خاص، قبل أن يستقر في ألمانيا عام 2014، ويواصل هناك تقديم أعماله في معارض فردية وجماعية.
السريالية كأداة مقاومة
يقول حسين:
"أرسم أي شيء، لكن أسلوبي المفضل شخصيًا هو المدرسة السريالية"،
ويضيف في سياق آخر:
"كي نتخلص من الواقع القذر… ما عليك إلا أن تتسلق جدار الخيال وترسم لوحة هناك."
هذا التصريح يلخّص فلسفته الفنية: السريالية ليست ترفًا بصريًا، بل وسيلة لتفكيك الواقع وإعادة بنائه. في أعماله، نجد جثثًا نسائية، حيوانات تتلاشى، قرونًا مكسورة، جلودًا متشققة كالأرض الجافة، وظهورًا تتحوّل إلى جدران مثقوبة بالرصاص. كل عنصر يحمل رمزًا، وكل تشقّق هو صرخة.
لوحاته ذاكرةٌ تتألم
في إحدى لوحاته، يظهر حسين كمن يُجري جراحةً على الحلم. يجلس في عزلته، ينسج من الرماد وجوهًا نصف غائبة، وأشكالًا تتلوّى كأنها ذاكرةٌ تتألم.
الرمادُ هو اللون، والفراغُ هو اللغة، والسريالية هنا ليست هروبًا من الواقع، بل مواجهة له من زاويةٍ أكثر صدقًا.
الوجه المطموس لا يطلب التعريف، بل يصرخ بالصمت.
والأجسام الكروية، كأنها كواكبُ صغيرة تدور في مدار الحيرة.
كل شيء في اللوحة يقول: "أنا لست هنا، لكنني كنتُ."
الفن كصرخة إنسانية
تجربة حسين الفنية ليست مجرد إنتاج بصري، بل محاولة جادّة للفت انتباهنا إلى حجم المأساة الإنسانية. لوحاته لا تُجمّل الواقع، بل تفضحه.
هو فنان لا يهادن، ولا يكتفي بالتأمل، بل يصرخ بالألوان، ويحوّل اللوحة إلى ساحة مواجهة بين الإنسان والخراب.
الفن لاجئٌ يُقاوم
من خلال معارضه في ألمانيا، وخاصة في مدينة "فايلهيم"، يقدّم حسين أعمالًا تُعبّر عن الحرية والديمقراطية، ويُعرّف نفسه كفنان يرسم من أجل العدالة.
رغم الغربة، لم يفقد صوته، بل صار أكثر وضوحًا، وأكثر قدرة على تحويل الألم إلى فنٍّ يُحاكي الضمير العالمي.
عبد الغفور حسين ليس مجرد فنان سريالي، بل هو شاهدٌ بصريٌّ على عصرٍ يتهاوى.
لوحاته ليست زينةً للجدران، بل جدرانٌ تنطق بما سُكِت عنه طويلًا.
وفي زمنٍ تتكاثر فيه الصور وتقلّ فيه الحقيقة، يظلّ فنه جرحًا مفتوحًا لا يطلب الشفاء، بل يطلب أن يُرى.



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الابتذال السياسي في سوريا أزمة بنيوية لا أزمة وجوه
- قراءة سياسية للنص الاستاذ محمود عمر صناديق ماسحي الأحذية كرم ...
- كيف تستخدم السلطة في دمشق تكتيك الاستنزاف والدعاية ضد قسد؟
- الانتهازية اليمينية واليسارية المتطرفة الخطر الكامن في قلب ا ...
- كيف نختلف دون أن نتقاتل؟ رسالة إلى الشعب السوري وحكوماته الم ...
- آزاد عنز صرخة في وجه الظلام وضمير لا يُقلَّد
- شخصية أوجلان (آبو) الثورية من الكفاح المسلح إلى الثورة الفكر ...
- البكداشيون فخر الانتماء وروح الأممية
- قراءة أدبية في -سيرة عابر ألغام- لحليم يوسف
- الكرد بين سايكس بيكو ولوزان من حلم الدولة إلى واقع التجزئة
- كيف دفعت واشنطن وأنقرة حماس نحو قبول المبادرة الترامبية؟
- الانتهازية والوصولية في التنظيمات السياسية: قراءة تحليلية في ...
- نداء إلى رفاقي في الحزب الشيوعي السوري
- يجب أن يكون حق الشعب الكردي مسؤولية وطنية وموقف مبدئي للشيوع ...
- إلى متى يستمر هذا السجال
- -الانتصار على النازية: رمز النضال والإصرار على الحرية-
- القضية الكردية بعد 2011: تحولات استراتيجية في ظل الصراعات ال ...
- قراءة في رسائل مفقودة للشاعر آزاد عنز. القهوة...
- حوار مع الفنان الفلكلوري الكردي شفيق أبو رعد.....حاوره دجوار ...
- الوطنية والوطن


المزيد.....




- 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
- -سيتضح كل شيء في الوقت المناسب-.. هل تيموثي شالاميه هو مغني ...
- أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
- الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان -البحر الأحمر ا ...
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم أنتوني هوبكنز وإدريس إل ...
- الفيلم الكوري -مجنونة جدا-.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق ا ...
- صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البري ...
- حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم ...
- -رسالة اللاغفران-.. جحيم المثقف العربي وتكسير أصنام الثقافة ...
- مصر: مبادرة حكومية لعلاج كبار الفنانين على نفقة الدولة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - الفنان الكردي عبد الغفور حسين حين يصبح الفن جراحةً على الحلم