منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 23:45
المحور:
حقوق مثليي الجنس
(شهدت حديقة "بستان السلاطين" العامة في مقاطعة باندا أتشيه تنفيذ عقوبة الجلد العلني بحق شابين، بعد أن أدانتهما محكمة الشريعة الإسلامية بـ "ارتكاب فعل غير أخلاقي").
في بعض الأحيان تتساءل مع نفسك ما هي الاخلاق؟ كيف يتم تعريفها؟ او من هو الذي يحدد المعايير الأخلاقية التي يجب ان يمشي عليها المجتمع؟ يقال ان الاخلاق هي اخلاق الطبقة المسيطرة، وهذا صحيح كليا، فهي تعكس مفاهيمها الأخلاقية على المجتمع، وتجبره على ان يمشي عليها، لأن الاخلاق كبناء فوقي يساعد في ديمومة السيطرة على بقية الطبقات، خصوصا منها المضطهدة.
شابين من إندونيسيا، يجلسان في حديقة عامة، يقبلان بعضهما البعض؛ هناك من يراقب، فالمعاقبة تحتاج الى المراقبة، يلقى القبض عليهم، يقدمان الى المحكمة، أي محكمة؟ انها محكمة الشريعة الإسلامية! هذه المحكمة مدعومة من الدولة، والا لفقدت شرعية وجودها، المحكمة تتهمهما ب "ارتكاب فعل غير أخلاقي"، ثم تقوم بإدانتهما، وتحكم عليهما بعقوبة قبيحة وقذرة وغير أخلاقية تماما، الجلد ثمانين جلدة بشكل علني. ترى هل هناك فعل أخلاقي في هذا الحكم؟ او لنقل من هو الفعل الأخلاقي الأسوأ بين طرفي القضية؟
لكن أيضا تتساءل عن دلالة مثل هذه العقوبات؟ فهي فضلا عن انها للتنكيل والتشهير بالأفراد، الا انها أيضا تشير ملكية أجساد الناس؛ فهي تستطيع ان تحكم بالسجن او بالغرامة او بالحجز.. الخ، لكنها ارتأت -عن قصد كامل- توجيه عقوبة بدائية جدا، لأنها الأكثر فاعلية، والأكثر تخويفا وارعابا للمجتمع.
قد يكون ميشيل فوكو في كتابه "المراقبة والمعاقبة" هو الأكثر دقة في تشخيص تلك العقوبات، فهو يقول بشكل دقيق جدا:
"الجسد هو أيضا غاطس ضمن حقل سياسي، فعلاقات السلطة تعمل فيه عملا مباشرا، فهي توظفه، وتطبعه، وتقومه، وتعذبه، وتجبره على اعمال، وتضطره الى احتفالات، وتطالبه بدلالات.... ولا يصبح الجسد قوة نافعة الا إذا كان بآن واحد جسدا منتجا ومسترقا".
لهذا فأن منظمة العفو الدولية رفضت بشكل قاطع ما تقوم به السلطات هناك ووصفت عقوبة الجلد بالقول: بأنه "فعل مروع من التمييز والقسوة المدعومة من الدولة".
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟