أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - إنفصال الدول عن الواقع














المزيد.....

إنفصال الدول عن الواقع


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 06:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو أن استهداف مناسبات الغرب ومن ينتمي إلى منظومته، أصبح على الأجندة السياسية لأستاذية العالم الغربي بواسطة المتخلفين حضارياً، فمصطلح "أستاذية العالم" الذي يقولوه يستحيل أن يُطبق على الصين! لا أحد يجرؤ على اللعب مع التنين!
الاستهداف واضح ونسبة إدمان الحقد وتقديسه، دخل إلى نطاق استحالة شفاء المدمنين إلاّ بالردع.
هويات وديموغرافيا
الدول الغربية وضعت نفسها عن سابق تصور وتصميم هدفاً سهلاً للمتخلفين حضارياً الذين يريدون الأستاذية عليها. وهي أمام خطر ديموغرافي عسير، أشار إليه الرئيس ترمب وكثيرون غيره بعدم امكانية التعرف على كثير من دول الغرب في خلال عشرين سنة.
ما قاله الرئيس ترمب وغيره واقعي للغاية لا عنصرية فيه، فالذين لا يمنحون الجنسية حتى للمولود على أراضيهم من غير المواطنين أحق بهذا الاتهام.
زوال شخصيات المدن، على سبيل المثال، واضح جدا في لندن التي بدأت تفقد شخصيتها، وباريس التي تتحول تدريجياً إلى كابولريس. ما هي قيمة لندن إذا زرتها ولم تجد شخصيتها أو تجد بريطانيين أصليين هم الأكثرية؟ والامر نفسه مع باريس وغيرها من مدن الغرب.
على المستوى النباتي، ما قيمة غابات الأرز إذا زرتها ووجدت أشجار الليمون فيها أكثر عدداً؟ على المدى البعيد سيموت الأرز ولن يطرح الليمون!
من المؤكد أن عَلمانية الدولة أمر حضاري يعبّر عن المساواة بين المواطنين، فالعَلمانية تعني وجود مواطن، ولا وجود فيها لتصنيفات كافر ومؤمن وغير مؤمن وضال ومغضوب عليه وذمي ومرتد كما هو الحال في أي دولة دينية، بغض النظر عن اسمها، فكل هذه الدول تتدعي الانتماء لتعاليم عُلوية سمحة متسامحة، بينما هي تعمل أرضياً ضد الآخر في الإنسانية بتوكيل سماوي.
أنواع الفصل
عَلمانية الدولة وفصل الدين عن الحكم أمر حيوي، لكن وصول الترهل بالدول العَلمانية إلى فصل الثقافات وهويات المجتمعات والديموغرافيا عن اهتماماتها، وعدم الوقوف بحزم ضد الاعتداءات على الثقافات والهويات، هو قلب مشكلة عَلمانيات الغرب في ترهلها الخطير أمام مواجهة محاولة تغيير ديموغرافيتها وهوياتها وشخصيات مدنها.
كما أن التعايش بين الأعراق لا يعني، على سبيل المثال، أن يضع حاكم ولاية مينيسوتا علم الصومال بجانب علم أميركا في مكتبه، أو أن يصدر محافظ لندن قراراً إدارياً بإزالة علم بريطانيا من تاكسيات لندن العريقة بحجة أنه يشتت انتباه السائقين، كما لا يعني ذهاب جماعة الأمر بالمعروف إلى "مهرجانات البيرة" في ألمانيا لإقناع القيمين عليها بإلغائها فعدد من المسلمين يسكنون في نفس البلدة.
بعيدا عن المزايدات السياسية والادانات الكاذبة التي لا طعم لها التي حدثت عقب محاولة ذبح كاهن أثناء القداس، أو طلقات رصاص أجلاف على يهود في استراليا يحتفلون بالحانوكا، أو تعكير أجواء مسيحيين يحتفلون بالكريسماس، أو تدنيس وحرق كنائس ومقابر لا يقوله الغرب، هناك أمر واضح لا لبس فيه، هو فشل الدول الغربية في حماية ثقافاتها الأصلية ومناسبات مواطنيها كافة، بل مواطنيها أنفسهم كما نرى منذ أكثر من أربعين سنة.
ما هي علاقة العَلمانية بإخصاء الدول لنفسها بعدم التصدي بحزم لمن يعتدي على مورد من مواردها الذي يأتي من المناسبات والأعياد والاحتفالات والسياحة والقوى الناعمة؟ ما علاقة العَلمانية بالترهل في الدفاع عن هوية وشخصية الدولة وحدودها ومواطنيها؟
امتحان وجودي
لا علاقة سوى أن هذه الدول أصبحت مترهلة وهي في امتحان وجودي حاسم. إما أن تفيق من ترهلها، أو تزول ويحل محلها الفوضى من خلال دفاع كل شخص عن نفسه، وكل ثقافة عن جوهرها، وكل مدينة عن شخصيتها، وكل حي عن ساكنيه، وكل قومية عن هويتها.
إذا لم تلتزم الدول الغربية بالعقد الاجتماعي العَلماني بينها وبين مواطنيها، وتدافع عن هوياتها بالحفاظ على النسبة الديموغرافية التي تسمح بوجود الهوية التي تميز كل دولة عن أخرى، وتعاقب من يعتدي على مكونات وأفراد المجتمع، وتدافع عن حدودها وهيبتها وعَلَمها، فستواجه عصراً مخيفاً بدأ بمماحكات نفايات الفكر غير المثمر كما نلاحظ، واستغلال حقوق الإنسان في غير مكانها، وسينتهي بسيطرة المتخلفين حضارياً على مقدرات الامور بسبب زيادة نسبتهم السكانية، ومن ثمة سيتغيّر تماماً وجه الدول التي بدأت الاكتشافات العلمية والجغرافية وما جعل العالم على صورته التي نراها اليوم.
فصل الدين عن الدولة لا يعني انفصال الدولة عن ثقافتها وهويتها، فهذا الانفصال معناه زوال الدول نفسها، وظهور أشكال سياسية أخرى. الدول هي الشعوب وليس الحكام. كما أن افراط الغرب في جلد الذات والصوابية السياسية لدرجة التغاضي عن جرائم أمن دولة تتم ضد مواطنين عواقبه وخيمة.
غير مفهوم لماذا يروج ويتمسك الغرب بالصوابية السياسية وجلد الذات على استعمار فعله، بينما ملياران من البشر لا يعتذرون عن أفعال أسلافهم الذين جُعل رزقهم تحت ظل رماحهم، وبالسيف دمروا حضارات ومحوا لغات وباعوا الأسرى الرجال في سوق النخاسة واستحلوا الأسيرات كآلات جنسية لا حقوق لها.
بالأمس كان حانوكا وإن كريسماس لناظره قريب!



#عادل_صوما (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجريم التاريخ و-التغيير-
- تقييم سفاح دعش للدول
- قادة -حماس- يجب إعدامهم ميدانياً
- هل يقبل الفصاميون حل الدولتين؟!
- شنق الكلاب موروث ثقافي
- الإرتقاء بالاستنارة والتقدم بالتبعية (2)
- الإرتقاء بالاستنارة والتقدم بالتبعية (1)
- حرام لراغب وحلال للداعية
- الضمير الإنساني والضمير الديني (2)
- الضمير الديني والضمير الإنساني
- إذا كان الله معهم فمن هزمهم؟
- الله وكارداشيان وخالة الحاكم
- الملكية الإنسانية لا تخضع للسيادة
- وضع الأقباط في الجمهورية الجديدة
- اعتقلوهن بجرم الغناء (2)
- اعتقلوهن بجرم الغناء
- تقنيات تحارب غيبيات (2)
- تقنيات تحارب غيبيات
- مقاولو هدم الحضارات
- انتهازية الدين السياسي


المزيد.....




- نزلها وثبتها حالًا .. تردد قناة طيور الجنة للأطفال الجديد عل ...
- جرائم الاحتلال في غزة تزيد من الحوادث المناهضة لليهود في أست ...
- سوريا - تنظيم الدولة الإسلامية يضرب من جديد، هل تصبح محاربة ...
- الشرطة الأسترالية: منفذا هجوم بونداي استلهما فكر تنظيم الدول ...
- نتنياهو يقتحم حائط البراق في المسجد الأقصى
- مجموعة إسلامية دعوية في أستراليا تنأى بنفسها عن المشتبه به ف ...
- رئيس وزراء أستراليا: اعتداء سيدني مدفوع بـ-أيديولوجية تنظيم ...
- اليهود المتشددون يهددون نتنياهو بحل الكنيست والذهاب لانتخابا ...
- أستراليا تؤكد أن هجوم سيدني -مدفوع بأيديولوجية تنظيم الدولة ...
- “صوت الشعب” تلتقي الناشط اليهودي المناهض للصهيونية والأممي ب ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - إنفصال الدول عن الواقع