أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حسين - بيروت لا تنسى.. خمسة سنوات على تفجير المرفأ والعدالة غائبة














المزيد.....

بيروت لا تنسى.. خمسة سنوات على تفجير المرفأ والعدالة غائبة


حمدي حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيروت لا تنسى.. خمس سنوات على تفجير المرفأ والعدالة غائبة

في الرابع من أغسطس 2020، اهتزّت بيروت على وقع أحد أعنف التفجيرات غير النووية في التاريخ، تاركًا خلفه أكثر من 220 شهيدًا، و6500 جريح، ونحو 300 ألف مشرد. لحظة لم تهتز فيها فقط المباني، بل انهارت فيها الثقة بين الشعب والدولة، وتكشّف فيها حجم الإهمال والفساد الذي ينهش مؤسسات لبنان.

اليوم، بعد خمس سنوات، لم يُحاسب أحد، لم تُعلن الحقيقة الكاملة، ولم يقترب القضاء من الجناة الفعليين. فما السبب؟ ولماذا بقي الملف عالقًا في دوامة التسييس، رغم تعاقب القضاة والمطالبات المحلية والدولية بالحقيقة والعدالة؟

عدالة ممنوعة.. لا قضاء ولا تحقيق دولي

منذ بداية التحقيق، اصطدم القاضي فادي صوان، ومن بعده القاضي طارق بيطار، بجدار سياسي وطائفي، حيث رفضت قوى نافذة السماح باستدعاء مسؤولين كبار إلى التحقيق. تكررت محاولات العرقلة من قبل وزراء ونواب، ورافقتها حملات تشويه وتهديد للقضاة، كان أبرزها بعد اتهام القاضي بيطار لشخصيات محسوبة على حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر".

تدخلت السياسة بكل تفاصيل الملف، وأُقيل أو أُوقف القضاة، ثم جُمّد التحقيق أكثر من مرة بذرائع قانونية، ما جعل العدالة رهينة لموازين القوى، وليس لسلطة القانون.

ميشيل عون.. هل أراد الحقيقة فعلًا؟

قال الرئيس ميشيل عون في أكثر من مناسبة إنه يسعى إلى الحقيقة، وإنه "يعرف من هو المسؤول"، بل وصرّح في إحدى مقابلاته أنه أبلغ رئيس الحكومة حينها بأن المواد شديدة الخطورة موجودة في المرفأ. لكن السؤال المطروح: لماذا لم يتحرك كرئيس للجمهورية لاتخاذ إجراء مباشر؟ ولماذا لم يُفعّل صلاحياته لفرض مسار تحقيق شفاف؟

يرى كثيرون أن عون، رغم تصريحاته، كان جزءًا من منظومة الحكم التي عطّلت العدالة، إما بالصمت أو بالتساهل مع الضغوط السياسية، أو بالمقايضة في ملفات أخرى. ما يجعل صدقيّته موضع شك لدى أهالي الضحايا ومناصري العدالة.

المحلل السياسي اللبناني طارق عبود يرى أن تفجير مرفأ بيروت لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي والدولي، ويطرح عدة احتمالات تخرج عن الرواية التقنية البسيطة:

• أبعاد أمنية واستخباراتية: يشير عبود إلى احتمال وجود دور استخباراتي دولي أو محلي في التفجير، لا سيما مع الحديث عن مراقبة السفن ووجود مواد متفجرة منذ سنوات في المرفأ دون حسيب.

• محاولة لإعادة رسم ميزان القوى في لبنان: يرى أن التفجير جاء في لحظة سياسية حرجة كان فيها "حزب الله" متفوقًا إقليميًا، وقد شكّل الانفجار محاولة لإضعافه من خلال خلق حالة فوضى شعبية.

• تغطية على ملفات فساد: بحسب طارق عبود، فإن التفجير أتى أيضًا لطمس ملفات مالية وأمنية مرتبطة بالمرفأ، وربما بصفقات مشبوهة بين شخصيات نافذة في الدولة.

ويخلص عبود إلى أن "الحقيقة الكاملة لن تُكشف طالما أن القضاء اللبناني مكبّل، وطالما أن جهات سياسية مستفيدة من تغييب العدالة".. وطالما أن دول كبرى بينهما فرنسا تمنع حتى الآن إرسال المسح الجوي الذي التقطته اقمارها الصناعية قبل الحادث واثناؤه رغم وعودهم بذلك.

بيروت لن تصمت

في كل عام، يعود أهالي الضحايا إلى موقع التفجير، يرفعون صور من رحلوا، ويجدّدون القسم بأن "دماءهم لن تذهب سدى". في المقابل، تبدو الدولة غائبة أو متواطئة، والإعلام ينشغل بأزمات جديدة، فيما يبقى جرح بيروت مفتوحًا.

إن تذكير العالم بهذه الفاجعة ليس ترفًا، بل هو واجب أخلاقي وإنساني، لأن العدل وحده هو ما يعيد إلى لبنان شيئًا من كرامته المهدورة.

▪︎ خمس سنوات مرّت، وما زال الجاني مجهولًا... أو بالأحرى معروفًا لكنه محميّ. أما بيروت، فهي لا تنسى، ولا تسامح.



#حمدى_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال غزة يموتون جوعًا... هل ماتت الإنسانية ؟
- هل الثقافة حكراً على كبار السن؟ عن تشكيل المجلس الأعلى للثقا ...
- المقاومة الفلسطينية وتكتيك الاستنزاف تحت نار الإبادة-
- شركات الاستثمار واستغلال وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرا ...
- المعرفة النووية في العالم : بين الاستخدام السلمي والدمار الع ...
- لا عبور لأساطيل العدوان من بوابة مصر
- تعالوا نُعيد الاعتبار ليوم عظيم من أيام مصر المنسية
- الحوار وأهميته للخلاص من فساد المحليات المستشري في أرجاء الو ...
- وداعاً الرفيق المناضل رياض حسن محرم
- الحزب الشيوعي المصري يدعوا إلى توحد الشعب المصري وقواه السيا ...
- هو النظام مع مين ؟؟ كثيراً ما يتردد هذا السؤال فى أدمغة -عما ...
- عيد العمال بين الماضي والحاضر والمستقبل
- موقع الطبقة العاملة المصرية من الثورة وحقوقها الاقتصادية وال ...
- كلمة الحزب الشيوعي المصري في السيمينار النقابي اليساري
- العمال والثورة
- بيان اعلامي
- ماذا تريد الطبقة العاملة المصرية من رئيس الجمهورية ؟
- بمناسبة فوز الدكتور / مرسي برئاسة الجمهورية
- انتصار بطعم الانكسار
- المارد العمالي


المزيد.....




- إسرائيل تدرس توسيع نطاق حرب غزة مع وصول المحادثات إلى طريق م ...
- انطلاق انتخابات مجلس الشيوخ في مصر.. والسيسي يدلي بصوته وسط ...
- السيدة الأولى للعراق تبين لـCNN سبب تركيزها على البحث عن الم ...
- نتنياهو يعلن أنه سيصدر هذا الأسبوع تعليمات للجيش حول أهداف ا ...
- عقود مرنة وتكاليف منخفضة: شركات النفط الصينية توسّع نفوذها ف ...
- شجار داخل القصر الملكي؟ الأمير هاري يوضح الحقيقة
- عقب إقالة مفوّضة الإحصاءات العمالية.. البيت الأبيض يُدافع وت ...
- هل إعادة فتح ممر بصرى الشام المؤدي إلى السويداء تشير إلى انف ...
- مدينة الفاشر المحاصرة.. الجوع ينهش السكان والمقابر تزداد اتس ...
- ليبراسيون: إجراءات السلطة تخنق المؤسسات الصحفية الخاصة بالسن ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي حسين - بيروت لا تنسى.. خمسة سنوات على تفجير المرفأ والعدالة غائبة