زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 00:23
المحور:
الادب والفن
جاء من بلدةٍ بعيدة ، طفلٌ صغيرٌ يُدعى محمد تحمله جدّته بحنان لا يخبو ، لم يحمل هديّة … بل حمل قلبًا نابضًا بالدّهشة ، وبسمات وزّعها في ليلة شتائية في كلّ الجهات ، جاء عبلّين البلدة الجميلة القابعة كما الخال على خدّ الجليل..
وأخذ محمد الطفل الآتي من بعيد ، ينظر إلى الشجرة التي تستعدّ لتشعّ نورًا ، وتخبر عن ميلاد طفل السماء يسوع ..
جاءَ وعيناه تسألان عن سرّ هذا العيد .
لم يكن يعرف الكثير عن يسوع …
لكن الكاهن الجميل الأب سابا الحاج رآه في حضن جدّته فابتسم ، اذ رأى البراءة تغمر كيانه وتعيش في حناياه فدنا من الجدّة ، وحمله بمحبةٍ دافئة وحنان فائقٍ ، ورفعه كما رُفع الطفل الإله في مذود المحبّة . وهمس في قلبه الصغير: انت نور ايضًا - انت البراءة والطفولة الجميلة ... أنت وكل أطفال العالم أحبّاء السماء.
وعاد الطفل الى حضن جدته وهو يرنو بعُجبٍ الى أضواء الشجرة تتراقص وتلمع وتشعّ، فتألّقت عيناه بدهشة الطفولة ، وسرت في جسده الجميل قشعريرة لم يعرفها من قبل... هي محبةٌ نزلت من السماء، لا كهرباء ولا زينة.
وهمست الجدّة في اذنه : هذا هو يسوع ، طفل المغارة ، جاء من بعيد لأجلك ..
فابتسم محمد الطفل الجميل ، وكأنه ادرك ان هذا العيد ليس شجرةً فقط ، بل قلبًا يفتح ابوابه للنّور ولكلّ البَّشَر من كل لونٍ وشعبٍ وأُمّة .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟