منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 8351 - 2025 / 5 / 23 - 00:13
المحور:
حقوق مثليي الجنس
قد لا يكون الخبر صادما، وهو بالفعل ليس صادما، كون هذا البلد في تراجع على كل المستويات، فماذا يعني تراجعه بمسألة المثليين، فها هو يحقق رقما قياسيا بمؤشر الخطورة على المثليين محطما رقمه الذي سبت عليه منذ العام 2019، فقد جاء العراق بالمرتبة 119 من أصل 215 دولة، حازت فيها كندا على المرتبة الأولى كأفضل دولة للمثليين من حيث الأمان، وجاءت اليمن في التصنيف الأخير قبل السعودية وإيران.
المؤشر يتعامل مع عدة نقاط تتضمن تشريعات مكافحة التمييز، والسماح بالزواج والتبني وحقوق المتحولين وتوفير العلاج للمتحولين والتأثير الديني والاجتماعي وقيود السفر وتشريع قوانين مناهضة للمثلية ومنع المسيرات والمجتمع العدائي تجاه المثليين، حيث حقق العراق اعلى نقاط تراجع وبلغت "سالب أثنين" في حقل التأثير الديني وعدائية المجتمع.
وعندما نسمع مثل هذه النقاط يتملكنا العجب العجاب، فكيف يمكن ان يتحمل الذهن حقيقة ان من يحكم العراق سوف يقبل او يرضى او حتى يغض النظر عن بعض من هذه النقاط، ومثلما يقول التقرير فأن عدائية المجتمع اغلبها يأتي من التأثير الديني، بالإضافة الى الأعراف العشائرية والتقاليد الذكورية.
ان هذا التراجع في حقوق مجتمع المثليين، يؤكد بما لا يقبل الشك، ان العراق بلد يشهد تطرفا لا مثيل له، يزداد عاما بعد عام، أو مع كل دورة انتخابية، خصوصا وان التقرير يؤكد ان العراق ثبت ستة أعوام من 2019 على المؤشر بدون زيادة، وهذا يدل على ان من تسلم الحكم هم الفئة الأكثر تشددا وتطرفا ضد المثليين، فهذا البرلمان الذي سيطر عليه بشكل كامل المتطرفون، كانوا قد سنوا وشرعوا قانون تجريم المثلية في العراق لعام 2024، والذي يعد انتكاسة في ملف حقوق الانسان.
لا يجب السكوت على هذا التطرف والتشدد، وعلى المنظمات العالمية ومنظمات حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني الضغط بشكل كبير على الحكومة في العراق لفرض الحماية على كل الأقليات، خصوصا مجتمع الميم، ونقض القانون الذي يجرم المثلية، والدعوة الى الانفتاح اكثر وإعطاء المزيد من الحريات، وفرض قوانين اكثر تسامحا مع ذوي التوجهات الجنسية الأخرى.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟