منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 8560 - 2025 / 12 / 18 - 20:47
المحور:
حقوق مثليي الجنس
أبدت اللجنة المنظمة لمباريات كأس العالم نيتها إقامة فعاليات خاصة بدعم المثلية في يوم مباراة منتخبي "مصر-إيران"، هذا الاعتزام اثار جدلا ولغطا واسعا عند البلدين، فبدأت التصريحات تنطلق من هنا وهناك، ما بين رافضة ومنددة وشاجبة لهذا الاجراء، والى الان لم تهدأ تلك التصريحات.
توقيت المباريات بين مصر وإيران يكون قريبا من مناسبة شهر الفخر لمجتمع الميم، لهذا قررت اللجنة المنظمة هذا الاجراء، فهو بالتالي ليس اجراء قصديا مثلما يحاول البعض تفسيره، من ان الدولتان اسلاميتان، فجدول المباريات التي أعلنته اللجنة المنظمة يشير الى وجود ستة مباريات خلال شهر الفخر يونيو-حزيران.
في إيران تصل العقوبة الإعدام او الجلد لمثلي الجنس، اما في مصر فلا يوجد قانون يخص المثليين، لكن يتم القاء القبض عليهم على قانون "الاخلال بالآداب العامة او التحريض على الفسق" وتصل عقوبتها الى السجن؛ لهذا فأن رفضهم ينطلق من حالة التشدد والتطرف ضد مجتمع الميم.
ان هذه الحساسية تجاه فعالية ونشاط داعم للمثلية هي حساسية متطرفة، فالنشاط هذا يقام على ارض الولايات المتحدة الامريكية، أي انه بعيد عن تلك الدول الرافضة، وهو ايضا نشاط وقتي ينحصر فقط في هذه المباريات، وأخيرا هذا النشاط لا يعرقل الحياة ولا يستنزف اقتصاد دول مصر وإيران، ولا يؤثر على الوضع المعيشي المزري والمأساوي لتلك الدولتين.
بلدان فيها من المشاكل ما يفوق التصور والخيال، بلدان محاصرة، عملتها منهارة، أوضاعها المعيشية والاقتصادية تترنح وتتجه الى المزيد من الازمات، بلدان معرضة للحروب والدمار، مستقبلها مجهول، الازمات لا تفارقها ابدا، ثم بعد ذلك تستشيط غيضا وتقلب الدنيا وتملأ العالم صراخا على ماذا؟ على نشاط سلمي لمجتمع يدعم مجتمع الميم، ترى هل هناك نفاقا أكثر من هذا؟
ان تصوير ممارسة نشاط دعم المثليين اثناء إقامة مباريات لكرة القدم، تصويره على انه كارثة حقيقية وانحراف عن المبادئ والقيم والأخلاق، هذا التصوير وهذه الرؤية هو اعلان افلاس لتلك الدول أولا، وثانيا هو حرف البوصلة عن المشاكل الحقيقية لتلك الدول، وجعل شعوبها تتحدث بغير أوضاعها المعاشية والحياتية، وهذا هو جوهر الاعتراض لتلك الدول.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟