أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حسين - ترامب هل يُحكم العالم بتهوّر؟














المزيد.....

ترامب هل يُحكم العالم بتهوّر؟


حمدي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8562 - 2025 / 12 / 20 - 13:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترامب بين الانفلات السياسي ونزعة الهيمنة العالمية
•••••••••••••••••
لم يعد توصيف سلوك دونالد ترامب بالتهوّر أو اللامسؤولية مجرد رأي سياسي أو مبالغة خطابية، بل أصبح توصيفًا يستند إلى سجلّ حافل من الوقائع، داخل الولايات المتحدة وخارجها، يكشف عن عقلية عدوانية ترى في القوة الغاشمة، والتهديد، والتدمير أدواتٍ مشروعة لإدارة العالم.
ففي الداخل الأمريكي، بلغ هذا التهوّر ذروته عندما دعا ترامب علنًا إلى اعتقال وإعدام نواب منتخبين في الكونغرس، لمجرد تمسّكهم بالدستور ورفضهم تنفيذ أوامر عسكرية غير قانونية. أما في الخارج، فقد اتخذ التهوّر شكلًا أخطر: حروب، حصارات، تهديدات نووية، وابتزاز سياسي واقتصادي لشعوب ودول بأكملها.
من التحريض الداخلي إلى العنف الخارجي
حين وصف ترامب ستة نواب في الكونغرس بـ”الخونة” وطالب بإعدامهم، لم يكن ذلك انفلاتًا لغويًا معزولًا، بل انعكاسًا مباشرًا لذهنية واحدة تحكم سلوكه:
ذهنية ترى كل معارضة خيانة، وكل اختلاف تهديدًا وجوديًا، وكل أزمة فرصة لفرض الهيمنة.
هذه الذهنية نفسها هي التي حكمت سياساته الخارجية، حيث قدّم نفسه بوصفه “صانع سلام”، بينما ترك وراءه خرائط أكثر اشتعالًا، وشعوبًا أكثر بؤسًا، ونزاعات أكثر تعقيدًا.
غزة: دعم الإبادة باسم “الأمن”
في القضية الفلسطينية، لم يكن ترامب وسيطًا، بل طرفًا فاضحًا في العدوان.
من الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، إلى دعم غير مشروط للآلة العسكرية الإسرائيلية، إلى شرعنة الحصار والقتل الجماعي في غزة، مثّل ترامب غطاءً سياسيًا وأخلاقيًا لإبادة شعبٍ كامل، تحت لافتة “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
أي “سلام” هذا الذي يُبنى على المقابر؟
إيران وسوريا: سياسة حافة الهاوية
في الشرق الأوسط، قاد ترامب سياسة تقوم على الاستفزاز المتعمّد.
انسحب من الاتفاق النووي مع إيران، وفرض عقوبات خانقة، وهدد بتدميرها “تمامًا”، ودفع المنطقة إلى حافة حرب شاملة.
وفي سوريا، تلاعب بالوجود العسكري الأمريكي، تارة بالتصعيد، وتارة بالانسحاب الفوضوي، تاركًا خلفه فراغات دموية، ومزيدًا من عدم الاستقرار، ومؤكدًا أن حياة شعوب المنطقة ليست سوى أوراق ضغط في صراعات النفوذ.
فنزويلا وأمريكا اللاتينية: استعمار بوجه جديد
في فنزويلا، لم يُخفِ ترامب عداءه الصريح، ودعم محاولات الانقلاب، وفرض حصارًا اقتصاديًا خانقًا، ولوّح مرارًا بالخيار العسكري، في تكرار فجّ لتاريخ التدخلات الأمريكية في أمريكا اللاتينية.
تحت شعار “الديمقراطية”، جرى تجويع الشعوب، وتحت شعار “الحرية”، جرى نهب الموارد، في نموذج كلاسيكي لاستعمار قديم بلغة جديدة.
الصين وروسيا: تهديد العالم لا إدارته
على الساحة الدولية الأوسع، لم يتعامل ترامب مع الصين وروسيا بمنطق الدبلوماسية أو التوازن، بل بمنطق الابتزاز والتهديد:
حروب تجارية، عقوبات، سباق تسلح، وتصريحات نارية تُدار بعقلية رجل صفقات، لا رجل دولة.
النتيجة لم تكن “أمريكا أقوى”، بل عالمًا أكثر توترًا، واقتصادًا عالميًا أكثر هشاشة، ونظامًا دوليًا مهددًا بالانفجار.
نمط واحد… من واشنطن إلى العالم
من التحريض على إعدام نواب في الكونغرس،
إلى دعم الإبادة في غزة،
إلى تهديد إيران،
إلى خنق فنزويلا،
إلى استفزاز الصين وروسيا،
نحن أمام نمط واحد متماسك:
سياسة تقوم على العنف، واحتقار القانون، ورفض التعددية، والنظر إلى العالم كساحة صراع صفري.

ليس مطلوبًا تشخيص ترامب طبيًا، فالمسألة لا تتعلق بالصحة النفسية، بل بخطر سياسي حقيقي.
خطر عقلية ترى في الدمار حلًا، وفي القوة قانونًا، وفي الشعوب عوائق يجب إخضاعها.
وما يجسّده ترامب، في الداخل والخارج، هو أزمة عميقة في نموذج الهيمنة الأمريكية نفسه، حين يتحول “صانع السلام” إلى تاجر حروب، و“الوسيط” إلى محرّض، و“الديمقراطية” إلى قناع لفرض السيطرة.
لم يعد السؤال: هل ترامب متهوّر؟
بل السؤال الأصدق: كم دمارًا يمكن أن يصنعه هذا التهوّر قبل أن يدفع العالم ثمنه كاملًا؟



#حمدى_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة لاتينيون في مواجهة الإمبريالية: غوستافو بيترو ونيكولاس ...
- قرار إعادة التجارب النووية: إرهاب أمريكي لتدمير التوازن العا ...
- وقف المجاذر في غزة والاحتلال الغاشم يحتاج قرارات تلغي التطبي ...
- ردود الفعل الباهتة على المجزرة النازية – الصهيوأمريكية في مج ...
- من يريد إسرائيل فليذهب معها إلى الجحيم
- المفعول به والفاعل
- الألقاب لا تصنع قادة
- ترامب رجل الحروب وجرائم الابادة لا يستحق ان يكون رجل سلام
- بيروت لا تنسى.. خمسة سنوات على تفجير المرفأ والعدالة غائبة
- أطفال غزة يموتون جوعًا... هل ماتت الإنسانية ؟
- هل الثقافة حكراً على كبار السن؟ عن تشكيل المجلس الأعلى للثقا ...
- المقاومة الفلسطينية وتكتيك الاستنزاف تحت نار الإبادة-
- شركات الاستثمار واستغلال وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرا ...
- المعرفة النووية في العالم : بين الاستخدام السلمي والدمار الع ...
- لا عبور لأساطيل العدوان من بوابة مصر
- تعالوا نُعيد الاعتبار ليوم عظيم من أيام مصر المنسية
- الحوار وأهميته للخلاص من فساد المحليات المستشري في أرجاء الو ...
- وداعاً الرفيق المناضل رياض حسن محرم
- الحزب الشيوعي المصري يدعوا إلى توحد الشعب المصري وقواه السيا ...
- هو النظام مع مين ؟؟ كثيراً ما يتردد هذا السؤال فى أدمغة -عما ...


المزيد.....




- كاميرا توثّق ظاهرة غريبة.. فراشات ليلية تتغذّى على دموع الأي ...
- إتيكيت الهدايا.. نصائح أساسية قبل تقديم أي هدية
- الأردن يبين مشاركته في الضربة الأمريكية بسوريا ضد داعش
- لأول مرة.. البحرية الأمريكية تطلق طائرة هجومية -انتحارية- من ...
- تقرير المكتب السياسي أمام الدورة السابعة للجنة المركزية
- مزيد من المحادثات حول أوكرانيا.. مسؤولون أمريكيون وروس يجتمع ...
- بين سجون الأسد وقضبان الاحتلال.. -جميلة- تلخص حكاية وجع سوري ...
- محكمة باكستانية تقضي بسجن عمران خان وزوجته 17 عاما
- عبر الخريطة التفاعلية.. تعرف على المناطق التي استهدفها القصف ...
- قتلى بقصف تايلندي لكمبوديا وتفاؤل أميركي بهدنة قريبة


المزيد.....

- الوثيقة التصحيحية المنهجية التأسيسية في النهج التشكيكي النقد ... / علي طبله
- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حسين - ترامب هل يُحكم العالم بتهوّر؟