أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - منظمة مجتمع الميم في العراق - الطائفية إلى رهاب الاختلاف: كيف يُغذي خطاب الكراهية التمييز ضد مجتمع الميم في العراق














المزيد.....

الطائفية إلى رهاب الاختلاف: كيف يُغذي خطاب الكراهية التمييز ضد مجتمع الميم في العراق


منظمة مجتمع الميم في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 02:00
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


ربط تصاعد الخطاب الطائفي بين الشباب في العراق بواقع مجتمع الميم (LGBTQ+) يُظهر بوضوح أن الكراهية والتمييز لا يتوقفان عند الانتماءات المذهبية والدينية، بل يمتدان ليشملان أي فئة تُعتبر “مختلفة” عن السائد.
إذ أن العقلية التي تتبنى الخطاب الطائفي هي نفسها التي تُغذي التحريض ضد مجتمع الميم، لأن مصدرها واحد: الخوف من الآخر، ورفض التنوع، وتقديس الهوية الضيقة.

بل إن مجتمع الميم نفسه يتأثر بالخطاب الطائفي الذي يسود في المجتمع، وأحيانًا ينتقل هذا الخطاب بين أفراد مجتمع الميم أنفسهم، مما يعكس أن هذا المجتمع ليس كيانًا معزولًا، بل هو جزء لا يتجزأ من المجتمع الأوسع، ويتأثر بأفكاره الطائفية والسياسية.

أولًا: كيف يساهم الخطاب الطائفي في التحريض ضد مجتمع الميم؟

1. العقلية الإقصائية المشتركة

الخطاب الطائفي يُنشئ عقلًا منغلقًا يرى في “الآخر” خطرًا يجب استبعاده أو إسكاته. هذا الآخر قد يكون من طائفة مختلفة، أو من توجه جنسي مختلف. فكما يُمارس الإقصاء على أساس مذهبي، يُمارس أيضًا على أساس جنسي وجندري.

2. التديّن الشكلي وتفسير الدين بشكل متشدد

بعض البيئات الطائفية تُروّج لفهم متشدد للدين، ما يجعل الحديث عن الهوية الجندرية أو المثلية يُقابل بالتكفير والشيطنة، دون أي محاولة للفهم أو النقاش العلمي أو الحقوقي.

3. التطبيع مع خطاب الكراهية

حين يعتاد الشاب على خطاب طائفي يُحرّض ضد طائفة أخرى، يصبح من السهل عليه أن يتقبّل خطابًا مشابهًا يُحرّض على مجتمع الميم، بل وربما يمارسه بنفسه تحت مسمى “الدين” أو “الأخلاق”.

4. الإعلام المتحيّز والمزدوج المعايير

كما تُستخدم بعض القنوات الطائفية في نشر الكراهية المذهبية، فهي أيضًا تلعب دورًا في نشر صور نمطية عن مجتمع الميم، وتُقدّمهم كـ”تهديد أخلاقي” يجب محاربته، بدلًا من فهمهم كبشر لهم حقوق واحتياجات.

ثانيًا: الآثار المزدوجة على الشباب
• الشاب الذي يتبنى خطابًا طائفيًا يكون غالبًا أكثر عدائية تجاه مجتمع الميم، ويُصبح جزءًا من ثقافة التنمر والتمييز.
• أما الشاب الذي ينتمي إلى مجتمع الميم في بيئة طائفية، فيُعاني من تمييز مضاعف: أولًا لميوله أو هويته، وثانيًا لأنه يعيش في مجتمع لا يتقبل الآخر أصلًا.
• والأخطر أن بعض أفراد مجتمع الميم أنفسهم قد يتبنون خطابات طائفية، مما يعكس تأثرهم بالبيئة الفكرية المحيطة، ويؤكد أن مجتمع الميم لا يعيش بمعزل عن ديناميكيات التمييز والصراع الطائفي في المجتمع.

ثالثًا: الحلول التي تربط بين مكافحة الطائفية ودعم حقوق مجتمع الميم

1. التربية على قبول التنوع بكل أشكاله

لا يكفي تعليم الشباب احترام الطوائف الأخرى، بل يجب غرس مفاهيم تقبّل كل أنواع الاختلاف، بما فيها الجنسي والجندري، كجزء من التعدد الإنساني.

2. مناهج تعليمية شاملة وغير إقصائية

إدخال مفاهيم مثل حقوق الإنسان، المساواة، حرية الفرد في المناهج، يمكن أن يخلق جيلًا أكثر وعيًا بحقوق الآخرين، بمن فيهم مجتمع الميم.

3. برامج دعم نفسي وشخصي للشباب من مجتمع الميم

هؤلاء يواجهون ضغوطًا مضاعفة في بيئة طائفية، وهم بحاجة إلى منصات آمنة تُتيح لهم التعبير عن أنفسهم دون خوف.

4. توقيف التحريض العلني ضد أي فئة

كما يُفترض محاسبة من يحرّض طائفيًا، يجب أيضًا محاسبة من يحرّض ضد مجتمع الميم، لأن الكراهية لا تتجزأ، والسكوت عن شكل منها يُغذي باقي الأشكال.

الخطاب الطائفي ليس مجرد مشكلة سياسية أو دينية، بل هو مشكلة ثقافية عميقة، تنعكس على تعامل المجتمع مع أي “آخر”، سواء كان مختلفًا طائفيًا، دينيًا، جنسيًا أو جندريًا.
وإن أراد العراق بناء جيل متسامح فعليًا، فعليه أن يواجه الكراهية بجميع أشكالها، لا أن ينتقي منها ما يُناسب المزاج العام



#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلي وطائفي!
- الأصول التاريخية لمسيرات الفخر
- صعود الخطاب السياسي المعادي لمجتمع الميم وتأثيره على واقعهم ...
- مؤشر الخطورة على المثليين يزداد في العراق
- ماذا يعني أن تكون سياسيا ومثلي الجنس في فرنسا؟
- الجيش الأميركي يطرد الجنود المتحولين جنسيا
- روزي اودونيل تنفى من أمريكا
- ذكورية إيلون ماسك وصراعه مع ابنته
- المثليون في أمريكا الترامبوية
- المثلية ما بين أمريكا وتايلاند
- ترامب والمتحولين جنسيا
- مجتمع الميم والكآبة
- مجتمع الميم: بين الحق في القيادة ورفض المجتمع والدولة
- ماذا يعني ان تكون مثليا في العراق؟-
- حال المثليين في الغرب
- التحيز الغيري: خطر يبتلع العراق
- -مستقبل المثليين في العراق
- أضواء على قانون -مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي-
- مقتل متحول جنسيا مشهور في العراق
- مسيرة لمجتمع الميم ضد الحرب على غزة


المزيد.....




- إدارة ترامب تدافع عن أساليبها العنيفة في توقيف المهاجرين
- مؤسسة غزة الإنسانية.. بين شعار الإغاثة ومصيدة الموت
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يروج لاستحالة التوصل لات ...
- اليونان تقرّ قانونا بوقف طلبات اللجوء للمهاجرين من شمال أفري ...
- اليونيسيف: إصابة 500 طفل بسوء التغذية في غزة خلال يونيو
- الأونروا: نفاد الوقود بغزة عبء جديد لفلسطينيين على حافة المج ...
- نتنياهو يبرر موقفه من الصفقة وأهالي الأسرى يتهمونه بمحاولة ن ...
- هل تنجح صفقة إعادة المهاجرين بوقف قوارب العبور بين بريطانيا ...
- جوع وتشوهات: الأونروا تكشف كابوساً صحياً يضرب غزة بصمت
- هيئة الأسرى تكشف معاناة الصحفي ناصر اللحام داخل المعتقل


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - منظمة مجتمع الميم في العراق - الطائفية إلى رهاب الاختلاف: كيف يُغذي خطاب الكراهية التمييز ضد مجتمع الميم في العراق