منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 20:11
المحور:
حقوق مثليي الجنس
كراهية المثلية في المجتمعات الشرقية شيء لا شك فيه، بل انها تصل لمديات الرفض الكلي والمطلق لمجتمع الميم على العموم، لهذا لا تجد أي ذكر لهم عبر مقال او لقاء تلفزيوني او تقرير او تحقيق صحفي، فمن يكتب عن هذه الشريحة من المجتمع يتعرض لمختلف الاتهامات والشتائم، تصل حد التهديد بالقتل.
رغم هذا الكره العميق لمجتمع الميم لكن تجد في بعض الأحيان ظاهرة تندهش منها وتتعجب وتتسمر في مكانك وتفغر فمك بكل قوة، المشكلة ان هذه الظاهرة من الصعوبة ان تلفت الانتباه، بسبب تداخلها بمشكلة سياسية كبيرة مثل الطائفية.
المعروف ان المنطقة تغلي طائفيا، فالخطاب المتصاعد نتيجة الحروب الاهلية والتدخلات الخارجية واشكال الحكم الدينية-الطائفية، كلها أسباب تدعو المجتمعات لتبني وجهات نظر طائفية، بل يتحول الخطاب الى ممارسة فعلية تجر المجتمع كله الى مستنقعها الكريه.
ضمن هذا الاستقطاب والشد الطائفي بين افراد المجتمع ترى هناك افرادا من مجتمع الميم ينخرطون في هذا الصراع، هؤلاء يعيشون داخل المجتمع ويتعايشون مع قضاياه، صحيح هم يعيشون في عزلة تامة، فهم لا يستطيعون كشف هويتهم ابدا، فهذا يعرضهم حتما للقتل، لكنهم ينجرون ويتماهون مع هذا الصراع. كيف ذلك؟
يتحدث الكثيرون من هذه الشريحة عن وقوع شد طائفي فيما بينهم، فهم بالنتيجة النهائية أتوا من بيئات اجتماعية دينية وطائفية، أي ان بقايا الدين والطائفة موجودة بداخلهم، ما يدعو للعجب انهم يدركون جيدا ان المجتمع يكرههم وينبذهم ويدعو لقتلهم، مع هذا ترى البعض منهم ينخرط في صراعات طائفية، وكأن مشاكلهم كمجتمع ميم انتهت، والمجتمع والدولة اعترفوا بوجودهم، لهذا فعليهم ان يشتركوا في تلك الصراعات.
المشكلة ليست هنا فحسب، فما يدعو للحزن ان مثليا ما يكره مثليا آخر بسبب انه من طائفة أخرى، أو انهما من طائفتين مختلفتين، ويشتمان بعضهما بعضا، وقد نسمع يوما ما ان اثنين من افراد مجتمع الميم تقاتلا بسبب الطائفية، انها بالفعل حياة فيها الكثير من الغرابة والعبث في نفس الوقت.
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟