أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حسين - المقاومة الفلسطينية وتكتيك الاستنزاف تحت نار الإبادة-














المزيد.....

المقاومة الفلسطينية وتكتيك الاستنزاف تحت نار الإبادة-


حمدي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 02:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم مرور أكثر من تسعة أشهر على العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، لا تزال المقاومة الفلسطينية تكتب معادلة ميدانية غير مسبوقة، عنوانها الصمود والمبادرة وابتكار أدوات الاشتباك، وذلك من خلال تبنّي تكتيك "حرب المدن" وعمليات "حجارة داوود" التي تمثل تحولًا نوعيًا في مسار المواجهة.

الكمائن والتفجير ومفاجآت الأنفاق

في ظل القصف الجوي الكثيف من طائرات الاحتلال وصواريخه الأميركية الصنع، اختارت المقاومة ساحة المدن والشوارع الضيقة ميدانًا لقتالها، معتمدة على الكمائن المفخخة والقتال عن قرب والانقضاض الخاطف عبر الأنفاق، كما حدث فجر اليوم السبت ١٢ يوليو في خان يونس، حين باغتت وحدات مقاومة متقدمة جنود الاحتلال وفتحت النار عليهم من مسافة صفر قبل الانسحاب الآمن تحت الأرض.

العدو الذي أعلن السيطرة الكاملة على خان يونس والشجاعية، فوجئ بخروج المقاومين من قلب الأرض، حاملين صواريخ الـRPG والعبوات المتفجرة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات الخاصة الإسرائيلية، وسط حالة من الهلع والإرباك في صفوفهم.

"حجارة داوود": عملية استنزاف مركزة

منذ بدء عملية "حجارة داوود" قبل أسابيع، سجلت كتائب المقاومة أكثر من 80 عملية فدائية موثقة، استهدفت قيادات ميدانية إسرائيلية، ودمرت ما يزيد على 35 آلية عسكرية، معظمها من نوع "ميركافا" و"إيتان". ووفق تقديرات مراكز رصد ميدانية، فقد تكبد الاحتلال ما بين 120 إلى 160 قتيلًا وجريحًا خلال هذه المرحلة.

تقوم فلسفة العملية على استنزاف متصاعد ومتدرج، يستهدف إرغام الاحتلال على التراجع عن أهدافه الاستراتيجية، من خلال:

• استهداف قيادات ميدانية في الوحدات الخاصة.

• زرع عبوات شديدة الانفجار داخل الأحياء السكنية المهجّرة.

• استخدام براميل متفجرة محلية الصنع تُلقى على العدو المختبا داخل الأبنية أو تُفجّر عن بُعد.

• توسيع رقعة القتال في أكثر من محور، من الشمال إلى الجنوب.

قصف نازي وأحزمة نار أميركية

في المقابل، يعمد الاحتلال إلى استخدام أساليب إبادة جماعية، عبر "أحزمة النار" المدمّرة، التي تُنفّذها طائرات أميركية الصنع من طراز F-15 وF-35، ما أسفر عن تدمير عشرات الأحياء السكنية بالكامل وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.

ورغم هذه الوحشية، فإن القوة الجوية الإسرائيلية فشلت في منع تسلل المقاتلين أو إيقاف ضرباتهم المباشرة، بل باتت القبة الحديدية نفسها عاجزة أمام صواريخ محلية تُطلق من مواقع متفرقة في شمال ووسط القطاع.

مفاوضات في الظل... ومَن يمثل فلسطين؟

وسط هذا الواقع الميداني، تتواصل مفاوضات غير مباشرة بين الجانب الإسرائيلي والأميركي من جهة، وقيادة حركة حماس من جهة أخرى، بوساطة قطرية ومصرية، تقتصر على نقل المواقف دون تقديم أي ضمانات أو تبنٍّ واضح للحقوق الفلسطينية.

وفي ظل تصاعد حراك أهالي الأسرى الإسرائيليين، الذين يطالبون بإتمام صفقة تبادل، تواصل المقاومة تمسكها بشروط واضحة ومباشرة، تشمل الإفراج عن أسرى محكومين بالمؤبد وعلى رأسهم القادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات.

أما السلطة الفلسطينية، بقيادة محمود عباس، فقد أصبحت خارج المشهد عمليًا، بعدما فقدت دورها التفاوضي والميداني، مكتفية بإدانات خافتة ومواقف شكلية لا تعبّر عن نبض الشعب الفلسطيني.

المقاومة تصنع المعادلة

رغم المجازر والحصار وانعدام المقومات الإنسانية، لا تزال غزة تقاوم وتبادر، ميدانيًا وشعبيًا وسياسيًا، بصمود أسطوري يعيد الاعتبار لمفهوم المقاومة الوطنية الشعبية الشاملة.

لقد أثبتت "حرب المدن" أن الاحتلال، رغم تفوقه العسكري، غير قادر على الحسم، وأن الإرادة القتالية والتنظيم المقاوم قادران على صناعة مفاجآت تزلزل أركانه الأمنية والسياسية.

خاتمة

ما يجري اليوم في غزة ليس فقط حربًا للدفاع عن الأرض، بل هو معركة وجود ومبدأ وهوية، تسطّرها دماء الفدائيين، وتؤكد أن الكفاح المسلح، المتكامل مع الصمود الشعبي، لا يزال خيارًا واقعيًا ومشروعًا في وجه الاحتلال الاستعماري.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركات الاستثمار واستغلال وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرا ...
- المعرفة النووية في العالم : بين الاستخدام السلمي والدمار الع ...
- لا عبور لأساطيل العدوان من بوابة مصر
- تعالوا نُعيد الاعتبار ليوم عظيم من أيام مصر المنسية
- الحوار وأهميته للخلاص من فساد المحليات المستشري في أرجاء الو ...
- وداعاً الرفيق المناضل رياض حسن محرم
- الحزب الشيوعي المصري يدعوا إلى توحد الشعب المصري وقواه السيا ...
- هو النظام مع مين ؟؟ كثيراً ما يتردد هذا السؤال فى أدمغة -عما ...
- عيد العمال بين الماضي والحاضر والمستقبل
- موقع الطبقة العاملة المصرية من الثورة وحقوقها الاقتصادية وال ...
- كلمة الحزب الشيوعي المصري في السيمينار النقابي اليساري
- العمال والثورة
- بيان اعلامي
- ماذا تريد الطبقة العاملة المصرية من رئيس الجمهورية ؟
- بمناسبة فوز الدكتور / مرسي برئاسة الجمهورية
- انتصار بطعم الانكسار
- المارد العمالي
- رسالة الى منظمة العمل الدولية
- حريق غزل المحلة وجهة نظر
- الأجور والأسعار وتدنى مستوى المعيشة ودور الطبقة العاملة المص ...


المزيد.....




- ريانا تُحوّل السجادة الزرقاء إلى عرض أزياء عائلي وتستعرض حمل ...
- فضيحة محرقة الجثث.. رماد مزيف وجثث متعفنة تشعل حالة صدمة بال ...
- مصر.. أول تعليق من السيسي على تصريحات ترامب حول أزمة سد النه ...
- الجيش السوري يدخل مدينة السويداء وإسرائيل تستهدفه
- أعلى محكمة ألمانية ترفض شكوى بشأن هجوم مسيرة أميركية باليمن ...
- المغرب: فرصة ثانية.. عودة الشباب الى مقاعد الدراسة
- هل دخلت قوات الأمن السورية إلى مدينة السويداء؟
- العراق.. مريض يعزف على العود خلال عملية جراحية!
- الجيش الإسرائيلي يقصف القوات الحكومية السورية في السويداء وا ...
- ما تأثير انسحاب حزب يهدوت هتوراه من الائتلاف الحاكم في إسرائ ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حسين - المقاومة الفلسطينية وتكتيك الاستنزاف تحت نار الإبادة-