أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لعبة التماثيل- من مجموعة ساعة دمشق الشعرية- نصوص كتبت في سقوط تماثيل الأسد















المزيد.....

لعبة التماثيل- من مجموعة ساعة دمشق الشعرية- نصوص كتبت في سقوط تماثيل الأسد


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


لعبة التماثيل
نصوص كتبت في سقوط تماثيل آل الأسد






إبراهيم اليوسف




القائد:
يترك وراءه:
نياشينَه الخلَّبية
رائحة لعابه على كرسيّ الرئاسة
ألبومَ صوره مع القادة الكذَّابين
في العالم
خطاباتِه الجوفاء
ورائحة اسمه الكريه
مدائحَ الشعراء التَّافهين فيه
ملامح وجهه في التماثيل الكثيرة
في كلِّ جهة...
كي يخذلَها
واحدًا تلو الآخر
وهو يلوذُ
بالهزيمة
والفرار..!


"سقوط"







المهلةُ المحدَّدة
انتهت
ولا أحدَ من المليون تمثال
رشَّح نفسه
في انتخاب التماثيل
الأخير...!


"مصرع التمثال"






كلُّ نبوءات الناس
باتت تتحقق
أرضُ الوطن
باتت تضيق بتماثيل السفاح
بعد أن تحطمت
أو أزيلت لتلوذ بالمستودعات المحروسة
ودون أن تنجو
من أطنان
البصقات....!.


" أمكنة لائقة"













أمكنةٌ كثيرةٌ
تمتدُّ بين "حوران" و"الجزيرة"
في انتظار
تماثيل كثيرة
بأسماء أبطال هائلين
يصنعون صباح البلاد....!


"غباء"





أيُّ غباء
أن يوزِّع الطاغية تماثيله
على طول البلاد وعرضها
من دون أن يكتب قصيدة
أو يحرِّر شبرًا من الأرض
أيّ غباء
أن يوزِّع الطاغية تماثيله
في كلِّ مكان
ودماءُ الناس
تسيلُ على مقربة منها
بعد أن يصوِّب عليهم عسسُه النار
أيُّ غباء
أن يوزِّع الدكتاتورُ تماثيله
شرقًا وغربًا
شمالًا وجنوبًا
وهو يعرف أنها
ترتجف ذعرًا
سامعة وقع خطوات المارَّة
حتى ولو حرستها
كلُّ أساطيل العالم وجيوشه...!.


"حوار"






لا يزال التمثال يئن متذمرًا
وهو يسأل:
ترى
أية جناية ارتكبها ذلك النَّحات القميء
بحقي
وهو يلوِّث طيني
طوال هذه السنوات
بإعداد تمثال
لهذا الدكتاتور..!..





"مؤتمرالتماثيل"








في المؤتمر السرّي الأخير
للتماثيل......:
توصلت جميعها
إلى قرار
الانشقاق
كي تصبح تماثيل حُرّة...!

"زوال"











ثمَّة تمثال ضخم
للطاغية ذاته
على مدخل المدينة
بات يتضاءل
يومًا وراء يوم
إلى أن لم يبق منه
أخيرًا
أيُّ
ظلّ....


"أمنية"








كتب تمثال في دفتر مذكراته:
لو وقع"مصباح علاء الدين" بين يدي
وجاءني ذلك الجنيُّ ليحقق أحلامي
لمحوت على الفور الملامح التي تأسرني
وخلعت بزَّة الدكتاتور الكريهة
كي أتحول إلى تمثال جديد
ل"مشعل التمو"
أو"إبراهيم قاشوش"
أو"حمزة الخطيب"
أو"غياث مطر"
وغيرهم من قائمة
"أطهار الوطن"....!


"حكمة"






بعد تجربة طويلة
مع الحياة والناس
استخلص تمثال
للدكتاتور
يقع في" ساحة السبع بحرات"
حكمة وحيدة
وهي" أن التماثيل التي
لا يصنعها الناس بأنفسهم
يحطمها....هؤلاء... بأنفسهم........!"




"التمثال الذي تنحَّى"






تمثال تمَّ ضبطه .......هاربًا
على الحدود
مع دولة مجاورة
قال في إفادته:
لم أعد أتمكن من الاستمرار
أمام نظرات الناس الشَّزرة
إليَّ...!


"قلق"






كلُّ تلك الأضواء الباهرة
والنياشين
والأعلام
واللافتات
وكاميرات الحراسة
و الآذان الاصطناعية المنتشرة
والدوريات
وسبطانات الرشاشات..
من الجهات الست
لا تستطيع
طمأنة مجرَّد تمثال واحد
في أن يغمض عينيه
لليلة واحدة
منذ أن حكم عليه
بارتكاب جريمة
لا يدَ له فيها...!


"شحوب"






الطِّفل الصغير
الذي راح يبحث في المدينة كلِّها
عن أبويه وأخوته
وأطفال الجيران
بعد أن سوت طائرة" ميغ" يوم أمس
بيته بالأرض
اكتشف
أن كل تماثيل المدينة
أصيبت بعدوى الشحوب
وانهيار الأعصاب..
قبل أن يركلها
المارة بأحذيتهم
في الشوارع


"الحي"




تمثالٌ أعرجُ
في مفترق الحيِّ
يعدُّ أيامه الأخيرة...
لا يزال يستغرب
كيف أن هؤلاء الذين جاؤوا كي يحطموه
إربًا إربًا
تركوا دماءهم في المكان
ليغادروا
بعيدًا
بعيدًا
كي يغرق في كوابيسه
الثقيلة
وهو في انتظار
اللحظة التي
يغادر فيها المكان
بلا عودة.....!

"ديركا حمو"











ساحةٌ واحدةٌ
وشهيدان
ثلاثةٌ
أربعةٌ
اسم من منهم نطلقه عليه
وهم يغمضون عيونهم
في انتفاضة"قامشلي"
على السقوط المريع
للتمثال الرَّهيب...!


تمثال ساحة "الرئيس"












الحلمُ الذي ساوره طويلًا
في أن تكون ساحة الرئيس في العاصمة
مجمع تماثيل الأسرة
ابنًا عن أب
وأبًا عن جد
تلاشى على حين"ثورة"
وباتت الساحة نفسها
نظيفة
من تمثال أي طاغية...!


"تمثال في محكمة "لاهاي"







تمثالٌ مندسٌّ
شُوهد في المحكمة الدولية في لاهاي
يقدم دعوى
-عليها مليارات التواقيع-
عن إهانة كبرى
لحقت بأترابه
بعد أن جندت
خارج تقاليدها العريقة
ملوثة
بأسماء
وياقات
وصولجانات
طغاة قتلة
وأفَّاكين...!


"احتجاج"









تماثيلُ صغيرة
تماثيل متوسطة..
تماثيلُ كبيرة........
خلعت بزَّاتها العسكرية
وألقت أسلحتها
جانبًا
كي تسير في جنازة تمثال
ألقت عليه طائرة
برميلًا من "تي إن تي"
خطأ
وهي تريد قصف روضة للأطفال..!

"عامودا"









تلك المدينة الصَّغيرة جدًا
والأخيرة في خريطة البلد
شبابها أنفسهم
أسقطوا في يوم 12-3-2004
أول تمثال للطاغية
في تاريخ الخوف
قبل أن يرسلوه في"سيارة القمامة"
هدية إلى دارالبلدية...
إنهم شباب عامودا
تلك المدينة الأصغر في الوطن
تلك المدينة الأكبر في الوطن
تلك المدينة الأخيرة في الخريطة
تلك المدينة الأولى في الخريطة....!


"مظاهرة "التماثيل"










ثلاثة تماثيل
بأحجار كريمة
شوهدت في مظاهرة "الجمعة" الماضية
وقد تخلصت من ملامحها السابقة
بعد أن أطلقت على نفسها
أسماء شهداء المدينة
وهي ترفع لافتة
بخط أنيق... وأحمر....!
مطالبة بإسقاط تماثيل الطغاة

في كلِّ العالم.....!....

10-1-2013



*
من مجموعة" ساعة دمشق" طبعت 2016
المجموعة تتضمن النصوص التي كتبتها منذ أول الثورة السورية
نشر النص في مجلة" دمشق" العدد 1-2013



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائشة شان أسطورة الفن في مواجهة تحديات عدة
- المطهّر الملوّث: غُسل السلطة بالدم
- مزكين حسكو: هل حقاً إنه أربعونك!؟
- الشاعرة مزگين حسكو: حكاية الحرف صفر وبياض الحلم والانطلاقة1- ...
- نباح الجرو الأجرب مسرحية قصيرة للأطفال
- غيابة نرمين في يومي الحزين في رحيل ابنة صديقي د. برزو محمود
- دستور الفيرومونات النحل وكيمياء النظام وسقوط الخطاب!
- الدجاجة المستديكة مسرحية قصيرة للأطفال
- شاهين سويركلي إننا نحزن عليك، إننا نحزن علينا
- على هامش فصل الكاتب حسن م يوسف دعوة إلى التسامح مع أصحاب الر ...
- سيرة بين السبورة والصحيفة والقضية: توفيق عبدالمجيد مناضل لم ...
- رهبة الوداع في هانوفر مزكين حسكو تعبر إلى الضفة الأُخرى من ا ...
- الشاعرة مزگين حسكو: حكاية الحرف صفر وبياض الحلم والانطلاقة
- مزكين حسكو... في أمسية- دوكر- هذه الليلة!
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- نداء إلى الكتّاب والمثقفين والإعلاميين والمختصين من أجل مئوي ...
- المثقف الكردي والسياسي ثنائية الكلمة والسلطة
- إنهم يقتلون أحفاد المكزون السنجاري: مجازر في قرى كردية في ال ...
- مزكين حسكو تتنفس برئتي الكتابة والحلم
- ثنائية الشجاعة والتهور على حافة الوعي واللاوعي


المزيد.....




- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - لعبة التماثيل- من مجموعة ساعة دمشق الشعرية- نصوص كتبت في سقوط تماثيل الأسد