أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - اعتقلوهن بجرم الغناء














المزيد.....

اعتقلوهن بجرم الغناء


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8350 - 2025 / 5 / 22 - 04:47
المحور: كتابات ساخرة
    


كل ما ورد في الأدبيات الإبراهيمية مقتبس عن سرديات وأعراف وتصورات وقوانين سابقة تناسب عصورها وبيئتها. لم تأت تلك الأدبيات بجديد، بل الجديد أتى في العصور اللاحقة، ليناسب ما يستجد، ومنه على سبيل المثال اختلاف وتطور أساليب السرقة تماماً منذ زمن إبراهيم حتى عصر الذكاء الاصطناعي.
قوى ناعمة
كانت الأدبيات الإبراهيمية في زمانها تُعتبر قوى ناعمة لحكم الشعوب. حشد معتنقوها الناس ليحاربوا السيف، أو لإقامة التحالفات مع الأباطرة، واليوم اختلف مفهوم القوة الناعمة تماماً أيضاً.
فالغناء يعتبر من القوى الناعمة في عالم اليوم، ويؤثر المغنيين في الاقتصاد وتشكيل الذوق العام وانتشار اسم دولة ما وحتى في السياسة، فكثير من السياسيين اليوم يحاولون استرضاء الفنانين بشكل عام، مثل حسين أوباما صديق فناني هوليوود. وفي الانتخابات الأميركية الأخيرة صوّت المعجبون بتيلور سويفت وعددهم ملايين في الولايات المتحدة لصالح كمالا هاريس في محاولة للتفوق على عدد منتخبي دونالد ترمب.
عقارب الساعة
النظام الغيبي في إيران لا يعترف بحركة عقارب الساعة أو بتغيّر العصور أو القوى الناعمة المستحدثة، ويتعامى عن عدم ملائمة مفرداته وتصوراته مع عالم تلقيح البويضة خارج الرحم، وتخليق مواليد بمواصفات معينة في المختبر، وإعطاء عمر أطول لمرضى صمامات القلب، وما زال كهنة الحوزات يرقعون موروثاتهم أمام المستجدات، ويعتقدون أن "المرأة عورة"، وهو قول مأثور كان صالحاً في زمن خروج الناس لقضاء حاجتهم في العراء، تبنته المجتمعات حينذاك ثم وضعته على رفوف التاريخ، بعدما اختُرعت أمور تحفظ خصوصية الانسان وتصون جسده بعيداً عن المتطفلين.
"المرأة عورة" ما زالت مقولة صالحة عند الذين يحكمون الناس بالاستثمار في جهلهم، ويجعلوهم يبجلون الترديد ويخافون من التفكير ويتمنون عودة الماضي ويتوجسون المستقبل.
وسائل ارتزاق
يرى كهنة الحوزات والأضرحة أن كل ما في المرأة يشجع الناس على الضلال، رغم أن مصائب إنسانية أخرى كثيرة جداً لا تحدث بسبب المرأة العورة، فالإبادة العرقية والقتل تقربا من الله، أبشع الأمثلة على براءة المرأة من جرائم وضلالات كثيرة.
النظام الغيبي في إيران لا يعترف بمفاهيم ووقائع عالم اليوم. وبالنسبة للمرأة، يتجاهل كهنة المزارات والأضرحة وجود ألوف النساء اللاتي يرتزقن أو يملكن الملايين بسبب جمالهن بعيدا عن الدعارة، ويكفّر نساء يرتزقن بسبب جمال أصواتهن، ولا يشير إلى نساء يرتزقن بسبب ذكائهن أو حتى حنكتهن السياسية، ومنهن في عصرنا غولدا مايير التي قادت إسرائيل وهزمت عبد الناصر سنة 1967!
عين العاصفة
اعتقلت الشرطة الإلهية الإيرانية الفنانة هيفا سيد زاده ( هیوا سیفی زاده بالإيرانية) في 27 فبراير/ شباط خلال مشاركتها بدون شادور في حفل غنائي في طهران، حيث لا يسمح النظام الإيراني القمعي العفيف للنساء بالغناء في الأماكن العامة إلا إذا كان الجمهور من النساء ذوات الشادور فقط.
المتربحون من المزارات والأضرحة والكذب على الناس يريدون امتلاك قنبلة ذرية لقتل وتهديد الملايين، لكنهم لا يمنحون تراخيص لإقامة عروض غناء من مغنية لن تهدد أو تميت الناس.
بطش معنوي لا علاقة له بأخلاق أو ايمان، بل له علاقة وثيقة بالتحكم وإحكام السيطرة على المجتمع وإشاعة الرعب فيه.
كل شخص يجب أن يكون بلحية، وكل امرأة تهمس من خلف شادرو، والجميع يرفعون للملأ الأعلى أية مخالفات تخص الحرية الإنسانية فقط.
سيبرانيات وأنفاق
كثير من الإيرانيات أصبحن يتحدين بطش المتربحين من الطقوس ومماحكات العقائد وترقيع الرث ليناسب العصور، من خلال تقاسم فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهرن فيها وهن يغنين أو ينظمن حفلات موسيقية أحيانا تحت سطح الأرض.
الإيرانيات أصبحن أكثر جرأة منذ احتجاجات سنة 2022 وقمن بتنظيم حفلات موسيقية فوق الأرض، رغم قمع سلاطين الأضرحة، وقوبلت هذه الجرأة باعتقال مطربات وحاضرين بتهمة ترويج محتويات مخالفة للأخلاق والعادات الحقيقية.
هیوا سیفی زاده واحدة من بين الفنانات اللواتي اللاتي تعرضن للاعتقال، والاستجواب بواسطة شرطة الغيبيات، ناهيك عن تعرض حسابات مغنيات إيرانيات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى القرصنة من قبل شرطة جرائم الإنترنت، التي لا تشمل تبييض الأموال أو تجارة الكبتاغون أو تسهيل زنا زواج المتعة، بل تركز على غناء المرأة، وتطارد غير المتشودرات، وتقوم شرطة الغيبيات بالاستحواذ على الأغاني أو حذفها، كما تقول جوستين وهي مغنية راب إيرانية هربت من دار سلام المزارات والأضرحة وتعيش في دار حرب.
خطأ مكرر
المثير أنه بعد أكثر من خمس وأربعين سنة على بدء مصائب نظام المتربحين من تجارة الموت ومواسم المزارات وزيارة الأضرحة، أعطى دونالد ترمب الشرعية لمتخرج في مدارسهم بلقائه مع أبو محمد الجولاني، والتمني عليه قيادة سورية للاستقرار والرخاء.
قال ترامب لمن حوله عن الجولاني: عظيم..قوي..ذكي..مقاتل. الخطأ نفسه وقع فيه رؤساء أميركيون سابقون مع كاسترو وعبد الناصر والقذافي والخوميني وطالبان. جاءت أميركا بهم للحكم وأعطتهم الشرعية فانقلبوا عليها.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنيات تحارب غيبيات (2)
- تقنيات تحارب غيبيات
- مقاولو هدم الحضارات
- انتهازية الدين السياسي
- تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
- التخدير الديني سلاح النظم القمعية
- رسائل تنتظر قرارات سياسية
- شجرة زيتون غنّت للمتوسط
- الردع دواء التنمّر والمزايدات
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع
- أمراض الأمة إياها
- أميركا تستعيد وعيها وهيبتها
- صباح في ذاكرة ثقافة البحر المتوسط
- التكاذب منهجهم والغيبيات واقعهم
- الدنيا لا تقع ولن تنتهي


المزيد.....




- مهرجان أفلام المقاومة.. منصة لتكريم أبطال محور المقاومة
- بعد أشهر من قضية -سرقة المجوهرات-.. الإفراج عن المخرج عمر زه ...
- الإمارات.. إطلاق أول نموذج ذكاء اصطناعي باللغة العربية
- 6 من أبرز خطاطي العراق يشاركون في معرض -رحلة الحرف العربي من ...
- هنا أم درمان.. عامان من الإتلاف المتعمد لصوت السودان
- من هنّ النجمات العربيّات الأكثر أناقة في مهرجان كان السينمائ ...
- كان يا ما كان في غزة- ـ فيلم يرصد الحياة وسط الدمار
- لافروف: لا يوجد ما يشير إلى أن أرمينيا تعتمد النموذج الأوكرا ...
- راندا معروفي أمام جمهور -كان-: فلسطين ستنتصر رغم كل الظلم وا ...
- جبريل سيسيه.. من نجومية الملاعب إلى عالم الموسيقى


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - اعتقلوهن بجرم الغناء