عيد العمال بين الماضي والحاضر والمستقبل

حمدي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 02:09
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

عيد العمال بين الماضي والحاضر والمستقبل
عام 1886 قامت النقابات المهنية والهيئات العمالية بالتظاهر في شوارع مدينة شيكاغو الأمريكية رافقها اضراب شامل في معظم مرافق الحياة ورفع العمال المتظاهرون عدة مطالب أهمها:
1. المطالبة بأن يكون يوم العمل ثماني ساعات فقط.
2. ان تتعهد الهيئات المسؤولة بدفع تعويضات واعطاء ضمانات للعمال عند الاصابة في العمل او المرض.
3. تأمين الخدمات الصحية للعمال
ولما لم تستطع شرطة شيكاغو قمع المظاهرة وايقاف مسيرتها دسّت احد اعوانها بين صفوف المتظاهرين الذي اطلق النار على الشرطة ووفر لها حجة الرد بالنار الحي، فقتلت من العمال العشرات وجرح المئات فسمّي الحادث "مجزرة شيكاغو". هذا وقد اعترف مدير شرطة شيكاغو قبل وفاته وامام أحد القساوسة انه استغل احد المتعاونين ببعض الاغراءات المالية كي تكون لديه حجة للهجوم حتى بالاسلحة النارية بحجة الدفاع عن النفس وهكذا كانت مجزرة شيكاغو الرهيبة.
فماذا كان من الحركة الاممية في ذلك الوقت أن أعلنت أن يوم الأول عيداً عالمياً للعمال احتفاء وتذكرة بهذه المذبحة ويوماً للنضال العمالي في كل أنحاء العالم ....
عيد العمال في مصر :
في مصر أيضًا كان هناك تراثًا عماليًا مستقلاً للاحتفال بعيد العمال بدأ في عام 1924 حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا في مقر الاتحاد العام لنقابات العمال الذي كان يقوده أعضاء الحزب الشيوعي المصري ثم ساروا في مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما "باريتيه" حيث عقد مؤتمرًا ألقيت فيه الخطب .
مما دعا حكومة سعد زغلول باصدار قرار بحظر الحزب الشيوعي والقبض على قياداته ...... ورغم حظر الحزب الشيوعي المصري الأول والسياسات القمعية للحكومات في ذلك الوقت ومحاولات منع المسيرات والمؤتمرات بمناسبة أول مايو، ظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينات والأربعينات رغم الصعوبات والقمع ولكن مع وصول جمال عبد الناصر إلى السلطة والتأميم التدريجي للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعاب المناسبة وفي عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام قيادات هؤلاء النقابيين .. وتتابع ذلك في عهد السادات والذي في عهده بدأ الانفتاح الاقتصادي (سياسة السداح مداح) والاعلان عن خصخصة القطاع العام والذي تم تنفيذه بشكل كبير في عهد مبارك فبيعت شركات القطاع العام للمستثمرين الاجانب بأبخس الاسعار واستبعد العمال بقرار المعاش المبكر واصفرت النقابات الرسمية واصبحت موالية للنظام ولرجال الأعمال بشكل فاضح وقننت سياسات الاستبعاد والتشريد والاعتقالات للقيادات العمالية التى تعترض على السياسات التعسفية ضد العمال .. وفي محاولة لامتصاص غضب العمال ابتكر النظام " منحة عيد العمال" كما ابتكر "منحة المدارس" والتى كان ينتظرهما العمال من العام للعام ... مما أدى بالقيادات العمالية الشريفة أن تسمي المنحة ب "المحنة" لما كان لها من تأثير سلبي أدى لأن تكون الاحتفال بعيد العمال من قبل العام من أجل المنحة (المحنة) فقط ... ومع ذلك كان الشرفاء من القيادات العمالية بشكل عام والقوى اليسارية بشكل خاص تواظب على الاحتفاء بعيد العمال سنوياً بأشكال مختلفة ومتنوعة ومن كثرة أعداد الداعيين لهذه الاحتفالات اعتبر العمال عيد العمال ليس الاول من مايو فقط بل أصبح طوال شهر مايو من كل عام، يلتقي فيه الشرفاء من العمال ومن حلفاء ومؤيدي الطبقة العاملة لتذكر من ارتوت الأرض وجدران المصانع بدمائهم وكذلك للاحتفاء وتكريم الرموز العمالية وتقديم مطالبهم المشروعة بحق العمال في العيشة الحرة الكريمة ورفض التعسف والاضطهاد والاستغلال لكل العمال في مصر والوطن العربي وكل أنحاء العالم .
اما المستقبل الذي تحلم به الطبقة العاملة المصرية ونعمل على تحقيقه مع عمال العالم هو القضاء على الفساد والاستبداد والاستغلال والارهاب أي القضاء على كل ما تنتجه الصهيونية والامبريالية العالمية لتحقيق مجتمع الرفاهية والعدل والسلام
عاش عيد العمال ... عيد النضال والكفاح ... يا عمال العالم إتحدوا

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل