أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد حسب الرسول الطيب - 7. الدين كأفيون جديد – توظيف الخطاب الديني لتبرير اقتصاد الحرب وقمع النساء في السودان















المزيد.....

7. الدين كأفيون جديد – توظيف الخطاب الديني لتبرير اقتصاد الحرب وقمع النساء في السودان


عماد حسب الرسول الطيب
(Imad H. El Tayeb)


الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 16:11
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يفضح هذا المقال البنية الإيديولوجية التي يعمل عبرها الخطاب الديني في السودان كأداة مركزية لتطبيع العنف وإعادة إنتاج اقتصاد الحرب، لا بوصفه تعبيراً روحياً مستقلاً، بل كجهاز فوقي مُعاد تشكيله لخدمة البرجوازية العسكرية. يتحول الدين في سياق الحرب من منظومة أخلاقية إلى لغة طاعة، ومن خطاب عدالة إلى آلية تبرير، بحيث يُعاد تأويل الفقر كابتلاء، والعنف كقدر، والاغتصاب كـ«فتنة»، والمقاومة كخروج على الجماعة. يعمل هذا التحول على نزع الطابع الطبقي عن العنف، وإعادة إدخاله في حقل الغيب، حيث تختفي المسؤولية السياسية وتُلغى إمكانية المحاسبة.

يُعاد تدوير الخطاب الديني في حرب السودان لخدمة وظيفة طبقية مزدوجة: تبرير عنف الميليشيات وتسليع جسد المرأة. فتحت شعارات "الجهاد" و"الدفاع عن الهوية" و"الأخلاق العامة"، تُمارس أبشع أشكال النهب الاقتصادي والعنف الجنسي، بينما يُستخدم الفقه والخطب الدينية كأدوات لتطييف القمع وإخفاء جذوره المادية. هذا التوظيف ليس ظاهرة دينية أصيلة، بل هو استخدام إيديولوجي للدين من قبل البرجوازية العسكرية لتحويل الصراع الطبقي إلى حرب هويات، وتحويل مقاومة النساء إلى "خروج على الثوابت". الدين هنا يصبح أفيوناً جديداً لا يخدر الجماهير فحسب، بل يُحوّلهم إلى وقود في آلة حرب تُدرّ أرباحاً على النخب المسلحة.

يندمج الخطاب الديني المهيمن عضوياً مع بنية الدولة الميليشياوية، إذ لا يعمل بمعزل عنها بل كجزء من جهازها الرمزي. تروّج المنابر الرسمية وشبه الرسمية لفكرة «الصبر» بوصفه فضيلة عليا، بينما يُجرَّم الاحتجاج بوصفه فوضى، ويُدان تنظيم النساء والنازحين باعتباره تهديداً للأمن أو خروجاً عن القيم. تُستخدم الميليشيات الخطاب الديني كغطاء لعمليات النهب الاقتصادي. فمصادرة الأراضي والممتلكات تُبرر بـ "إعادة توزيع الغنائم" وفق تفسيرات انتقائية للفقه الحربي، وقتل المدنيين يُقدم كـ "دفاع عن الدين" ضد "الخونة" و"العلمانيين". هذا التحويل الذكي يحوّل الصراع من مواجهة طبقية بين نهّابين ومواطنين فقراء، إلى صراع "هوياتي" و"عقائدي"، مما يسهل تجنيد الشباب الفقراء لصالح مشاريع النخب الاقتصادية.

يرتبط هذا الدور بما جرى تحليله في المقال الأول حول العنف الجنسي، إذ يُستخدم الخطاب الديني لفصل الجريمة عن بنيتها الطبقية. لا يُقدَّم الاغتصاب كسياسة عسكرية أو كأداة لإرهاب البروليتاريا المهشمة، بل كـ«انحراف أخلاقي» أو «سلوك فردي» أو نتيجة «اختلاط» و«تفلت». بهذا يُحمَّل الجسد النسائي مسؤولية العنف الواقع عليه، ويُبرَّأ النظام الذي ينتج هذا العنف. الأكثر خطورة هو كيف يُستخدم هذا الخطاب لتبرير العنف الجنسي: فاغتصاب النساء من جماعات أو مناطق معينة يُقدم كجزء من "العقاب الإلهي" أو "تطهير الأرض"، في عملية تديين للجريمة تخفي طبيعتها الاقتصادية كأداة للترهيب والتهجير القسري.

يمتد هذا المنطق إلى المخيمات كما ورد في المقال الثاني، حيث يُستخدم الخطاب الديني لتثبيت معسكرات العمل كواقع مقبول. تُقدَّم المساعدات بوصفها «رزقاً من الله» لا حقاً اجتماعياً، ويُعاد تعريف العمل غير المأجور للنساء كـ«أجر معنوي»، بينما يُدان أي مطلب جماعي بالخدمات أو التنظيم بوصفه جحوداً أو تمرداً. بهذا يصبح الدين شريكاً في إعادة إنتاج قوة العمل الرخيصة، وفي تثبيت البؤس كحالة طبيعية لا كعلاقة استغلال. يُعاد إنتاج هذه اللغة داخل المخيمات نفسها، حيث تُستخدم مفردات القضاء والقدر لتبرير الجوع، وتُستخدم مفاهيم الشرف لضبط أجساد النساء، بما يحول الدين إلى أداة ضبط اجتماعي تكمّل وظيفة السلاح.

يُوظّف الفقه الإسلامي بشكل انتقائي لشرعنة القمع الجندري. ففي المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الدينية، تُفرض قيود على حركة النساء ولباسهن وتعاملهن الاجتماعي تحت ذريعة "الحفاظ على الأخلاق"، بينما يُسمح للميليشيات نفسها بخطف النساء واغتصابهن وبيعهن في أسواق النخاسة. هذا التناقض يكشف الوظيفة الطبقية الحقيقية: الدين كأداة ضبط اجتماعي تخدم مصالح النخب المسلحة. فالمرأة ليست محمية بل مُسيطر عليها، والخطاب الأخلاقي ليس دفاعاً عن القيم بل آلية لتحويل النساء إلى ممتلكات يمكن تداولها في اقتصاد الحرب. التقارير عن "محاكم شرعية" تفرض الحدود على الفقراء بينما تترك كبار القادة في الميليشيات بلا محاسبة، تُظهر هذا الازدواجية بوضوح.

يتقاطع هذا التوظيف مع النيوليبرالية التي جرى تحليلها في المقال الخامس، إذ يجري دمج الخطاب الديني بخطاب المسؤولية الفردية. يُقال للفقراء إن الخلاص فردي، وللنساء إن الصبر عبادة، وللناجيات إن الستر أولى من العدالة. هذا الدمج لا يحدث صدفة، بل لأنه يخدم منطق السوق والحرب معاً: سوق بلا حقوق، وحرب بلا مساءلة. الدين هنا لا يعارض النيوليبرالية، بل يُكمّلها عبر نزع السياسة عن المعاناة. يقوم هذا التوظيف الديني على استعمار داخلي للتراث الإسلامي السوداني. فالدين الشعبي السوداني التاريخي، الذي امتزج مع الثقافة المحلية وكان مجالاً للمقاومة ضد الاستعمار، يُستبدل بـ "إسلام ميليشياوي" مستورد، قائم على القراءات الحرفية والمذهبية الضيقة التي تخدم المشروع الطفيلي. المساجد والمدارس الدينية التي كانت مراكز للتضامن الاجتماعي، تتحول إلى منصات دعاية حربية، والأئمة الذين كانوا قادة مجتمعيين، يُستبدلون بـ "وعاظ السلطة" الذين يباركون العنف مقابل حصص من الغنائم. هذا التحول ليس "صحوة دينية" بل اغتصاب للدين من قبل البرجوازية العسكرية.

يبلغ هذا التوظيف ذروته في خطاب «السلام» الرسمي، حيث تُستدعى مفردات دينية للمصالحة دون عدالة، وللعفو دون محاسبة، ولـ«لمّ الشمل» دون تفكيك اقتصاد النهب. تُستخدم النخب الدينية التقليدية هذا الوضع لتعزيز نفوذها. فبدلاً من مقاومة تحويل الدين إلى أداة حرب، تتعامل العديد من المؤسسات الدينية الرسمية مع الأمر كـ "فرصة" لاستعادة النفوذ المفقود بعد الثورة. فتقدم تنازلات أخلاقية (الصمت عن العنف الجنسي، التبرير الضمني للنزوح القسري) مقابل مكاسب سياسية (مقاعد في مؤسسات ما بعد الحرب، نفوذ في التعليم والإعلام). هذه المساومة الطبقية تكشف أن المؤسسة الدينية ليست فوق الصراع، بل هي طرف فيه، تبحث عن موقع في النظام الجديد حتى لو كان مبنيًا على أشلاء النساء والفقراء. يُعاد إنتاج خطاب الطاعة باسم الوحدة الوطنية، بينما تُمحى جرائم الحرب تحت غطاء التسامح. هذا ما يجعل الخطاب الديني جزءاً من التسوية الطبقية، لا أداة خلاص، لأنه يطلب من المقهورين نسيان جراحهم دون تغيير شروط إنتاجها.

في المقابل، تتشكل مقاومات دينية شعبية من الأسفل، لا بوصفها عودة إلى اللاهوت، بل كاستعادة للمعنى التحرري المنهوب. نساء كثيرات في المخيمات والأحياء الشعبية يُعيدن تفسير النصوص الدينية بشكل تحرري، مستندات إلى تراث السودان الطويل في الإسلام الصوفي المنفتح والمقاوم. مجموعات مثل "نساء القرآن من أجل السلام" في دارفور، و"حلقات الذكر النسائية" في الخرطوم، تستعيد الدين كفضاء للتضامن والمقاومة الأخلاقية ضد العنف. هؤلاء النساء يرفضن القراءة الذكورية والعسكرية للنصوص، ويطرحن بدلاً منها تفسيراً طبقياً وجندرياً يركز على العدالة والرحمة ومقاومة الظلم. هذه المقاومة ليست "علمانية" بل هي نضال داخل الحقل الديني لانتزاعه من أيدي الميليشيات والنخب.

يخلص هذا التحليل إلى أن الصراع ليس مع الدين كإيمان، بل مع تحويله إلى أفيون جديد يخدر الوعي الطبقي ويبرر القهر. تفكيك هذا الدور يتطلب نزع القداسة عن العنف، وإعادة السياسة إلى مركز الخطاب، وربط الأخلاق بالعدالة المادية لا بالطاعة. فلا يمكن مواجهة اقتصاد الحرب دون مواجهة لغته، ولا يمكن تحرير الجسد دون تحرير المعنى الذي يُكبَّل به. يجب فضح التوظيف الطائفي للدين في حرب السودان. فكما كتب كارل ماركس: "الدين هو زفرة المخلوق المظلوم، قلب عالم بلا قلب، روح أوضاع بلا روح. إنه أفيون الشعب". في السودان اليوم، تحول هذا "الأفيون" إلى مخدر أكثر فتكاً: لا يخدر فقط بل يُحرّض على العنف، لا يوعِد بالجنة بعد الموت فقط بل يبرر الجحيم على الأرض. مقاومة هذا التوظيف تتطلب ليس رفض الدين، بل انتزاعه من أيدي البرجوازية العسكرية، وكشف كيف يُستخدم كأداة طبقية لقمع النساء وتبرير النهب. الثورة الحقيقية تبدأ عندما ترفض النساء أن يكون الدين سجناً لهن، وتعيد تعريفه كحليف في نضالهن من أجل العدالة الطبقية والتحرر الجندري.

وكما كتب كارل ماركس: «إلغاء الدين بوصفه سعادة وهمية للشعب هو شرط لسعادته الحقيقية»، أي شرط لتحرير البشر من الشروط التي تحتاج إلى الوهم كي تستمر.

النضال مستمر،،



#عماد_حسب_الرسول_الطيب (هاشتاغ)       Imad_H._El_Tayeb#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 6. النسوية البرجوازية – تمثيل الزائفات ونسيان الطبقة في خطاب ...
- 5. ايديولوجيا النيوليبرالية والجسد: تبرير القمع البنيوي في س ...
- 4. فائض القيمة القذر – اقتصاد الجسد ومعسكرات العمل في منظومة ...
- 3. النسيان كإعادة إنتاج: الأسرة بوصفها موقع استغلال طبقي وال ...
- 2. المخيمات كآلة طبقية: إعادة تشكيل البروليتاريا المقهورة في ...
- خرائط القهر: العنف البنيوي ضد المرأة في الاقتصاد السياسي للح ...
- 10. الآفاق الطبقية ومعنى الانتصار — من الإصلاح إلى التغيير ا ...
- 9. دينامية الشارع كرافعة تاريخية — صناعة الزمن الثوري
- ٨. معارك السياسات الملموسة: اختبار الصراع الطبقي في ال ...
- 7. التناقض داخل التحالف التقدمي: بين إدارة النظام وتفكيكه
- 6. الشارع العمالي مقابل برجوازية العقار - معركة الحيازة والو ...
- ٥. السلطة المحلية كجهاز طبقي – تشريح دولة البلدية
- 4. الزمن السياسي: ساعة الرمل الانتخابية
- 3. حدود الانتصار الرمزي: فوز ممداني بين احتواء الدولة وإمكان ...
- 2. دكتاتورية المؤسسات: عمدة نيويورك في خدمة رأس المال
- ممداني وعوائق التحوّل في نيويورك: جدل الممكن والمستحيل
- 6. إمكانيات وتحديات نموذج المقاطعة الشاملة في مشروع التغيير
- 5. الديالكتيك الثوري: التفاعل الجدلي بين تفكيك القديم وبناء ...
- 4. العصيان الشامل: من الفعل الأخلاقي إلى الإضراب السياسي وبد ...
- 3. من الفعل الشعبي إلى السلطة الموازية


المزيد.....




- الناشطة نرجس محمدي تتعرّض لضربات عنيفة خلال توقيفها
- إدانة نحو ثلاثين شخصًا بتقديم بلاغات إغتصاب كاذبة
- رئيس وزراء ولاية هندية يثير الغضب بعد سحبه حجاب امرأة في حفل ...
- “زُهرة قصر” تدهورٌ صحيّ داخل السجن القسري في بريطانيا
- أين انتهى المطاف بسليلي الأسرة العثمانية، وكيف يٌنظر إليهم ف ...
- تقرير دولي: التكنولوجيا توسّع دائرة العنف ضد النساء عالميًا ...
- ليبيا: قرار أمني يقيّد التصوير الدعائي للنساء بذريعة “الآداب ...
- اليمن: تزويج الطفلات باسم الفقر والحرب
- الفاشر: مؤشرات لمقابر جماعيّة وطمسٌ منظّم للأدلة
- بسبب إهانة مديرة المدرسة لها انتحار طالبة في ثانوية النجف لل ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عماد حسب الرسول الطيب - 7. الدين كأفيون جديد – توظيف الخطاب الديني لتبرير اقتصاد الحرب وقمع النساء في السودان