حمدي حسين
الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 09:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
متى يصبح المفعول به فاعل.. والتفاعل يصبح مفعول به ؟
يا كل الشعوب العربية بلا استثناء، في كل المواقع ... لماذا نحن عاجزين عن نصرة فلسطين .. ومتى سنكون الفاعل بدلا من المفعول
لقد طال الزمن ونحن في موقع المفعول به؛ تُمارس علينا السياسات، وتُفرض علينا الأوامر، وتُنهب ثرواتنا، وتُغتصب أوطاننا، وتُقرّر مصائرنا بغير إرادتنا. نحن المفعول به في معادلة غير عادلة، والفاعل فيها هو الإمبريالية والصهيونية وحلفاؤهما من أنظمة التبعية والاستغلال.
ولكن، أليس للغة سنن؟ وأليس لقوانين التاريخ حتمية؟ إن المفعول به يمكن أن يتحوّل إلى فاعل حين يعي موقعه، وحين يملك إرادته، وحين ينهض من موقع الخضوع إلى موقع الفعل والمبادرة.
إن هذا الانقلاب ممكن وضروري، بل وحتمي، إذا :
• توحّدت صفوف الشعوب العربية على مشروع تحرر وطني واجتماعي حقيقي.
• تم أحياء شعار" الصراع العربي الصهيوني " والتخلي عن التطبيع مع العدو .
• استعاد العمال والفلاحون والمثقفون الثوريون دورهم الطليعي في قيادة التغيير .
• تحوّل الغضب الشعبي إلى وعي منظّم وبرنامج نضالي يواجه الإمبريالية والصهيونية وأذنابهما.
• كسر وهم التبعية للغرب، وتُرجمة المقاومة إلى فعل سياسي واقتصادي وثقافي جماعي.
عندها يصبح المفعول به هو الفاعل؛ وتصبح الشعوب صاحبة المبادرة والفعل، وتتحوّل الإمبريالية والصهيونية من فاعل متجبّر إلى مفعول به مهزوم ومطرود من أرضنا وقرارنا وسيادتنا.
فلننهض جميعًا من موقع المفعول به المذلّ إلى موقع الفاعل الحرّ والمنتصر .
فلنحوّل لغتنا السياسية والتاريخية من حالة الاستقبال والانفعال إلى حالة الفعل والهجوم .
ولنكتب بدماء الشهداء وصمود الجماهير صفحة جديدة يكون عنوانها:
"الشعوب هي الفاعل… والعدو هو المفعول به".
المجد للشهداء، وفي القلب منهم شهداء غزة
الحرية للشعوب، وفي القلب منهم الشعب الفلسطيني
والهزيمة حتمًا للإمبريالية والصهيونية.
القاهرة في ١٦ أغسطس ٢٠٢٥
حمدي حسين.. عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي المصري
#حمدى_حسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟