أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - رسائل تنتظر قرارات سياسية














المزيد.....


رسائل تنتظر قرارات سياسية


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8242 - 2025 / 2 / 3 - 02:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


توقيت اغتيال سلوان موميكا قبل صدور حكم المحكمة عليه بحرق أوراق مكتوب عليها القرآن (القرآن نفسه في اللوح المحفوظ كما يقولون ويستحيل حرقه)، رسالة من المتشددين، الجهلة بأمر اللوح المحفوظ، إلى كل المؤسسات المدنية، بدءاً من القضاء مروراً بالشرطة إلى المدارس حتى البلديات. هذه الرسالة سبقتها رسائل كثيرة في كل قارات العالم، لكن يبدو أن الحكومات لم تفهم أو فهمت وتعامت.
مضمون الرسالة المتكررة ببساطة يقول: لن يكون هناك وجود لمثل هذه المؤسسات على المدى الطويل أو القصير لأن الحاكمية لله، ورجاله سينفذون حكم الله وعقابه على البشر.
فكرة مسروقة
الفكرة كغيرها مسروقة من كتب اليهود حيث النبي/القائد/المحارب يتلقى أوامره من الله، التي قد تصل إلى إبادة شعب آخر، وينفذها بكل ترحاب! ورد في أمثال سليمان "قلب الملك في يد الله كجداول المياه حيثما شاء يُمِيَله". فكرة الحاكمية لله، وصلّة الله بالسياسة واضحة تماماً.
كما أن حاكمية الله مقتبسة أيضا من بولس الرسول، الذي بشّر بطاعة الحكام بالمطلق، لأنه لا يجري شيء في السموات أو الأرض سوى بمشيئة الله القابض على كل شيء. الحاكمية لله في غاية الوضوح.
الفكرة ليست جديدة وسيد قطب ومدرسته اجتروا الفكرة نفسها، ونسبوها لأنفسهم وقدموها بعنف يهوه القديم ووصاياه بتدمير الشعوب، وليس بنعومة فكرة بولس.
العنف والنعومة تجاوزهما التنوير وفكرة حقوق الإنسان والقانون والدول العَلمانية وفصل الله عن السياسة.
حملة المشاعل
الطريف في الأمر أن حملة مشاعل النور (هكذا يطلقون على أنفسهم) ورسل فكرة الحاكمية، هم الأدنى بين البشر على مقياس الذكاء، فلو حصل أي منهم على درجات أعلى أو كان صاحب موهبة، لما التحق بالكتاتيب الدينية، بل إلتحق بجامعة طبية أو تقنية أو فنية.
حتى حملة الدكتوراه منهم حصلوا عليها بعد دراسات عجيبة، لا علاقة لها بالعلم ولا مضمون "الدكتوراه" الأكاديمي، وهذه الدراسات تتناول على سبيل المثال: هل أكل لحم الجن حلال.. أحكام نكاح الحيوان.. جواز نكاح الزوجة المتوفية قبل دفنها.. صفة النار ..أهل النار.. أحاديث الظلم والتغليظ..إلخ...
كسب العيش
المتخرجون من الكتاتيب الدينية لديهم ثلاثة طرق في الحياة، أولها الإرتزاق من وظيقة رجل الدين العادي الذي لا يفهم أي وظيفة أخرى، وهي للأدنى على مقياس الذكاء بين هذه الفئة.
العمل كأبواقٍ للسلطة والتطبيل للسلطان والدعاء له من على المنابر وإصدار الفتاوى التي تصب في صالحه، وهي للوصوليين الأعلى ذكاء.
إمتهان نشر ثقافات وقوانين وأساطير وطب عصور مضت، من خلال تلقين لزوم تكفير من تجاوزها إلى التنوير، وإباحة هدر دمه، وهي مهنة العصر للدعاة الفضائيين الإنتهازيين الأعلى دهاء بين المتخرجين كافة، وأصحابها يملكون قصوراً ليست في الجنة لكن على الأرض.
هذه الفئة تحديدا هي من تقف وراء الإغتيالات الدينية كإغتيال الشيخ محمد حسين الذهبي، والسياسية ومن ضحاياها الرئيس السادات، و الفكرية وكان أحد ضحاياها فرج فودة، وطالت في الفترة الأخيرة نشطاء كان آخر ضحية منهم سلوان موميكا.
دوائر التفكير
ماذا يفهم أصحاب عمائم الصحوة أمثال العريفي وعمر عبد الرحمن وذاكر نايك والحويني غير اجترار كلمات، وتفسير أقاويل، ونشر تفسير لتفاسير.. ودعم أساطير بأساطير، قد تصل إلى بيع أوهام علاجية مثل صلاة الفجر التي تمنع الذبحة الصدرية.
إمام الدعاة متولي الشعرواي قال بنفسه متفاخراً أنه لم يقرأ في حياته سوى القرآن، لكنه على دكة التلاوة تجوّل بين المجرات وفسّر الكون وحركة الزمن وكفّر زراعة الأعضاء ومجدّ التاريخ الوهمي في خواطره، وكأنه يفهم أكثر من نيوتن وإينشتاين وغاليليو والجبرتي.
تابعتهم ولم أستفد بكلمة واحدة، فكل ما سمعته لا سند علمياً واحداً عليه، سوى التهديد بجهنم لمن لا يؤمن بما قالوا كما هو.
بل أن جهنم التي يهددون بها، تصور فرعوني أصيل مقتبس بسرقة أدبية واضحة لم يُشار إليها، فالسارقون ظنوا أن عصر السيف والجمل والكتابة على جلود الحيوانات والمراسلة بالحمام الزاجل سيدوم حتى قيام الساعة.
اختلالات عقلية
هؤلاء الجهلة أوجدوا ما نراه من جهل وتزمت وكراهية للتنوير، وتجاوز أفكار عصور سابقة. يتحدثون إلى مجتمعات تعاني "ثقافة الإزدحام" ووفرة "أعداد لا قيمة لها"و"عقدة التخلف عن الكفار". مجتمعات كُتب عليها الحياة في أساطير كهف الماضي، وأصيبت بمرور القرون بحساسية مفرطة لنور المعرفة.
هؤلاء الجهلة أنتجوا فوضى تربى فيها مدعو أخلاق يسفهّون النهضة بأشكالها كافة، وتفرغوا لمطاردات واقعية نهاراً لأي فتاة غير محجبة، والتحرش بكلمات بذيئة في الواقع الإفتراضي على هيفاء وهبة وغيرها من كاسيات عاريات، ويدعوهن للإحتشام والتوبة من خلف شاشات الكمبيوتر بإسماء مستعارة، لكنهم مدمني مشاهدة أفلام البورنو في الواقع الإفتراضي ليلا، وتعاطي حبوب الكبتاغون وغيرها. إحصاءات زوار شبكات البورنو ومسارات الكبتاغون الألكترونية تقول ذلك.
سكيزوفرانيا واضحة سببها الحرمان والكبت وإدمان تعاطي الجهل وممارسة الهوس الديني.
سويسرا وأخواتها
هل وصل العقل الغربي إلى مرحلة الإشباع من التنوير وبدأ يبحث عن الأساطير والخرافات، لدرجة الإسراع في منح الجنسية لإرهابيين، والتلكوء في حماية موميكا وغيره ممن يتعرضون للتهديد بالقتل؟
سؤال قد ينير الطريق لإجابات عن لا معقولية استقبال ذئاب منفردة قاتلة فوضوية في الغرب، وفتح الباب لها وتشجيعها على التمّكن من المجتمعات، ونشر أفكارها العقيمة، تحت شعار غربي هو "التنوع والمساواة والشمول" "Diversity, Equity, and Inclusion"
هل ينجح اليمين القومي في صد هذا المد العاتي الذي طمر حضارات جنوبي البحر المتوسط وشرقه كافة في محيط الجهل؟
هل ستتجاوز بقايا خلايا حضارات جنوبي وشرقي البحر المتوسط حالة الانحدار التي تعيش فيها المنطقة، ويكونوا بذور نهضة جديدة؟
الجميع في حاجة إلى قرار سياسي، لوقف اللوثة التي نراها، فما نراه ليس دعوة أو عبادة بل سياسة.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجرة زيتون غنّت للمتوسط
- الردع دواء التنمّر والمزايدات
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع
- أمراض الأمة إياها
- أميركا تستعيد وعيها وهيبتها
- صباح في ذاكرة ثقافة البحر المتوسط
- التكاذب منهجهم والغيبيات واقعهم
- الدنيا لا تقع ولن تنتهي
- أسئلة للمؤمنين والذميين الجدد
- سياسة أو دين أو شعوذة
- فشل الدين كمنظومة سياسية
- عواقب تعامي الحكومات الغربية
- اليوبيل الماسي لفيلم -غَزَل البنات-
- استهداف إلهام شاهين
- مات لبنان لتحيا ولاية الفقيه


المزيد.....




- من هو الإمام المثلي محسن هندريكس؟ وكيف تفاعل العرب والمسلمون ...
- حاخام يهودي يدعو إلى الانسحاب من جميع المؤسسات الصهيونية
- انطلاق المرحلة الثانية من مناورات الرسول الأعظم البرية لحرس ...
- إزاحة الستار عن طائرات مسيّرة انتحارية واستطلاعية جديدة لحرس ...
- قوات الاحتلال تهدم منزلاً مأهولاً غرب سلفيت
- أسعدي طفلك طول اليوم..ثبت تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل ...
- الفاتيكان يمدد إقامة البابا فرانسيس في المستشفى بسبب مضاعفات ...
- أسرار تغيير اسم الضفة الغربية الي يهودا والسامرة
- مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان لفرانس24: زيارة الشرع إلى ا ...
- عراقجي:تم قبول مقترح ايران لاجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - رسائل تنتظر قرارات سياسية