حمدي حسين
الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 21:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجريمة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني – المدعوم من الإمبريالية الأمريكية – في مجمع ناصر الطبي بغزة كشفت مرة أخرى حجم الخزي والعار الذي يلاحق النظام العالمي الصامت والمتواطئ.
فبينما تحوّل المستشفى، رمز العلاج والحياة، إلى ساحة قتل ودمار، اكتفى العالم ببيانات باهتة، أشبه بذر الرماد في العيون، وكأن الدم الفلسطيني أرخص من أن يُذكر أو يُدان بوضوح.
لو أن ما جرى في غزة وقع( نسف اتوبيس او نسف ملجأ باللي فيه او خطف طيارة صهيونية ) – ولو بجزء يسير مثل (اطفال قذفوا بالحجارة دبابة او امراة دافعت عن ولدها او عرضها فبصقت في وجه جندي صهيوامريكي ) – ضد المستعمر الصهيوني أو ضد رعاياه، لرأينا العواصم الغربية تشتعل بالغضب، ولخرج ترامب ومن على شاكلته يتوعدون بالويل والثبور، ويجرّون العالم إلى حروب شاملة تحت شعار "حماية إسرائيل". لكن لأن الضحايا فلسطينيون، فإن أقصى ما يُقال هو دعوات فارغة لضبط النفس، بينما يُمنح القاتل الغطاء السياسي والعسكري ليواصل جرائمه.
إن هذه الازدواجية المقيتة ليست مجرد نفاق سياسي، بل هي شراكة مباشرة في الجريمة. فالولايات المتحدة، رأس الحربة في رعاية الكيان الصهيوني، لا تكتفي بالدعم العسكري والمالي، بل تضغط على المؤسسات الدولية لمنع أي إدانة حقيقية. أما بقية القوى الغربية، فقد ارتضت لنفسها دور التابع، الذي يساوي بين الضحية والجلاد، ويطالب شعب غزة الأعزل بالاستسلام تحت الاحتلال والقتل الجماعي.
إن ما يجري اليوم هو همجية استعمارية كاملة وجرائم حرب يومية تهدف إلى إخضاع غزة واقتلاع أهلها، في تكرار فج لجرائم النازية والفاشية، ولكن بوجه صهيوني أمريكي.
ومع ذلك، فإن مقاومة الشعب الفلسطيني لا تنكسر، بل تتجذر أكثر مع كل مجزرة، لتؤكد أن الاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، وأن العار سيظل يلاحق المطبعين والصامتين والمتواطئين قبل غيرهم.
#حمدى_حسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟