زهير دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 16:45
المحور:
الادب والفن
إعداد: بديعة رضا عوّاد – عبلين
صادر عن دار سهيل عيساوي للطباعة والنشر.
في حُلّة قشيبة و بِ 94 صفحة من القطع المتوسط ، تطلّ علينا الكاتبة بديعة رضا عواد من بلدة عبلين بكتابها الجديد " منوّعات تراثيّة " لتضع بين أيدينا كنزًا من عبَق التراث الشعبيّ الفلسطينيّ ، جامعًا ما تفرّق بين الزغاريد والأغاني والأمثال والقصائد .
هذا العمل ليس مجرد تجميع عشوائيّ ، بل هو توثيق رائعٌ لملامح ذاكرة شعبيّة توشك أن تنزلق من بين أصابع الحداثة السريعة او تنمحي ، فتأتي الكاتبة بديعة الينا في محاولة صادقة لصوْنِها من الاندثار ، فألف اضمامة شكرٍ لها .
اختارت الكاتبة أن تُعيد الحياة إلى هذا التراث الحيّ ، الذي كان يومًا لسانَ حالِ الأفراحِ والليالي المِلاح ، وصوتَ الجدّاتِ في السهرات ، ووشوشةَ القيمِ النبيلةِ في الآذان الصغيرة .
من الأغاني التراثية التي وردت في الكتاب نجد : نداء الروح في " على دلعونا " ، والحزورة في " يا سيسلَب يا سيسلَب " وفرح القلب في " يا ظريف الطُّول وأصوات الأمهات في زغاريد ترفع اسم العريس عاليًا ، وتُخلّد لحظات الفرح في القلوب والذاكرة .
أما الأمثال ، فهي حِكَمُ الزَّمن ومرآةُ الحياة ، جمعتها الكاتبة برهافةِ حسّ ، لتذكّرنا بأنَّ ما قيل في الأمس لا يزالُ يطرق أبوابَ واقعِنا اليوم ، مثل : هُسّ يا كَذّابة ، وتحضَّرِي اسم الله يا زينة .
القصائدُ تضيف نكهةً وجدانيةً أخرى ، بين نبض الأرض والحبِّ والحنين ، وتكمل هذا النسيج التراثيّ الغنيّ.
وخُلاصة القول : إنّ هذا الكتاب ليس فقط لحفظ الذاكرة ، بل هو رسالةُ حبٍّ ووفاءٍ للتراث ، ودعوةٌ لكلّ قارئ أن يعود إلى الجذور، حيث أنَّ الكلمةَ مغزولةٌ من تراب وحبّ وحنان ، ومعطّرة بشذا الأيام الخوالي .
" منوّعات تراثية " عملٌ يستحقُّ التقدير، وهو إضافة نوعيّة في مسيرة حفظ التراث الشَّعبيّ الفلسطينيّ .
تحية للكاتبة العبلّينية التي نفتخر بها بديعة عواد على هذا الجهد الجميل ، وتحية أخرى نزفّها لدار النشر تحت إدارة اخي الكاتب والناشر الجميل سهيل عيساوي ؛ هذه الدّار التي احتضنت هذا المشروع الملوّن والرائع .
#زهير_دعيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟