أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - وضع الأقباط في الجمهورية الجديدة















المزيد.....

وضع الأقباط في الجمهورية الجديدة


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 08:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الجمهورية الجديدة" مصطلح أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعنى به على الأرجح "دولة المواطنة"، وهي المترادفة الثانية من مصطلحاته. لكن هل يمكن تصنيف الأقباط الذين تقدر نسبتهم 20% من المصريين كمواطنين في مصر؟
أمني وحربي
وضع الأقباط ضمن ملف أمني تتعامل معه أجهزة المخابرات والأمن الوطني وأخيرا المخابرات الحربية، ينفي تماماً مواطنة الأقباط، لأن الأمن يتعامل مع المشبوهين والمشتبه فيهم، وبداهة يستحيل أن يكون كل الأقباط كذلك!
في أميركا، لو وُضع الأميركيين الأفارقة ضمن الملف الأمني في مكتب التحقيق الفيدرالي FBI، سيكون من حقهم رفع دعوى قانونية على صاحب القرار أياً كان في المحكمة الدستورية العليا، التي ستحكم لصالحهم، تماماً كما ألغت قرارات تنفيذية لرؤساء أميركيين سابقين، وحتى الرئيس الحاليدونالد ترمب.
دولة مواطنة وسيادة قانون فعلياً وليس مجرد شعار. مساواة وعدم الشك في مواطنة وانتماء أي مواطن.
مشاركة متواضعة
ما سبق والسطور التالية مشاركة بسيطة جداً دعماً لنظر جلسة الإستماع بالكونغرس الأميركي لمراجعة حملة وضع أقباط مصر في 12-13 يونيو 2025. وسأبدأ بتوبيخ أقباط مصر أولاً، فيبدو أن 1400 سنة من الخنوع لإحتلال جيش ومرتزقة شبه الجزيرة، قد أدت إلى توارثه في جيناتهم أينما تواجدوا سواء في مصر أو الغرب، فلم تجمع مؤسسة Coptic solidarity عشرة ألاف توقيع حتى نهاية الأسبوع الماضي، لعرض ملف تظلّم خطف المسيحيات المصريات لأسلمتهن على الرئيس دونالد ترمب، فمن شروط إطلاع أي رئيس أميركي على إلتماس، هو جمع توقيع عشرة ألاف شخص على الأقل عليه.
ملاذات آمنة
ليس تشهيرا بمصر أو كذباً أن أكتب إن حقوق مسحييها كلهم غير معترف بها كمواطنين، وما نقرأه ونشاهده في وسائل التواصل الاجتماعي، يعلن بشكل صريح عن هذا التمييز الذي يصل إلى حد التنّمر غير المقبول في العصور الحديثة، التي بدأت المجتمعات فيها تنظر إلى الحيوانات المنزلية بمنظور مختلف، لدرجة رعايتها عندما تصل إلى عمر الشيخوخة في ملاذات آمنة.
قرار متحضّر
سعيد باشا والي مصر من 1854 إلى 1863، ألغى دفع الجزية عن أقباط مصر بقرار سياسي، ما يعني أن سعيد باشا منذ أكثر من مئة وخمسين سنة اعترف بمواطنة أقباط مصر وليس ذميتهم، وهو قرار سياسي بحت كمعظم أمور الإسلام، فلم يفرض أي دين في التاريخ على أتباع دين آخر إتاوة أو ضريبة أو جزية ليحتفظوا بدينهم، كما لم يأمر الله موسى أو المسيح، حسب ما ورد في الأدبيات الإبراهيمية، بأن يدفع كل من لا يؤمن بهما جزية عن يد وهم صاغرون.
ببساطة موسى والمسيح لم يبشرا بدين سياسي، يجمع ضرائب على من لا يؤمنون بهما.
منذ قرار سعيد باشا والي مصر المُتحضِّر ، وتَحضُّر أفراد الأسرة العلوية كافة الذين جعلوا أقباط مصر ومسيحييها على قدم المساواة مع المسلمين، فكانوا وزراء ورؤساء وزراء، لم نر هذا الأمر يحدث منذ تدهور حقوق الأقليات والسكان الأصليين الذين لم يزالوا يحملون اسم مصر (أقباط) بعد الانقلاب العسكري الإخواني سنة 1952 على الملك فاروق، حين بدأ وضع أقباط مصر في ملفها الأمني، ناهيك عن استهداف كل أفراد الجاليات المتمصريين، والتضييق عليهم حتى فروا من مصر بمن فيهم اللبنانيون.
مواطنون أولاً
عيب جداً وضع الأقباط في ملف الأمن المصري وفي الأمن الوطني وفي الأمن الحربي فهم ليسو أعداء مصر.
عيب جداً أن تُخطف مسيحيات مصر لأسلمتهن وينكر الرئيس السيسي تلك الجرائم الموثقة.
عيب جداً أن يرفع أصحاب العمائم عقيرتهم منددين بالقنوات التبشرية والمبشرين، الذين لم يغتصبوا أو يخطفوا النساء لتنصيرهن، فمن سمات دول المواطنة حرية العقيدة.
عيب جداً ألا يكون هناك لاعب قبطي في الفرق الرياضية الوطنية المصرية.
عيب جداً ألاّ يكون هناك مسيحي واحد في منصب سيادي.
عيب جداً ألاّ يكون منذ سنة 1952 رئيس وزراء مسيحي، أو وزير دفاع أو وزير خارجية.
عيب جداً أن يُشتم أقباط مصر علانية منذ عصر كاسيتات الصحوة، وكان نجمه المُعمم المتنّمر عبد الحميد كشك، حتى عصر عمائم وسائل التواصل الاجتماعي، وقد وصل التبجح بعبد الله رشدي (صاحب قضية الاغتصاب المشهورة) أن يقول إن مصير الدكتور مجدي يعقوب هو جنهم.
عيب جداً أن تُخطف بنات وسيدات مسيحيات لأسلمتهن. هذه جريمة تقع تحت اسم "التجارة بالبشر" وهي جريمة حرب متكررة موثقة في مصر بوقائع ومحاضر شرطة ومحاضر الأمن الوطني، وتُناقش علانية على وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة متنورين مسلمين، ويقول عنها الرئيس السيسي: "هي مش موجودة.. بس لو كانت موجودة.. برضه ما كنش لازم تنقال بالشكل ده".
النوعية والعدد
يقولون في مصر "العدد في اللمون" ما يعني القيمة أهم من النوعية، ونوعية الإنسان اليوم هي ما تسعى الدول إلى تحسينها.
ماذا أنتج مسلمي مصر من اختراعات؟ ما هي المساهمات الإنسانية التي أضافوها للعقود الاجتماعية والسياسية بين الحاكم والمحكوم؟ أين تقع مصر اليوم في ريادة دول المنطقة؟
هل وضع أقباط مصر في ضيق، والنظر إليهم بدونية، وخطف بناتهم وسيداتهم والتضييق على رجالهم، وعدم إعطاء مناصب سيادية لمن يستحقها منهم سيبني الجمهورية الجديدة أو ولة المواطنة؟ ماذا سيضيف المخطوفين إلى النوعية؟ وما أهمية عددهم أمام 100 مليون مسلم مصري؟
عيب أن أقرأ واسمع من مسيحيين ومسلمين موثوق بهم، أن الخطف والأسلمة يتمان برعاية الأزهر، وحماية عناصر في الأمن الوطني. سيكون لهذا الأمر عواقب وخيمة على مصر.
عيب جداً وضع أسماء محللين ومفكرين من عيار مجدي خليل وغيره على قوائم الترقب والانتظار الأمنية، بناء على توصيات من الأزهر، لإلقاء القبض عليهم فور وصولهم لأي مطار مصري.
إذا كان الرأي الصريح في جرائم "الاتجار بالبشر" الموثقة في محاضر الأمن الوطني نفسها يشكل تهديداً لأمن مصر، فالمصيبة أكبر، ولا يوجد غير الحسرة على السقوط المؤكد.
مرحلة الرشد
عيب جداً وعار أن ينظر الكونغرس الأميركي في شأن مصري بحت هو خطف قبطيات. والمرجح أن يصّم المسؤولون المصريون آذانهم عن جلسة الكونغرس، فهم يسمعون بضمير ديني بدائي متعصب ضيق، بعكس الضمير الإنساني المتمدين المحايد المنفتح.
ألم يصل بعد البلد صاحب الحضارة الذي اخترع فكرة وحدانية الله والسراط المستقيم بين الجنة والنار والخلود وأسس أول دولة في التاريخ إلى مرحلة الرشد؟ هل البشر يتحركون من البداوة والجلافة للتمدين أو العكس؟



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقلوهن بجرم الغناء (2)
- اعتقلوهن بجرم الغناء
- تقنيات تحارب غيبيات (2)
- تقنيات تحارب غيبيات
- مقاولو هدم الحضارات
- انتهازية الدين السياسي
- تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
- التخدير الديني سلاح النظم القمعية
- رسائل تنتظر قرارات سياسية
- شجرة زيتون غنّت للمتوسط
- الردع دواء التنمّر والمزايدات
- معايدة المسيحيين في أعيادهم
- أحمد عدوية وازدواجية عصره
- عندما قال فريد الأطرش: مش قادر!
- الرعية الفاسدة تستحق الكاهن الضرير*
- معايير المحاكم الإلهية
- أسرى الأساطير وضحايا الواقع
- أمراض الأمة إياها
- أميركا تستعيد وعيها وهيبتها
- صباح في ذاكرة ثقافة البحر المتوسط


المزيد.....




- الشيخ ماهر المعيقلي إماما وخطيبا لصلاة عيد الأضحى بالمسجد ال ...
- ماما جابت بيبي.. أسعدي طفلك تردد قناة طيور الجنة بيبي نايل س ...
- متظاهرون يهود في باريس من أجل وقف -الإبادة في غزة-
- “أغاني طوال اليوم” ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ...
- “موعد عيد الأضحى المبارك 2025 يقترب.. أيام معدودة تفصلنا عن ...
- أول تعليق من نتنياهو بعد الهجوم على الجالية اليهودية في كولو ...
- -محمد صبري سليمان-.. كشف هوية منفذ الهجوم على مسيرة لليهود ب ...
- السعودية تطلق مبادرة لتصحيح تلاوة زائرات المسجد النبوي
- مئات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى
- العشرات من المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عادل صوما - وضع الأقباط في الجمهورية الجديدة